قبل سنتين تقريباً قرأت رواية الطاهر بن جلون “تلك العتمة الباهرة”، تلك الرواية أثرت فيّ كثيراً وأهديتها إلى كثيرين لإنها أضافت في حياتي معاني جديدة وعلمتني شيئاً من الحرية.
رواية “تلك العتمة الباهرة” والتي تحكي معاناة سجناء قضوا عشرات الأعوام تحت الأرض في معتقل تزمامارت في المغرب أثناء حكم الحسن الثاني كانت، تلك الرواية كان معها بدايتي في أدب السجون ..
والآن وبعد عامين من قراءتي لتلك الرواية أعود لأقرأ رواية من روايات الظلم والبطش الشديدين التي واجه الحسن الثاني عاهل المغرب أبناء بلده بها، أعود لأقرأ رواية وأفضّل أن أسميها سيرة ذاتية لسجينة قضت 15 عاماً في السجن و5 أعوام تحت الإقامة الجبرية، 20 سنة ضاعت من حياة تلك السجينة هي وعائلتها لا لذنب فعلوه!! بل لإن والدهم قرر يوماً أن يقوم بانقلاب وفشل!
ذلك الكتاب من الكتب القليلة التي جعلتني أبحث عن أي معلومة وصورة وحدث حصل لتلك العائلة التي ذاقت الأمرين، هذه الرواية أو السيرة الذاتية، سمها ماشئت هي حروف تسطر فعلاً أقسى مشاعر الظلم والحرمان من أبسط متطلبات الحياة لإن ذلك الملك لم يحقق المبدأ الذي يقول ( ولاتزر وازرة وزر أخرى) ..
هذه الفترة التي امتدت عشرين سنة من حياة مليكة أوفقير وعائلتها في السجون روتها مليكة أوفقير لصديقتها التي كتبت هذا الكتاب ميشيل فيتوسي، الأولى مغربية طبعاً والثانية تونسية يهودية، التقيا في فرنسا وبدءا في كتابة تلك الأحداث المؤلمة..
بدأت مليكة بالحديث عن طفولتها وتبني محمد الخامس لها ثم ابتعادها عن الحسن الثاني فيما بعد لتنضم مرة أخرى إلى عائلتها و بعد ذلك بدأت الحديث عن الأحداث السياسية الحاصلة لتنتهي حريتها عند قيام والدها بانقلاب ضد الحسن الثاني، في هذه اللحظة بدأت حياتهم الملكية تنحسر وتختفي، ليصبحوا في آخر المطاف سجناء مسجونين بسبب والدهم !!
تتحدث مليكة عن أيامهم الصعبة في السجن وتنقلاتهم وحياتهم ومعيشتهم وأكلهم وطريقة تعامل السجّانين معهم، رواية مع أكثر الروايات التي قرأتها تأثيراً وألماً..
كلما أتذكر كم كانت أعمارهم حين دخلوا السجن وكم صارت عندما خرجوا منها أتضايق بشدة، وأحمد الله على النعمة.. تخيل ضياع عشرين عاماً من عمرك بلا ذنب؟! تخيل أن تدخل السجن وأنت طفل.. لاتفقه من هذه الحياة شيئاً لترى العالم بعد خروجك ببلاهة وكأنه شيء من الخيال!! هذا هو ماحصل لهذه العائلة المسكينة..
صدقوني، سأطيل في الوصف والحديث والكلام عن هذا الكتاب وهذه العائلة لكن سأكتفي بما قرأتموه..
سأكتب إن شاء الله في التدوينة القادمة رأيي حول كتاب الغربية وهو ثاني كتب مليكة أوفقير، تتحدث في ذلك الكتاب عن حياتها بعد خروجها من السجن و انتقالها إلى فرنسا ثم إلى أمريكا وطريقة نظرتها للحياة بعد عشرين عاماً من الظلام..
هنا ستجدون صوراً لكافة عائلة أوفقير السبعة مع بعض المعلومات البسيطة، مع روابط للقائات مع مليكة أوفقير ورؤوف ووالدتهما فاطمة :
1- صورة للجنرال محمد أوفقير الذي قام بعملية انقلاب فاشلة ضد حكم الحسن الثاني عاهل المغرب في 16 أغسطس 1972 وتم قتله في نفس اليوم :
2- صورة السيدة فاطمة أوفقير زوجة الجنرال المغتال محمد أوفقير:
3- صورة عائلية لـ آل أوفقير :
4- صورة تجمع مليكة أوفقير بأخيها رؤوف أثناء تصفحهما لكتاب السجينة باللغة الفرنسية :
5- صورة قديمة لمريم أوفقير، شفيت من مرض السرطان لكنها مازالت مصابة بالصرع، حالتها الصحية كانت سيئة جداً.. تعيش في أمريكا حالياً: