موضوع: ثمانية أعجبتنى حتى أبكتنى 4/6/2012, 9:29 pm
الأولى : أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يحب محبوباً فإذا ذهب إلى القبر فارقه
محبوبه فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي.
الثانية : أني نظرت إلى قول الله تعالى : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ } ( النازعات: ٤٠ ) فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى إستقرت على طاعة الله.
الثالثة : أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع ثم نظرت إلى قول الله تعالى : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّـهِ بَاقٍ } ( النحل: ٩٦ ) فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده. الرابعة : أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلى قول الله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ} ( الحجرات: ١٣) فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.
الخامسة : أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضاً وأصل هذا كله الحسد
ثم نظرت إلى قول الله تعالى : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } (الزخرف: ٣٢ ) فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت أن القسمة من عند الله.
السادسة : أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضاً ويبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضاً
ثم نظرت إلى قول الله تعالى : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } ( فاطر: ٦ ) فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.
السابعة : أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له
ثم نظرت إلى قول الله تعالى : { وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ رِزْقُهَا }
( هود: ٦ ) فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله علي وتركت ما لي عنده.
الثامنة : أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله ، هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا على صحته وهذا على مركزه ثم نظرت إلى قول الله تعالى : { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } ( الطلاق: ٣ ) فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في التوكل على الله.