عاش فى منزل قريب من المستنقع ، ثلاثة اخوة ، مع والدهم ، وكان جميعهم يعرف ان العيش
بالقرب من المستنقعات سئ جدا : هذا ضار بالصحة ومزعج يضيق له الصدر .
قام الاب عندما اتاه الموت بجمع ابناءه ، وقال لهم : اسمعوا يا اولاد ! لابد لكم من الانتقال من
هذا البيت الى مكان اخر . ليس من المستنقع غير الاوبئة والامراض . ابنوا لانفسكم بيتا فى
مكان ما على سفح الجبل ، وهناك ستتحسن حالتكم . ولكن قبل البدء فى هذا العمل ، اطلبوا
المشورة من الشيخ الحكيم الذى يعيش فى الغابة .
مع مرور الزمن ، رأى الاخوة ان والدهم كان على حق . يجب عليهم الرحيل بعيدا
عن المستنقع . تحدثوا فيما بينهم ، وقرروا ان يذهب الاخ الاكبر الى الغابة للحصول
على مشورة الحكيم : هل يرحلون ام لا .
وهكذا وصل الاخ الاكبر الى لحكيم ، وسأله :
- مذا نفعل ؟ انفعل سوءا ، لو ابتعدنا عن المستنقع وقمنا ببناء منزل على
سفح الجبل ؟ ماذا تقول ؟
تفعلون سوءا - اجاب الحكيم ، دون ترك عمله الذى كان منشغلا به .
توقف هنا الاخ الاكبر عن متابعة السؤال ، وخفض رأسه ، وعاد الى منزله
حزينا .
وفى المنزل ، قام بنقل اجابة الحكيم الى اخويه .
- وهل اخبرته عن تعاسة معيشتنا ؟ - تساءل الاخ الاوسط . ساذهب انا واشرح للشيخ
كيف نعيش .. وانطلق الى الغابة .
- قل لى ، ابها المحترم ، التفت الى الحكيم ك ماذا نفعل ؟ ليس فى مقدورنا الاستمرار فى العيش
قرب المستنقع . ارهقتنا المصائب والامراض . وسال بلهفة : هل من المجدى لنا الرحيل من ناك ؟
انفعل سوءا اذا بنينا منزلا على سفح الجبل ؟
- تفعلون سوءا - اجاب الحكيم مرة اخرى .
وكذلك عاد الاخ الاوسط الى المنزل حزينا . وبالمثل استمع اليه اخواه .
- حسنا ، وماذا بعد ، قال الاخ الاصغر بمرح - اظن الان ن على ما يبدو ، قد اتى دورى
للذهاب الى الشيخ ، وذهب الى الغابة .
واقترب من الشيخ الحكيم ، انحنى الاخ الاصغر بكل احترام ن وجلس على
جذع بالقرب منه ، وقال : يا ايها الشيخ الحكيم ! عند موته ، اوصانا ابونا بالرحيل عن
المستنقعات ن حيث تهاجمنا الامراض والاوبئة .
انفعل خيرا ، اذا قمنا ببناء منزل على سفح الجبل ؟
ما هى مشورتك لنا ؟
- تفعلون خيرا كبيرا ، يا بنى ! اجاب
الحكيم .
بدت للاخ الاصغر كما لو ان
اجنحة نمت له من شدة الفرح ،
اعرب عن شكره للشيخ الحكيم
وجرى مسرعا الى البيت ، حيث
كان يتنظره بفارغ الصبر
اخواه .
- ايا اخوان ! صرخ الاخ الاصغر .
لقد قال الحكيم انه سيكون جيدا
للغاية اذا قمنا ببناء منزلنا على سفح
الجبل !
بينما الاخوان فتحا افواههما
من الدهشة .
- كيف ذلك ؟ سالا معا فى
وقت واحد . هل كان يسخر
منا ؟
وركض الاخوة الثلاثة فى
اتجاه الغابة .
- ايها الشيخ الحكيم ! قال الاخ
الاكبر : هل كنت تسخر منا ام ماذا ؟ لماذا
قلت لى ولاخى الاوسط اننا نفعل سوءا اذا قمنا
ببناء منزل على سفح الجبل ، بينما قلت لاخينا الاصغر
اننا نفعل خيرا كبيرا لو فعلنا ذلك ؟
- لا ، لم اقصد السخرية منكما ، اجاب الحكيم . سألتمانى :
(( انفعل سوءا اذا بنينا منزلا على سفح الجبل ؟ وسال
اخوكما الاسغر : (( انفعل خيرا ، اذا قمنا ببناء منزلنا على
سفح الجبل ؟ )) . واجبته : (( ستفعلون خيرا كبيرا )) ! قلت له
ذلك لانه بدأ بكلمة (( خير )) ، وانتما بدأتما بكلمة (( سوء )) .
كيف للعمل ان ستمر ، اذ بدأناه بالخوف ظانين به ظن
السوء ؟ لا بد من حسن الظن ! اضاف الحكيم .
شكره الاخوة وذهبوا مجتمعين لبناء المنزل الجديد .
:43r43re: :43r43re: :43r43re: :43r43re: :43r43re: :43r43re: :43r43re: :43r43re: :43r43re: :43r43re: :43r43re: