اندثرت أسطورته…لم يعد حديث الناس…
تحول من قصر أنيق فاخر تباهى مالكيه بشموخه واتساعه..
إلى ملجأ للأشباح ..لا يُذكر سوى في قصص الرعب يُحكى لإخافة الصغار..
هجره أهله..فهجره سمعته وبريقه…
رغم أن الأنوار لا تزال تضاء فيه..
و الموسيقى لا تزال تعزف فيه..
والأطياف تتراقص في فناءه وساحته..
ما من أحد من أهل القرية قد لا حظ ذلك!!
ربما فعلوا!..وتجاهلوه!
حاول هو الآخر أن يتجاهله…
ولم يستطع!
* * *
لطالما شعر أن هذا القصر مرتبط به..
في كل ليله يترقب ما قد يحدث في القصر..
وفي كل ليله..يزداد إيمانه ..أن في القصر ساكن!
عدل الصحيفة وحاول القراءة بتركيز..
زوجته بقربه تشاهد التلفاز..
أحد أطفاله يلعب بتمثال خشبي على شكل جندي..
والآخرون يقفزون ويركضون هنا وهناك..
لم يلتفت إليهم..ولا إلى زوجته..
أراد بالفعل أن يقرأ الصحيفة بدقة..
لكن أطياف القصر آبت أن تتركه وشأنه..
كان القصر يطل من النافذة خلفه..
إن أراد أن يلقي بنظرة فاحصة على القصر ، لزم عليه أن يستدير إلى وراء..
لكنه في قرار نفسه لم يرد ذلك..
وهو جالس على مقعده..يعلم متى تدق أجراس ساعة القصر..
يشعر بأنواره يضاء وحدا تلو الآخر ..
ويتناهي لسمعه أصوات الموسيقى الكلاسيكية..
وتلوح أمامه أشباح رمادية متراقصة..
نساء يرتدين فساتين ذهبية براقة..ورجال ببذلتهم الرسمية
هيأ له أنه يراهم يرقصون في كل مكان حول القصر..
كأنهم خرجوا من اللوحات الزيتية المعلقة على جدران القصر نفسه..
وأكثر ما يخيفه..أنهم بلا وجوه..
ارتجفت يده الممسكة بطرف الصحيفة..
خشي أن تلحظ زوجته ذلك
نظر إليها من ركن عينيه..دون أن يدير رأسه..
بدت هادئة…صامتة…كالموت..
لماذا هو الوحيد الذي يشعر بذلك؟* * *
أراد أن يكتشف الجواب بنفسه..