تألقت السعادة بكل وضوح على شفتيها الباسمتين، وبرقت عيناها بالفرحة التى طالما انتظرتها سنوات عديدة، وهى ترتدى ثوب الزفاف الأبيض الحالم، ينعكس ضوء القاعة المبهر عليها، فتزداد لمعانًا، تتأبط ذراع زوجها الوسيم ذى الحلة السوداء الحالكة، ورباط العنق الصغير الأنيق، تطل السعادة من خلجات وجهه، فتزداد سعادتها، وقبل أن تكتمل الأسرة التى لم تلبث جذورها أن تستقر فى الأرض، فوجئ الجميع بالخبر الصعب ألا وهو الطلاق، انهارت الأسرة قبل أن تبدأ، وتساءل الجميع فى حيرة وذهول عن السبب. قصة تتكرر كل يوم بعد أن تزايدت حالات الطلاق بشكل ملفت فى مجتمعنا، فما الأسباب؟ وكيف نحمى الأسرة من هذا الكابوس؟ حماتى السبب تقول ليندا: أنهيت دراستى الإعدادية، وكنت أصغر بنات العائلة التى تتكون من عشرة أفراد، تقدم قريبى لخطبتى، ولم أكن أفهم معنى الزواج، كان عمرى خمسة عشر عامًا فقط، ومن داخلى لم أكن أرغب فى الزواج، إلا أن أهلى وافقوا وأقنعونى، وتزوجت، وكانت نهاية البداية من حماتى، فهى سيدة قوية وصعبة جدًا، وباتت حياتى مستحيلة، إلا أن طيبة زوجى جعلتنى أتمسك به، حتى أتانى من يخبرنى أن زوجى ينوى الزواج بيهودية تعرف عليها فى أثناء سفره للضفة الغربية، فأبلغت أهلى، ورأوا أنى لا يجب أن أبقى على ذمته.
سقط القناع تُرجع مديحة السعيد سبب طلاقها من زوجها لكثرة المشاكل بينهما فتقول: لقد سقط القناع عنه بعد زواجنا مباشرة، لم يعد ذلك الرجل الرومانسى اللطيف الذى أحببته وتزوجته، وظهرت شخصيته الحقيقية، أصبح جافًا فى تصرفاته وعدوانيًا معى، يغضب لأتفه الأمور، ولا يرضيه شيء مهما فعلت، حتى لو أضأت له أصابعى شمعًا، حاولت مرارًا وتكرارًا تجنب الطلاق للحفاظ على أسرتى، ولكن بعد أن وصل الأمر إلى حد الضرب والإهانة لم أجد حلاً سوى الطلاق. ليس بالجمال وحده يحيا الزواج نشأت بينهما قصة حب عميقة، كانا يعملان فى نفس المدرسة، جمالها الملفت للأنظار أثار إعجاب العديد ممن حولها، وكان هو ضمن هؤلاء، حتى تزوجا، وبسبب ظروفها المادية الميسورة أخذت تتجاهل زوجها باستمرار، وتتعالى عليه، فتعرف على فتاة أخرى ليست جميلة كزوجته، ولكنه وجد فيها الحنان الذى افتقده فى زوجته، فقام بتطليقها؛ ولكن بعد أن أنجبت. مفاجأة شهر العسل فتاة فى السادسة والعشرين من عمرها، تعمل بالتدريس، خطبت لرجل أعمال خطبة تقليدية، وتزوجا بعد الخطبة بأسبوع، نظرًا لأنه ميسور الحال، وكانت المفاجأة فى يوم زفافها الذى تنتظره كل فتاة بشوق وترقب، وجدته يقوم بحساب ما ستقوم بإنفاقه على المنزل من راتبها، وفى اليوم التالى لزفافها، فوجئت بأصدقائه قد أتوا للمنزل، وأخذ زوجها يلعب معهم القمار حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، واجهته ولكنه تشاجر معها، وأخذ يبيت خارج المنزل لثلاث أو أربع ليالٍ متصلة، وبعد أن نفد صبرها، تركت المنزل وعادت إلى منزل أهلها، وتم طلاقها بعد عام واحد من الزواج.
اختفاء زوج تعمل حاسبة فى أحد البنوك، طُلقت منذ ثلاث سنوات بعد أن تزوجت من شقيق صديقتها، رجل أعمال، لم تتعد فترة الخطوبة شهرًا واحدًا بعدها تزوجا، وبينما يقضيان شهر العسل فى أحد الفنادق اختفى تمامًا ولم يترك أثرًا، وبعد أن فقدت الأمل فى عودته، اضطرت إلى بيع شبكتها كى تتمكن من تسديد فاتورة الفندق الباهظة، والعودة إلى مصر، وهناك فوجئت بأن ورقة الطلاق تنتظرها بعد ثلاثة أسابيع بالضبط من الزواج. عفوًا والدى يتيمة الأب، عمرها 25 عامًا، خطبت لشاب هادئ بالطريقة التقليدية، كان عش الزوجية الجديد مقابلاً لشقة أسرة الزوج، من ثم أخذ الأب والأم بالتدخل فى أدق شئون حياتهما، مما أحال عش الزوجية السعيد إلى جحيم، حتى انتهى الأمر بالطلاق بعد سنة واحدة من الزواج، الذى أسفر عن طفل عمره ثلاثة أشهر. وهنا لا بد من طرح السؤال.. هل التربية الخاطئة هى المسئولة عن قصر عمر الزواج فى هذه الحالات، أم أنه الاختيار، أم التسرع وعدم دراسة كل طرف لشريكه المنتظر؟