بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
هذا الموضوع إن شاء الله تعالى سيكون بمثابة دليل عن حكم التجسس ( إختراق)
سواء كان هذا الإختراق لبريد إليكتروني أو لموقع أو سيرفر او شبكه أو جهاز كمبيوتر
وسوف نبين مدي جواز الإختراق (التجسس علي اجهزة الغير) .
حكم اختراق مواقع اعداء الاسلام
السؤال
أنا طالب تكنولوجيا معلوماتية وخبرتي بالكومبيوتر والإنترنت كبيرة وبما
فيهم الحماية والاختراق.الحمد لله وأسأل الله أن يزيدني علما..لذلك أنا
أقضي ساعات طويلة على الإنترنت أقوم باختراق بريد ومواقع وحتى أجهزة..مع
العلم أن اختراقاتي موجهة إلى أعداء الإسلام فقط وأكثرهم من الدنماركيين
والأمريكان.. وأريد أن أعرف إذا كان الذي أفعله خطأ وما حكم ذلك؟ بارك الله
فيكم وأعانكم على مساعدة الأمة الإسلامية..ولكم جزيل الشكر.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به هو أن تشغل وقتك فيما ينفعك في دينك ودنياك، وعليك أن تستفيد بما تعلمته من أمور الإنترنت والكمبيوتر في ذلك.
أما قيامك باختراق المواقع
والاجهزة الخاصة بأعداء الإسلام كالمواقع التي تحارب الإسلام وتشوه
حقائقه وتصد عن سبيل الله وتسب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فلا حرج
في ذلك، بل ذلك واجب على المستطيع كفا لشرها ودفعا لأذاها، ولكن عليك أن
تحذر أن يستهويك هذا الأمر فتقع في اختراق أجهزة المسلمين من المقيمين في تلك البلاد أو أجهزة ومواقع من لا يحاربون الإسلام علما بأن الأصل ان اختراق
أجهزة الكمبيوتر لا يجوز لما فيه من الاعتداء على حقوق الغير واحتمال
الاطلاق على أمور خاصة بصاحب الجهاز لا يجب أن يعرفها غيره، لكن إذا تعين اختراق أجهزة ومواقع أعداء الإسلام سبيلا لدفع أذى أصحابها جاز ذلك.
نسأل الله عز وجل أن يعلمك العلم النافع وأن ينفع بك المسلمين.
حكم الإختراق بصفه عامه للأستفاده من معلومات او ما شابه
السؤال
هل اختراق
كمبيوتر ملك لشخص آخر من دون علمه بحيث أستطيع أن آخذ منه ما أريد حرام
أم حلال؟ مع العلم بأني لن أضره في شيء، حيث إني سآخذ نسخة مما أريد من
عنده وأترك الأصل مكانه من دون أي ضرر به.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للأخ السائل الاختراق المذكور، لما فيه من الاعتداء على حقوق
الغير واحتمال الاطلاع على أمور خاصة به لا يجب أن يعرفها غيره.
وقد
قال الله تعالى: وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ
الْمُعْتَدِينَ[البقرة:190]. وقال صلى الله عليه وسلم: من نظر في كتاب أخيه
بغير إذنه فإنما ينظر في النار. رواه أبو داود ، وفي سنده ضعف، كما صرَّح
به ابن حجر في فتح الباري.
وقال الخطابي : وقيل إنه عام في كل كتاب؛
لأن صاحب الشيء أولى بماله وأحق بمنفعه ملكه، وإنما يأثم بكتمان العلم
الذي يُسأل عنه، فأما أن يأثم في منعه كتابًا عنده وحبسه من غيره فلا وجه
له. والله أعلم. انتهى من عون المعبود.
وهذا الحديث مع ضعفه يُعمل به
في مثل هذا الأمر. وبناء على ذلك فإننا ننصح الأخ بأن يتوب إلى الله تعالى
مما فعل، وأن يرد ما أخذه من جهاز صاحبه بغير إذنه، إلا إذا علم أنه
يتسامح معه في ذلك لقوة ما بينهما من علاقة، لقوله عز وجل: أَوْ
صَدِيقِكُمْ [النور:61].
والله أعلم.
تتبع عورات الناس للغرض المذكور باب فساد لهم
السؤال
هل يجوز لأحد أن يخترق جهاز الكمبيوتر الخاص بالآخرين، ليطلع على أسرارهم
وما يخزنونه في أجهزتهم أو على مراسلاتهم عبر البريد الإلكتروني بحجة أنه
يريد دعوتهم وإصلاحهم؟ وعندما يكتشف أنهم يقومون بأعمال خاطئة أو محرمة
يقوم بدعوتهم، ويبين لهم أنهم على خطأ، وقد يتراجع بعضهم ويرفض البعض، وهو
لا يقوم بفضحهم مباشرة، أي إنه قد يقص على الناس شيئاً من تلك القصص وهو
يقصد أن يوجههم ولا يذكر اسم من كشفه فهل هو على حق فيما يفعل؟
مع
العلم أنه يدخل أحيانا على بعض المشاهير من الكتاب والمصلحين فيكتشف بعض
أخطائهم ومخالفة أفعالهم لأقوالهم وما يدعون إليه، فينصحهم ويبين لهم
زللهم، ولكن صورتهم تلك تهتز بالتأكيد، وقد يجر الأمر إلى تعميم ذلك على كل
الدعاة أو المصلحين أو الكتاب، وقد يلمح أحيانا إلى ذلك دون ذكر أسماء
بحجة التحذير.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتتبع أخبار الناس والتجسس عليهم محرم ،سواء كان في البحث عن عيوبهم أو
للاطلاع على أخبارهم، لقول الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا
تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ
يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات:12] .
قال ابن حجر الهيتمي : ففي الآية النهي الأكيد عن البحث عن أمور الناس المستورة وتتبع عوراتهم.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا تجسسوا ولا تحسسوا" رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة .
ومن شك في أحد أنه يرتكب معصية أو يخالف الشرع، فلا يجوز له التجسس عليه
بمجرد الشك، لأن الأصل أن يحمل المسلمون على البراءة من الذنوب والمخالفات
حتى يتبين خلاف ذلك، وحتى لو ظهرت له قرائن أو أمارات على المعصية أو
المخالفة، فلا يجوز له أيضاً التجسس، إلا إن خشي فوات حرمة أو حق.
قال
القاضي أبو يعلى الحنبلي في (الأحكام السلطانية): إن كان في المنكر الذي
غلب على ظنه الاستمرار به بإخبار ثقة عنه انتهاك حرمة يفوت استدراكها
كالزنا والقتل جاز التجسس عليه والإقدام على الكشف والبحث، حذراً من فوات
ما لا يستدرك من إنتهاك المحارم، وإن كان دون ذلك في الريبة لم يجز التجسس
عليه ولا الكشف عنه.انتهى.
وقال ابن مفلح في (الآداب الشرعية): نص أحمد فيمن رأى إناءً يرى أن فيه مسكراً أنه يدعه، يعني لا يفتشه.
وما ذكرت في السؤال سوء ظن بالمسلمين وتتبع لعوراتهم، وتجسس على أخبارهم،
وهمز ولمز لهم، وكلها محرمات في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
بل هي ظلمات بعضها فوق بعض، فعليه أن يقلع عن ذلك وإلا فضحه الله في
بيته، فقد أخرج أبو داود عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا
المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن
تتبع الله عورته يفضحه في بيته" .
قال الألباني : حسن صحيح .
وتسويغ هذا الفعل المشين بأن القائم به إنما حمله عليه السعي في إصلاح
أصحابه ودعوتهم إلى الخير، أقول: هذا التسويغ من تلبيس الشيطان، لأن الله
لا يدعى إلى دينه إلا بما شرع وحلل، لا بما نهى عنه وحرم، هذا بالإضافة إلى
ما في ذلك من مفاسد لمن يزعم أنه يريد اصلاحهم.
فقد أخرج أبو داود و
ابن حبان عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: "إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم" .
والحاصل
من فعل ذلك أن يتوب إلى الله سبحانه وسيتغفره، ويحلل ممن تجسس عليهم، أو
همزهم أو اغتابهم قبل أن يأخذوا حقهم منه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من
أتى الله بقلب سليم.
والله أعلم.
التجسس على حرمات الآخرين
السؤال
ما حكم التجسس في الإسلام، وما هو عقاب من يتجسس على حرمات الآخرين بحجة الخوف عليهم؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التجسس على المسلمين وتتبع عوراتهم أمر حرام حرمه الله تعالى في محكم
كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى: يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ
بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم
بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا
فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ
{الحجرات:12}.
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا
تجسسوا ولا تحسسوا.. وعقاب من فعل ذلك هو: الفضيحة في الدنيا والخزي في
الآخرة، فقد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من
آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم
فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في
بيته.
ولا يجوز ذلك ولو كان مغلفا بالمصلحة أو الخوف... إلا إذا كان على المجرمين واللصوص وقطاع الطرق وما أشبههم،
~~~~
مع تحياتي
بنت العراق
تشااو
[/size]