منذ صغري و أنا أرسم لوحاتٍ عن أشخاص في حياتي
كلما انتهيت من رسم لوحة
أضع لها بروازاً خشبياً
و أظل طيلت حياتي أزينها بالأحجار الكريمة
حتى تمتلئ!!


ظللت أفعل ذلك حتى كبرت
و حتى امتلأت حجرتي بتلك اللوحات المبروزه!


صدمت ذات مره عندما دخلت حجرتي لتفقد لوحاتي...
وجدت إحدى الأحجار قد سقطت من إحدى البراويز
حاولت إلصاقها مجدداً
و لكنها أبت أن تلتصق!
خفت!!
و لم أعي ماذا علي أن أفعل!

لكن سرعان ما زاد خوفي مع سقوط حجرٍ أخرى
و تبعه أخر من لوحةٍ أخرى..!
شعرت حينها بالقلق و الخوف الحقيقي!

حاولت إصلاح الأمر لكنني لم أستطع..!!

و عندما بدأ عدد الأحجار المتساقطة بالتزايد
أصبت بالهلع !!
و لم اعي ذلك حتى تبع الأحجار العديد من البراويز .
حاولت الإمساك بها قبل أن تتحطم
لكن محاولاتي باءت بالفشل و لم أستطع الإمساك بها!

أصبحت لوحاتي من الماضي =(
و أصبحت مجرد براويز محطمة..!
عدا القليل من اللوحات التي لم يستطع الضر أن يصل لها..!

أدركت حينها أن تلك اللوحات المحطمة
لم تكن سوى الأشخاص الذين سقطوا من عيني
و أصبحوا مثل تلك البراويز المحطمة..!

تلك هي الحقيقة..!!!
حياتنا أشبه بتلك اللوحات!


نظل نرسم للجميع صوراً جميلة عنهم في ذاكرتنا...
و نزينها بالأخلاق الفاضلة و الحميدة..!!

و لكن ما إن يمر علينا و نحن معهم
حتى يظهروا على حقيقتهم...!
و تصبح صورهم مهزوزة في أعيننا
حتى تقع و تتحطم مثل تلك البراويز ...!

إلا قليل منهم من يقدر رسوماتي
و يمنحني الوجه الحقيقي له لأرسمه بكل صدق
و بوجهٍ بعيدٍ عن الزيف و الكذب


سحقاً لأناس لا يقدرون رسوماتي لهم...!! =(