الفصل الاول : بداية الرحلة.
15 سبتمبر, ايما. من ايليا الى ايما . ما بك يا عزيزتي هل فقدت ذاكرتك ..لماذا لم تردي على رسالتي التي ارسلتها لك الشهر الماضي ..لا باس ربما حسبتها احدى الرسائل التي تتلقينها طوال الوقت من الناس الذين يحبون ازعاجك و الذين حدثتني عنهم .. على كل حال بالنسبة لحالي انا فبخير بل انني اشعر بالملل القاتل اذ ان ابي لا يتفك يتحدث عن السياسة و امريكا و انت تعلمين ان هذا لا يستهويني اطلاقا و لكن ما العمل ..اه كم اشتقت لتلك الايام في الريف الانجليزي التي قضيناها معا ..انت الشخص الوحيد الذي يسعدني في هذا العالم انا محظوظة بك . مع خالص حبي. ايليا.
------------------------------
20 نوفمبر , ايما. من ايليا الى ايما .
اذ كانت هذه مزحة فهي لا تعجبني ..لقد اصبح عدد الرسائل التي
لم تردي عليها اثنان هل هذا بسبب انشغالك بتاليف كتباك الجديد ?? و لكن في العادة و حتى عندما تكونين في صدد تاليف كتاب ما دائما ما تجدين الوقت لكي تردي على رسائلي .حسنا لا باس المسالة كلها مسالة رسالتين بالنسبة لاخباري فانا لا ازال في موسكو مع ابي ..ان روسيا فاتنة لكن اظننا لن نبقى كثيرا فيها لان ابي لا يحتم البرد ..لقد اصبح هشا كالورق لذا من المرجح اننا سنعود لقصرنا في لندن فعلى الرغم من ان لندن باردة ايضا الا انها لا تزال اقل بردا من موسكو ..يا الهي تحدثت كثيرا عن نفسي و انت ما اخبارك و اخبار روايتك الجديدة ..اه ما كان اسمها صحيح ....الثمن.
مع خالص حبي. ايليا. --------------------------------
17 فيفري , ايما. من ايليا الى ايما .
اسفة لانني لم اكتب لك طيلة الاشهر القليلة الماضية ..انني اتعذب يا ايما ان ابي مريض لقد حدث ما كنت اخشاه ..لقد اصبح لونه كالورق و عينيه الكرستاليتين الزرقوتين تحيط بهما هالة ...انها هالة الموت يا ايما يقول الاطباء ان البرد قد اقتحم جسده الهش ..و ان البرد مع ضعف قلبه استحال الى سم قاتل ..مشهده يرعبني يا ايما لدرجة انني لا استطيع النظر في عينيه ..نفس السيناريوا يتكرر..حسبي الله يا ايما لما لا تكتبين لي ?
مع خالص حبي. ايليا.
--------------------------------
30 افريل , ايما. من ايليا الى ايما .
لقد مات . زار ملك الموت قصرنا مرة اخرى و اخذ نصفي الاخر معه . لقد كان رجلا حتى في اخر لحظات حياته ..رجلا لا تهزه الجبال و داباتها.
مع خالص حبي. ايليا.
----------------------------------
22جوان, ايما. من ايليا الى ايما .
مللت ..نعم مللت من انجرترا باكملها لا ادري ما بال هذا الشعور ...انني لم اكره انجرترا ابدا في حياتي ..و لكنني اكرهها الان ربما لانها الارض التي دفن فيها اعز انسانين لي او لانني لم اكن احبها منذ البداية بل كنت احب تواجد و نشاط و حياة ابي فيها و الان و هو نائم للابد على كل لهذا قررت انني ساتي للولايات المتحدة و بالتحديد نيويورك ..المدينة التي لا تنام و التي لطالما كتبتي لي عنها في رسائلك التي انقطعت لكن لا باس فانا قادمة اليك لاعرف خطبك.
مع خالص حبي. ايليا.
------------------------------------
01 جويلية , ايما. من ايليا الى ايما .
ساصل بعد يومين لنيويورك لكنني لن اتي الى شقتك مباشرة بل ساذهب اولا لملاقاة احد معارف والدي انه امريكي من اصول المانية اعتقد انك عرفته انه السيد ..ميكا كوخ . قد تسالين عن يبب زيارتي له حسنا تلقيت رسالة من ابنته ليا انها تقول انه في اشد حالات التعاسة منذ موت والدي و بالاخص انه لم ياتي لجنازته فهو كان لديه رحلة عمل في ....اليابان .
مع خالص حبي. ايليا.
3.جولية-
لا اصدق انها نيويورك حتى مطارها مختلف و متمرد عن مطارات اوروربا ...انها الفوضى و الحرية البربرية نعم بامكاني احساس هذا بمجرد النظر الى هؤلاء الناس هم غير متشابهون ليسوا من نفس اللون او الاصل او الفكر لكنهم يتعايشون ...حسنا علي التركيز على مهمتي ساتجه الان الى منزل كوخ فانا غير متعبة لحسن حظي انه قريب من المطار .
بعد نصف ساعة.
امام منزل ضخم اقرب منه للقصور من كونه منزل في احد الاحياء القريبة من مطار نيويورك ..كانت تقف فتاة شابة تبدوا في العشرينات من عمرها ..و بدات الدق على باب ذلك القصر .
فتحت الباب فتاة شقراء ذات اعين مرحة و ابتسامة كبيرة و عندما رات وجه ايليا عند الباب تضاعفت السعادة التي كانت تغمرها و فتح ثغرها لترسم اجمل ابتسامة عفوية .. و قالت بصوت مرح - يا لها من سعادة هذه التي اشعر بها ..لا لا لا استطيع ان اصف لك مقدار سعادتي برؤيتك هنا يا ايليا - و بعدها نظرت اليها ايليا و هي متاثرة بسعادة صاحبتها و وجهها مشرق
بدون قصد منها و قالت لصاحبتها و قد سمحت للابتسامة ان تتسلل الى فمها بعد اشهر من الغياب .. - ليا ..الهي كم مر من الزمن احس انني لم ارك منذ عقود-
ثم تعانقت الفتتان بحرارة .
قالت ليا - لم لا تتفضلين بالدخول فلا بد انك مرهقة من السفر - قالت ايليا و هي تدخل - في الواقع لا لانني معتادة على السفر -
-------------------------------------
فدخلت ايليا لداخل المنزل الذي كان يشع باللوان ..ورق جدران به زهور وردية مع اوراق خضراء ناعمة....لوحات فنية تكسوا الجدران ..و الستائر الملونة و المزركشة العجيبة ..يعبر عن شخصية من تسكنه ...عن حالة ليا ..ثم دخل ايليا غرفة الضيوف التي فيها ثلاث ارائك مختلفة الالوان موضوعة في شكل غريب و لكن جميل ..و كانت الغرفة مليئة باللوحات على ورق الجدران الذي يحتوي على ازهار برتقالية و في ارض الغرفة كانت مكسوة كلها بسجادة بيضاء كالثلج ..و توجد نافذتان كبيرتان امام كل نافذة طازلة موضوع فوقها شتى انواع الزهور و الورود عندما رات ايليا الغرفة قالت في نفسها - يا للسعادة - . ثم استاذنت ليا منها ان تذهب لتخبر والدها بوصولها فانصرفت و بقيت ايليا تتامل ذلك الفن الغريب .
عزيزاتي انني متشوقة لاعرف اراءكن عن هذا الفصل و هو الاول في الرواية
اذ تفاعلتن معها سوف اكملها و اخبروني ارجوا ان لا تبخلوا علي بالتقييم و الرد و شكرا
|