الفصل الثاني
ابتسامة هادئة
بعد أنتهاء الدوام المدرسي عادت ميغن إلى دار رعاية الأيتام ؛ رغم أنها كانت تتمنى لو أن هناك مكانٌ آخر تذه إليه ، لكن هيهات هيهات .
و ما إن عبرت تلك البوابة السوداء الكبيرة دخلت ساحة الميتم الصغيرة و التي ترى على جوانبها بعض زهور الأقحوان الذابلة أو شبه
الذابلة ذات اللون الأصفر في أماكن ، بينما أماكن أخرى كانت مُقفرة .
اجتازت الساحة حتى وصلت المبنى نفسه ، و الذي كان بلونٍ بني من خمسة طوابق سادسها السطح غير المسقوف . فتحت الباب ذي اللون الأزرق
جزئياً ، و مرت منه ثم أغلقته خلفها .
استقبلها في المقدمة الدرج الكبير صاح اللون البيج كما لون الجدار . يتفرع في نهاية الدرج درجان آخران كُلٌ منهما في جانب مختلف ؛ فأحدهما يميناً و
آخر شمالاً . و الغرف التي كانت قد توزعت على جانبي الطابق الواسع ، كان عددها 7 غرف في كل جانب .
كانت الفتيات من عمر الرابعة عشرة حتى الساعة عشرة هنا و هناك ؛ في كل مكان . الشقراء ، و السمراء ، و الصهباء ، و البيضاء ، و النحيلة ،
و البدينة ، و ذات القامة الطويلة ، و قصيرة القامة كذلك .
تقدمت ميغن خطوة للأمام على البلاط الرخامي الذي كانت بلاطة منه ذات لونٍ أبيض ، و التي تليها بلون بني خشبي ، و هكذا تباعاً . حتى أوقفتها فتاتان
من يراهما يعرف فوراً أنهما توأمتان ؛ فكلاهما شقراوتان ، ذواتا عينان زرقاوين ، حتى أن لديهما الطول نفسه-160سم -.
لم يمر سوى ما هو أقل من 5 ثوانٍ ، حتى قالت كارن - إحدى التوأمتين - التي على اليسار بنرة مُهددة :
- من ذلك ..
و أكملت عنها كارمن - إحدى التوأمتين ، على اليمين - و التي كانت تمضغ العلكة على عكس شقيقتها :
- الشاب الوسيم .
تجاهلتهما ميغن و حاولت تجاوزهما من الجانب الأيمن ، فوقفت أمامها كارمن مانعةً لها من العبور . حاولت ميغن من الجانب
الآخر ففعلت كارن مثل ما فعلت شقيقتها كارمن .
فعادت ميغت إلى مكانها ، و عادت التوأمتين لمكانهما ، و رفعت ميغن حاجبها الأيمن و قد رسمت على وجهها الصافي ابتسامة مُلِأت مكراً ،
ثم فتحت فمها لتقول شيئاً لولا أن التوأمتين أنصاعتا سرعة و ابتعدتا عن طريقها .
و لهذا أكملت ميغن طريقها ، و ذهبت إلى الغرفة الرابعة على اليمين ، أدارت مقبض بابها و فتحته ثم دخلت الغرفة . كانت الغرفة واسعة كثيراً
- كانت 55 على 55 تقريباً - ، و قد كانت مليئة البالخزانة المتجاورة و المتلاصقة كخزانات المدرارس في توزيعها ؛ و لكنها كانت خزائن صغيرة ،
فكل 3 خزانات كانت واحدة منها فوق الأخرى .
كما كانت الخزائن أيضاً تحتوي على قفل رمزي بالأرقام . تقدمت ميغن إلى الخزانة التي تحمل رقم 102 ، و ضغطت على بضع أرقام من لوحة الأرقام
التي احتوت على أرقام من 1 إلى 9 بالإضافة إلى الصفر ، بعدها سمعت صوتاً أعلمها أن الخزنة قد فُتحت .
أخرجت بعدها حذائيها الرياضيان الخاصان بالمدرسة ، و ضعتهما داخل خزانتها تلك ، و أخذت الحذائين اللذان في الخزانة ، كما وضعت
حقيبتها في تلك الخزانة أيضاً . ثم أقفلت الخزانة ، و خرجت من الغرفة .
أخذت الطريق إلى الجانب الآخر و دخلت الغرفة الثانية على اليسار ، كانت تقريباً 70 على 70 قدم بالضبط ،
كما أنها قد مُلِأت بخزائن الملابس الصغيرة نوعاً ما .
اتجهت ميغن نحو الخزانة رقم 102 ، ثم فتحتها و أخذت منها ملابس عادية - خفيفة - ، ثم اتجهت إلى بابٍ خشبي في أخر الغرفة .
فتحته فرأت غرفة كالغرفة السابقة في مساحتها ؛ غير أنه كان فيها الكثير من أماكن تبديل الملابس .
بدّلت ميغن ملابسها ، و أعادت ملابس المدرسة إلى خزانتها ، و خرجت من الغرفة ، و صعدت للأعلى فكان المكان كالطابق السفلي . مليئاً بالغرفة ، و بعض الفتيات .
تقدمت ميغن إلى الغرفة الخامسة على اليمين ، دخلتها فكانت مليئة بالأسِرّة . فَفِي كُلِّ جانب هناك سبعة أسِرّة ما فوقها أبيض ، تَسَعُ شَخصاً واحداً .
كان في الجانب الأيسر ثلاثة أسِرّة غير متتالية عليها فتيات بوضعِيّاتٍ مختلفة ، بينما في الجانب الأيمن كانت هناك أربع فتيات على أربعة
أسِرّة - سريران متتاليين ، و آخران غير مُتتاليين - بوضعياتٍ مختلفة أيضاً .
اتجهت نحو سريرها الذي كان على الجانب الأيسر عند الزاوية قُريبَ النافذة المقابلة للباب ، على الجدر المقابل .
استلقت على سريرها و و ضعت كَفّيها تحت رأسها ، و لم تشعر بنفسها إلا و قد غلبها النوم .
استَيقظت عند منتصف الليل . كانت الأسِرّةُ مَلِيئة ، و كُلُّ فتاةٍ على سريرها نائمة .
نهضت ميغن من على سريرها بكل هدوء ، ثم أدخلت يدها تحت وسادتها ، و أخرجت مفتاحاً فضياً ، ثم خرجت من الغرفة ، و أغلقت الباب خلفها بهدوء .
صعدت على الدرج حتى وصلت إلى الباب المؤدي للسطح . أدخلت المفتاح الذي في قبضة يدها اليمنى ، و أدخلته في المكان المخصص له ، و أدراته .
وضعت كَفّها الأيمن على مقبض الباب ، و أخفضته ؛ ثم دفعت الباب ، فانفتح لها ؛ ما جعلها تُخرجُ المفتاح من مكانه ، و تضعه في جيب قميصها .
دخلت السطح ، فاستقبلتها نسمات الرياح الباردة التي بدأت اللعب بشعرها دون أستأذان من منها . ثم أغلقت الباب ، و أقفلته المفتاح ؛ و أعادة المفتاح إلى جيب قميصها .
ذهبت صَوبَ الحافة . أسَرَ جمال أضواء مدينة لندن عَيِنَا ميغن ، كما أسّرَّتها .
كان المكان هادئاً تماماً ، نسمات الرياح تلعب بشعرها ، و تداعب وجنتيها الناعمتين ، أضواء لندن فقط تضيء المكان .
هذا هو مكانها المفضل ، مملكتها السحرية ، المكان الذي يحتضنها في الوقت الذي تريده ، المكان الوحيد الذي تُخبره بكل أسرارها ، هو
وحده من يفهمها ؛ سَطحُ مَيِتَمْ سايكويتز للفتيات .
- تَعَلّمتُ من والدتكِ أن الذي يَصمتُ كًثِيراً لَديه : حُزن في قلبه ، ماضي ساكنٌ في عقله ، حُلمٌ في وِجدانه يريد تَحقيقه ! و أنتِ لديكِ الثلاثة !!
هذا ما قاله الصوت الذي وصل أسماع ميغن . ما جعلها تستدير و بسرعة خوفاً لترى من صاحب الصوت ...
_____________________________
بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم و رحمة الله
كيف حالكم يا احلى بنات في الدنيا ؟؟ تمام إن شاء الله
طبعاً هذا الفصل الثاني ، مع تمنياتي لكم بقراءة ممتعة
و اتمنى حقاً هذه المرة أن يكون هناك ردود و لو رداً
واحداً على الأقل ؛ و إن كان هناك من يتاع بصمت ..
أرجو منه الرد - هذا لو كان هناك متابعين أصلاً - المهم
و أرجو منكم تقييم الفصل من 10 لأعرف رأيكم فيه ..
دمتم في حفظ الرحمن تعالى و رعايته .. موفقات كلكم