فرحت السماء بقدوم مولده فانهالت دموعها مطرا فنزلت قطرات الماء على زهور الأرض فتفتحت زهرة تلو الأخرى و تناثرت أوراقها الحمراء مرتفعة في الهواء ففرح الهواء ومن فرحته تلاعب بها فسقطت أرضا فتهللت الأرض فرحا فأرسلت نداء إلى السماء فقالت لها مفتخرة أنا اليوم أكثر منك فرحا فانا الأرض وأنت السماء أنا من مشت علي قدم الحبيب سنين وزارتك ليلة واحدة ألا وهي ليلة الإسراء والمعراج, فأجابتها السماء تواضعا قائلة أنا السماء وأنت الأرض وان من تتكلمين عنه هو الحبيب المصطفى الذي علم اهلك (أهل الأرض) انه لا فرق بين احد منهم إلا بعمله الصالح فان أردت أن تثبتي من أكثر حبا فاثبتي لي من أكثر صلاحا فتعالي نرى إن كان اهلك ام أهلي , فسكتت الأرض خجلا وسكنت وبعدها بفترة تنهدت فقالت أنا أحبه ولا استطيع أن اصف حبي له فهو سيد أهلي وسيد الخلق والكائنات ولكني لن استطيع أن اثبت لكي من أكثر صلاحا فان أهلي تغيروا ولكن حبي له لم يتغير فأن عيوني تفجرت بكاء وسالت منها دموعي فأصبحت بحرا من حزني على أهلي فإنها دموعا على حب النبي (صلى الله عليه وسلم).