موضوع: لونجا بنت الغول ....-من التراث الجزائري- 21/12/2015, 1:16 pm
... في قلعة عظيمة تضاهي السماء، ، يعيش الملك وزوجته وابنهما الوحيد "الأمير زهّار" :مريم1: :مريم1: :مريم1: الذي عرفته البلدة بمروءته وشهامته وطيبة قلبه وشجاعته الفائقة وبجوار قصر الملك يسكن شقيقه "شقران" :(): الذي أَضنته الحياة بأوجاعها وآلامها،، وعسرت عليه الليالي بمحنها،، نظراً لأطماعه الكثيرة وحسده الكبير. منزعج منزعج في إحدى الليالي جلس شقيق الملك يفكر في حاله وفي ثروة أخيه الملك العجوز الذي تمتلئ خزائنه بالأموال الطائلة التي جعلت سبب عشيته مترفة بالبذخ والملذات فسكن قلبه الحقد والضغينة :=)): :=)): وفكر في حيلة ينتقم بها لحاله.. فخطرت بباله فكرة للاستيلاء على ثروة أخيه، قال في نفسه: -ينبغي القضاء على ابن أخي الملك،، :(93): لأصبح الوريث الوحيد للمُلك. وما هي إلاّ لحظات حتى أسرع الخطى نحو العجوز الداهية يستشيرها في طريقة تدبير المصيدة للإيقاع بالأمير الشاب "زهار" والتخلص منه إلى الأبد.... :منب: جلس الاثنان،، يتبادلان الحديث في همس، يتناجيان في خبث ومكر،، كان بلحيته السوداء وبرنوسه الأصفر وعمامته الملتوية كنوم الثعابين ومن عينه تتطاير شرارات النار الموقودة في قلبه يشبه العجوز الشمطاء ذات النابين البشعين وهي تعصب رأسها المملوء بالدهاء والحيل التي تفوق حيل الشياطين.. كانت عيناها المرعبتان تحيط بهما تجاعيد المكر، والوشم الأخضر يملأ وجهها الشاحب،، وفي ذراعيها أساوير الفضة المنقوشة وفي حجرها كيس النقود، تتلمسه بأناملها ثم تتحدث خفية مع غرابها الأسود القابع على كتفها أو تنظر إلى الجانب الآخر نحو القط الأسود بنظراته الماكرة ثم ترسل تساؤلات لهذا الشيء الذي يلمع بين يديها والقط يشجعها..... . اتفق الاثنان على الأمر شريطة أن يكمل لها المبلغ المتبقي حينما تقضي على الأمير "زهار"....... في اليوم الموالي راحت العجوز إلى الغابة حيث البئر العميقة لتملأ جرتها وتستطلع أخبار الأمير "زهار"،، تتفحص أعماله ومواعيده وأوقات خروجه،، وبينما هي في البئر إذ يقف الأمير بشعره الأسود المتدلي وبرنوسه الجميل وصداريته المطرزة بالذهب الخالص يتوسط خصره حزام مزركش علق به سيف ينام في غمده وهو على جواده الأدهم،، يدنو الأمير "زهار" من الحوض، بعدما ابتسم في وجه الماكرة حيّاها، قائلاً لها: -طبت، هلاّ فسحت جانباً من المكان حتى يشرب الحصان... نظرت إليه "الماكرة" وهي مقطبة الحاجبين،، وقالت ساخرة،، مستهزئة: :ض0: -آه، أحسبت أنك بشجاعتك وشهامتك التي رفعتك بين الأهالي وجمالك الذي تترنح به هنا وهناك على هذا الجواد المسكين،، تفعل ما تشاء؟ من تكون أمام "لونجا" الفاتنة؟ تعجب الأمير الشاب"زهار" مستغرباً أمرها وعاد من حيث أتى حائراً،، مشغول البال،، شارد التفكير يسأل ولا يجد جواباً لسؤاله، حيرته تزداد من يوم لآخر... لم يطق صبراً فأرسل حراسه لإحضار الداهية وما هي إلاّ ساعات حتى كانت العجوز أمامه،، روت له حكاية "لونجا" ابنة العملاق المتوحش التي تعيش في غياهب الدنيا بأقصى المعمورة حيث لا أحد يمكنه أن يصل إليها، حتى يرى سحرها وروعتها لأنها تقيم وسط متاهات الموت والهلاك.... امتطى الأمير الوسيم عربة يجرّها حصانان،، تاركا البلدة متوجهاً إلى الناحية التي أشارت لها العجوز حيث توجد "لونجا" ابنة العملاق المتوحش التي ملكته دون أن يراها، والأذن تعشق قبل العين أحياناً..!! كانت لـه شمس تضيء دربه المحفوف بالمخاطر، صورتها لم تفارق مخيلته طيلة سفره،، وجهها الجميل تتغمده الغيوم السوداء لكن حسنها يومض كالبرق من خلال السحب، خصلات شعرها المتطاير تلف سماء فكره.. نعم لقد كان طيفها رفيق سبيله طول المدة التي كان يقضيها بحثاً عن المكان المسمى غياهب الدنيا... قصد بيت أحد الشيوخ الحكماء وقص عليه حكايته رغبة في المساعدة بالرأي. رحب به الشيخ واستضافه إذ قدّم له الطعام والحليب في بيته المتواضع المزين بالأواني المزخرفة التي تبدي مهارة اليد هوبة في الإتقان والإبداع،،، الشيخ الوقور بلحيته البيضاء المتدلية... تجاعيد الزمن وخبايا الأيام على جبينه مرسومة، تذكره بتعاسة الماضي وسوداويته المضنية،، إنه شيخ يعرف أسرار الحياة، كثير التجارب، راجح العقل، جامع الأخبار لذلك يسمى الشيخ المدبّر،،، قال للأمير في شفقة وحنو: -أدرك أيها الأمير قصتك واعرف أن طريقك صعب، لأجل الوصول إلى الحسناء الموت يواجهك كل لحظة،، فكم من فارس مات قبلك في طريق غياهب الدنيا ولم يصل إلى "لونجا" ويا ليتك تنسى هذه الفتاة وتعود إلى أبيك تساعده في أمور السلطة، وقف الأمير "زهار" قائلاً: -لا يهمني شيء ما دمت بعيداً عن "لونجا" لابد أن أصل مهما كان الثمن... قال له الشيخ: -إذاً عليك بتنفيذ التوجيهات التي قدمتها لك واحذر الصخرة العجيبة وستصل إلى "لونجا" بإذن الله... اختار الأمير جواده الأدهم رفيقاً له وسار في طريقه أياماً ولياليَ، قطع خلالها المسافات الطويلة ورأى الأهوال المرعبة، واجهها بشاعة،، وشاهد الصخرة العجيبة التي تفتح وتغلق بسرعة غريبة، وفي الفضاء ترقص الوطاويط رقصة الموت وتوطوط منذرة الأمير بخطورة الأمر،، لكن الأمير "زهار" كان شجاعاً وذكياً واستطاع أن ينفذ من الثغرة بخفة وينجو من فم الصخرة كالبرق ودخل بأعجوبة خارقة.... وصل الأمير إلى قلعة ذات شكل عجيب مريب، كأنها رؤوس أسُود وأنياب وحُوش من العهد القديم، تقشعر لها الأبدان وتفزع لمنظرها النفوس.... وجد أمامه كلبة ضخمة هجمت نحوه فرمى لها قطعة لحم ثم لاعبها بمرونة وليونة حتى هدأ من روعها فسكنت حركتها،، ثم بدأ الأمير يصيح منادياً الحسناء: لونجا أيتها الحسناء، هيا اخرجي،، لقد جئتك فارساً،، أبحث عن حقيقة الأسطورة التي سكنت قلبي فتحديت لأجلها الخطوب.... تظهر الحسناء من الأعالي كالشمس الساطعة في ظلمة الليل،، قائلة في دلال: -من أنت أيها الغريب،، وكيف دخلت إلى هنا،، (ثم أردفت ناصحة): -أخفض صوتك،، اصمت حتى لا يسمعك الآخرون. يرد عليها متحدياً: -لن أخشى أحداً لأجلك، جئت راغباً في الزواج بك... أنا الشاب "زهار" من جزائر الأحلام... وهذا قلبي في كفي أهديه لك عربوناً... سعدت "لونجا" بقوله ورمت بضفائرها إلى الأرض ليستعين بها عند الصعود. -انبهر الأمير أمام طول شعرها الذي زادها سحراً، مسك به وصعد إلى غرفتها.. -عاد العملاق المتوحش والد "لونجا" تحسس المكان وأدرك أن أحداً دخل المنزل، اضطربت "لونجا" كثيراً لكنها وجدت مخرجاً لورطتها وقالت لأبيها: -إن عابر سبيل جائعاً، اقترب من الصخرة طالباً القوت كي لا يموت بالطوى، فقدمت له الخبز واللبن،، ثم انصرف لحاله، اطمأن العملاق المتوحش لقول ابنته وراح ينام في سبات عميق، لكنه من حين لآخر كان يفتح إحدى عينيه وهو ينقلب على أحد جانبيه... في الصباح الباكر،، هربت "لونجا" مع الأمير "زهار" على صهوة الجواد الذي جاء به الأمير وأثناء خروجهم من المنفذ تفطنت كلبة العملاق المتوحش الحميمة عند سماعها صهيل الحصان وأدركت أن "لونجا" غير موجودة بل رأتها تهرب مع الشاب، فأيقظت العملاق الذي فتش عن ابنته،، ناداها،، ولا مجيب،، نظر من النافذة فرآها مع شاب يمتطيان الجواد.... هرع نحوهم راكضاً والغضب يملأ أحشاءه وهو يُزمجر بأنيابه الموحشة وبأظافره الشرسة،، لقد اسودت الدنيا أمام عينيه،، ها هو يبحث عن الطريق عن المخرج الضيق،، كأنه غريب عن المكان،، حاول الخروج فأطبقت عليه الصخرة لسمنته وخشونة جسمه واضطرابه الشديد،،، صرخ صرخة مدوية ضجت لها الأسماع وردّدت صداها القمم والأوهاد،، التفت الهاربان خلفهما مندهشين فإذا بهما يشاهدان العملاق المتوحش يَلفظ أنفاسه في منظر بشع ومريع، والصخرة منكبة عليه،، فعادا نحوه حائرين،، كان يخاطبهما بوصايا ثلاث، بمعاناة كبيرة من شدة الموت البطيء الذي يفتك به: أوصيك "بلونجا" خيراً أيها الشاب الغريب قد تصادفك في طريقكما ثلاثة أشياء فاحذرا الاقتراب منها أولاها: -رجلان يتنازعان، وثانيها محفظة مملوءة بالذهب، وثالثها نسران يقتتلان أمام النهر،، لا تباليا بأي منهما وإلاّ هلكتما... (وبعد إتمام وصيته سقط جثة هامدة...) -أدمعت عينا "لونجا" الجميلتان حرقة على وفاة أبيها لكن الأمير الحليم هدأ من روعها وحملها على جواده ثانية، فاحتضنته من الخلف وأطلق العنان لجواده يطوي المسافات طياً فيثير النقع خلفه كالزوبعة الترابية :876: :876: :876: :876: :876: :876: :876: :876: :876: :876: :876: :876: :876: :876:
موضوع: رد: لونجا بنت الغول ....-من التراث الجزائري- 21/12/2015, 1:17 pm
(...) في الطريق صادف الأمير كيس الذهب فأعرض عنه، لكن عندما بلغ الرجلين اللذان كانا يتقاتلان نسي وصية الغول وهب ليصلح بينهما ووزع عليهما كيس النقود وأكمل الطريق وعند سفح الجبل وجد نسرين يقتتلان فتدخل ليفك بينهما لكن النسر الكبير اختطف الأمير وحلق به وبقيت لونجا اليتيمة ضائعة في الدروب الجبلية والغابات بعدما فقدت أباها والأمير، ركبت الحصان الذي كان يعرف جيدا منزل سيده حتى بلغ عين ماء كان خدم الملك يملؤون منها القرب فعمدت لونجا إلى قتل الخادمة السوداء ولبست جلدها وأخذت أواني الماء وانصرفت إلى القصر، عندما وصلت خاطبت رئيسة الخدم قائلة “وين نحط القربة يا لالا” نهرتها رئيسة الخدم قائلة ماذا جرى لك اليوم حطيها هناك وعندما حان وقت ربط الخيول والأحصنة عاودت لونجا المتنكرة في زي الخدم سؤالها وين نربطهم يا لالا لعنتها السيدة اذهبي اللعنة عليك كأنك تدخلين البيت لأول مرة ، صارت لونجا خادمة في القصر وصار ذاك القصر يسمى قصر الأحزان بعدما انعزل الملك وزوجته يبكيان فراق ولدهما الأمير. قصد الملك الشيخ الحكيم وأبلغه بقصة الأمير فقال له عليك بذبح عجل سمين ونشره عند سفح الجبل وعندما تأتي النسور لتأكل يكون أحدها ثقيل الجناح لا يستطيع الطيران بسهولة عليك أن تضربه بعصا فيسقط الأمير من تحت جناحه، فعل الملك ما طلبه الشيخ الحكيم منه واستطاع أن يخلص ابنه من مخالف النسر لكنه كان ينازع الموت وصحته في تراجع، حمله إلى القصر حيث اعتنى به الخدم والحشم حتى تماثل للشفاء ، فأقيمت في القصر السهرات والاحتفالات احتفاء بنجاة الأمير الذي طلب من والده الملك أن يزوجه في بداية الأمر فرح الملك كثيرا اعتقادا منه أن الأمير سيختار أميره مثله أو فتاة حسناء لكنه فوجئ بالأمير الشاب وهو يطلب منه الزواج من الخادمة بهت الأب كيف لابن ملك أن يتزوج خادمة؟ لكن أمام إصرار الأمير لم يكن أمام الملك إلا الإذعان، فتمت مراسيم الزفاف وعندما اختلى الأمير بعروسه تجلت له لونجا بكل آيات الجمال والحسن التي تليق بابنه غول عملاق في الصباح انبهر أهل القصر بجمال لونجا وانتشر حديث في البلدة كيف أن الخادمة السوداء صارت أميرة جميلة، فأطلق الأمير نكتة في وجوه من استفسر كيف صارت الخادمة أميرة فقال لهم “قمت بتسخين قدر ماء وضرب الخادمة بأعواد الرمان وترديد الجملة التالية وأنا اضربها شنشل جلدك يا بنت الغول بن الغول ”، حتى انسلخت وصارت بيضاء ناصعة فما كان من أبناء الأسياد في الليلة الموالية إلا أن طلبوا من أهاليهم تطبيق نفس منهاج الأمير والزواج من خادماتهم لكن في اليوم الموالي كانت كل الخادمات قد توفين، والأمير يعيد الاحتفال في عرس بهيج بزواجه من لونجا وهو يردد على الحضور تفاصيل قصته.:والختام سلام :مريم1: :مريم1: :مريم1:
موضوع: رد: لونجا بنت الغول ....-من التراث الجزائري- 15/1/2016, 7:27 pm
السسسلام عليككم وش راك ؟؟ أخبارك ؟؟ القصة حلووة وخيالية بتشبه قصص المكتبة الخضراء وبصراحة انا بحب الجزائر سواء من شعبها او تراثها وحتى لهجتها وشككرا للنقل في امان الله