المولد النبوي ذكرى المولد النبوي الشريف هو اليوم الذي يستذكر فيه المسلمون مولد رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويقيمون الاحتفالات الدينية بهذه الذكرى العطرة الجليلة، يأتي ذكرى المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وتتفاوت احتفالات المسلمين بهذه الذكرى العطرة من منطقة إلى منطقة أخرى، فبعض المناطق يعتبرون هذا اليوم عيداً رسمياً تقام فيه الاحتفالات التي تعم أرجاء البلاد، وفي بعض المناطق الأخرى يعتبرون هذا اليوم مجرد فرحة عادية وفرصة لاستذكار ميلاد هذا الإنسان العظيم. من الدول التي تعطل تعطيلاً رسمياً في هذه المناسبة سوريا، والأردن، ومصر، والإمارات، وسلطنة عُمان، وغيرها. تاريخياً يعود أصل الاهتمام بيوم المولد النبوي الشريف إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه، حيث كان يعظم يوم الإثنين ويصومه ويقول: (هذا يوم ولدت فيه). أما الاحتفالات الرسمية التي تقام في هذا اليوم المبارك فقد اختلف في أصلها بين المؤرخين. الاحتفال بالمولد النبوي من أبرز ما تتميز به المنطقة العربية خاصة بلاد الشام، ومصر، والمغرب العربي الاحتفالات الروحانية التي تقام على أراضيها، فهذه الاحتفالات استطاعت أن تتحول من احتفالات دينية إلى احتفالات تلم شمل الناس، إلا أن هذه الاحتفالات اليوم ومع نمط الحياة الجديد أخذت بالتراجع شيئاً فشيئاً عما كانت عليه في الماضي، فقد كان لمثل هذه الاحتفالات في هذه المناطق وقع كبير على الناس، فالنور كان يشع من المدن الكبيرة احتفالاً بهذه المناسبة العطرة وبغيرها من المناسبات أيضاً، إذ إن الزينة كانت تملأ الشوارع، والحلويات تنتشر في الأسواق، وتكثر أعمال الخير في المدن، وتزداد أواصر المحبة والتواصل بين الناس، بالإضافة إلى شعور الأطفال ببهجة هذه الأيام، عدا عن التزاور بين الأقارب لتبادل التهاني بهذه المناسبة الجليلة. هذه العادات الأصيلة كانت جزءاً من تقاليد الناس وأعرافهم، واليوم ومع التقدم الحاصل صار الناس يبتعدون شيئاً فشيئاً عن مثل هذه العادات الحميدة، وفي الحقيقة أن هناك عدة عوامل ساهمت في اندثار هذه الروحانيات. يجب في هذا اليوم أن يكثر الناس من التعرف وتناقل أخبار الرسول وفضائله وأخلاقه، فأخلاق الرسول هي من أهم الزوايا التي ميزته عن كل خلق الله، إلى درجة خلدها القرآن الكريم في قوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم)، كما أن التواصل والتراحم من أهم ما يجب أن يُعتنى به في هذا اليوم المبارك، ذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعظم بشكل كبير تعاضد المجتمع وكأنه جسد واحد، فهذا الأمر يجب أن يكون من أهم مميزات الأمة الإسلامية على الإطلاق.