السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى: ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الأخرة).
البشرى تعني البشارة في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
والبشـارة في الحياة الدنيا أنواع:
فمنها: الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له يعني يرى في المنام مايسره،
أو يرى له أحد من أهل الصلاح مايسره،
مثل أن يرى أنه يُبشَّر بالجنة، أو يرى أحد من الناس أنه في الجنة،
أو ماأشبه ذلك، أو يُرَى على هيئة صالحة،
المهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرؤيا الصالحة يراها أو تُرَى له:
"تلك عاجل بشرى المؤمن".
ومنها: أن الإنسان يُسَرّ بالطاعة، ويفرح بها وتكون قرة عينه، فإن هذا يدل على أنه من أولياء الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سرته حسنته، وساءته سيئته فذلك المؤمن"
فإذا رأيت من نفسك أن صدرك ينشرح بالطاعة، وأنه يضيق بالمعصية فهذه بشرى لك،
أنك من عباد الله المؤمنين ومن أوليائه المتقين،
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وجُعِلت قرة عيني في الصلاة".
ومنها : مايُبشَّر به العبد عند فراق الدنيا،
حيث تتنزل عليه الملائكة (ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.
نحن أوليآؤكم في الحياة الدنيا وفي الأخرة ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم
ولكم فيها ماتدَّعون. نُزُلاً من غفور رحيم) [فصلت:30-32].
ومن البشارة أيضاً: أن الإنسان يُبشَّر عند موته بشارة أخرى،
فيقال لنفسه: اخــرجي أيتها النفس الطيبة التي كانت في الجسد الطيب،
اخــرجي إلى رحمة من الله ورضوان، فتفرح وتُسر.
ومن ذلك أيضاً: البشارة في القبر، فإن الإنسان إذا سُئل عن ربه ودينه ونبيه وأجاب بالحق،
نادى مناد من السماء أن صَدَق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة،
وافتحوا له باباً من الجنة.
ومنها أيضاً: البشارة يوم الحشر، تتلقاهم الملائكة (أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون).
فالحاصل أن أولياء الله لهم البشارة في الحياة الدنيا وفي الآخرة
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم.