زائر زائر
| موضوع: واجبات اهل العلم في مابينهم 23/8/2013, 3:22 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الواجب على أهل العلم من العلماء الكبار ومن دونهم ، والطلبة
فيما بينهم: فعلى كل منهم أن يحب للآخر ما يحب لنفسه . وهذا واجب عمومي على جميع المسلمين .
لكــن أهلالعلم عليهم مـــن هــذا الحــــق أعظم ممــا على غيرهم ،
لما تميزوا به ، ولما خصهم الله به ، وعلى كل منهــم أن يدين لله ،
ويتقرب إليه بمحبته جميع أهلالعلم والدين ، فإن هذا الحب من
أعظم ما يقرب إلى الله ، ومن أكبر الطاعات .
وهـــذا الحب يتبع ما اتصف بـه الإنسان من الأمور التي يحبها الله
ورسوله ، منالعلم والاشتغال بـــه ، والعمل ، فإن نفس الاشتغال
بالعلوم الشرعية وتوابعها من أجل الطاعات .
ثــم حصولالعلم للشخص هو من الأوصاف التي يحب لأجلها ، ثم
تعليمه للناس وعمله مما يجب أن يحب عليه .
فكل هــذه الأمور موجودة في أهلالعلم ، فلهم مـــن الحق على أهل
العلم وعلى غيرهم ، أن يميزوا بهذا عــن غيرهم ، لـمـا لهــم مــن
المميزات ، وإذا عثر أحداهم وغلط في مسألة علمية ، تعين ستر
ما صدر منه ، ونصيحته بالتي هي أحسن .
ومن أعظم المحرمات ، وأشنع المفاسد ، إشاعة عثراتهم ، والقدح
فيهم في غلطاتهم ، وأقبح من هذا وأقبح : إهدار محاسنهم عند
وجود شيء من ذلك .
وربما يكون - وهو الواقع كثيرا - أن الغلطات التـي صدرت منهـــم
لهم فيها تأويل سائغ ، ولهم اجتهادهم فيه .
معذورون ، والقادح فيهم غير معذور .
وبهـــذا وأشباهه يظهـــر لك الفرق بين أهلالعلم الناصحين ،
والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين .
فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم : التعاون على البر والتقوى، والسعي
في إعانة بعضهم بعضا في كل ما عاد إلى هذا الأمر ، وستر عورات
المسلمين ، وعدم إشاعة غلطاتهم ، والحرص علـى تنبيههم ، بكـل
ما يمكن من الوسائل النافعة، والذب عن أعراض أهلالعلم والدين. ولا ريب أن هذا من أفضل القربات .
ثــم لــو فرض أن مــا أخطئو فيـــه ، أو عثروا ليس لهــم فيه تأويل
ولا عذر ، لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحاسن ، وتمحي
حقوقهم الواجبة بهذا الشيء اليسير ، كما هو دأب أهل البغي
والعدوان ، فإن هذا ضرره كبير ، وفساده مستطير .
أي عالم لم يخطئ ؟ وأي حكيم لم يعثر ؟
وقــد علمــت نصـــوص الكتاب والسنة التـي فيها الحث على المحبة
والائتلاف ، والتحذير من التفرق والاختلاف، وأعظم من يوجه إليهم
هــذا الأمــر : أهــلالعلم والدين ، فمتى لزموا هذه الأوامر الشرعية
الحكيمة، تبعهم الناس، واستقامت الأحوال، ومتى أخلوا بذلك، وحل
محله البغي والحسد ، والتباغض والتدابر ، تبعهم الناس ، وصاروا
أحزابا وشيعا ، وصارت الأمور في أطوار التغالب وطلب الانتصار ،
ولو بالباطل ، ولـم يقفوا على حد محدود ، فتفاقم الشر ، وعظــــم
الخطر ، وصار المتولي لكبرها : من كان يرجى منهم - قبل ذلك -
أن يكونوا أول قامع للشر !
وإذا تأملت الواقع ، رأيت أكثر الأمور علــى هــــذا الــوجه المحزن !
ولكنه مع ذلك يوجد أفراد من أهلالعلم والدين ثابتين عــلى الحق ،
قائمين بالحقوق الواجبة والمستحبة، صابرين على ما نالهم في هذا
السبيل من قدح القادح ، واعتراض المعترض ، وعدوان المعتدين .
فتجدهم متقربين إلى الله بمحبة أهلالعلموالدين، جاعلين محاسنهم،
وآثارهم ، وتعليمهم ، ونفعهم نصب أعينهم ، قد أحبوهم لما اتصفوا
به ، وقاموا به من هذه المنافع العظيمة ، غير مبالين بما جاء منهم
إليهم من القدح والاعتراض، حاملين ذلك على التأويلات المتنوعة،
ومقيمين لهم الأعذار الممكنة .
ومـــا لــم يمكنهم مما نالهم منهم أن يجدوا له محملا ، عاملوا الله
فيهم ، فعفوا عنهم لله ، راجين أن يكون أجرهم على الله ، وعفوا
عنهم لما لهم من الحق الذي هو أكبر شفيع لهم .
فإن عجزوا عــن هـذه الدرجة العالية ، التــي لا يكاد يصـــل إليهـــا
إلا الواحد بعــد الواحد ، نزلوا إلــى درجة الإنصاف ، وهــي اعتبار
ما لهم من المحاسن ، ومقابلتها بالإساءة الصادرة منهم إليهم ،
ووازنوا بين هذه وهذه .
فــلا بــد أن يجـــدوا جـــانب الإحسان أرجح من جانب الإساءة ، أو
متساويين، أو ترجح الإساءة ، وعلى كل حال من هذه الاحتمالات
فيعتبرون ما لهم ، وما عليهم .
وأمــا مـن نزل عن درجة الإنصاف ، فهو بلا شك ظالم ضار لنفسه تارك من الواجبات عليه بمقدار ما تعدى من الظلم .
فهــذه المــراتب الثلاث : مرتبة الكمال ، ومرتبة الإنصاف ، ومرتبة
الظلم ، تميز كل أحوال أهلالعلم ومقاديرهم ودرجاتهم ، ومــن هـو
القائم بالحقوق ، ومن هو التارك ، والله تعالى هو المعين الموفق .
وأما واجب أهلالعلم المتعلق بالخلق ، فإن مهمتهم أعظم المهمات،
وعليهم من القيام بالحقوق أضعاف ما على غيرهم ، فـإن الله أوجب
عــلى أهـــل العلـــم أن يبينوه للنـاس ولا يكتموه ، فيعلموا الجاهلين
وينصحوا ويعظوا، ويذكروا، ويصدعوا بأمر الله، ويظهروا دين الله.
فكما أمر الله الجهال أن يتعلموا ، فقد أمر أهالعلمأن يعلموا الناس
على اختلاف طبقاتهم، وأن يحنوا عليهم، ويعلموهم مما علمهم الله. قال تعــالى : { وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ
وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } آل عمران 187 ، وقال تعالى { وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ
بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } آل عمران 79 وأمر بالتبليغ والتذكير في عدة آيات . وقال صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية )(1) وذم الله الكاتمين للحق في عدة آيات .
وأكثر الشرائع الظاهرة والباطنة ، لا يمكـن قيامها ، ولا العمل بها ،
إلا بتعليم أهل العلم، وتذكيرهم بكل وسيلة ، وبكل طريق ومناسبة . ما أمر الله الجهال والمسترشدين أن يتعلموا ، حتى أمر أهل العلم
أن يرشدوا ويعلموا . ...
كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد والفنون
المتنوعة الفاخرة ( ص 89 ) للشيخ عبدالرحمن السعدي
...
(1) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك أحاديث الأنبياء ، ب ما ذكر عن بني إسرائيل ،
ص 666 / ح 3461 ) من حديث عبد الله بن عمرو
|
|
✿בـڪـآياﺕ ـآلمِـطر « كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 4873 تقييمــيً % : : 57845 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 194 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 23/09/2011
| موضوع: رد: واجبات اهل العلم في مابينهم 26/8/2013, 3:17 pm | |
| آلسَلام عليكَم ورحمهۃ آلله وبركآتهۃ كيفكَ حبيبتيَ ؟ إن شاء آلله تكونيَ بخيرَ موضوعكَ فعلاً رآئع جداً جزإكِ آلله خيراً علىَ مجهودكَ ، موضوعكَ فيَ قمهۃ آلروعهۃ عنجدَ موضوعَ قيمَ (: ، أستودعكِ آلله الذي لآ تضيع ودآئعهۃ | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: واجبات اهل العلم في مابينهم 26/8/2013, 3:45 pm | |
| |
|