محمد صفر : المسرح النوعي إشباع لغريزة إنسانية
بعد حصوله على جائزة أفضل ممثل دور أول
منى كريم
محمد صفر ممثل كويتي شاب في السنة الرابعة في المعهد العالي للفنون المسرحية، حصل مؤخراً على جائزة أفضل ممثل دور أول عن شخصية المهرج ضمن عمل المعهد «غني .. ثلاثة فقراء» من إخراج عيسى ذياب الذي شارك في مهرجان الشباب السادس الذي أسدل الستار عليه مؤخراً. في هذا اللقاء، يتحدث صفر عن انطلاقته ورغباته وأحلامه وأفكاره حول المهرجانات والإخراج والتمثيل.
{ حدثنا عن انطلاقتك بين المعهد والمهرجانات؟
- عشقت التمثيل منذ صغري، وكنت أتمنى أن أترك الدراسة وأتفرغ للتمثيل، إلا أنني انتظرت لأنضم للمعهد العالي للفنون المسرحية لأصبح ممثلاً محترفاً، فقد كانت معرفتي بالتمثيل تقتصر على ما أشاهده على التلفزيون، حتى حضرت إحدى مسرحيات المعهد العالي من إخراج الفنان خالد أمين وهي «رأس المملوك جابر» لسعدالله ونوس. وجاءت مشاركتي الأولى بمحض الصدفة حين حصلت على دور عابر لشخصية رجل عراقي في مسرحية «سوق الجمعة» للجيل الواعي وحصلت وحيداً على شهادة تشجيعية للدور الواعد، وفي هذا الدور استطعت أن أحصل على مساحة أكبر جاءت بشكل كوميدي أحبه الكثيرون.
{ ومتى وصلت إلى نقطة التحول؟
- بعد هذا الدور كان الجميع يراهن على فشلي إن حاولت الخروج عن الكوميديا، ولكنني كنت أنتظر أي فرصة لأبرهن العكس. داخل المعهد اخترت مشهداً من مسرحية «ذوبان الجليد» لسليمان البسام في مادة «الفرديات» بإشراف الأستاذ بدر القلاف. ومن ثم جاءت مسرحية «بين صخرتين» العام الماضي من اخراج علي المذن الذي ترك لي الخيار في اختيار أي شخصية ومن ضمنها الكوميدية إلا أنني اخترت تحدي نفسي بتجريب الدور الكوميدي. بعدها جاءت مشاركتي الأخيرة بشخصية مركبة للمهرج في مسرحية «غني .. ثلاثة فقراء» والتي حصدت من خلالها جائزة أفضل ممثل أول.
{ متى شعرت بانجذابك للمسرح النوعي؟
- في المدرسة، كنت أعمل في المسرح المدرسي حين تتاح لي الفرصة وكنت أحضر بعض عروض مشاريع طلبة المعهد العالي والمهرجانات، وأعجبني كل من عبدالله التركماني في مسرحية «قاع» وفيصل العميري في مسرحية «الهشيم» ونصار النصار وغيرهم.
{ بماذا تفكر في اللحظة القادمة؟
- أتمنى أن أقدم عمل مونودراما لأنني أعتقد بأنه أكبر اختبار للممثل وفيه مساحة كبيرة ليمارس الفنان موهبته ويقدم أفكاره بأسلوب ما. كما أتمنى أن أخرج عملاً بعد تخرجي من المعهد من خلال مهرجان الخرافي، وهي تجربة أحاول العمل عليها من كل الجوانب في الوقت الحالي. المسرح مكان للتجريب الإبداعي، والجائزة التي حصلت عليها ما هي إلا مسؤولية.. مثلما تمثل شهادة التخرج من المعهد العالي مسؤولية تدفعنا إلى تقديم أفضل ما لدينا والتعلم.
{ ماذا عن التلفزيون .. هل سيخطفك؟
- أتمنى العمل في التلفزيون، إلا أنني سأنتمي دائماً للمسرح النوعي خاصة لأنه الوحيد القادر على تطوير أدوات الفنان وإظهار طاقاته. للأسف، خطف التلفزيون الكثير من نجوم المسرح النوعي، خاصة أن بعضهم لا يريد أن ينهمك لأشهر لتقديم عمل يستمر لساعة واحدة ومن ثم يختفي، ففي الكويت تتم إعادة العروض الفائزة ويتم تناسي البقية، وهو أمر يسبب الإحباط لفناني المسرح.
{ بأي أسلوب ستختار الإخراج؟
- أنا أميل للمدرسة الواقعية لأنني أعتقد بأنها قادرة على إعادة الجمهور للمسرح النوعي، وبالتالي تعجبني كثيراً النصوص العربية الواقعية لأنها واضحة وترتبط بقضايا الإنسان العربي مثل نصوص سعدالله ونوس. المسرح الواقعي يصل للجمهور ولا يقتصر على النخبة، لذا أجد أنه أكثر قدرة على حل جزء من إشكالية الوضع المسرحي في الكويت.
{ ماذا تنتظر من المسرح؟
- المسرح متعة وإشباع للغريزة الإنسانية، وهذا يكفي بالنسبة لي. جزء من جمال المسرح الجهد المبذول لمدة أشهر والتجريب والفشل والنجاح. كوني طالبا في المعهد العالي للفنون المسرحية، أعتبر نفسي موجودا في مختبر فني نحصل من خلاله على الحب والمتعة، ونتعلم أشياء جديدة كل يوم من التفاصيل الصغيرة.
{ ماذا عما يدور حول جمهور المسرح؟
- هنالك جمهور دخيل على جمهور المسرح النوعي نجده يستخدم أساليب سيئة تجاه الممثلين، ولا يحترمون جهودهم. حتى وإن كان مستوى الممثل غير مقنع، يجب أن يكون هنالك احترام للمسرح والعاملين فيه، وهذه الثقافة للأسف ليست مكرسة لدينا.
{ ماذا عن جو المهرجانات؟
- المهرجانات هي المتنفس الوحيد لفناني المسرح النوعي، إلا أنهم ينتظرون دائماً فرصة إعادة تقديم العروض داخل وخارج الكويت، وتحول المسرح إلى منظومة احترافية مستقلة. الجميع يتطلع لتقديم الأفضل في المهرجانات، إلا أننا نقع دائماً في فخ التقليد، لنجد بأن في الفترة الأخيرة ركز الجميع على استخدام المجاميع ومن قبلها مشاهد التعبير الحركي، إلا أن كل هذه الموجات تزول، ويقول الفنان الحقيقي لنفسه «ما يصح إلا الصحيح».
تاريخ النشر : 2009-11-22
جريدة أوان