Hitskin.com

الأحبة جميعاً

سنتحدث في هذه المشاركة عن فنون النثر العربي الحديث
نلقي من خلالها الضوء على مفاهيم قد يخطر لنا أننا نعرفها
لكن عندما نبحث في تفاصيلها نجد أننا نجهل الكثير
لتكن هذه الفقرة من قيبل المرجع لمن يود معرفة تفاصيل فنون النثر العربي
و الذي يشمل القصة .. المقالة .. المسرحية
لكل الأحبة المارين .. أن يضيفوا ما قد يفوتني من معلومات حول هذه الفنون

لنبدأ بفن القصة

القصة فن أدبي نثري , فهي حكاية حدث أو مجموعة من الحوادث المترابطة تجري في بيئة معينة
يقوم بهذه الحوادث شخص أو مجموعة من الشخصيات وفق تصميم خاص بغية ايصال فكرة محددة إلى القارئ

عناصر القصة

الموضوع
الفكرة
الحدث .. أو الحبكة
الشخصية
البيئة
الأسلوب

الموضوع
عادة يختار الكاتب موضوعه من تجاربه التي عاشها أو من الشخصيات التي عرفها
أو من ثقافته التي تمده بألوان مختلفة من التجارب و المعارف و من التاريخ أو الوثائق
و بهذا تتكون المادة الأولية التي يُعمل قيها الكاتب خياله و إبداعه,
فينسقها و يضيف إليها من نفسه لتصبح ناطقة بالحياة

قد يدور الموضوع حول النفس الإنسانية و سلوكها و ميولها و أهوائها و غرائزها
فيتكون ما يسمى بالقصة النفسية( كقصة السراب ) لنجيب محفوظ

و قد يكون الموضوع مستمداً من التاريخ مستهدفاً تحليل أحداثه فتتكون القصة التاريخية
( .............. )
و قد يتناول بالتحليل و النقد المجتمع و مآسيه و تقاليده فتتكون القصة الإجتماعية كقصة
( ............. )
و قد يستمد الكاتب موضوعه من نضال الشعوب و الأحداث الوطنية و السياسي
( ............ )
و قد تشمل بعض القصص على الجوانب السابقة جميعها, فتعالج الحياة بكامل مناحيها
كـ ( ثلاثية نجيب محفوظ )

فكرة القصة

هي وجهة نظر الكاتب في الحياة و بعض مشكلاتها
و كل عناصر القصة ما هي إلا أدوات للكشف عن الفكرة تستخلص بعد قراءة القصة
فكل قصة لها فكرة خاصة يود الكاتب إيصالها للقارئ للعبرة أو العظة
أو لتقويم سلوك اجتماعي أو لنشر فضيلة ما .. الخ

لكن حتى لا تسقط القصة في هاوية الوعظ و الإرشاد و تتعطل فيها الحركة و يقف فيها الخيال
على الكاتب أن يتجنب الأسلوب المباشر في طرح فكرته

قد تركت بعض الفراغات كي يملؤها كتابنا الأفاضل بأمثلة من قصص قد قرؤها
فأرجو ألا يبخلوا علينا

يتبع ..

أرق تحياتي

الحبكة و الحدث

الحدث القصصي: هو الموقف البشري أو مجموعة الأعمال التي يقوم بها أبطال القصة و يعانونها
و عليه
فإنه يتوجب على الكاتب أن يقوم بعملية إختيار الحوادث و ترتيبهابما يجعلها قريبة من الواقع و أقدر على التعبير عن الغاية التي يرمي إليها

يوجد العديد من الطرق لعرض حوادث القصة ..

النوع الأول .. يعرض الحوادث بحيث يكون كل حادث أو موقف متأثراً بسابقه و مؤثراً في لاحقه حتى تنتهي القصة
النوع الثاني .. فيه يبدأ الكاتب قصته بحيث يجب أن تنتهي ثم يعود بالقارئ إلى الوراء ليقص عليه تطور الحوادث الذي أدى إلى النهاية التي استهل بها قصته
النوع الثالث .. و فيه يبدأ الكاتب الحوادث من منتصفها ثم يرد كل حادثة إلى الأسباب التي أدت إليها
الحبكة القصصية: الحبكة هي فن ترتيب الحوادث و سردها بحسب منطق الحياة و الواقع

و للحبكة نوعان:

الحبكة المحكمة: و تقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تسير في خط واحد تتدرج متشابكة شيئاً فشيئاً حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر إلى الحل
و قد تتفرق الخيوط مع تعدد الشخصيات و لكنها تعود في النهاية لتلتقي في نقطة واحدة

الحبكة المفككة: و تعني أن يذكر الكاتب في قصته أحداثاً متعددة غير مرتبطة برابط السببية فيما بينها
و إنما هي حوادث و مواقف و شخصيات متفرقة و لا يجمع بينها سوى أنها تجري في مكان واحد لأو زمان واحد

البيئة

هي مجموعة القوى و العوامل و الأشياء الثابتة و الطارئة التي تحيط بالفرد و تؤثر فيه
فالشخصيات في القصة تتحرك بالحوادث في إطار مكاني و آخر زماني
الإطار المكاني: هو البيئة الطبيعية أو الجغرافية و ما فيها من مؤثرات تحدد سبل معيشة الإنسان و شخصيته و طبعه
و الإطار المكاني أيضاً هو البيئة الاجتماعية في البيت و الشارع و السوق و كل ما يتصل بالجو المحيط من ظروف و عادات تؤثر في أخلاق الشخصيات و سلوكها و يوجه تيار الأحداث
لذا ترى الكاتب يختار البيئة بشكل دقيق لتلائم الحوادث المسرودة الشخصيات التي تتصرف
و قد يكون يكون للبيئة في بعض القصص سيطرة للبيئة الطبيعية و الاجتماعية على الشخصيات و طباعها و سلوكها و المصير الذي تنتهي إليه

و لكي يستطيع الكاتب أن يحسن تصوير بيئة قصته و تحريك شخصياتها في محيطها لا بد له من معرفة بيئة عمله القصصي معرفة جيدة
الإطار الزماني: عامل هام إذ به تتحد المرحلة التاريخية للحوادث التي تمنحها سمات معينة خاصة بها
فالإطار الزمان لقصة تاريخية مختلف عن الإطار الزماني لقصة تجري في الوقت الراهن و كذلك فإن طبيعة المجتمع و طبيعة العلاقات الاجتماعية و حتى طبيعة الشخصيات تتغير من مرحلة إلى مرحلة أخرى
و البيئتان الزمانية و المكانية ليستا إطاراً أو زينة أو وسيلة من وسائل الإقناع بالواقع و حسب و إنما هما أيضاً جزء لا يتجزأ من الشخصية

يتبع

أرق تحياتي

فنون النثر في العصر العربس الحديث User_offline

الشخصيات

الشخصيات .. هي مصدر الحوادث في القصة و عصب الحياة فيها و محور الحركة , فهي بما تقول وتفعل و تفكر تقود القصة من بدايتها إلى نهايتها

و الكاتب يستمد شخصياته من الحياة , و لكنه لا ينسخها عنها نسخاً , بل يقتبس منها بعض الملامح , ثم يأخذ في تكوين ملامحها النفسية و الجسمية و الاجتماعية, و يعيد صياغتها بما يتفق و أغراضه الفنية و الفكرية
و قد يقدم جانباً من نفسه في تركيب الشخصية

و من المألوف أنه يوجد في القصة عدد من الشخصيات .. الشخصية الرئيسية و هي محور القصة, و الشخصيات الثانوية الذين بحركتهم و تصرفاتهم يكونون إطار القصة
وقد تكون الشخصية الرئيسية في القصة أو بطل القصة مجموعة من الناس و ليس فرداً واحداً

و يمكن التمييز بين نوعين من الشخصيات القصصية ..
الشخصية النامية
و هي الشخصية المتطورة مع الحدث و التي يتم تكوينها بتمام القصة و تخرج في آخر القصة و قد تفاعلت مع الأحداث و تبدلت و أخذت صورة مختلفة
الشخصية الثابتة
و هي ذات البعد الواحد و هي الشخصية المكتملة التي تظهر في القصة دون أن يحدث في تكوينها أي تغيير و إنما يحدث التغيير في علاقاتها بالشخصيات الأخرى فحسب أما تصرفاتها فلها دائماً طابعاً واحداً لا يتغير

طرق رسم الشخصيات

الطريقة التحليلية
و فيها يرسم الكاتب شخصياته من الخارج فيحلل عواطفها و أحاسيسها و أفكارها و يعقب على بعض تصرفاتها و يفسر بعضها الآخر

الطريقة التمثيلية
و فيها ينحي الكاتب نفسه جانباً ليتيح للشخصية أن تعبر عن نفسها و تكشف عن جوهرها بواسطة الحوار و التصرفات و الصلات بسائر شخصيات القصة
و لا يجوز أن تطغى شخصية الكاتب على شخصياته القصصية و إنما يجب أن يدعها تتصرف بعفوية وفق مكوناتها الجسمية و النفسية و الفكرية و الخلقية , دون أن يجبر الشخصيات أو يلزمها بأفكاره

الأسلوب أو النسيج اللغوي

لكل كاتب أسلوبه المميز في صياغة قصته صياغة لفظية تؤدي وظيفتها بالتأثير و التصوير و عادة يجنح الأسلوب القصصي إلى البساطة و السهولة و الوضوح

و يتوزع الأسلوب بين السرد و الوصف و الحوار

أولاً .. السرد
و هو نقل الحدث أو الحوادث من صورتها الواقعية أو المتخيلة إلى صورة لغوية و يختار كاتب القصة عادة واحد من ثلاث طرق للسرد
1 .. الطريقة المباشرة
و هي الأكثر شيوعاً و يكون الكاتب مؤرخاً لظاهر و أعمال صدرت عن أشخاص أو جماعة و هذه أيسر الطرق
2 .. طريقة السرد الذاتي
و فيها يكتب القاص قصته بضمير المتكلم و كأنه بطل القصة أو أحد أشخاصها
3 .. طريقة الوثائق
و فيها يعرض الكاتب الحوادث بواسطة الرسائل المتبادلة أو المذكرات أو الاعترافات
و يمكن للكاتب أن يعتمد أكثر من طريقة واحدة في سرد الحوادث
ثانياً .. الوصف
هو الوسيلة التي يرسم بها الكاتب جوانب البيئة أو يصور الشخصيات و هيئتها و أحوالها النفسية و يجب أن تتمتع لغة الوصف بالتركيز و الاقتصاد
فيجب على الكاتب أن يختار في وصفه العناصر الدالة التي تخدم غرضه و توحي بالمعاني بلغة خصبة سهلة واضحة , كما يجب ألا يكون الوصف لمجرد الزينة و أو الإطار المجاني الذي لا يؤدي أية وظيفة

ثالثاُ .. الحوار
هو وسيلة اتصال شخصيات القصة بعضها ببعض و ينهض بوظائف عدة أهمها :
أ . الكشف عن أعماق الشخصية و خفاياها و مستواها الفكري و النفسي و الاجتماعي و يقدمها لنا شخصية حية حقيقية
ب . يطور الحوادث و يؤازر في التنبؤ و يدفع بالحدث إلى الأمام
ج . يقوم الحوار باستحضار الحلقات المفقودة للإعلام عن حوادث هامة أو ثانوية وقعت في الماضي أو لم تقع أمامنا
د . يساعد على حيوية الموقف و يكون استجابة طبيعية لضرورة المناقشة و الجل و تقليب الفكرة على وجوهها المختلفة

و من صفات الحوار القصصي الجيد

* أن يكون ملتحماً بكيان القصة حتى لا يبدو و كأنه عنصر دخيل متطفل على سياقها و شخصياتها
* أن يكون مناسباً للموقف و لمستوى الشخصية في أبعادها النفسية و الاجتماعية و الفكرية و البيئية
* أن يكون سلساً رشيقاً موجزاً مشتملاً على طاقات تمثيلية معبرة
* أن يكون قريباً من واقع الحياة إلا أنه لا ينحدر إلى مستوى الهزر و الثرثرة و العامية

أتمنى أن أكون قد قدمت في هذه الدراسة الموجزة للقصة ما فيه الفائدة
و لعل ما قدمته يكون عوناً لمن يرغب في كتابة القصة للمشاركة في مسابقتنا القائمة الآن
هي فرصة لمعرفة امكاناتنا في كتابة القصة

إلى اللقاء مع فن آخر من فنون النثر العربي الحديث

أمنياتي للجميع بالتوفيق