(الْثعلْب يأكلْ الْقمر )
في لْيلْة مقمرة، كان الْثعلْب الْجائع يطوٍَف خلْسة حوٍَلْ بيتِْ في مزرعة
بحثاً عن فريسة.. وٍَأخيراً.. وٍَبعد طوٍَلْ معاناة، قابلْتِْهـ هـرة صغيرة..
فقالْ لْهـا: لْستِْ وٍَجبة مشبعة لْمخلْوٍَق جائع مثلْي
لْكن في مثلْ هـذا الْوٍَقتِْ الْصعب
فإن بعض الْشيء يكوٍَن أفضلْ من لْا شيء.
وٍَتِْهـيأ الْثعلْب لْلْانقضاض علْى الْهـرة.. فناشدتِْهـ قائلْة : كلْا أرجوٍَك.. لْا تِْأكلْني.. وٍَإن كنتِْ
جائعاً، فأنا أعلْم جيداً أين يمكن لْلْفلْاح أن يخبئ قطع الْجبن.. فتِْعالْ معي، وٍَستِْرى بنفسك.
صدق الْثعلْب ما قالْتِْهـ الْهـرة الْصغيرة.. وٍَسالْ لْعابهـ ينما تِْخيلْ قطع الْجبن وٍَهـوٍَ يتِْهـمهـا.
فقادتِْهـ الْهـرة إلْى فناء الْمزرعة حيث يوٍَجد هـناك بئر عميقة ذاتِْ دلْوٍَين..
ثم قالْتِْ لْهـ: وٍَالْآن، انظر هـنا، وٍَستِْرى في الْأسفلْ قطع الْجبن.
حدّق الْثعلْب الْجائع داخلْ الْبئر، وٍَرأى صوٍَرة الْقمر منعكسة علْى الْماء، فظن أنهـا قطعة من الْجبن..
فرح كثيراً وٍَازداد شوٍَقاً لْأكلْهـا..
قفزتِْ الْهـرة إلْى الْدلْوٍَ الْذي في الْأعلْى، وٍَجلْستِْ فيهـ، وٍَقالْتِْ لْلْثعلْب: هـذا هـوٍَ الْطريق إلْى الْأسفلْ
. إلْى قطعة الْجبن.. وٍَدوٍَرة الْهـرة بكرة الْحبلْ، وٍَنزلْتِْ بالْدلْوٍَ نحوٍَ الْأسفلْ إلْى الْماء..
وٍَهـبطتِْ إلْى الْأسفلْ قبلْ الْثعلْب، وٍَهـي سعيدة.. وٍَتِْعلْم ما تِْفعلْ.. ثم قفزتِْ إلْى خارج الْدلْوٍَ وٍَتِْعلْقتِْ بالْحبلْ..
ناداهـا الْثعلْب قائلْاً: ألْا تِْستِْطيعين حملْ قطعة الْجبن إلْى الْأعلْى؟.
أجابتِْ الْهـرة : كلْا، فإنهـا ثقيلْة جداً.. وٍَلْا يمكنني حملْهـا إلْى الْأعلْى.. لْذا علْيك أن تِْأتِْي إلْى هـنا في الْأسفلْ.
وٍَلْأن الْثعلْب أثقلْ وٍَزناً من رفيقتِْهـ، فإن الْدلْوٍَ الْذي جلْس فيهـ الْثعلْب هـبط إلْى الْأسفلْ وٍَغمرهـ الْماء
في الْوٍَقتِْ الْذي صعدتِْ فيهـ الْهـرة الْصغيرة إلْى الْأعلْى، وٍَأفلْتِْتِْ من فكي الْثعلْب بذكائهـا..
في امان الله