| رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 12:32 pm | |
| الفصل الأول الرسالة
حدث هذا في شهر يونيو عام 1935 عندما عدت الى انجلترا من مزرعتي في أميركا الجنوبية لأقضي في ربوع الوطن ستة أشهر ..أنجز خلالها بعض المهام الضرورية بعد ان تركت زوجتي وحدها تدير شؤون المزرعة ولست بحاجة لأن أدكر ان اول شيء قمت به بعد عودتي الى انجلترا هو مبادرتي بزيارة صديقي هركيول بوارو و قد وجدته يقيم في مسكن أنيق من أحدث المساكن بلندن ولا عجب في هذا إذ كان أحد المساكن التي تضمها عمارات نيوهافن في أحد الأحياء الراقية ودار الحديث طويلا بيننا عن أيامنا السابقة في التعون على كشف الغموض في الجرائم المعقدة وعن الشيب الذي وخط شعر كل منا وعن أحسن أنواع صبغات الشعر التي تجعله يبدو طبيعيا لامعا وعن صلعة بوارو التي ستوفر عليه كمية كبيرة من الصبغة. وفي أثناء ذلك الحديث عن الجريمة والجرائم قال لي بوارو فجأة : - هل تعرف ياهاستنغز انني اعتبرك تميمة حظ ؟ - أحقا ؟ وكيف ذلك ؟ ولم يرد بوارو على سؤالي مباشرة وانما استطرد يقول : - بمجرد ان علمت انك في الطريق الى هنا قلت لنفسي لابد وان شيئا سوف يحدث واننا سنمضي معا كالأيام السابقة للإيقاع بالمجرم في يد العدالة وهز كتفيه وأردف قائلا : - واذا صحت نبوءتي فلا ريب ان ما سوف يحدث سيكون شيئا ضخما مثيرا جديرا بمثل هذه النبوءة.. فهتفت قائلا : - أقسم يا بوارو ان من يسمعك يحسبك تتحدث عن حفلة ضخمة تنوي اقامتها في فندق الريتز - آه يا صديقي ..انني أؤمن بالحظ..أؤمن بالقدر..وأشعر ان الأقدار قد دفعت بك الينا في هذه الأيام لتكون بجانبي ولتجنبني ارتكاب الأخطاء التي لاتغتفر - وماهي هذه الأخطاء التي لاتغتفر يا بوارو ؟ - هي اهمال ملاحظة الأشياء الواضحة العادية - حسنا..حسنا.. وهل هذا الحدث الضخم على وشك الوقوع ؟ فهز بوارو كتفيه وقطب جبينه مفكرا ثم أومأ برأسه كأنما استقر على شيء ثم نهض وتناول من خزانة محفوظاته المرتبة و الأنيقة خطابا مفتوحا وتقدم نحوي في تردد ثم قال وهو يسلمه لي : - اقرأ هذا الخطاب يا عزيزي وأخبرني برأيك فيه فتناولت الرسالة من يده ووجدت انها مكتوبة على الآلة الكاتبة وعلى ورق سميك بعض الشيء وكانت كما يلي : " المستر بوارو.. "انك تظن نفسك عبقريا في الكشف عن غموض الجرائم المعقدة التي يعجز عن كشفها رجال المباحث الإنجليز الأغبياء ..حسنا أيها العبقري بوارو دعنا نرى الى أي مدى تبلغ مهارتك .ولعلك ستجد ان هذه الجريمة أعلى من مستواك انتظر ما سوف يحدث في بلدة اندوفر في الحادي والعشرين من هذا الشهر.. المخلص جدا : أ.ب.س"
ونظرت الى المظروف الذي كان مكتوبا على الآلة الكاتبة أيضا فوجدت انه ارسل من مكتب بريد و.س.أ وبعد برهة صمت قال بوارو : - ما رأيك ؟ فهززت كتفي وأعدت الرسالة اليه قائلا : - أعتقد ان كاتبها رجل مخبول - أهذا كل مالديك من أقوال ؟ - ألا ترى تماما انه مخبول؟ - الى حد ما.. ونغمة ما في صوته جعلتني أنظر اليه وأقول في دهشة : - هل تنظر الى هذا الموضوع باهتمام كبير يا بوارو ؟ - ان الرجل المجنون يا صديقي ليس بالشيء البسيط الذي لايثير الإهتمام انه قد يكون شديد الخطر فقلت مسرعا : - نعم..نعم..ولكنني اردت ان اقول فقط ان مجنونا ارسل اليك هذه الرسالة لإثارة ضجة جوفاء او لعل كاتبها رجل أسرف في شرب الخمر حتى فقد صوابه - كل هذا محتمل ...ولكنني غير مطمئن في الوقت نفسه فسألته قائلا : - هل عرضت هذه الرسالة على رجال الشرطة ؟ - أجل عرضتها على المفتش جاب فقال كما قلت انت تماما انها دعابة ثقيلة من رجل سكير او مجنون واكد لي ان ادارة سكوتلانديار تتلقى في اليوم الواحد عشرات من هذا النوع من الرسائل - إذن فلماذا تهتم بأمرها كل هذا الإهتمام ؟ فأجاب بوارو ببطء قائلا : - ان في هذه الرسالة يا هاستنغز شيئا يقلقني.. فقلت وانا اراه يعيدها الى مكانها : - إذا كان الأمر كما تقول أفلا تستطيع ان تفعل شيئا ؟ - آه انك دائما هكذا ..ولكن ماذا في وسعي ان افعل ؟ ..رجال المباحث لايهتمون بالأمر وليس على الرسالة بصمات الأصابع .وليس هناك اي دليل يشير الى كاتبها .. - ليس هناك في الواقع الا شعورك الخاص - لايا عزيزي هاستنغز ..لاشأن لشعوري بهذا الموضوع انما هي المعرفة..التجربة الطويلة هي التي تقول لي ان في هذه الرسالة شيئا يثير القلق ثم لوح بيده في شبه يأس لأن الكلمات لم تسعفه ثم هز رأسه وقال : - لعلي أقيم من الحبة قبة .وايا كان الأمر فليس امامنا إلا الإنتظار - أجل .وان الحادي والعشرين من هذا الشهر يوافق يوم الجمعة فاذا وقع حادث سرقة بالقرب من اندوفر مثلا.. فقاطعني قائلا بسرعة : - عندئذ أتنهد بارتياح - تتنهد بارتياح - نعم لأن الذي يخيفني ان يكون الأمر أخطر جدا من مجرد حادث سرقة.
نهض المستر الكسندر بونابرت سوست من مقعده وحملق بنظره القصير فيما حوله في غرفة نومه البالية وكان ظهره متصلبا بسبب جلسته غير المريحة ومن ثم راح يتمطأ ويثب على قدمه بحيث لو رآه أحد في تلك اللحظة لحسبه رجلا طويلا جدا ومضى الى معطفه القديم المعلق وراء الباب وتناول من جيبه علبة سجائر رخيصة وبعض أعواد الثقاب و أشعل لنفسه سيجارة ثم عاد الى المائدة التي كان جالسا اليها وتناول دليلا للسكك الحديدية وراح يبحث فيه عن شيء معين ثم راح يتأمل بعدد كبير من الأسماء المكتوبة على الآلة الكاتبة ومد يده ببطء وعلم بالقلم على الإسم الأول.. وكان ذلك في يوم الخميس العشرين من شهر يونيو. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 12:33 pm | |
| الفصل الثاني
الجريمة الأولى
رغم تأثري بهواجس بوارو صديقي إلا أنني في الأيام التالية كنت قد نسيت في خضم شواغلي أمر تلك الرسالة ولم أتدكرها في الواقع مرة اخرى الا في اليوم الثاني والعشرين من الشهر عندما أقبل المفتش جاب الى مسكن صديقي بوارو ولما رآني صافحني بحرارة وشوق لأننل كنا صديقين قديمين وصاح مدهوشا : - آه ..هذه مفاجأة يا كابتين هاستنغز متى جئت من تلك البراري التي ذهبت اليها ؟ اني إذ أدكر تلك الأيام الطيبة التي كنت اراك فيها مع المسيو بوارو دائما آه اني اراك بخير وان كان شعرك قد بدأ يخف بتأثير الزمن ...حسنا..حسنا..هكذا الأمر معي أيضا. وامتعضت قليلا من هذه الملاحظة ولكني تدكرت فجأة ان جاب لم يكن لبقا في أحاديثه مع أحد ومن تم تظاهرت بالإبتسام بينما استطرد المفتش جاب في حديثه مع بوارو قائلا : - وهكذا انت يا مسيو بوارو كلما فكرت في اعتزال هذا الركض الطويل وراء المجرمين وجدت نفسك في خضم أحداث جديدة .هل سمعت يا كابتن هاستنغز عن الرسالة الغمضة التي تلقاها بوارو ؟ فقال بوارو : - لقد أطلعت هاستنغز عليها منذ بضعة ايام فهتفت قائلا : - أجل..أجل..لقد نسيت أمرها ماذا كان التاريخ المذكور فيها ؟ فقال جاب : - الحادي والعشرون. وهذا ما دفعني الى المجىء فقد كان أمس الحادي والعشرون من الشهر وبدافع الفضول فقط اتصلت امس تلفونيا بمركز شرطة اندوفر فقيل لي انه لم يحدث اكثر من مشاجرة بين احد السكارى وزميل له واصابة طفلة بحجر قذفه طفل عليها في مثل سنها ومن ثم اعتقدت ان المسيو بوارو لم يكن موفقا في هواجسه هذه المرة. فاعترف بوارو قائلا : - انني قد استرحت الآن ..حمدا لله. - كنت شديد الجزع بسبب هذه الرسالة اليس كذلك ؟ لك الله .اننا نتلقى عشرات امثالها كل يوم .ويبدو ان هناك طائفة من الناس تهوى كتابة هذا النوع من الرسائلا لأسباب كثير مختلفة - الواقع انني اوليته هذه الرسالة من الإهتمام أكثر مما تستحق خير.لقد حضرت لزيارتك اليوم لأطمئنك من جهة ولأني كنت اقوم بالتحقيق في حادث سرقة جواهر في الشارع المجاور .طاب يومكما وبعدانصرافه قلت لبوارو: - انه لم يتغير كثيرا.. - أجل ..ولكن الشعر الأبيض تكاثر في فوديه بشكل ملفت للنظر..حسنا يبدو اني كنت مخطئا حقا في هواجسي عن تلك الرسالة ويلوح ان الإنسان كلما كبر في السن ازداد ارتيابا في كل شيء كالكلب العجوز الأعنى الذي يحاول ان يثبت وجوده بالنباح الأجوف. وهنا ضحكت وقلت : - اسمع يا عزيزي بوارو اذا كنت تريد ان استأنف العمل معك في الإيقاع بالمجرمين فيجب ان تكون الجريمة من النوع المثير الذي يقيم الرأي العام ويقعده. فضحك بوارو بدوره وقال : - اذا قدر لك ان تختار جريمة كما تختار الطعام فكيف تريدها ان تكون ؟ سرقة مثلا اة تزييف ؟ - أريد ان تكون جريمة تهدتد رئيس وزراء مثلا او خطر يحدق بمليونير امريكي يقيم في انجلترا او خطف رئيس تحرير صحيفة كبرى وان يراق على جوانب الجريمة الدم. فتنهد بوارو وقال : - ولابد ان يكون العنصر النسائي فيها...فتاة جميلة ذات شعر ذهبي - أجل لأن الجمال كثيرا ما يجني على صاحبه ويثير حسد الناس له وقلت فجأة : - ويحسن ان تعقب الجريمة الأولى جريمة ثانية لأن هذا يزيد من اهتمام الناس بالأمر لأن الجريمة الواحدة لاسيما في قصة مطولة قد تبعث على ملل القارىء وعندئذ صلصل جرس التلفون فتناول بوارو المسماع وقال : - أجل أنا بوارو هركيول بوارو وصمت برهة ينصت ثم أربد وحهه يقول هذه العبارات على التوالي : - نعم..نعم.. - طبعا.. - طبعا..طبعاسوف أحضر - أجل ربما كان الأمر كما تقول - سآتي بها معي وأعاد المسماع الى الحمالة وقال لي : - انه المفتش جاب يا هستنغز - ماذا يريد ؟ - قال انه عقب وصوله الى ادارة سكوتلانديار وجد في انتظاره رسالة من اندوفر فهتفت قائلا : - اندوفر ؟ - أجل اندوفر ..وجاء في الرسالة ان امرأة عجوز تدعى المسز آسكر وجدت مقتولة في دكانها الصغير الذي تبيع فيه التبغ والسجائر والحلوى واعترف ان انفعالاتي هبطت في تلك اللحظة ..لقد كنت اتوقع ان اسمع عن جريمة تهز الرأي العام اما مقتل امراة عجوز في بلدة نائية فهو حدث عادي يقع الكثير منه في كل يوم. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 12:34 pm | |
| واستطرد بوارو يقول : - ويعتقد رجال الشرطة في اندوفر ان في مقدورهم وضع أيديهم على الفاعل... وازدادت انفعالاتي هبوطا بينما أردف بوارو يقول : - ويبدو ان المرأة كانت على خلاف مع زوجها الذي أدمن الخمر وأصبح عاطلا منحط الأخلاق وقد سمعه الكثيرون وهو يهدد زوجته بالقتل ... وصمت بوارو برهة قبل ان يستأنف الحديث قائلا : - ومع هذا كله فان رجال المباحث في ادارة اسكوتلانديار يريدون ان يعيدوا النظر في الرسالة الغامضة التي تلقيتها وقد وعدتهم بأننا سنحضر الى اندوفر. وأحسنت بالإنفعال المثير مرة اخرى وخامرني ذلك الشعور القديم شعور كلب الصيد وهو يتأهب للإنطلاق وراء الثعلب المراوغ ... وكان بوارو لايزال يتحدث ولكنني لم اسمع شيئا مما قال : واستقبلنا في اندوفر المفتش جلين وكان رجلا طويلا أشقر البشرة لطيف الإبتسامة. واعتقد ان واجبي اولا ان اسرد هنا الحقائق المجردة التي عرفت عن الجريمة والظروف المحيطة بها : "اكتشف امر الجريمة الكونستابل دوفر في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل أي في اول ساعة من صباح اليوم الثاني والعشرين من الشهر وكان يقوم بدوريته الليلية التفتيشية عندما لاحظ ان باب دكان المسز آسكر غير مغلق فدخل ..فظن في اول الأمر انه لايوجد به احد .وفيما هو يسلط كشافه الكهربائي على ما وراء منصة البيع رأى جسم امرأة عجوزا مكوما ولما حضر طبيب الصحة قال ان المرأة العجوز _الذي ثبت انها المسز آسكر نفسها_ ماتت بضربة عنيفة اصابت مؤخرة راسها .ومن المحتمل ان تكون الضربة هوت عليها اثناء استدارتها لإستحضار علبة سجائر من فوق احد الرفوف .وقد حدد الطبيب الوفاة من سبع الى تسع ساعات قبل اكتشاف الحادث " وقال المفتش في اثناء حديثه : - ولكننا استطعنا ان نحدد الوقت بأقل من هذا لأننا عثرنا على رجل اعترف انه اشترى علبة تبغ من المسز آسكر في الساعة الخامسة والنصف من مساء الحادي والعشرين وقال آخر انه ذهب لشراء علبة سجائر فوجد الدكان خاليا كما ظن في الساعة السادسة وخمس دقائق .وانا لم اعثر بعد على اي شخص يشهد بانه راى زوجها المستر آسكر بالقرب من دكانها في ذلك الوقت المحدد ولكن قيل لنا انه كان في حانة "ثري كراونز" فاقد الوعي بالخمر في الساعة التاسعة من مساء امس وعندما يتم القبض عليه سوف نحجزه رهن التحقيق. فقال بوارو : - انه كما سمعت شخصية فاسدة. - أجل .. - هل كان يعيش مع زوجته ؟ - لالقد انفصلا منذ بضعة أعوام وآسكر الماني الجنسية وكان في يوم ما يشتغل جرسونا واصبح تدريجيا غير صالح لأي عمل واشتغلت زوجته بالخدمة في البيوت حينا وكان آخر عمل لها اشتغلت طاهية ومدبرة في منزل عانس عجوز تدعى المس روز وكانت المسز آسكر تعطي بعض المال لزوجها من اجرها لتسكنه عنها.ولكنه كان يسكر ويذهب اليها ويثير معها المنازعات والفضائح ...وهذا ما جعلها تقبل العمل مع المس روز في بلدة جرانج التي تبعد عن اندوفر بثلاثة اميال . وهكذا لم يكن يستطيع ان يتردد عليها بكثرة ولما ماتت المس روز تركت في وصيتها للمسز آسكر مبلغا من المال استطاعت به ان تنشىء متجرا لبيع التبغ والحلوى والصحف .وكان دخلها من هذا المتجر يتيح لها حياة الكفاف .ولكن زوجها ظل يثقل عليها بطلباته حتى اتفقت معه على اعطائه خمسة عشر شلنا كل اسبوع اتقاء لشره. - هل لديها ابناء ؟ - لا. ولكن للمجني عليها ابنة اخت تشتغل مدبرة بيت في بلدة اوفرتون وهي فتاة ناضجة كريمة الأخلاق . - وذلك الرجل المدعو آسكر كان يهدد زوجته دائما ؟ - أجل. وكان اذا سكر يصبح وحشا بذيء اللسان وكثيرا ما هددها بتحطيم راسها - وكم كان عمر المجني عليها ؟ - في نحو الستين ..وكانت سيدة محترمة مكافحة . - اذن فأنت تعتقد يا سيدي المفتش بأن زوجها هو القاتل؟ فتنحنح المفتش جلين قبل ان يقول : - يجب اولا ان نعرف كيف امضى فترة المساء امس فاذا ثبت انه كان بعيدا عن مسرح الجريمة عند وقوعها فربما افرجنا عنه والا... - ألم يسرق شيء ...فان النقود ظلت كما هي في الدرج ولايبدو ان هناك شيئا مسروقا. - اذا قانت تعتقد ان المدعو آسكر ذهب _وهو مخمور_ الى دكان زوجته ثم تشاجر معها وضربها بشيء ثقيل على أم راسها ؟ - هذا ما يبدو لنا حتى الآن..ولكننا نريد ان نلقي نظرة على الرسالة الغامضة التي جاءتك | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 12:41 pm | |
| فتنحنح المفتش جلين قبل ان يقول : - يجب اولا ان نعرف كيف امضى فترة المساء امس فاذا ثبت انه كان بعيدا عن مسرح الجريمة عند وقوعها فربما افرجنا عنه والا... - ألم يسرق شيء ...فان النقود ظلت كما هي في الدرج ولايبدو ان هناك شيئا مسروقا. - اذا قانت تعتقد ان المدعو آسكر ذهب _وهو مخمور_ الى دكان زوجته ثم تشاجر معها وضربها بشيء ثقيل على أم راسها ؟ - هذا ما يبدو لنا حتى الآن..ولكننا نريد ان نلقي نظرة على الرسالة الغامضة التي جاءتك وبعد ان قرأ المفتش الرسالة قطب جبينه وقال : - لايلوح ان آسكر هو كاتبها لأن يد الرجل اصبحت الآن ترتعد بشدة بسبب ادمانه الخمر وهذه الرسالة مكتوبة بيد ثابتة وبخط واضح .كما ان الورق والمداد من نوعين ممتازين بعيدين عن متناول رجل في مثل ظروف آسكر ولهذا ارى ان الأمر مجرد مصادفة. - هذا محتمل.. - ولكنني لا اطمئن الى هذا النوع من المصادفات وصمت برهة قبل ان يقطب جبينه مرة اخرى ويردف قائلا : - أ.ب.س ...من يكون هذا الشيطان ؟ لسوف نحاول ان نعرف راي ماري دراور _ابنة اختها_ في هذا الموضوع ولولا هذه الرسالة لراهنت بكل قرش معي ان آسكرهو الجاني . - ألديكم اية معلومات عن تاريخ المجني عليها ؟ - انها امرأة من اقليم هامشاير ذهبت للخدمة في المنازل منذ كانت فتاة في مدينة لندن ...وهناك تقابلت نع آسكر وتزوجته وفي عام 1945 انفصلت عنه نهائيا بدون طلاق وعادت الى هذه البلدة لتبقى في منأى عنه ولكنه تبعها الى هنا وراح يبتز مالها.. وهنا حضر احد الكونستبلات فقال له المفتش : - حسنا يا بريجرز ؟ - لقد أحضرنا المدعو آسكر - أدخله فورا اين كان ؟ - كان مختفيا في مركبة سكة حديد مهجورة - حسنا . أدخله فورا. وكان فرانز آسكر الألماني الأصل والإنجليزي الجنسية نموذجا بائسا من الجنس البشري وكان يثرثر ويدمدم قائلا وهو يحملق في وجوهنا بنظرات ملؤها الخوف والإحتجاج: - ماذا تريدون مني ؟ انني لم افعل شيئا..انكم تظلمونني .كل انسان في هذه الدنيا يظلمني .انني مسكين.دعوني وشأني. وشرع آسكر في البكاء وهنا قال له المفتش : - تمالك نفسك يا آسكر .اننا لم نوجه اليك بعد أي اتهام .ولم يجبرك احدا على ان تقول شيئا رغما عنك. - ولكنني لم اقتلها .لم اقتلها...دعوني وشأني. - لقدهددتها كثيرا بالقتل يا آسكر..اليس كذلك ؟ - لا..لا..كنت امزح معها فقط - نوع لطيف من المزاح ...اليس كذلك ؟ حسنا..اين كنت بعد غروب يوم امس يا آسكر ؟ - انني لم اقترب من دكانها .لقد كنت امس بعد الظهر حتى ساعة متأخرة من الليل مع اصحاب محترمين ذهبنا اولا الى حانة "سيفن ستارز" ثم الى حانة "رد دوج" وكان معنا ديك ويلوز وكرودي العجوز وجورج وبلات وغيرهم.نعم انني لم اقترب منها امس. ولما بدأ يصرخ _وهو في حالة انهيار عصبي _ امر المفتش بنقله الى غرفة الحجز على ذمة التحقيق ثم قال بوارو : - ما رايك في هؤلاء الشهود ؟ - انهم جميعا من مدمني الخمر .ويتوقف الأمر الآن على ان يكون هناك شهود آخرون قد راوه بالقرب من الدكان بعد ظهر امس. وبعد برهة صمت قال بوارو : - هل انت واثق بان شيئا ما لم يسرق من الدكان ؟ فهز المفتش كتفيه وقال : - من يدري ؟ ربما سرقت علبة سجائر او اثنان فان هذا الشيء لايمكن التأكد منه وبعد برهة صمت أردف قائلا : - لكن من غير المعقول ان يرتكب شخص ما جريمة قتل ليسرق بضع علب سجائر . وقال بوارو : - ألم يكن هناك في مكان الجريمة شيء ؟ أعني شيئا غريبا في وضعه او شكله او مثيرا للإنتباه ؟ ففكر المفتش برهة ثم قال : - كان هناك دليل سكة حديد - دليل سكة حديد ؟ - أجل وكان مفتوحا ومقلوبا على منضدة البيع وكأنما كان ثمة شخص يبحث فيه عن مواعيد القطارات المتحركة من محطة اندوفر - وهل كانت المسز آسكر تبيع هذا النوع من الكتب ؟ فهز المفتش راسه وقال : - كانت تبيع جداول سفر صغيرة لاتزيد ثمن الواحد منها على نصف قرش اما هذا الدليل فهو من الحجم الكبير الذي لا يباع الا في المكتبات الكبيرة . وهنا ومضت عينا بوارو وقال بلهفة : - أتقول دليل سكة الحديد ، أهو دليل برادشو او أ.ب.س؟ وهتف المفتش قائلا : - بحق السماء .انه من هذه النوع الذي يقوم على الأحرف الهجائية. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:14 pm | |
| الفصل الثالث
في مسرح الجريمة
أعتقد ان اهتمامي بهذا الحادث قد تضاعف عند دكر دليل برادشو السياحي القائم على تسجيل اسماء المحطات بالترتيب الأبجدي وكان اهتمامي قبل ذلك لايعدو اهتمام اي شخص غريب بمقتل امرأة عجوز فقيرة في بلدة نائية . انها جريمة من النوع الذي تنشره الصحف في اصغر اركانها وباصغر حروف طباعتها وكنت اعتقد في قرارة نفسي ان المسز آسكر ذهبت ضحية زوجها السكير وانه لاشأن للرسالة الغامضة بهذه الجريمة وان الأمر كله لايعدو ان يكون محض صدفة .اما بعد ما سمعت بامر هدا الدليل الأبجدي للسكة الحديدية فقد احسست برعدة تسري في كياني وانا اؤمن بان هذا لايمكن ان يكون مصادفة. لقد اتخدت الجريمة في رايي وجهة اخرى خطيرة. فمن هو ذلك الشخص الخفي الذي قتل المسز آسكر وترك وراءه الدليل الأبجدي لمحطات السكة الحديدية ؟ وبعد ان غادرنا مرطز الشرطة في اندوفر ذهبنا الى المشرحة حيث راينا المجني عليها جثة هامدة بشعرها الأشيب والإصابة القاتلة في راسها واسرعنا بالخروج الى مكتب الجاويش الذي قال لنا مواسيا : - انها لم تعرف من الذي قتلها فان الدكتور كار يقول ان الوفاة حدثت في الحال واني لمسرور لهذا لأن هذه السيدة كانت طيبة ومسكينة وأحمد الله انها لم تتعذب وقال بوارو : - يبدو انها كانت جميلة في شبابها فنظرت اليه مدهوشا وقلت : - هل لهذا علاقة بالحادث ؟ - حسنا.. سوف نرى.. ثم التقينا بالدكتور كار الذي قال : - ان رجال المباحث لم يعثروا على اداة القتل بعد ولكن الواضح انها اداة من نوع عادي هراوة ثقل من اي نوع عصا محشوة بالحديد او كيس رملي كل هذه قد يكون من الأدوات التي تستعمل لإرتكاب الجريمة. - هل توجيه هذه الضربة كان يستلزم قوة خاصة . فنظر الطبيب اليه في ارتياب وقال : - أتعني هل يستطيع رجل مثل آسكر في السبعين من عمره مرتعش اليدين ان يوجه ضربة كهذه نعم .ان هذا ممكن. - اذن فقد يكون القاتل امرأة ؟ فنظر الطبيب اليه بدهشة وقال : - امرأة ؟ ان هذا الإحتمال لم يخطر ببالي ولكنه احتمال ممكن الوقوع اما من الناحية النفسية فيمكنني القول انها ليست جريمة نسائية فأومأ بوارو براسه موافقا وقال: - بكل تأكيد .بكل تأكيد. ان هذا امر بعيد الإحتمال ولكن على الإنسان ان يشمل بنظراته جميع الأحتمالات وكيف كان وضع الجثة ؟ فذكر الطبيب انه يرجح ان المجني عليها كانت قد استدارت بظهرها للقاتل لكي تأتي اليه بشيء فأهوى على مؤخرة راسها فتكومت على نفسها وراء منضدة البيع ومن ثم بدا الدكان لعابر السبيل وكانه خال تماما. وقال لي بوارو بعد انصرافنا : - أترى يا عزيزي هاستنغز هذه النقطة جديدة في جانب براءة آسكر فلو انه هو الذي ذهب الى زوجته يسبها ويهددها لوقفت امامه تواجهه..ولكنها كانت عند الوفاة مستديرة بظهرها الى القاتل الذي جاء ولاشك في هيئة رجل يريد شراء شيء ثم أردف قائلا وهو ينظر في ساعة يده : - أعتقد ان اوفرتون ليست بعيدة عن هنا ..ما رايك في ان نسرع اليها الآن ونقابل ابنة اخت المجني عليها ؟ - الا يحسن ان نمضي اولا الى مسرح الجريمة ؟ - افضل ان افعل هذا فيما بعد لأسباب خاصة وبعد لحظات قليلة كنا نندفع بالسيارة في طريق لندن متجهين نحو بلدة اوفرتون ..وكان العنوان الذي اعطاه لنا المفتش ينطبق على بيت كبير الحجم يبعد نحو ميل على الجانب " اللندني" من القرية . واستجابت لرنين جرسنا فتاة شابة في ملابس سوداء جميلة الوجه متورمة العينين من فرط البكاء. قال بوارو لها برفق : - آه أعتقد انك المس ماري دراور ؟ - أجل يا سيدي انني ماري يا سيدي - هل استطيع ان اتحدث معك بضع دقائق بعد اذن سيدتك ؟ ان الموضوع يتعلق بمقتل خالتك المسز آسكر. - ان سيدتي في الخارج يا سيدي وهي لن تمانع في ان تتفضل بالدخول. ثم فتحت بابا لغرفة استقبال صغيرة وبعد ان جلسنا بجوار النافذة رمق بوارو الفتاة بامعان ثم قال : - لقد سمعت طبعا بما حدث لخالتك ؟ فأومأت الفتاة براسها وقالت والدموع تنساب من عينيها : - علمت هذا الصباح يا سيدي عندما جاء احد رجال الشرطة واخبرني بالحادث .آه..ان الأمر فظيع يا خالتي المسكينة أتعيش بائسة طيلة حياتها ثم تكون هذه هي النهاية. - ألم يعرض عليك رجل الشرطة الذهاب الى اندوفر ؟ - قال لي يجب ان احضر جلسة التحقيق التي ستعقد يوم الإثنين التالي اما الآن فكيف اذهب واين اقيم هناك ؟ انني لن اطيق الإقامة في غرفة خالتي التي تقع وراء الدكان .وزميلتي في العمل هنا غائبة عند اهلها واعتقد انه لا يجوز ان اترك سيدتي بمفردها في مثل هذه الظروف. فقال بوارو برفق : - كنت تحبين خالتك ؟ - جدا يا سيدي لقد كانت عطوفا علي دائما ..هكذا كانت دائما منذ وفاة امي .وقد بدأت أعمل بالخدمة في البيوت منذ كنت في السادسة عشرة من عمري ولكنني كنت حريصة على قضاء يوم عطلتي الأسبوعية لديها وكان ذلك الألماني اللعين سببا في شقاء حياتها .انه لم يتركها تنعم يوما بالراحة والهدوء وكانت الفتاة تتحدث بحماس .فقال بوارو : - ألم تفكر خالتك يوما في طلب الطلاق منه ؟ - لايا سيدي ..ان خالتي لم تكن من النوع الذي يبرر الطلاق لأي سبب - وهل سمعته يهددها يا ماري ؟ - أوه ..كثيرا..وما افظع ما كان يقوله لها .كان يقول انه سيذبحها يوما وسيحرقها يوما وسيدق عنقها كان لايكف عن السباب بالإنجليزية والألمانية ومع ذلك كانت خالتي تقول انه كان في شبابه رجلا لطيفا جميلا مهذبا. - اذن فأنت لم تدهشي كثيرا حين سمعت بمصرع خالتك واتهام رجال الشرطة اياه بانه القاتل ؟ - على العكس يا سيدي ... لقد دهشت جدا لأنه لم يخطر ببالي قط ان مثل هذا الرجل العجوز السكير المهدم يستطيع ان يقتل نفسا بشرية ..بل اكثر من هذا كنت اراه يتراجع عنها كالكلب المذعور عندما تستدير اليه وتبدأ في معاملته بالمثل .أجل لقد كان يخشاها - ومع ذلك كانت تعطيه مالا ؟ - طبعا يا سيدي..ألم يكن زوجها - أجل ..أجل.. ثم اردف بوارو بعد لحظة صمت : - لنفرض انه ليس قاتلها... فحملقت في وجهه بدهشة وتمتمت : - ليس قاتلها ؟ - أجل ..لنفرض ان الذي قتلها شخص آخر فهل لديك اية فكرة من يمكن ان يكون ؟ - لايا سيدي مطلقا ان هذا غير محتمل .فمن هذا الذي يسعى الى قتل امرأة عجوز مسالمة مثل خالتي ؟ - ألم تسمعيها تدكر اسم اي شخص غاضب منها او ساخط عليها : - أبدا يا سيدي ... - الم تستلم قط رسائل بتوقيعات أشخاص مجهولين ؟ - لااظن يا سيدي.. - اليس لخالتك اقارب غيرك : - لااظن يا سيدي لقد كنت واحدة من عشر بنات وابناء ولكن لم يعش منهم سوى ثلاثة غيرها هي وخالي توم الذي قتل في الحرب وخالي هاري الذي رحل الى اكريكا الجنوبية ولم نعد نسمع عنه شيئا اما امي فقد ماتت وانا طفلة ..وهكذا لم يبق لها من الأقارب غيري - هل كانت خالتك تدخر مالا ؟ - كانت تدخر في بنك التوفير مبلغا بسيطا يكفي لنغطية نفقات جنازتها اما فيما عدا ذلك فقد كانت تجاهد حتى تقيم اودها فضلا عن المبالغ التي كان ذلك الشيطان يبتزها منها فاومأ بوارو براسه ثم نهض وهو يقول : - اذا احتجنا اليك في اي وقت يا ماري فهل نكتب اليك في هذا العنوان ؟ - الواقع انني لن انكث هنا طويلا ..لقد آثرت العمل في البلدة لأكون قريبة من خالتي. ثم طفرت الدموع من عينيها وهي تردف قائلة : - اما وقد ماتت فاعتقد ان مكان العمل الملائم لفتاة مثلي هو المدينة "لندن" - أرجو عندما ترحلين الى لندن ان ترسلي لي بعنوانك الجديد وهذه هي بطاقتي فقالت بعد ان نظرت في البطاقة : - اذن فانت لست من رجال الشرطة يا سيدي ؟ - اني اعمل لحسابي الخاص فوقفت ونظرت اليه برهة ثم قالت بصوت خافت : - هل ثمة شيء خاص في هذه الجريمة يا سيدي ؟ - أجل يا ابنتي وسوف تعرفين كل شيء في حينه ونرجو ان تبذلي جهدك في مساعدتنا اذا احتجنا اليك - هذا ما ارجوه يا سيدي.. وبعد لحظات كنا في طريق العودة الى اندوفر.... | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:16 pm | |
| كان مسرح الجريمة في شارع جانبي يتفرع من الشارع العام بالبلدة وكان دكان المسز آسكر يقع في منتصف هذا الشارع الجانبي في الجهة اليمنى وفيما نحن ندخل هذا الشارع رايت بوارو ينظر في ساعته ...وعندئذ ادركت لماذا ارجأ زيارة مسرح الجريمة حتى هذا الوقت لقد أراد ان يصل اليه في نفس الفترة المماثلة التي وقع فيها الحادث اي في الساعة الخامسة والنصف مساءا وكان ثمة بعض الدكاكين المتناثرة بين بيوت الطبقة الدنيا في ذلك الشارع الجانبي وكان المعتاد في ذلك الوقت من اليوم ان يرى فيه بعض السكان وهم عائدون من اعمالهم الى بيوتهم او بعض الأطفال وهم يلعبون اما عندما ذهبنا نحن فقد كان المنظر جد مختلف كان هناك جمع كبير من سكان البلدة الذين دفعهم الفضول الى مسرح الجريمة راحوا من بعيد يقفون جماعات جماعات يتبادلون الأحاديث والتعليقات عن الحادث. ولما وصلنا الى الدكان وجدناه **** المظهر مغلقا وقد وقف امامه احد رجال الشرطة ووقف بوارو ينظر الى اللافتة ال****ة التي تحمل اسم " آسكر" ثم فجأة قال لي : - هلم ندخل هذا الدكان يا هاستنغز وشققنا طريقنا بين المجتمعين وقدم بوارو بطاقته الخاصة لرجل الشرطة الذي اومأ براسه وفتح باب الدكان وسمح لنا بالدخول بين دهشة المتفرجين البالغة. وكان الظلام في الداخل كثيفا فأدار الشرطي مفتاح النور..وعلى هذا الضوء الكهربائي اخذت افحص ما حولي. كان دكانا صغيرا ****ا ايضا من الداخل على منضدة البيع بعض الصحف والمجلات الرخيصة التي يعلوها الغبار ووراء المنصة بضعة ارفف عليها علب السجائر والحلوى والتبغ وبعض الدمى الخزفية الرخيصة وعلى مشجب في نهاية الدكان كان ثمة معطف من الصوف القديم ومطرف وصديرية نسائية وكانت هذه كل بقايا ملابس المسكينة آليس آسكر . وقال بوارو وهو يمسك بيدي : - هلم الى الخارج يا هاستنغز فلن نجد هنا ما يلقي اي ضوء على الحادث.ولما عدنا الى الشارع وقف بوارو مترددا برهة ثم عبرنا الطريق الى الجانب الآخر حيث كان ثمة دكان فاكهي وخضري في الجهة المقابلة تماما لدكان المسز آسكر وكان الفاكهي يعرض معظم سلعه على منصات خارج الدكان. وكان بوارو قد طلب مني بصوت خافت _ونحن نعبر الطريق الى ذلك الدكان_ ان أشتري اية كمية من الفاكهة اثناء حديثنا مع البائعة ،وراح يتحدث مع البائعة البدينة وهو يشتري منها كمية الخس بينما طلبت انا شراء رطل من الفراولة وكان هو يقول معلقا على الحادث : - كان الحادث في مواجهتك تماما..اليس كذلك ؟ أعني مقتل المسز آسكر لاشك انه اثار ضجة كبيرة في بلدة صغيرة كهذه. ويبدو ان البائعة البدينة كانت قد تعبت من كثرة الحديث عن هذا الموضوع إذ قالت في ضجر واضح : - انني لاادري لماذا يتجمع كل هؤلاء الناس ..ماذا يشاهدون وعلى اي شيء يتفرجون ؟ - لاشك ان الشارع امس كان هادئا ..ولعلك لاحظت القاتل وهو يدخل انه رجل طويل اشقر روسي السمت ..او هكذا يقال - ماهذا ؟ أهو روسي ؟ - علمت ان رجال الشرطة قبضوا على رجل روسي بتهمة قتل المسز آسكر - آه حسنا جدا..اذن فهو اجنبي غريب عن البلاد - كنت أظن انك لمحته وهو يدخل دكانها - الواقع انني لا ألاحظ المارة كثيرا لأنني اكون في مثل هذا الوقت مشغولة بالبيع ولكن الؤكد انني لم ار رجلا طويلا اشقر البشرة يمر بالشارع امس وهنا تدخلت انا في الموضوع وقلت : - معذرة ايها السيد لكنني سمعت شخصيا ان رجال الشرطة القوا القبض على رجل قصير خمري اللون له لحية صغيرة. واشترك في الحديث عندئذ صاحب الدكان _وكان زوج البائعة_ وصبي في نحو العاشرة وقد قال الثلاثة انهم راو أربعة رجال قصار سمر الوجوه ولكن ليس بينهم واحد له لحية صغيرة ..وقال الصبي انه راى رجلا طويلا اشقر وله لحية .وبعد اصرافنا قلت لبوارو في ضيق : - ماذا كنت تهدف من هذا اللغو الفارغ ؟ - كنت اريد ان اعرف الى اي حد يمكن ان يلاحظ هؤلاء الناس مرو رجل غريب عن البلدة بهذا الشارع . - اما كان يمكنك ان تسألهم مباشرة ؟ - لا..ان الؤال المباشر يجعلهم يتحفظون اما هذه الطريقة البسيطة في تبادل الحديث فهي التي تخرجهم وتجعلهم يتجاوبون معك ويجيبون على اسئلتك دون ان يشعروا بالخوف او الحرج .ثم اردف قائلا وهو ينظر الى كيس الفاكهة في يدي : عندما تشتري نوعامن الفاكهة في مثل هذه الظروف يا هاستنغز يجب ان تختار نوعا من الفاكهة الجافة انظر الآن ان الفراولة قد اوشكت ان تبلل ملابسك ولاحظت في استياء ان تلك هي الحقيقة ومن ثم انتهزت اول الفرصة واعطيتها لغلام في الطريق واضاف بوارو اليها الخس الذي اشتراه ثم عدنا الى الجانب الذي يقع فيه دكان المسز آسكر حيث راينا ان المنزل والدكان الواقعين على يمينه خاليين ومكتوب عليهما للإيجار اما على الجانب الآخر فكان ثمة منزل صغير **** تنسدل على نوافذه الأمامية ستائر غبراء من الموسلين .وطرق بوارو باب هذا المنزل الأخير فلم يلبث ان فتحه صبي صغير قذر السمت فسأله بوارو عن والدته ..فأسرع اليها وبعث بها الينا بينما هو في ركن من الردهة يتأملنا في شك وقلق. واقبلت سيدة حادة الملامح متجهمة الوجه وقالت فورا : - لافائدة من اضاعة وقتكم في.... ولكن بوارو قاطعها وهو يرفع قبعته ويحييها باحترام : - طاب مساؤك يا سيدتي انني محرر بصحيفة " الا يفننج فليشر" وارجو ان تقبلي هذه الجنيهات الخمسة مقابل اعطائنا بعض المعلومات الخاصة لكتابة مقال عن جارتك المسز آسكر | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:16 pm | |
| فانبسطت اسارير المرأة امام الجنيهات الخمس وقالت : - تفضلا بالدخول ...تفضلا ودخلنا غرفة صغيرة ضيقة مكتضة بالأثاث القديم واستطعنا ان نجلس على نحو ما أمام السيدة التي قالت معتذرة : - انني آسفة على لهجتي الحادة التي تحدثت بها معكما في اول الأمر والواقع ان ربة المنزل منا لاتكاد تفرغ من فتح الباب بين الحين والآخر لهذا البائع المتجول او ذاك ، باعة المكانس الكهربائية والمطهرات والصابون الكيميائي والجوارب والروائح وما الى ذلك ..وكلهم يتحدثون برقة ولباقة يحاولون ان يكتبوا الإسم ويقولون " لكي تكوني عملية دائما يا مسز فارلو " وهكذا. وانتهز بوارو فرصة التعرف باسمها فقال بلباقة : - حسنا يا مسز فارلو ..ارجو ان تحققي رجاءنا في كتابة المقال عن جارتك المسكينة فرمقت المرأة الجنيهات الخمسة في بوارو وقالت : - انني ارجو هذا .ولكنني لااعرف كيف تكتب المقالات فاسرع بوارو واكد لها انها لن تكتب بنفسها شيئا وانما يكفي ان تدلي اليه بما تعرفه عن حياة جارتها الخاصة ثم يتولى هو صياغة المقال. وتشجعت المسز فارلو واندفعت تحدثنا بكل ما تعرفه عن المجني عليها كانت تعيش منطوية على نفسها ولا تميل الى مصادقة احد ولاشك ان كان لها العذر بسبب المتاعب التي عاشت فيها والتي كان زوجها السبب الوحيد في اثارتها ولكن المسز آسكر لم تكن تخشاه حقا بل انها كانت تستطيع اذا شاءت ان تملأ قلبه فزعا منها الا ان هذا لم يكن يمنع المسز فارلو من تحذير جارتها المسز آسكر الى قتلك ذات يوم فكوني دائما على حذر منه وقد حدث ما كنت أخشاه واتنبأ به وماتت مقتولة دون ان اشعر او اسمع اي شيء وتوقفت المسز فارلو راسها وقالت انها لاتعلم شيئا عن هذا ولاتعتقد ان المسز آسكر من النساء الآتي يهتم احد بارسال خطابات بلا توقيع اليها . وسألها بوارو قائلا : - هل سبق ان رايت عندها دليل برادشو للسكة الحديدة ؟ فقالت في حيرة : - انني لم ار مثل هذا الدليل في حياتي - انه يرتب اسماء المحطات بالحروف الهجائية - لا يا سيدي ..لم اره من قبل لا عند المسز او عند غيرها - هل راى احد ذلك المدعو آسكر وهو يدخل دكانها في تلك الساعة التي وقعت فيها الجريمة ؟ - لاشك انه كان حريصا طبعا حتى لايراه احد . والقى بوارو عليها مزيدا من الأسئلة ولكن المرأة ظلت تعيد تكرار ما قالته عن سوء أخلاق المستر آسكر وعن قسوة معاملته لزوجته وعن تحذيراتها هي الدائمة لها. ولما اعطاها بوارو الجنيهات الخمسة وانصرفنا قلت له : - أتعتقد ان هذه المعلومات المكررة التافهة تساوي هذا المبلغ ؟ فهز بوارو كتفيه وقال : - اننا الآن كالذي يعيش في ظلام دائم. ولكن من يدري ؟ فربما نجد في النهاية بصيصا من الضوء يرشدنا الى غايتنا...ولعل بعض المعلومات التي تبدو لنا الآن تافهة تكون ذات قيمة كبيرة في المستقبل . ولم افهم في تلك اللحظة ماذا يعني بالتحديد ولكنني لم اطلب منه التفسير او التوضيح لأننا التقينا عندئذ بالمفتش جلين. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:17 pm | |
| الفصل الرابع
الرسالة الثانية
كان المفتش جلين يبدو مكتئب السمات.وكان _كما فهمت_ قد امضى طيلة فترة ما بعد الظهر يحاول ان يكتب قائمة بجميع الأشخاص الذين شوهدوا يدخلون دكان المسز آسكر بعد ظهر اليوم الحادي والعشرين من شهر يونيو وسأله بوارو قائلا : - ألم ير واحد منهم احدا من الداخلين ؟ - اوه بل راو الكثيرين ..راو ثلاثة رجال طوال لهم نظرات مختلسة مضطربة واربعة رجال قصار لهم شوارب كثة واثنين بلحيتين مهوشتين وثلاثة رجال بدينيين وكلهم اجانب ولست ادري لماذا لم يروا عصابة رهيبة يضع رجالها الأقنعة السوداء على وجوههم شاهرين مسدساتهم . فابتسم بوارو في اشفاق وقال : - ألم ير احد ذلك المدعو آسكر وهو يدخل الدكان في ذلك الوقت ؟ - لا..لم يره احد ..وهذا في صالحه طبعا واعترف الآن اني طلبت من حكمدار المنطقة ان يطلب الإستعانة برجال اسكوتلانديار لأن هذه الجريمة ليست محلية في نظري. - اني اتفق معك في هذا الرأي - اني متشائم جدا يا مسيو بوارو ..احس ان هذه الجريمة ستكون حلقة اولى في سلسلة جرائم متوالية ..ولست ادري لماذا ؟. وكان علينا ان نقوم بزيارة اثنين من سكان اندوفر احدهما المستر جيمس بارتريدج الذي كان آخر من شاهد المسز آسكر وهي لاتزال حية لأنه اشترى منها علبة سجائر في الساعة الخامسو والنصف مساء يوم الحادث وكان المستر بارتريدج رجلا ضئيل الحجم يعمل كاتبا في بنك ويضع على عينيه نظارة قراءة ويبدو دقيقا في كل حركاته وتصرفاته ويقيم في بيت نظيف مرتب : قال وهو يحملق في بطاقة بوارو : - آه .المسيو بوارو..من طرف المفتش جلين ؟ اني تحت امرك يا مسيو بوارو - فهمت يا مستر بارتريدج انك آخر من راى المسز آسكر وهي على قيد الحياة فنظر المستر بارتريدج الى بوارو كما ينظر الى شيك غير مستوف للشروط ثم قال : - هذه مسألة لايمكن الجزم بها يا مسيو بوارو من اين لي او لغيري العلم بان احدا لم يدخل لشراء شيء بعدي ؟ - لو دخل احد بعدك لتقدم وادلى بشهادته - ان بعض الناس يا مسيو بوارو ينقصهم الشعور باداء الواجب - صدقت ..واعتقد انك ذهبت الى مركز الشرطة للإدلاء بشهادتك متطوعا - نعم طبعا ..فبمجرد ان سمعت عن الحادث الأليم بادرت الى مركز الشرطة وادليت بشهادتي آملا ان القي بعض الضوء على غموض الحادث - هذه روح طيبة فعلا ..هل يمكن ان تكرر على مسمعي هذه الشهادة ؟ - طبعا طبعا لقد كنت عائدا الى بيتي هذا وفي تمام الساعة الخامسة والنصف. - معذرة يا مستر بارتريدج كيف امكنك تحديد هذه الوقت بدقة : - كانت ساعة الكنيسة تدق النصف بعد الخامسة فنظرت في ساعتي حيث وجدتها متأخرة وكان هذا قبل ان أدخل دكان المسز آسكر بلحظة. - وهل كان من عادتك ان تشتري منها بعض حاجياتك ؟ - أحيانا ..فان دكانها يقع في طريقي الى البيت وقد اعتدت ان اشتري منها علبة سجائر بين يوم و آخر - هل تعرف شيئا عن المسز آسكر عن ماضيها او تاريخ حياتها ؟ - لاشيء تقريبا اني لم اكن اتبادل معها اي حديث الا عن الطقس احيانا - أكنت تعرف ان لها زوجا سكيرا اعتاد ان يبتز منها المال بالقوة ؟ - لالم اكن اعرف عنها شيئا من هذا القبيل - انك تعرفها بالنظر فهل رايت في مظهرها ما يدل على انها كانت في حالة غير طبيعية في ذلك الحين ؟ - لابل كانت كعهدي بها تماما ونهض بوارو قائلا : - شكرا لك يا مستر بارتريدج على هذه الإجابات .هل أستطيع ان اجد لديك دليل أ.ب.س للسكة الحديدية اني اريد ان اعرف مواعيد القطارات المسافرة الى لندن من اندوفر - ان الدليل على الرف يقع خلفك وعلى ذلك الرف وجد بوارو مجموعة من المجلات بينها دليل برادشو والكتاب السنوي لأعمال البورصة الأوراق المالية ودليل كيلي التجاري ودليل شخصيات معروفة "هو :من هو" وتناول بوارو دليل أ.ب.س للسكة الحديدة وتظاهر بالبحث عن مواعيد بعد القطارات فيه ثم اعاده الى مكانه وكان الشخص الثاني الذي اردنا مقابلته هو المستر البرت ريدل وكان رجلا يختلف جدا عن المستر بارتريدج كان يعمل في محل لطلاء المعادن وكان جهم الوجه متحفظا في الحديث كبير الجسم عريض الوجه يبدو الإرتياب الطبيعي في عينيه وكان حين استقبلنا في ردهة بيته قد فرغ من تناول عشاءه وراح يشرب قدحا من الشاي الأسود قال لنا وهو يحملق في وجه كل منا بسخط شديد : - لقد قلت كل ما اعرف ولم يعد لدي المزيد من الأقوال وهنا اقبلت زوجته من المطبخ وقالت : - يحسن ان تدكر للمسيو بوارو ما لديك من اقوال يا برت فصاح بها ثائرا : - اسكتي انت الا يكفي استجواب رجال الشرطة الملاعين لي ؟ فقال بوارو برفق : - اعتقد انك ذهبت الى مركز الشرطة بمحض ارادتك - ولماذا افعل بحق الجحيم ؟ ما شأني انا حتى لو انطبقت السماء على الأرض - ان المسألة خطيرة ..جريمة قتل..واعتقد ان من واجب كل مواطن ان يدكر كل ما لديه من معلومات تساعد الوصول الى الحقيقة - ان لدي اعمالي الخاصة ..وهي التي منعتني من الذهاب الى مركز الشركة بارادتي - لقد قيل لرجال الشرطة انك شوهدت تدخل دكان المسز آسكر حوالي السادسة ولهذا جاؤا لؤالك في هذا الشأن فهل اقتنعوا باقوالك ؟ - ولماذا لا يقتنعون ؟ ولما هز بوارو كتفيه قال الرجل في تحد وعنف : - ماذا تريد ان تقول يا هذا ؟ ان كل الناس يعلمون من هو القاتل انه زوجها اللعين بطبيعة الحال. - ولكن احدا لم يشاهده هناك في فترة وقوع الجريمة بينما شوهدت انت - اتريد ان تثبت التهمة علي ايها الأجنبي ؟ أتظن اني قتلتها لأسرق علبة سجائر او لفافة تبغ او مجلة ؟ اتريد ان تقول عني كما يقول غيرك اني احب منظر الدم ونهض الرجل مهتاجا مهددا متوعدا ولكن زوجته قالت في توسل : - برت لاتقل شيئا كهذا وقال بوارو بثبات : - هذىء نفسك يا سيدي..اني اريد فقط ان اعرف شيئا عن ظروف ذهابك الى الدكان ..ولست أجد | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:18 pm | |
| - هدىء نفسك يا سيدي..اني اريد فقط ان اعرف شيئا عن ظروف ذهابك الى الدكان ..ولست أجد اي مبرر يمنعك من ان تدكر لي هذا فتهالك المستر ريدل جالسا وقال : - ومن قال اني ممتنع ؟ - هل كانت الساعة السادسة عندما دخلت الدكان ؟ - نعم كانت قبل السادسة بلحظات ولكن هذا لايهم وكنت اريد شراء علبة سجائر فدفعت الباب ودخلت - هل كان الباب مغلقا ؟ - نعم ..وكنت اظنه مغلقا بالمفتاح ولكنني وجدت من الممكن فتحه ففتحت مصراعه ودخلت ولكنني لم ار احدا فأخدت ادق بقبضة يدي على منصة البيع ولما لم يسمعني احد انصرفت..هذا كل ما حدث - كأنك لم تر الجثة المكومة وراء المنصة ؟ - لا..ان رؤيتها كانت تقتضي ان انحني فوق المنصة لأنظر الى ما وراءها فلماذا أفعل هذا ؟ - هل كان على المنصة دليل السكة الحديدة ؟ - أجل وكان موضوعا بالمقلوب ومن ثم خطر لي ان المرأة العجوز سافرت فجأة ونسيت ان تغلق الدكان بالمفتاح - هل لمست الدليل او حركته من مكانه ؟ - لاطبعا ..ولماذا افعل ؟ - ألم تر أحدا ينصرف عن الدكان وانت متجه اليه ؟ - لا..وقد ذكرت لك كل ما اعرفه عن هذا الموضوع ونهض بوارو وقال وهو يهم بالإنصراف : - شكرا يا مستر ريدل. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:19 pm | |
| و في الطريق نظر بوارو الى ساعته وقال - إذا اسرعنا فربما استطعنا ان نلحق قطار الساعة السابعة الى لندن..هلم اليه وفي مقصورة الدرجة الأولى بالقطار قلت لبوارو : - ما رأيك ؟ - ان القاتل رجل متوسط الطول احمر الشعر احول العينين يعرج بقدمه اليمنى قليلا ويوجد تحت لوحة كتفه اثر جرح قديم فهتف قائلا : - ما هذا يا بوارو ؟ فضحك قائلا : - ماذا تريد مني ان اقول وانا اراك تنظر الي متوسلا وكأنما ترجوني ان اخرج لك القاتل على طريقة شرلوك هولمز ؟ اني لا اعرف شيئا عن القاتل لاعن شكله ولا عن محل اقامته ولا ادري كيف سيمكن القبض عليه . - لو انه ترك وراءه اثرا فقط ؟ - لقد ترك وراءه دليل السكة الحديدية - اتظن انه تركه وراءه خطأ ؟ - لاطبعا والدليل على ذلك بصمات الأصابع - ولكنه لم يترك على الدليل اية بصمات - وهذا ما يجعلني أؤمن بانه تركه عامدا .فنحن في شهر يونية والحر شديد وليس من المعقول ان يسير رجل وفي يديه قفازات .ومادام لم يكن مرتديا قفازات فلا بد ان يكون قد ترك عليه بصمات اصابعه وهو يحمله ولكننا لم نجد بصمات اصابع فمعنى هذا انه حرص على مسح ما على الدليل من بصمات اصابع ولو كان الذي ترك الدليل رجلا بريئا لما اهتم بمسح بصمات الأصابع من فوقه ولكن لماذا تركه القاتل وراءه ؟..هذا هو السؤال. - ألا يمكن ان نستدل بشيء بسيط عن هذا الطريق ؟ - لا اظن يا هاستنغز ان المجرم كما يبدو شخص يعتز بذكائه الخارق ومثل هذا الشخص لا يترك وراء سلسلة من الأدلة والآثار التي تنم عليه. - اذن فدليل ا.ب.س لاقيمة له في هذا الأمر. فهز بوارو كتفيه وقال : - ان له قيمة من الوجهة الإستنتاجية فقط ..فالقاتل شخص ينوي ان يبقى مجهولا باسمه ولكنه مع هذا اراد ان يلقي بعض الضوء على شخصيته من حيث لم يشأ ..فنحن من جهة لانعرف عنه شيئا ومن جهة اخرى نعرف عنه الكثير فانا مثلا ارى ان شخصيته بدات تتكون في غموض امامي انه رجل يكتب بخط واضح جيد ويستعمل في رسائله ورقا من النوع الجيد وفي اشد الحاجة للتعبير عن شخصيته اني اراه في طفولته طفلا مهملا لا يهتم بامره احد واراه في شبابه ينمو وهو يحس بانه اقل شانا من غيره وبانه مظلوم من الناس ومن المجتمع ومن ثم ارى ذلك الحافز الداخلي ..الحافز الذي يدفعه للتعبير عن كيانه وشخصيته لتوجيه الإنتباه الى شخصه وظل هذا الحافز يقوي ويشتد ولكن الطروف كانت تحطمه وتكتبه بقسوة وعنف وتضيف المزيد من الشعور بالإهانة في نفسه وهكذا انتهى به الأمر الى هذا الطريق الرهيب للتعبير عن ذاته فقلت معترضا : - هذا كله مجرد استنتاج ..انه لايفيد في الكشف عن غموض الجريمة - انك تفضل دلائل اخرى..طرف عود ثقاب رماد سيجارة اثار حذاءه بمسامير خيط حريري وما الى هذه الأدلة التي لم يعد المجرمون المحدثون يتركونها وراءهم ولكن يمكننا ان نسال انفسنا لماذا ترك وراءه دليل ا.ب.س. للسكة الحديدية ؟ ولماذا قتل المسز آسكر بالذات ؟ ولماذا اتخد بلدة اندوفر مسرحا لجريمته ؟ ثم الرسالة المجهولة التوقيع لماذا ارسلها الي انا بالذات ؟..كل هذه اسئلة يمكن ان تلقي بعض الضوء على هذه الغوامض كلها ؟ وبعد برهة صمت قلت : - وماذا تنوي ان افعل ؟ اني لست ساحرا ولا قارىء غيب وكل ما يمكن ان اقوم انا به في هذا السبيل سيقوم به رجال المباحث على وجه اكمل . ثم اردف بعد برهة صمت اخرى - الشيء الوحيد امامي هو الإنتظار ..انتظار الرسالة الثانية فحملقت فيه مندهشا وقلت : - اتتوقع ان تاتي اليك رسالة اخرى ؟ - بكل تاكيد يا عزيزي ان نجاح المجرم في الإفلات من نتائج الجريمة الأولى سيغريه بارتكاب جريمة ثانية وهززت كتفي في شك ومضت الأيام وحفظ التحقيق في قضية مصرع المسز آسكر وافرج عن زوجها..ولم يشا رجال البوليس بناء على توصية بوارو ان يشيروا اثناء التحقيق الى الدليل أ.ب.س للسكة الحديدية وعلى الجملة لو تلفت الجريمة اهتمام احد خارج بلدة اندوفر بل ان اهالي البلدة انفسهم لم يلبسوا ان بداو ينسون الحادث بعد ايام معدودة واعترف اني شخصيا كنت على وشك نسيان الحادث ايضا لولا انني تذكرته بقوة في صباح اليوم الخامس والعشرين من شهر يوليو كنت قبل ذلك اليوم لم ار بوارو مدة يومين او ثلاثة حيث شغلت ببعض المهام في مدينة يوركشاير ولما عدت يوم الإثنين بعد الظهر رايت بوارو يصعد الى المسكن بعد الساعة السادسة وهو يحمل خطابا وجده في صندوق بريده وما كاد يفتحه حتى هتف قائلا : - لقد وصلت - ماذا تعني ؟ - الرسالة الثانية.. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:20 pm | |
| ورحت أحملق اليه في ذهول بينما دفع بالرسالة الي وطلب مني ان اقراها " عزيزي المستر بوارو حسنا ..ما رايك ؟..لقد اتنصرت عليك وجعلتك تقف حائرا عاجزا امام جريمة اندوفر ولكن المباراة بيني وبينك لاتزال في اولها والآن دعني الفت نظرك الى مصيف بكسهيل في اليوم الخامس والعشرين من هذا الشهر ..يا لها من مباراة رائعة مسلية يا مستر بوارو "
المخلص : ا.ب.س
وهتفت قائلا بعد ان فرغت من قراءة الرسالة : - يا للسماء ...هل ينوي هذا المجنون ان يرتكب جريمة اخرى حقا ؟ - طبعا يا هاستنغز ..الم اقل لك هذا ؟ - ولكن الأمر رهيب ... - اننا نواجه مجنونا دموي المزاح - بكل تاكيد .. و اعدت اليه الرسالة وانا ارتعد وكان هدوؤه قد اثارني ولكنني لم البث ان تبينت ان الإنفعالات الشديدة لن تجدي في امر خطير كهذا وفي صباح اليوم التالي عقد كبار رجال المباحث مؤتمرا خطيرا شهده المفتش جاب ومساعده المفتش كروم وحكمدار منطقة سكس ونائبه كارتر والمفتش جلين من اندوفر وعالم التحاليل المشهور الدكتور ثومبسون وقد شهدت مع بوارو هذا المؤتمر الخطير واستعرض الجميع الموضوع من كل جوانبه وحرص الدكتور ثومبسون _ وكان كهلا لطيفا_ على استخدام العبارات المبسطة في تحليلاته العلمية اما نائب حكمدار اسكوتلانديار فقد قال : - لم يعد لدينا شك في ان الرسالتين مكتوبتان بخط واحد وان كاتبهما شخص واحد - ويمكننا ان نقول _ عن يقين _ ان كاتب هاتين الرسالتين هو مرتكب جريمة اندوفر - تماما ولدينا الآن انذار صريح بارتكاب جريمة ثانية في اليوم الخامس والعشرين من هذا الشهر وبمصيف بكسهيل ..اي ان الجريمة سوف تحدث بعد غد اذ لم نضع ايدينا على المجرم ..فما هي الخطوات الواجب اتخادها ؟ والتفت حكمدار سكس الى نائبه مستفهما وقال : - مارايك يا كارتر ؟ وهز نائب الحكمدار راسه في حيرة وقال : - ان الأمر جد عسير يا سيدي ..فليس هناك اية اشارة تدل على ان سوف يكون الضحية التالية بل لانعرف هل ستكون امرأة هذه المرة او رجلا وإذا تحدثت بصراحة فأنا لا ادري ماذا يمكن ان يفعله الإنسان في هذه الظروف وغمغم بوارو قائلا : - انني اقترح ..اعني اظن... والتفت الجميع اليه بينما استطرد هو قائلا : - اظن ان الضحية التالية سوف يبدا اسمها بالحرف "ب" فقال حكمدار سكوتلانديار في شك : هذا راي لا باس به وقال الدكتور ثومبسون مفكرا : - عقدة اب ؟ - اظن الأمر مجرد احتمال لااكثر ..وقد خطر لي هذا الإحتمال عندما قرات اسم آسكر على لافثة دكانها ولما ذكر المجرم المجهول في رسالته التالية ان مسرح جريمته الثانية سيكون مصيف بكسهيل خطر لي ان اسم الضحية سيبدا بالحرف "ب" حسب ترتيب الحروف الأبجدية او الهجائية في اسماء البلاد والضحايا. فقال الدكتور ثومبسون : - هذا محتمل جدا ومن الناحية اخرى قد يكون اسم آسكر وبلدة اندوفر مجرد مصادفة وفي هذه الحالة ربما تكون الضحية التالية امراة عجوز لها دكان صغير في بكسهيل لاتنسوا اننا نتعامل مع رجل مجنون لانعرف بعد دوافعه على ارتكاب هذه الجرائم فساله المفتش جاب قائلا : - وهل للرجل المجنون دوافع تبرر ارتكابه جرائم قتل ؟ - طبعا يا سيدي ..بل ان المجنون قد يتشبت بدوافع يعتقد تماما انها منطقية ومعقولة وواجبة التنفيذ ..فقد يعتقد واحد منهم انه مبعوث العناية الإلاهية لقتل جميع القساوسة او الأطباء او النساء العجائز اللآتي يمتلكن متاجر صغيرة لبيع السجائر والحلوى .ولهذا لايجوز ان نجري وراء نظرية الحروف الهجائية على انها هي النظرية الصحيحة تماما... فربما اسم بكسهيل بعد اندوفر هو مجرد مصادفة وهنا قال الحكم دار سكس لنائبه كارتر : - على الأقل يحسن ان نكون على حذر في هذه الناحية وان نتخذ بعض الإحتياطات الممكنة وان ندون الأسماء التي تبدأ بحرف الباء في ذلك المصيف ولاسيما اسماء النسوة العجائز اللآتي يبعن السجائر والحلوى في متاجر متواضعة ولا اظن ان في مقدورنا ان نفعل اكثر من هذا الا ان نراقب الأجانب في تلك البلدة بصفة خاصة وغمغم كارتر في ضيق قائلا : - لقد بدات العطلة المدرسية السنوية ولاشك ان مثل هذا المصيف سيكون الآن مزدحما بالطلبة واهليهم فقال رئيسه في حدة : - علينا ان نفعل ما في وسعنا ان نفعله وقال المفتش جلين بدوره : - لسوف اضع رقابة حازمة على كل شخص كانت له علاقة بجريمة اندوفر واهم هؤلاء جميعا هم آسكر والرجلان بارتريدج وريدل فاذا ظهر ان احدهم سيغادر اندروفر فسوف يكون احد رجالنا وراءه وانفض المؤتمر بعد تقديم بعض المقترحات الأخرى التي لاقيمة لها ...وقلت لبوارو ونحن نسير على شاطىء النهر : - بوارو لابد ان نمنع وقوع الجريمة الثانية باي شكل فرفع بوارو الي وجها مرهقا وقال : - ان رجلا مجنونا واحدا قد يمكن ان يثير الفزع في قلب مدينة مليئة بالعقلاء اتذكر سلسلة جرائم جاك الجزار ؟ - كانت مفزعة - الجنون يا هاستنغز شيء رهيب..انني خائف جدا. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:21 pm | |
| الفصل الخامس
الجريمة الثانية
مازلت ادكر ساعة يقظتي من النوم صباح اليوم الخامس والعشرين من شهر يوليو ..واعتقد ان الساعة كانت النصف بعد السابعة كان بوارو واقفا بجانب فراشي يهزني برفق من كتفي ..وما ان فتحت عيني والقيت نظرة على وجهه حتى تنبهت من نومي تماما قلت وانا انتصب جالسا - ماذا حدث ؟ فقال ببساطة تخفي وراءها انفعال مكبوت : - لقد رقع ما كنت اخشاه فهتفت قائلا : - ماذا ؟ ولكننا في اليوم الخامس والعشرين - لقد وقعت الجريمة في الواحدة بعد منتصف الليل اي في الساعة الأولى من اليوم الخامس والعشرين ..هذا اليوم فوثبت من فراشي واغتسلت بسرعة وراح بوارو يحدثني بما سمعه في التليفون وانا ارتدي ملابسي فقال : - وجدت جثة فتاة شابة على شاطىء مصيف بكسهيل .وعرفت انها لفتاة تدعى بيتي بارنارد واسمها الكامل هو "اليزابيث بارنارد" وكانت تعمل مضيفة في احد المقاهي وتعيش مع واليها في بيت صغير من طابق واحد مبني حديثا ويقول الطبيب الذي فحص الجثة ان الوفاة حدثت فيما بين الحادية عشرة والواحدة صباحا فسالته بسرعة وانا اضع الصابون على ذقني : - وهل ايقن رجال الشرطة ان هذه هي الجريمة التي كنا نتوقع حدوثها ؟ - عثر وتحت جثة الفتاة على دليل برادشو للسكة الحديدية فقلت وانا ارتعد : - ان هذا امر رهيب.. - تمالك نفسك يا هاستنغز فانا لااريد ماساة اخرى في مسكني هذا مسحت قطرات الدماء التي انبعثت من جرح في وجهي اثناء الحلاقة وقلت ماذا تنوي ان تفعل ؟ - ولسوف تاتي سيارة الشرطة بعد لحظات لتقلنا الى مسرح الجريمة وفي خلال ربع ساعة كانت سيارة الشرطة السريعة تنطلق بنا خارج مدينة لندن وكان معنا المفتش كروم الذي شهد المؤتمر في اليوم الأسبق والذي عهد اليه بالتحقيق في هذا الحادث وكان كروم يختلف كثيرا عن المفتش جاب فهو اصغر سنا واميل الى الصمت والى الترفع عمن حواه واكثر علما وثقافة وكان يبدو لي شديد الإعجاب بنفسه لاسيما بع ان نال وسام الكفاءة الممتازة عقب قضائه على عصابة خطف الأطفال قبل ان يتسع نطاق اعمالها والواضح انه كان الشخص المناسب لتولي هذه المهمة الخطرة ولكن عيبه الوحيد انه كان يدرك هذه الحقيقة فيزهو في اعماق نفسه ويعامل الذين حوله كانهم اطفال صغار قال بوارو بلهجة الرئيس المترفع الذي يتحدث الى انسان بسيط : - تحدثت طويلا مع الدكتور ثومبسون وهو كما نعرف شديد الإهتمام بهذا النوع من الجريمة "المسلسلة" او " الجريمة التي ترتكب على حلقات " ويعتبرها نموذجا على الإضطراب العقلي الذي يتميز بطابع معين وقد افاض الدكتور في شرح نظريته طويلا وضرب المثل عليها بآخر قضية عن القضايا التي كانت في عهدتي ولعلك قرات عنها انها قضية مابل هومر الطالبة في مدرسة مازويل هل ثم راح يفيض في الحديث عن هذه الجريمة الغامضة التي استطاع ان يكتشف غموضها ويقبض على مرتبها في اسرع وقت وبعد ان سادت بننا فترة من الصمت قال كروم عندما تجاوزنا محطة نيوكروسي : - اذا اردت ان تستفسر عن شيء عن هذه الجريمة فيمكنك ان تسالني - هل وصلتكم بعض التفاصيل عن شكل الفتاة ؟ وعن بعض ظروفها الإجتماعية ؟ - كانت في الثالثة والعشرين من عمرها وتعمل في مقهى جنجركات - ترى هل كانت جميلة ؟ فرفع كروم حاجبيه ثم قال في اقتضاب : - هذا ما لم نعرفه بعد وارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي بوارو وهو يقول : - اترى ان هذا لا اهمية له حسنا انني ارى ان لجمال الفتاة في مثل هذه الظروف الأهمية الأولى ويبدو ان المفتش كروم قرر ان يضع للمحادثة نهاية اذ قال ببرود : - آه نعم.... وظل الصمت مخيما حتى بلغنا بلدة سيفن اوك عندما قال بوارو : - هل عرفت على نحو ما كيف خنقت الفتاة وباي شيء ؟ فاجاب كروم بايجاز : - خنقت بحزامها ..وهو حزام ثوبها كانت ترتديه ..حزام مفتول متين معقد فاتسعت عينا بوارو وقال : - آها لقد استطعنا اخيرا ان نعرف شيئا محددا - انني لاارى في هذا ما يدل على شيء معين - اعتقد انه يدل على عقلية المجرم الوحشية المضطربة وساد الصمت بقية الرحلة ... واستقبلنا في بكسهيل نائب الحكمدار سكس المفتش كارتر وكان معه شاب وسيم باسم هو المفتش كيسلي الذي عهد اليه بمعاونة المفتش كروم في مهمته وقال المفتش كارتر - اعتقد انك تفضل القيام بتحرياتك الخاصة يا كروم ولهذا ساكتفي بذكر الخطوط العامة للجريمة لكي اترك لك الحرية البحث والتحقيق على طريقتك الخاصة فقال كروم : - شكرا يا سيدي... - لقد ابلغنا النبأ الى واليها وكانت الصدمة بطبيعة الحال قاسية وقد تركتهما حتى يستردا بعض هدوئهما وعليك ان تبدا بسؤالهم الآن اذا شئت وسال بوارو : - هل هناك افراد آخرون يهمهم الأمر في محيط اسرتها ؟ - ان لها اختا تعمل على الآلة الكاتبة في لندن وهناك شاب يقال انه خطيبها وانها كانت على موعد معه للخروج بالأمس وسال كروم قائلا : - هل استطعتم ان تجدوا شيئا جديدا من دليل السكة الحديدية الذي وجد تحت الجثة ؟ فاشار نائب الحكمدار الى منضدة في غرفته وقال : - انه على هذه المنضدة ولم نجد عليه اتة اثار لبصمات اصابع وهو دليل جديد..وقد وجدناه مفتوحا على الصفحة التي فيها اسم بكسهيل ويبدو ان المجرم اشتراه من مكان بعيد عن هنا لأننا سالنا جميع اصحاب المكتبات الموجودة في المنطقة - ومن الذي اكتشف الجثة يا سيدي ؟ - ضابط متقاعد برتبة الكولونيل وقد اعتاد الخروج مبكرا في السادسة صباح كل يوم مصطحبا كلبه لإستنشاق الهواء النقي وبينما هو يسير على الشاطىء في اتجاه البلاج كورين انطلق كلبه فجاة وراح يشتم شيئا على الشاطىء فلما تبعه صاحبه شاهد الجثة فاسرع _ دون ان يلمس شيئا_ لإبلاغ الشرطة بالأمر وتحدد وقت الوفاة بمنتصف الليلة الماضية - نعم فيما بين الحادية عشرة والنصف والواحدة صباحا ..وهذا مؤكد ويبدو ان مجرمنا المجنون مصر على ان يكون عن وعده .وهكذا ارتكب جريمته في اللحظات الأولى من اليوم الخامس والعشرين كما وعد. فاوما كروم براسه وقال : - نعم..هذه عقلية مختلفة قطعا ..ليس ثمة تفاصيل اخرى ؟ الم ير احد شيئا قد يفيد التحقيق ؟ - لاشيء حتى الآن ولكننا ما زلنا في ساعة مبكرة واكبر ظني ان كل واحد شاهد امس شخصا يسير مع فتاة في ثوب ابيض سوف ياتي ويدلي الينا باقواله واعتقد ان عدد الفتيات ذوات الملابس البيضاء اللآتي سرن امس مع رجال او شبان لا يقل عن خمسمائة وعلى هذا سيكون عدد الشهود ضخما فقال كروم - حسنا يا سيدي يحسن ان ابدا عملي الآن وهناك بيت الفتاة والمقهى الذي كانت تعمل فيه وساذهب الى اثنين بادئا بالمقهى وتساءل نائب الحكمدار قائلا وهو يلتفت الى بوارو : فقال هذا وهو ينحني براسه للمفتش كروم : - يسرني ان اذهب معه - ولاح لي ان كروم لم يعجبه هذا.. اما المفتش الشاب كيسلي الذي لم يكن راى بوارو من قبل فقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وقال كروم : - وماذا عن الحزام الذي كان اداة القتل ان المسيو بوارو يعتقد ان له دلالة كبيرة ولاشك انه يريد ان يراه فقال بوارو بسرعة : - لا..لا..يبدو انك اخطات فهم ما اقصد وقال المفتش كارتر : - انك لن تستطيع ان تجد في هذا الحزام ما يفيد التحقيق انه ليس حزاما من الجلد الذي قد تكون عليه بصمات اصابع وانما هو حزام من الحرير المفتول الذي يصلح تماما لمثل هذا الغرض وارتعدت مرة اخرى بينما قال كروم : - حسنا هلم الى العمل - وبدانا اولا بزيارة مقهى جنجركات الذي يقع في مواجهة البحر وكان من المقاهي النموذجية الصغيرة التي تكثر في المصايف حيث يشرب فيها الرواد القهوة والشاي والمرطبات او يتناولون بعض الوجبات الخفيفة وكان بعض الرواد المبكرين قد جلسوا الى موائدهم يشربون قهوة الصباح ومن ثم اسرعت مديرته وادخلتنا الى غرفة خاصة لاتلفت تلينا الأنظار وقال لها المفتش كروم متسائلا : - المس ماريون : فقالت المديرة بصوت ناعم يشوبه الحزن : - أجل هذا هو اسمي ان ما حدث أمر رهيب مزعج اخشى ان يكون له اثر سيء على العمل هنا وكانت المس ماريون سيدة في نحو الأربعين من عمرها نحيفة جدا وفي حالة اضطراب عصبي تدل عليه حركات اصابعها التي كانت تنقبض وتنبسط بلا توقف وقال لها المفتش كيسلي مشجعا : - بالعكس يا مس ماريون ان ما حدث سيدفع الكثيرين الى الحضور الى هذا المقهى بالذات بدافع الفضول - آه هذا محتمل ولكنه شيء منفر مزعج انه يدل على قسوة الطبيعة البشرية ولكن وميض السرور بالرواج المنتظر كان واضحا في عينيها .. وسالها المفتش كروم قائلا : - ماذا يمكن ان تحديثيني به عن المجني عليها يا مس ماريون ؟ - لاشيء..لاشيء اطلاقا - منذ متى وهي تعمل هنا ؟ - منذ الصيف راضية عن عملها ؟ - نعم كانت مضيفة بارعة وسريعة في تقديم الطلبات وسالها بوارو قائلا : - وهل كانت جميلة ؟ ورمقت المس ماريون بوارو بنظرة وكأن لسان حالها يقول يا لوقاحتكم ايها الأجانب ثم قالت : - كانت وسيمة لطيفة الشكل وسالها كروم قائلا : - متى انصرفت من عملها في الليلة الماضية ؟ - في الساعة الثامنة مساء اننا نغلق المقهى في مثل هذا الوقت لأننا لانقدم وجبة العشاء لأحد - ألم تذكر لك كيف كانت تنوي ان تقضي سهرتها ؟ فقالت المس ماريون بلهجة تاكيد : - طبعا لا ان علاقتنا الخاصة لم تصل الى هذا الحد - ألم يحضر احد للخروج معها او للسؤال عنها - لا.. - هل كانت في حالتها الطبيعية ؟ أعني الم يبد عليها اضطراب او انفعالات نفسية معينة ؟ فقالت المس ماريون في حذر : - انني لا اعرف على وجه التحديد - كم عدد المضيفات العاملات في هذا المقهى ؟ - اثنتان بصفة دائمة واثنتان بصفة احتياطية ابتداءا من اليوم العشرين من يوليو حتى آخر أغسطس - وهل كانت بيتي بارنارد مضيفة احتياطية ؟ - لا بل كانت مضيفة اصلية - وماذا عن الأخرى ؟ - أتعني المس هيلي ؟ انها فتاة لطيفة - هل كانت هي وبيتي بارنارد صديقتين ؟ - هذا ما لا أجزم به - هل يمكننا اذن ان نتحدث مع المس هيلي ؟ - الآن ؟ - اذا امكن فنهضت المس ماريون قائلة : - سابعث بها اليكم وارجو الا تحجزها طويلا لأن رواد المقهى يكثرون في هذه الساعة وبعد لحظات اقبلت فتاة ممتلئة الجسم سوداء الشعر متوهجة الوجه بالإنفعالات لاهثة الأنفاس وهي تقول : - لقد ارسلتني المس ماريون - انت المس هيلي ؟ - نعم .انا - أكنت تعرفين بيتي بارنارد ؟ - أوه طبعا اليس ما حدث لها رهيبا ؟ اني لا اكاد اصدق ما حدث لااكاد اصدق ان بيتي التي كانت امس متوقدة بالحياة تصبح اليوم جثة هامدة ..اني في حلم مزعج وسالها المفتش كروم قائلا : - هل كانت علاقتك بها متوطدة ؟ - كانت اقدم مني في العمل لأني بدات عملي في مارس الماضي ورايي عنها انها كانت فتاة هادئة لطيفة لاتميل الى الضحك والمزاح هذا لايعني انها كانت ثقيلة الظل او باردة العواطف وانما اقصد ان اقول انها كانت متحفظة في علاقاتها مع زميلاتها هنا وبعد حديث طويل فهمنا من المس هيلي انها لم تكن صديقة للمجني عليها وانها اي _بيتي بارنارد_ كانت تتبادل الحب مع شاب يشتغل كاتبا في مؤسسة لتأجير المساكن والمنازل المفروشة بالقرب من المحطة وان الشاب وسيم وتتمناه كل فتاة وبعد انصرافها تحدثنا مع المضيفتين الإحتياطيتين ولكننا لم نخرج من حديثنا معهما بشيء جديد. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:22 pm | |
| الفصل السادس
مزيد من الغموض
كان والدا بيتي بارنارد يعيشان في فيللا صغيرة بين خمسين مسكنا مشابها لها مشيدة في ضاحية المصيف وكان الوالد _ المستر بارنارد _ رجلا كبير الجسم حائر السمات في نحو الخامسة والخمسين من عمره ويلوح انه رآنا مقبلين فوقف ينتظرنا عند مدخل مسكنه. وقال بعد ان حيانا عند هبوطنا من السيارة : - تفضلوا بالدخول ايها السادة واخد المفتش كيسلي يقدمنا اليه الواحد بعد الآخر حتى اذا علم الوالد ان المفتش كروم من رجال اسكوتلانديار قال بحماس : - هذا شيء طيب جدا ..نعم يجب ان تبذل اسكوتلانديار جهدها للقضاء على ذلك المجنون الذي قتل طفلتي واختلج وجهه بالألم الممض فلم يتم عبارته وفي غرفة الإستقبال قال : - لاادري هل ستستطيع زوجتي المسكينة ان تحضر لإستقبالكم او لا ؟ فالواقع ان الصدمة هدت كيانها ولكن زوجته استطاعت بعد فترة وجيزة ان تحضر وهي تحاول جاهدة ان تسيطر على نفسها فلا تستأنف البكاء وكانت عيناها متورمتان تدلان على كثرة الدموع الحارة التي ذرفتها طيلة الليل قال زوجها وهو يربت على كتفها ويهيء لها مقعدا تجلس عليه : - لقد كان ناءب الحكمدار شفوقا بنا ..ابى ان يسالنا عن شيء بعد ان بلغنا النبأ ولا شك انه اراد ان يتركنا بضع ساعات نسترد فيها بعض هدوئنا وغمغمت المسز بارنارد بصوت كله الدموع : - انه لأمر فظيع ..انها قسوة مريرة ..قسوة ليس لها مثيل وقال المفتش كروم : - ان الأمر فظيع حقا يا سيدتي ولهذا ارجو ان نعرف كل ما يمكن من الحقائق حتى نقبض على القاتل في اسرع وقت وأومأ المستر بارنارد موافقا بينما اردف كروم قائلا : - كانت بيتي تقيم معكما هنا كما فهمت وكانت تشتغل مضيفة في مقهى جنجركات ؟ - أجل.. - وبيتكم هذا جديد ..اليس كذلك ؟..اين كنتم تقيمو من قبل ؟ - كنت اعمل في تجارة الحديد بمدينة كنجتون واعتزلت العمل منذ عامين ..وكنت ارجو دائما ان اقضي بقية عمري في بيت على شاطىء البحر - ان لك ابنتين ؟ - أجل..الكبرى تعمل في مكتب بلندن - ألم تنزعج حينما تأخرت ابنتك عن الحضور امس ؟ فقالت المسز بارنارد بصوتها الباكي الوالد وانا ننام عادة في ساعة مبكرة ننام في الساعة التاسعة مساء ولهذا لم نعرف ان بيتي تأخرت في الحضور الا بعد ان جاء رجال الشرطة وتهدج صوت الأم وتوقفت عن اتمام الحديث فقال كروم : - هل كان من عادة ابنتك ان..تتأخر في العودة الى البيت ؟ فقال الوالد : - انت تعرف كيف تتصرف الفتيات في هذا الزمن يا سيدي المفتش ..انهن يرفضن القيود ويتمادين في التحرر من رقابة الآباء ..ولكن بيتي بوجه عام كانت لاتتأخر عن الحادية عشرة مساء - وكيف كانت تدخل البيت ؟ هل هناك من يفتح لها الباب ؟ - لا...كنا نضع لها المفتاح تحت مشاية الباب - يقولون ان ابنتك ...مخطوبة لشاب ؟ - انها لم تكن مخطوبة رسميا ولكن علاقتها به كانت مقدمة للخطبة وهو يدعى دونالد فريزر ..شاب لطيف مستقيم ولاشك انه سيحزن اشد الحزن.. - انه يعمل كاتبا في مؤسسة لتأجير المنازل ؟ - أجل ..مؤسسة كورت وبرنسكيل - هل كان معتادا ان يلتقي بابنتك كل ليلة بعد ان يفرغا من العمل ؟ - لا. ليس كل ليلة ..مرة او مرتين في الأسبوع فقط - الم تعرف ما اذا كانت تنوي مقابلته الليلة الماضية ام لا ؟ - انها لم تقل لنا شيئا عن هذا ..ولم تكن بيتي تكثر الحديث عن شؤونها الخاصة معنا او مع غيرنا ولكنها كانت فتاة طيبة مستقيمة ..أوه انني لا اصدق لااصدق - تمالك نفسك يا مستر بارنارد - انني اتمنى لو استطيع ان اضحي بحياتي لأعاونكم في القبض على ذلك المجرم لقد كانت بيتي فتاة مرحة ضاحكة مقبلة على الحياة كالطائر الغريد ولا ادكر انها اساءت الى احد او ارتكبت شيئا تستحق الوم عليه انها لاتستحق هذه الميتة لست ادري لماذا قتلها ذلك المجرم المجهول لا ادري اطلاقا فقال كروم مواسيا : - تاكد يا مستر بارنارد اننا لن نستريح حتى نضع ايدينا على ذلك المجرم والآن احب ان القي نظرة على غرفة بيتي الخاصة اذ ربما نجد بين اوراقها او رسائلها ما ينير لنا السبيل فنهض المستر بارنارد وقال : - تفضلوا معي ومضى قبل الوصول الى غرفة بيتي لأحكام رباط حذائي وعندئذ سمعت سيارة مأجورة تقف امام باب المسكن فنظرت من النافذة فرايت فتاة في نحو الخامسة والعشرين تقفز منها وما كادت تراني حتى تسمرت في مكانها وتمتمت قائلة : - من انت ؟ وهبطت الدرجات القليلة التي تفصلنا وانا في حيرة من امري ..اذ لم اكن ادري هل اذكر لها اسمي او اكتفي بالقول باني من رجال الشرطة واراحتني هي بقولها : - آه ..استطيع ان استنتج من انت ورفعت قبعتها البيضاء الصغيرة وامعنت النظلا الى وجهها الذي لم يكن بالغ الجمال وان لم يخل من الجاذبية..وقلت لها : - انك المس بارنارد ..اليس كذلك ؟ - اجل ميجان بارنارد..انك من رجال الشرطة اليس كذلك ؟- الواقع انني فقاطعتني قائلة : - لااظن ان لدي ما اقوله لك فقد كانت اختي فتاة طيبة مستقيمة ليس لها اي اتصال بالرجال ..طاب صباحك وارسلت ضحكة قصيرة تنم عن التحدي واردفت قائلة : - ان هذه هي العبارات التقليدية التي تقال في مثل هذه المناسبة ..اليس كذلك ؟ - انني لست مندوبا صحفيا اذ كان هذا ما ظننت فتلفتت حولها وقالت : - حسنا من انت اذن ؟ اين ابي وامي ؟ - ان اباك مع رجال المباحث في غرفة اختك الخاصة وارتسم التردد على وجه الفتاة برهة ثم اذا هي تقول فجأة : - تعل معي وتبعتها الى غرفة صغيرة بجوار المطبخ وفيما انا احاول اغلاق الباب اذا بوارو ينفلت داخلا وراءه وهو يقول منحنيا للفتاة : - المس بارنارد كما اظن ؟ وقلت لها انا : - هذا هو المستر هركيول بوارو المخبر السري الخاص وقالت الفتاة : - سمعت عنك الكثير يا سيدي..يقولون انك بارع في الكشف عن الجرائم المعقدة التي يعجز رجال اسكوتلانديار عن حلها - انهم يبالغون يا آنستي.. وجلست الفتاة على حافة مائدة في وسط الغرفة وتناولت من علبة سجائرها واحدة وضعتها في جانب فمها واشعلتها ثم قالت وهي ترسل سحائب الدخان من شفتيها : - انني لا افهم لماذا يهتم المسيو بوارو بجريمة عادية كهذه ؟ فقال بوارو : - ان الذي لاتفهمينه يا آنستي والذي لاافهمه انا قد يملأ مجلدات ضخمة ولكن هناك اشياء يمكن ان يفهمها كل انسان - مثل ماذا ؟ - مثل الموت الذي يجعل الأحياء لايتحدثون عن الموتى الا بالخير مع ان هذا قد لايكون من الصدق في شيء ..لقد سمعتك الآن مثلا وانت تقولين لصديقي الكابتن هاستنغز ان اختك كانت فتاة طيبة مستقيمة ليس لها علاقات بالرجال وقد ادركت من نبرات صوتك انك تريدين ان تقولي عكس ذلك وسواء كنت مصيبا في هذا الإدراك او مخطئا فالمهم اني اريد ان اتحدث مع شخص يعرف كل شيء عن بيتي ويذكر كل ما يعرفه بلا مجاملة او مراوغة حتى نستطيع ان نحدد موقفنا من هذه الجريمة وصمتت الفتاة برهة كانت خلالها تحملق في وجه بوارو ..وفجأة قالت : - كانت بيتي فتاة حمقاء متهورة وانحنى بوارو للفتاة في اعجاب وقال : - انني احيي فيك هذه الصراحة يا مس بارنارد وقد صدق حدسي بانك فتاة لاينقصها الذكاء - كنت احب بيتي كل الحب ولكن هذا الحب لم يكن يحجب عن عيني الحقيقة وهي انها كانت غبية متهورة لاتعرف ما يضرها وما ينفعها وكثيرا ما قلت لها هذا في بعض المناسبات وهذا ما تفعله الأخوات عادة - وهل كانت تهتم بملاحظاتك ونصائحك ؟ - لااظن - ارجو ان تكون اجاباك محددة يا آنستي فترددت الفتاة برهة ثم قالت اخيرا - لم تكن بيتي ابدا شريرة بطبعها او منحلة الأخلاق واحب ان تتاكد من هذه الحقيقة تماما..انها لم تكن من النوع الذي يقضي نهاية الأسبوع مع اي رجل يدفع الثمن لا مطلقا..كل ما في الأمر انها كانت فتاة لعوبا في براءة تحب ان تخرج مع الشبان الى النزهات والى دور السينما وان تسمعهم وهم يرددون عبارات الغزل لها..هذا عو كل ما في الأمر. - هل كانت جميلة ؟ وعندئذ تناولت ميجان من حقيبة يدها صورة صغيرة وقدمتها الينا وقد راينا في الصورة وجها باسما لفتاة لاتستطيع ان تقول بانه جميل وقال بوارو وهو يعيد الصورة لميجان : - انها كبيرة الشبه بك .. - لا..كانت اجمل مني - حسنا ..وكيف كانت علاقتها بالشاب دونالد فريزر ؟ - كانت تبادله الحب ولكنه كان يحبها بجنون بينما كانت هي تحبه باعتدال ..وكثيرا ما كنت اخشى ان ينفض يديه منها يأسا بسبب تصرفاتها التي طالما اثارت المنازعات بينهماهذا كل ما لدي من اقوال طاب يومكما ولكن بوارو اسرع يقول لها قبل ان تنصرف : - مهلا يا آنستي..ان الجريمة التي ذهبت اختك ضحيتها ليست من الجرائم البسيطة التي تحدث كل يوم انها اخطر من هذا بكثير ومن ثم ارجوك ان تتريثي قليلا وتزيدي من تعاونك معنا.. ثم راح يسرد عليها ما حدث في اندوفر ودليل السكة الحديدية برادشو الذي وجدت نسخة منه في مسرح الجريمة الأولى ثم في مسرح الجريمة الثانية وقرأ عليها الرسالتين اللتين تلقاهما من المجرم المجهول فلما فرغ نظرت الفتاة اليه في دهشة بالغة وقالت : - هل حقا هذا كله يا سيدي ؟ - نعم.. - اتعني ان تقول ان قاتل اختي رجل مجنون تطغى عليه شهوة سفك الدماء ؟ - تماما .. - أوه بيتي ..بيتي..يا للمسكينة اذن لم يكن لها ذنب فيما حدث لها ؟ - ان في مقدورك الآن يا آنستي ان تحدثينا بكل ما تعلمين حتى تستطيع ان نقدم هذا القاتل المجنون الى العدالة - نعم..نعم..هذا ما ينبغي - اذن لنصل حديثنا الذي انقطع لقد فهمت ان دونالد فريزر كان ناقما على تصرفات اختك وان المنازعات كانت تكثر بينهما بسبب غيرته الشديدة عليها | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:22 pm | |
| فقالت ميجان بارنارد بهدوء - سوف اضع ثقتي فيك يا مسيو بوارو وارجو ألا تخبر احدا بما ساقوله لك عن اختي والواقع ان دونالد من الشبان الهادئين الذين يتحملون كثيرا ولكنهم يختزنون الإساءات ويكبتون المشاعر ثم ينفجرون بعنف شديد وهذا ما كان يحدث مع اختي كان شديد الغيرة عليها وكان يحبها بعنف ولكن بيتي لم تكن تحبه بمثل هذا العنف ..كانت تحبه حقا ولكنها لم تكن من النوع الذي يكتفي بحب شخص واحد فلا ترى غيره في الدنيا - نعم انها لم تكن من هذا النوع وان كانت تحب الوسامة والجمال في كل شاب تتعرف اليه وتقضي معه فترة من الوقت في نزهة او سينما وكانت بحكم عملها في المقهى طبعا كثيرة التعرف بالشبان والرجال لاسيما في موسم الإصطياف وأؤكد لك ان الأمر لم يكن يزيد بينهما وبين اي شاب او رجل عن الخروج معه في نزهة قد تستغرق اليوم كله او الذهاب في صحبته الى دار سينما وبمعنى آخر انها لم تكن جادة في علاقاتها باي شخص آخر غير دونالد وكثيرا ما كانت تقول لي انها سوف تتزوجه في النهاية وتستقر معه في حياة زوجية سعيدة بعد ان اشبعت نفسها باللهو والمرح وتوقفت ميجان برهة عن الحديث فقال بوارو : - انني افهم تماما هذا الوضع يا مس بارنارد ..استمري - ولكن دونالد فريزر لم يكن يفهم هذا الوضع ..وانما يفهم انه كان عليها ان تحبه كما يحبها تماما..بنفس القوة والإخلاص والتفاني وقد ادى هذا الإختلاف في فهم الحب الى المنازعات الشديدة بينهما. - متى كانت آخر هذه المنازعات ؟ - منذ شهر تقريبا ..كنت قد عدت من عملي في نهاية الأسبوع عندما علمت انهما تشاجرا بعنف حتى لقد فرغت بيتي من دونالد ولكنني صالحتهما واسرفت في تعنيف بيتي وحاولت ان ابين لها خطأ ذلك التمادي في العبث واللهو مع الشبان الآخرين وقد اكدت لي بدورها انها تحب دونالد وان كل علاقاتها بغيره مجرد صداقة عابرة بريئة وتسلية لا ضير فيها وكانت قد تعودت بعد منازعة شديدة سابقة..ان تكذب عليه احيانا خوفا من اثارته وكان مبدؤها ان الذي لايعرفه العقل لايحزن القلب وقد حدثت هذه المنازعة الأخيرة لأن بيتي قالت له انها ستذهب لقضاء يوم في بلدة هاستنج مع صديقة لها ولكن دونالد اكتشف انها ذهبت الى بلدة ايستبورن مع صديق ..وعلم ان هذا الصديق متزوج وانه كان يخرج مع بيتي سرا وهذا ما اثاره واخرجه عن طوره وقد احتجت بيتي على غضبه قائلة انهما لم يتزوجا بعد وان من حقها ان تخرج مع من تشاء وقد ضاعف هذا من ثورة دونالد حتى كان يرتعد ويصيح قائلا : انه سيضطر ذات يوم الى.. والى... - الى ماذا يا مس بارنارد ؟ فقالت بصوت خافت : - الى ارتكاب جريمة - وهذا ما يجعلك خائفة من الحديث في هذا الموضوع ؟ - انني لم اكن اظن انه جاد في تهديده اطلاقا..ولا اعتقد لحظة انه هو القاتل ولكنني كنت اخشى ان اتحدث بهذا كله فالفت اليه انظار رجال المباحث لاسيما وان عددا كبيرا من الناس قد سمعوه وهو يقول هذا فقال بوارو : - لولا غرور المجرم المجهول الذي يبدو في وضعه لدليل السكة الحديدية كل مرة مع الجثة لتركزت الشبهات على دونالد فريزر فعلا وفي تلك اللحظة صلصل جرس الباب الخارجي فاطلت ميجان براسها خلسة من النافذة ثم عادت تقول : - انه دونالد.... فقال لها بوارو : - دعيه ياتي الينا اولا قبل ان يراه اصدقائي المفتشين وانفلتت ميجان حيث غابت لحظة ثم عادت ومعها الشاب دونالد فريزر. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:24 pm | |
| الفصل السابع الرسالة الثالثة و أحسست بالعطف على الشاب حين رايته مقبلا مع ميجان ...ذلك ان وجهه الشاحب المرهق كان ينم عما يصطرع في اعماق نفسه من آلام واحزان كان وسيما رياضي الجسم يكاد يبلغ طوله ستة اقدام بارز الوجنتين له شعر احمر كألسنة اللهب وكان يقول لميجان وهو مقبل معها : - ما هذا يا ميجان ؟ لماذا تدخيليني هنا ؟ لقد سمعت الآن فقط ان بيتي . وتهدج صوته ثم ترنح في وقفته .. فقدم بوارو اليه مقعدا تهالك عليه ثم تناول _اي بوارو _ من جيبه الخلفي زجاجة براندي صغيرة سكب منها قيلا في كأس قدمها الى دونالد قائلا : - اشرب هذا يا مستر فريزر انه يفيدك الآن واطاع الشاب الأمر فظهر اثر الشراب سريعا فأعاد الدماء الى وجهه فهدأ بعض الشيء وجلس منتصبا في مقعده وهو يقول في اضطراب : - هل حقا ما سمعت ؟ هل ماتت بيتي مقتولة ؟ - نعم يا دونالد .. فقال بلهجة آلية : - وهل جئت من لندن فورا يا ميجان ؟ - نعم ..لأن ابي اتصل بي تلفونيا - في قطار التاسعة والنصف على ما اظن ؟ - نعم ... وبعد برهة صمت عاد يقول : - وهل يقوم رجال المباحث بتحرياتهم الآن ؟ - انهم في الطابق الأعلى الآن ..في غرفة بيتي - انهم لايعرفون من ؟ ليست لديهم اية فكرة عن ؟ ثم توقف عن الحديث فجأة وقد عاد وجهه الى الإمتقاع وهنا تقدم بوارو منه قليلا وقال له : - ألم تخبرك بيتي اين كانت تنوي الذهاب ليلة امس ؟ - قالت انها ستذهب مع صديقة لها الى بلدة سانت ليونارد - وهل صدقتها ؟ فهتف دونالد بحرارة - ماذا تعني بحق الشيطان ؟ واربد وجهه بانفعالات عنيفة جعلتني اؤمن ان بيتي كانت على صواب في تجنبها اثارة غضبه ..وقال بوارو : - ان سفاك دماء مجنونا قتل بيتي ..ولكي نصل الى الحقيقة يجب ان نلتزم الصراحة التامة في احاديثنا وهنا قالت ميجان : - أجل يا دونالد ليس هذا وقت العواطف يجب ان تذكر كل ما تعرفه في هذا الشأن ونظر دونالد بارتياب الى بوارو وقال : - من انت ؟ انك لست من رجال المباحث العامة ؟ فقال بوارو ببساطة توحي بانه يؤمن تماما بما يقول : - انني خير منهم وقالت ميجان : - صارحة بكل شيء يا دونالد فهدأت ثائرة دونالد وقال ببساطة : - انني غير واثق من شيء كنت قد صدقتها حين قالت لي هذا ولكنني بدأت أتساءل فيما بعد ..بدأت ارتاب.. - لماذا ؟ - انني اشعر بالخجل الآن من شكوكي في امرها وايا كان الأمر فقد ذهبت الى شاطىء البحر لأرقبها وهي تنصرف من المقهى ولكنني تراجعت خشية ان تراني بيتي فتعتقد فورا انني اراقبها - اذن ماذا فعلت ؟ - ذهبت الى سان ليونارد حيث بلغتها في الثامنة مساء ثم شرعت اراقب جميع السيارات العامة الآتية من بكسهيل آملا ان اراها وهي تهبط مع صديقتها من احداها ..ولكنني لم ارها - ثم ماذا ؟ - غضبت جدا وايقنت انها ..انها مع رجل آخر وان من المحتمل ان يكون قد صحبها في سيارته الى مدينة هاستنغز وذهبت الة هذه المدينة ورحت اتطلع الى فنادقها ومشاربها ومطاعمها واحوم حول مداخل دور السينما فيها ثم مضيت الى البلاج وكانت كلها تصرفات حمقاء لأنها حتى لو كانت بهذه البلدة لما امكن ان اعثر عليها بمثل هذه البساطة هذا فضلا عن وجود مصايف اخرى كثيرة جدا على طول الشاطىء وصمت برهة ريثما تهدأ نفسه الثائرة وعاد يقول : - ويئست أخيرا من لقائها فعدت.. - في اي وقت ؟ - لاادري ..لقد عدت ماشيا ..ولا شك ان الليل كان قد انتصف حين بلغت مسكني - ثم ؟ وهنا فتح باب المطبخ وذخل المفتش كيسلي قائلا : - أهذا انت هنا : وشق المفتش كروم طريقه بسرعة والقى نظرة سريعة على ميجان ودونالد وعندئذ قدمهما بوارو اليه قائلا : - المس ميجان بارنارد والمستر دونالد فريزر ثم قال للشاب والفتاة موضحا : - وهذا المفتش كروم من اسكوتلانديار واستدار نحو المفتش واردف قائلا : كنت اثناء تحرياتك في الطابق العلوي اتحدث مع المس ميجان والمستر دونالد آملا ان اجد شيئا يلقي بعض الضوء على الجريمة فقال كروم وهو مشغول الفكر بالشاب والفتاة - آه حسنا وتراجع بوارو الى الصالة واسرعت وراءه حيث قلت له : - هل وصلت الى شيء ؟ - عرفت فقط يا هاستنغز ان القاتل على جانب كبير من الإعتزاز بالنفس ولم اجد الشجاعة الكافية لأقول له انني لم افهم شيئا وعقدنا مؤتمرا آخر من سلسلة المؤتمرات التي عقدناها لبحث موضوع ذلك القاتل " ا.ب.س" كان هذا المؤتمر الأخير خاصا بتقرير ما اذا كان ينبغي او لا ينبغي ان نعلن على الراي العام موضوع الرسائل التي بعث بها المجرم المجهول الى بوارو ... ذلك ان جريمة بكسهيل كان لها اثر كبير في الراي العام لأنها اولا وقعت في مصيف مزدحم بالمصيفين ولأن الضحية فيها كانت هذه المرة فتاة شابة على جانب من الجمال وبعد مناقشات طويلة اتفقنا على ان المجرم المجهول يعاني نوعا من جنون العظمة وانه لم يرتكب هذه الجرائم ويرسل الى بوارو هذه الرسائل إلا سعيا وراء الشهرة التي ترضي غروره المكبوت ..وانتهينا اخيرا الى قرار مؤداه ان ننتظر ..فاذا ارسل الى بوارو رسالة ثالثة يحدد فيها المكان والزمان اللذين سيرتكب فيهما جريمته الثالثة اعلنا على الناس جميعا عن طريق جميع الصحف والإذاعة كل شيء عنه حتى يأخذ الجميع حذرهم ويصبح من العسير عليه تنفيذ جريمته كما يمكن الإيقاع به اذا هو حاول تنفيذها | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:24 pm | |
| وانني لأتذكر بوضوح وصول الرسالة الثانية التي كتبها ذلك المجرم المجهول الذي يرمز لنفسه بالأحرف الهجائية الثلاثة "ا.ب.س" ولست بحاجة لأن أذكر ان رجال المباحث اتخذوا جميع الإحتياطات والإجراءات اللازمة لمواجهة ذلك المجرم عقب وصول رسالته الثالثة مباشرة ومن بين هذه الإجراءات ان عهد الى جاويش شاب من رجال المباحث بالبقاء في مسكن بوارو عند غيابنا عنه ليكون حاضرا عند وصول الرسالة فيستطيع ومن ثم الإتصال بادارة اسكوتلانديار دون اي تأخير وازدادت اعصابنا توترا مع مرور الأيام ورفض بوارو ان يغادر لندن رغم الجو الخانق الذي كان يسودها في تلك الفترة وقد لاحظت ان بوارو كان يعاني من قلق نفسي لإحساسه بان المجرم المجهول يتحداه شخصيا وان بعض الأبرياء سوف يدفعون ثمن التحدي اذا لم يقع المجرم في ايدي العدالة قبل ان يضيف الى جريمتيه السابقتين جرائم اخرى وكان يوم الجمعة هو اليوم الذي وصلت فيه الرسالة الثالثة وقد جاءت الساعة العشرة مساء فما ان سمعت طرقات ساعي البيرد المعهودة حتى وثبت مسرعا وهرعت الى صندوق بريد بوارو الخاص حيث وجدت فيه اربع او خمس رسائل وكانت بينها رسالة مكتوبة على الآلة الكاتبة تماما كسابقتيها وهتفت قائلا وانا انطلق بها الى بوارو : - بوارو...لقد وصلت الرسالة فصاح قائلا : - افتحها..افتحها يا هاستنغز بسرعة اننا في حاجة الى كل لحظة لنتخذ الإجراءات اللازمة وفضضت الرسالة بسرعة ورحت اقرأها بصوت مسموع : " ايها المسكين المسيو بوارو هل ادركت الآن انك لست بارعا في القبض على المجرمين وفي الكشف عن الجرائم الغامضة كما كنت تظن ؟ يبدو ان الشيخوخة قد ركبتك .حسنا لنرى ماذا يمكن ان تفعل هذه المرة سأجعل الأمر سهلا جدا موعدنا في اليوم الثلاثين من هذا الشهر وفي بلدة سيرستون حاول ان تفعل شيئا فانني بدات اشعر بالتفاهة وانا اجول في الميدان بمفردي أرجو لك التوفيق صديقك أ.ب.س" - سيرستون ترى اين تقع ؟ وسمعت بوارو يقول بانفعال : - هاستنغز متى كتب هذا الخطاب ؟ هل عليه تاريخ الإرسال ؟ فنظرت الى الرسالة في يدي وقلت : - أجل ..انها تحمل تاريخ اليوم السابع والعشرين - وهل حدد موعد جريمته الثالثة باليوم الثلاثين ؟ - أجل - يا الهي هل نسيت اننا في اليوم الثلاثين فعلا ونظرت الى نتيجة الحائط ثم قلت : - عجبا ولكن ما معنى ؟ واختطف بوارو المظروف من يدي وقرأ العنوان المكتوب عليه : " المسيو هركيول بوارو عمارات هوايت هورس" ثم قرا ملاحظات موظفي البريد المكتوبة في اركان المظروف " غير موجود في عمارات هوايت هورس" ويجري البحث عنه في "عمارات هوايت هورس كورات" ثم يعاد البحث عنه في "عمارات هوايت هافن " وكان بوارو يقيم في مسكن بعمارات هوايت هافن وغمغم بوارو قائلا في انزعاج : - يا للسماء هل الأقدار تساعد هذا المجرم فتجعله يكتب العنوان خطأ لكي تأتي الرسالة متاخرة عن موعدها ثلاثة ايام ؟ اسرع اسرع يجب ان نتصل باسكوتلانديار فورا وبعد لحظة كان بوارو يتصل تلفونيا بالمفتش كروم الذي ما كاد يعرف ما حدث حتى كتم مجموعة من السباب واللعنات التي تزاحمت بين شفتيه ثم قال لبوارو انه سيتصل فورا ببلدة سيرستون ووضع بوارو المسماع ثم قال وهو ينظر في ساعته : - الساعة الآن العاشرة والثلث..اي لايزال على منتصف الليل ساعة واربعون دقيقة ..ترى هل نستطيع ان نصل الى سيرستون قبل منتصف الليل ؟ وهل ذلك المجرم المجنون لم يرتكب جريمته بعد ؟ وفتحت دليل السكة الحديدية وقلت وانا اقرا فيه : - بلدة سيرستون على البحر باقليم ديفون..تبعد عن بادنجتون بمائتين اميال وثلاثة ارباع الميل عدد سكانها 656 نسمة ..انها محدودة السكان جدا ولابد ان اي شخص غريب يدخلها سيلاحظه السكان فيها - ان هذا لن يمنع وقوع جريمة قتل اخرى ..ماهي مواعيد القطارات المارة بها ؟ اعتقد ان القطار في هذه الحالة اسرع من السيارة - هناك قطار منتصف الليل به مركبة نوم يصل في الساعة السادسة وثماني دقائق الى نيوتن وفي الساعة السابعة والربع صباحا الى سيرستون - ومن محطة بادنجتون ؟ - أجل - لسوف نركب هذا القطار يا هاستنغز - قبل ان نعرف ماذا حدث ؟ - وما جدوى معرفتنا ؟ وفيما كان بوارو يتصل تلفونيا مرة اخرى باسكوتلانديار اسرعت انا بوضع بعض الحاجيات الضرورية في حقيبة السفر ..ولما عاد بوارو قال ان بعض رجال اسكوتلانديار سيلتقون بنا على رصيف المحطة وانه يحسن بنا ان نأخذ معنا الرسالة الثالثة ليطلعوا عليها وكان المفتش كروم اول من رايناه في انتظارنا على رصيف المحطة وقد قال مجيبا على نظرة بوارو المتسائلة : - لا..لم تصلنا اية انباء بعد ان رجالنا قد حذروا بالتليفون جميع الأشخاص الذين تبدأ أسماؤهم بالحرف "س" في تلك البلدة لاتزال الفرصة سانحة امامنا .اين الرسالة ؟ وبعد ان فحصها صفر منزعجا وهو يقول : - يا لسوء الحظ ان النجوم في سمائها تساعد هذا اللعين ضدنا فقلت متسائلا : - ألا يمكن ان يكون قد تعمد هذا الخطأ ؟ فهز كروم راسه وقال : - لا انه حريص على التزام المبادىء وهذا النوع من الجنون يجعل صاحبه شديد التشبت بالفكرة المسيطرة عليه ومادام قد قرر ان يتحدى شخصا معينا فانه لا يلجأ الى المراوغة والخداع واستطيع ان اراهن انه يشرب ويسكي هوايت هورس فأومأ بوارو براسه وقال : - هذه لمحة بارعة يا مستر كروم ..لعل الزجاجة كانت امامه وهو يكتب العنوان وكثيرا ما تكتب اليد ما تراه العين على غير وعي من الإنسان ورفت ابتسامة خفيفة على شفتي كروم وقال : - إذا اسعدنا الحظ ولم يحدث شيء حتى الآن في سيرستون فلا شك ان المجرم موجود بها الآن .. انه لن يغادرها حتى يحقق مأربه لأنه سيعز عليه كثيرا الفشل وفيما كان القطار يتحرك من المحطة لمحنا احد رجال المباحث يسرع نحونا ثم ينقر على النافذة المقصورة التي جلسنا فيها فأسرع كروم وفتحها قائلا : - ماذا ؟ هل وصلت اليكم انباء ما ؟ ولم نسمع ما قاله الرجل ولكن وجه كروم كان شديد التجهم وهو يلتفت الينا قائلا : - لقد عثروا على السير سيرميكال كلارك مقتولا بضربة قاضية على مؤخرة راسه. وكنا جميعا نعرف السير سيرميكال كلارك أخصائي امراض العيون الذي لم يكن مشهورا جدا بين الطبقات الشعبية وكان قد تقاعد عن العمل بعد بلوغه سن الستين وذلك ليتفرغ لهوايته الخاصة وهي جمع التحف الخزفية الثمينة المصنوعة في الصين لا سيما القديم منها وكان بعد تقاعده قد ورث عن عمه ثروة طائلة اتاحت له فرصة الحصول على الشيء الكثير من هذه التحف من مختلف المزادات العالمية وكان متزوجا ولكنه لم ينجب الأطفال وكان يعيش في منزل خاص على شاطىء في اقليم ديفون ولا يذهب الى لندن إلا نادرا وكان من الواضح ان مقتله سوف يثير في الراي العام وفي الصحافة بوجه خاص ضجة كبيرة لم يحدث لها مثيل منذ اعوام ولا سيما وقد وقعت الجريمة في شهر أغسطس حيث يكون معظم الناس متلهفين على ما يشغل اذهانهم وقال بوارو : - آه ..من يدري لعل هذه الضجة سوف تؤدي الغرض الذي لم تستطع جهودنا ان تؤديه فلا شك ان الناس جميعا سوف يهبون للبحث عن ذلك المجرم المجهول "ا.ب.س" فقلت آسفا : - ان هذا ما يريده فعلا - نعم ..ولكن النجاح مسكر ولاشك ان شعوره بالزهو سوف يدفعه الى ارتكاب بعض الأخطاء التي توقع به في النهاية وبعد برهة من الصمت اردف بوارو قائلا : - اننا حتى اليوم نحارب في الظلام ..لانعرف شيئا محددا عن ذلك المجرم المجهول بل اننا لانعرف إلا تخمينا الدوافع التي تدفعه الى ارتكاب هذه الجرائم وانه لمن أسوأ الأمور ان يقتل الإنسان اشخاصا غرباء عنه بلا اي اسباب او مبررات فقلت وانا ارتعد : - ألا يكفي ان يكون الجنون مبررا معقولا ؟ - نعم الى حد ما وهذا موضع الخطر وبعد برهة صمت قلت في شيء من الحزم - أيا كانت الأحوال فمن واجبنا ان نبذل كل ما يمكن من جهود حتى نضع حدا لهذه الجرائم البشعة - طبعا طبعا ..علينا ان ننام الآن لأن هناك اعمالا كثيرة في انتظارنا غدا . | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:25 pm | |
| الفصل الثامن
السير سيرميكال كلارك
تقع بلدة سيرستون بين مصيف بريكسهام من جهة وبانتون وتوركاي من جهة اخرى وتقوم في موضع على منتصف انحناءة خليج تورباي من الجهة اليمنى وكانت قبل عشر سنوات مجرد ملعب للجولف او على الأصح ساحة لملاعب الجولف في تلك المنطقة وتمتد وراء الملاعب ارض خضراء تصل الى شاطىء البحر دون ان يكون بها غير بيت ريفي او بيتين إلا انها في السنوات الأخيرة نمت وزحف العمران عليها واقيمت بها المنازل والشوارع والفيللات المتناثرة على الشاطىء وكان السير سيرميكال كلارك قد اشترى قطعة ارض تشرف على البحر من ربوة عالية واقام فيها منزلا على الطراز الحديث يحتوي على مسكن خاص لصحبه وجناحين يحتويان على مجموعات التحف الثمينة التي يهوى السير سيرميكال جمعها وقد وصلنا الى ذلك المكان في الساعة الثامنة صباحا حيث وجدنا احد رجال الشرطة المحليين في استقبالنا على المحطة وهو زودنا بالمعلومات الأولى عن الحادث علمنا ان السير سيرميكال كلارك كان قد اعتاد ان يقوم بجولة على قدميه بعد العشاء كل ليلة ولما اتصل رجال الشرطة بمنزله تلفونيا ليحذروه وكان ذلك بعد الحادية عشر ة مساء علموا انه لم يعد بعد من جولته ولما كان خط سيره معروفا فان البحث عنه لم يستغرق فترة طويلة اذ ما لبث ان عثر رجال الشرطة على جثته في مكان ما من الطريق الذي اعتاد ان يتجول فيه وكانت الوفاة قد نتجت عن ضربة عنيفة اصابت مؤخرة الراس وبجانب الجثة وجدوا دليل " ا.ب.س " للسكة الحديدة موضوعا في وضع مقلوب. ووصلنا الى البيت في نحو الثامنة وعشر دقائق حيث فتح لنا الباب خادم تشريفاتي عجوز كان الحزن الشديد واضحا على وجهه وقد حياه رجل الشرطة المحلي بقوله : - طاب صباحك يا ديفريل - طاب صباحك يا مستر يلز - هؤلاء هم السادة الوافدون من لندن - تفضلوا من هذا الطريق ايها السادة ومضى امامنا عبر قاعة كبيرة للطعام كان على مائدة فيها صفحة عليها وجبة افطار كاملة ثم قال : - لسوف استدعي المستر فرانكلين وبعد لحظات أقبل رجل كبير الجسم أشقر الشعر ملوح الوجه من وهج الشمس وكان هذا كما علمنا المستر فرانكلين كلارك شقيق المتوفي وكان يبدو عليه من تصرفاته الثابثة انه رجل اعتاد ان يواجه مثل هذه المواقف العصبية بثبات قال لنا : - طاب صباحكم ايها السادة وقام المستر ويلز رجل الشرطة المحلي بعملية التقديم فقال : - المفتش كروم من إدارة المباحث العامة المسيو هيركيول بوارو الكابتن هاينز فصححت له اسمي بسرعة قائلا ببرود : - هاستنغز وصافحنا فرانكلين كلارك كلا منا على حدة وهو يزودنا بنظرات حادة نافذة ثم قال : - اسمحوا لي ان اقدم طعام الإفطار ووافقنا جميعا وسرعان ما جلسنا الى مائدة حافلة بالبيض القلي والسجق والجبن والزبد والمربى والشاي وبعد ان ارضينا بطوننا قال فرانكلين كلارك : - الى العمل الآن ..لسوف يقدم اليكم المفتش ويلز فكرة عامة عن الحادث الذي جرى بالأمس اما من ناحيتي فاني لا أكاد اصدق ذلك الحديث عن المجرم المجهول الذي يسمي نفسه "ا.ب.س" هل تريد مني يا سيدي المفتش كروم ان اصدق ان اخي مات قتيلا بيد مجرم ارتكب جريمتين قبل ذلك وانه يختار ضحاياه حسب الترتيب الهجائي لأسمائهم ؟ وانه يضع بجانب كل ضحية دليل "ا.ب.س." للسكة الحديدة فقال المفتش كروم : - هذه هي الحقيقة بقدر ما نعرف حتى الآن يا مستر كلارك - ولكن لماذا ؟ ماهي الفئدة التي يمكن ان تعود من مثل هذه الجرائم حتى على اشد الناس جنونا ؟ فأومأ بوارو براسه موافقا وقال : - احسنت التعبير يا مستر كلارك ..هذا هو السؤال الذي يحيرنا جميعا قال المفتش كروم : - لاجدوى الآن من البحث عن دوافع الجريمة يا مستر كلارك هذه مهمة علماء النفس وان كنت شخصيا اعرف ان الجرائم التي يرتكبها المجانين ليس ضروري ان يكون لها دوافع معقولة ..فمثلا هناك دوافع الرغبة عند البعض في اثباث وجودهم امام الناس وفي اثارة ضجة ضخمة حول اسمائهم او ان يصبحوا مشهورين باية وسيلة بدلا من بقائهم نكرات فقال المستر كلارك في شيء من الإرتياب وهو يوجه الحديث الى بوارو : - أحقا هذا يا مسيو بوارو ؟ فأجاب صديقي قائلا : - نعم..للأسف الشديد ففكر المستر كلارك برهة ثم قال : - ان مثل هذا الرجل على كل حال لن يستطيع ان يبقى بعيدا عن ايديكم مدة طويلة - نعم نعم ولكن هذا النوع من الناس يكون عادة على مكر شديد ودهاء بالغ واحساس عميق بالحقد على المجتمع ..انه واحد من الذين يعيشون في الحياة نكرات لايحس بهم احد ولا يهتم بأمرهم مخلوق وتدخل كروم في الحديث قائلا للمستر كلارك : - أتسمح يا مستر كلارك وتدكر لي بعض ما تعرفه من حقائق عن ظروف اخيك وتجيب على بعض ما ساوجهه اليك من اسئلة ؟ - طبعا ..طبعا .. هل كان اخوك في حالة صحية ومعنوية طبيعية امس ؟ ألم يستلم رسائل غير منتظرة ؟ ألم يحدث ما اشاع الإضطراب في نفسه ؟ - لا...استطيع ان اقول انه كان في حالة طبيعية من جميع الوجوه - ألم يكن هناك ما يثير قلقه واضطرابه ؟ - إن القلق والإضطراب يا سيدي المفتش من الحالات الطبيعية التي كان يعيش فيها اخي بصفة دائمة - لماذا ؟ - لعلك لا تعرف ان زوجته الليدي كلارك في حالة صحية مؤلمة ويمكن القول فيما بننا انها تاعني من سرطان لا يرجى شفاؤه ولاينتظر ان تعيش طويلا وكانت حالتها الصحية هذه تثير الألم في نفس اخي دائما ...وانا نفسي فوجئت بالتغيير الكبير الذي طرأ عليه عندما عدت من الشرق الأقصى بعد غيبة طويلة وتدخل بوارو في الحديث قائلا : - لنفرض ان اخاك وجد قتيلا بطلق ناري في سفح تل او جانب طريق وان المسدس كان بجانبه فماذا يكون رايك في هذه الحالة ؟ فقال كلارك : - كنت اعتقد فورا انه انتحر وهنا قال المفتش كلارك وهو يلوي شفتيه قليلا : - ان هذا الحادث ليس انتحارا على كل حال ..والآن يا مستر كلارك هل كان اخوك معتادا على القيام بجولة على قدميه كل ليلة ؟ - أجل .. - كل ليلة بلا انقطاع ؟ - أجل فيما عدا الليالي الممطرة طبعا - وهل جميع المقيمين في البيت معك يعرفون عنه هذه العادة ؟ - طبعا - وفي الخارج ؟ - انني لا افهم ماذا تعني بذلك ..ربما كان البستاني يعرف هذه العادة عنه ولكنني شخصيا غير واثق - وسكان البلدة ؟ - على وجه الدقة ليس لدينا بلدة بالمعنى المفهوم ..كل ما في الأمر ان لدينا مكتب بريد وبضعة بيوت صغيرة وبضعة شوارع قليلة ولكن ليس ثمة محلات ولا منافع عامة يمكن ان تتكون منها بلدة - في هذه الحالة يمكن بسهولة ان يثير الإنتباه اي غريب يدخل هذه المنطقة ويتجول فيها ؟ - على العكس ..فان هذه المنطقة في شهر أغسطس تكون عادة مزدحمة بمختلف انواع الأشخاص الغرباء ..انهم يفدون من بريكسهام وتوركاي وبايتون في السيارت والحافلات وعلى الأقدام ثم اشار بيده الى الجهة اليمنى من الشاطىء واردف قائلا : - ان هذه الشواطىء الرملية المسماة " بروساند" و"لبري كاف" تعتبر من المناطق التي تستهوي الكثير من المصيفين ليقضوا فيها عطلة نهاية الأسبوع ولشد ما اتمنى لو انهم لا يأتون فانك لا تدري الى اي حد من الجمال تكون عليه هذه المناطق في يونيو وفي اوئل يوليو - اذن فأنت ترى ان وجود غريب في هذه الناحية لايثير انتباه احد - أجل ...إلا إذا كان شاذ التصرفات مخبولا او مجنونا مثلا فقال المفتش كروم بلهجة التأكيد : - ان ذلك المجرم لا يبدو مجنونا او شاذ التصرفات امام الناس واعتقد انه جاء اولا لإستكشاف هذه المنطقة ورسم خطته لإرتكاب الجريمة ومعرفة عادة السير سيرميكال كلارك في التمشي كل ليلة وبهذه المناسبة ألم يأت رجل غريب امس ليسأل عن السير كلارك ؟ - لا أعرف على وجه اليقين ...ولكن يمكننا ان نسأل ديفريل ورن الجرس فأتى الخادم التشريفاتي ووجه اليه ذلك السؤال فقال الخادم مجيبا : - لا يا سيدي لم يحضر أحد لمقابلة السير كلارك ولم ألاحظ وجود شخص غريب بالقرب من القصر وكذلك الخادمات لم يرين شيئا لأني سألتهن وانتظر الخادم لحظة قبل ان يسأل قائلا : - هل هذا كل شيء ؟ - أجل يا ديفريل ..يمكنك ان تنصرف وانسحب ديفريل الى الباب حيث افسح الطريق لفتاة شابة كانت داخلة ونهض فرانكلين كلارك عند دخولها وقال يقدمها : - هذه هي المس جراي ايها السادة سكرتيرة اخي ولفت انتباهي فورا بياض بشرتها الناصع الذي يشبه بياض سكان الدول الإسكندنافية وكان شعرها ذهبيا فاتح اللون جدا كشعور معظم النساء النرويجيات والسويديات وكذلك كانت عيناها خضراوين فاتحتين ولبشرتها ذلك الصفاء المتألق الذي يبلغ حد الشفافية والذي يمتاز به سكان المناطق الشمالية من اوروبا بوجه عام ومن ناحية السن كانت تبدو في السابعة والعشرين كما لاح انها على كفاية ممتازة بجانب جمالها الملفت للنظر قالت وهي تتخذ مجلسها : - هل استطيع ان اقدم اليكم مساعدة او خدمة ؟ وعرض فرانكلين كلارك عليها مراسلات السير سيرميكال ؟ - أجل ..كلها - أعتقد انه لم يستلم رسالة او اكثر موقعة بالحروف " أ.ب.س" - "أ.ب.س" ؟ لا. انني واثقة تماما بانه لم يستلم رسالة موقعة بمثل هذه الأحرف - ألم يذكر في معرض حديثه ذات مرة انه راى شخصا يتسكع في طريق جولته المسائية ؟ - لا ...لم يدكر قط شيئا من هذا القبيل - وانت ألم تلاحظي وجود احد الأشخاص الغرباء بالقرب من القصر في الأيام الأخيرة ؟ - لرايت كثيرا من الغرباء يمرون بالقرب من القصر فمن المعتاد ان يكثر وفود بعض المصيفين في هذه المنطقة وطلب المفتش كروم ان يذهب الى المنطقة التي اعتاد السير سيرميكال ان يتمشى فيها كل ليلة فمضى فرانكلين امامنا وخرجنا من باب الشرفة ومعنا المس جراي وكنت هي وانا في المؤخرة ومن ثم قلت لها على انفراد : - لاشك ان ما حدث كان صدمة عنيفة لكم جميعا ؟ - انني أكاد لا اصدق ما حدث . لقد آويت الى فراشي امس وما كدت استغرق في النوم حتى رن رجال الشرطة الجرس الباب الخارجي وسمعت وقع اقدام تجري هابطة فنهضت لأرى ماذا حدث وقد رايت ديفريل والمستر كلارك يحملان المصابيح للمضي الى الخارج - ما هو الوقت الذي اعتاد فيه السير كلارك ان يعود فيه من جولته المسائية ؟ - في العاشرة الا ربعا كالمعتاد ...وكانت عادته ان يدخل بمفرده من باب جانبي حيث يمضي الى فراشه احيانا فورا وفي احيان اخرى يقصد الى احد الجناحين الذين يضمان تحفة ثمينة ولولا ان رجال الشرطة اتصلوا هاتفيا ليسألوا عنه لما اكتشف احد غيابه إلا في صباح هذا اليوم - لا شك ان الحادث كان صدمة رهيبة لزوجته المسكينة ؟ - ان الليدي كلارك تكاد تعيش في شبه غيبوبة بسبب المورفين واعتقد انها في حالة لا تكاد تسمح لها بمعرفة ما يجري تماما وكنا عندئذ قد خرجنا من باب الحديقة الكبيرة الى ساحة الغولف وبعد ان اجتزنا ركن الساحة اخذنا نهبط في حارة ملتوية شديدة الإنحدار وقال فرانكلين كلارك وهو يشير الى نهاية الحارة : - انها تؤدي الى شاطىء "البري كاف" ولكن البلدية أنشأت منذ عامين طريقا فرعيا يمتد من الطريق العام ويؤدي الى شاطىء "برود ساندر" ومنه الى "البري كاف" ولهذا السبب قلما يستعمل احد هذه الحارة للمرور وسرنا في الحارة حتى راينا في نهايتها ممرا يؤدي الى شاطىء البحر وبعد ان سرنا فيه بين جوانب صخرية ورملية وعرة وجدنا انفسنا نشرف من مرتفع صخري على البحر وعلى الشاطىء الرملي المرصع بالأحجار البيضاء وكانت الأشجار تحيط بالمنطقة كلها وتصل الى حافة الماء وعلى الجملة كان المنظر ساحرا بألوانه الطبيعية التي جمعت في مكان واحد بين خضرة الشجر وصفرة الرمال وبياض الصخور وزرقة الماء وهتفت قائلا رغما عني ما أجمل هذا ؟ واستدار فرانكلين كلارك نحوي بلهفة وقال : - اليس المنظر جميلا فعلا ؟ انني لا ادري لماذا يترك الناس مثل هذه المناطق الساحرة ويذهبون الى الريفيرا لقد جبت معظم انحاء العالم في مختلف مراحل عمري واشهد امام الله انني لم اجد منطقة اجمل منظرا من هذه وكأنما تذكر الموقف ورهبته فخجل من نفسه وعاد الى الحديث الجاد الرزين وقال : - هذا هو الطريق الذي كان يتمشى فيه اخي كل مساء انه كان يأتي الى هذه البقعة حيث يستريح قليلا ثم يعود من نفس الممر ولكنه بدلا من ان ينحرف في نهايته شمالا الى الحارة ينحرف في نهايته يمينا فيسير في بعض الحقول حتى يعود الى القصر وأومأ كروم براسه وعدنا من الطريق الذي اعتاد السير سيرميكال كلارك ان يعود منه حتى وصلنا الى نقطة في منتصف المسافة الباقية على الوصول الى القصر وفي جانب من احد الحقول حيث عثر رجال الشرطة على جثة المجني عليه وأومأ كروم براسه قائلا : - كان الأمر سهلا جدا ..لقد تربص القاتل المجهول لأخيك وراء هذه الشجرة ثم فجأه من الخلف وارتعدت الفتاة التي كانت واقفة بجانبي وقال فرانكلين كلارك : - تمالكي نفسك يا تورا ..ان الموقف عصيب فعلا ..ولكن لا جدوى من الإنهيار العصبي تورا جراي ؟ انه اسم مناسب للفتاة وعدنا الى البيت حيث علمنا ان الجثة حنلت منه بعد ان تم تصويرها وفيما نحن نصعد السلم الواسع رايت الطبيب يخرج من احدى الغرف وفي يده حقيبته السوداء فسأله كلارك قائلا : - هل لديك ما تقوله لنا يا دكتور ؟ فهز الدكتور راسه وقال : - الحالة واضحة وسوف احتفظ بالتفصيلات لجلسة التحقيق ولكنني أؤكد ان المجني عليه لم يتعذب لحظة ...فق كان الموت مباغتا سريعا ثم اردف قائلا : - لسوف أصعد لأرى الليدي كلارك وأقبلت ممرضة مستشفى من نهاية الدهليز فمضى الطبيب اليها وصحبها..ودخلنا الغرفة التي رايت الطبيب يخرج منها ولكنني لم ألبث ان خرجت منها مسرعا حيث وجدت تورا جراي واقفة على راس السلم وقد ارتسمت على وجهها امارات عجيبة فقلت لها متسائلا - مس جراي ؟ هل حدث شيء ؟ فحملقت في وجهي برهة ثم قالت بانفاس لاهثة : - انني افكر في الحرف "د" فنظرت اليها ببلاهة وقلت : - الحرف "د" - نعم الجريمة التالية لابد ان تفعلوا شيئا لابد ان تحولوا دون وقوعها بأي ثمن واقبل فرانكلين كلارك من الغرفة وقال : - ماذا بك يا تورا ؟ ماهذا الذي تقولينه ؟ - أقول يجب وقف هذه الجرائم بأي ثمن فقال وهو يعض على نواجذه : - نعم طبعا انني اريد ان أتحدث مع المسيو بوارو عن..عن...ثم ارسل العبارة التالية على غير انتظار : - عن المفتش كروم ..هل هو كفء للقيام بهذا العبء ؟ فقلت له ان المعروف عنه انه من أكفأ رجال إدارة المباحث العامة فصمت كلارك برهة ثم قال : - ان لدي خطة تؤدي الى الإيقاع بذلك المجرم المجهول يا مسيو بوارو ولكننا سنتحدث عن هذا في وقت آخر و الآن سأذهب لأرى الليدي كلارك ونظرت الى المس جراي فلما رايت امارات التفكير العميق مرتسمة على جبينها قلت لها بعد تردد بسيط : - فيم تفكرين يا مس جراي ؟ - انني اتساءل اين هو الآن ...ذلك القاتل لقد مضت إثنا عشرة ساعة منذ وقوع الجريمة الثالثة اليس ثمة ساحر يمكن ان يقول لنا اين هو الآن ؟ وماذا يفعل ؟ - ان رجال الشرطة يعملون .... | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:26 pm | |
| وافاقت تورا جراي من ذهولها على كلماتي العادية ثم أومأت براسها وقالت : - أجل..طبعا وفيما هي تهبط درجات السلم رحت اردد في ذهني كلماتها : "ترى اين هو الآن ؟ وماذا يفعل ؟"
غادر المستر الكسندر بونابرت سوست مسرح توركاي مع الخارجين بعد ان استمتع بمشاهدة الفيلم العطفي جدا...."ليس عصفورا" ورمش بعينيه في شمس ما بعد الظهيرة وتلفت حوله كعادته دائما او على الأصح كما يفعل الكلب الضال في الحياة وغمغم لنفسه " انها لفكرة.." وانطلق باعة الصحف حوله يصيحون " آخر طبعة ..مجرم مجنون في بلدة سيرستون " وكانوا يحملون لافتات مكتوبا عليها بالخط العريض " جريمة سيرستون آخر طبعة" ودس المستر سوست يده في جيبه فوجد قرشا اشترى به نسخة من احدى الصحف المسائية ولكنه لم يتصفحها فورا ومضى الى حدائق " البرنس جاردنز" حيث سار في بطء وتمهل الى مقعد يواجه مينا توركاي فجلس عليه وفتح الصحيفة حيث واجهته العناوين الرئيسية بهذه الأنباء" مصرع السير سيرميكال كلارك" " مأساة رهيبة في بلدة سيرستون " " المجرم المجهول مجنون رهيب" وتحت هذا كله قرأ ما يلي " روعت البلاد منذ شهر واحد بمصرع الفتاة الشابة الحسناء بيتي بارنارد في مصيف بكسهيل ولعلنا نذكر انه وجد بجانب الجثة دليل "ا.ب.س" للسكة الحديدية وكذلك عثر رجال المباحث على دليل من هذا النوع بجانب جثة السير سيرميكال كلارك ومن ثم يرى رجال المباحث ان مرتكب الجريمتين مجرم واحد فهل يمكن ان يكون ثمة مجرم مجنون يعبث فسادا في مصايفنا" وغمغم الشاب في قميص ملون وبنطلون رمادي كان جالسا بالقرب من المستر سوست قائلا : - شيء مزعج وجفل المستر سوست في جزع ولكنه تمالك نفسه وقال : - آه..أجل...أجل... ولاحظ الشاب ان يدي الرجل الكهل الجالس بجانبه ترتعدان بحيث كان عاجزا عن امساك الصحيفة بهما فقال له : - ان الإنسان لا يستطيع ان يواجه مجرما مجنونا كهذا بالطرق المألوفة..وأعجب من هذا ان الواحد منهم لا تبدو عليه مظاهر الجنون في اغلب الأحوال - اعتقد هذا.. - ويلوح ان الحرب هي المسؤولة عن كثرة هذه الإصابات العقلية - اظن انك ...انك على حق في هذا - انني ابغض الحرب... فالتفت المستر سوست اليه وقال : - ملنا نكرة الأوبئة ومرض النوم والمجاعات والسرطان ولكنها مصائب لابد من وقوعها فقال الشاب بلهجة تأكيد : - ولكن الحروب مصائب من الممكن تلاقيها وضحك المستر سوست ضحك عاليا ولمدة طويلة وجزع الشاب بعض الشيء وقال لنفسه " ان الرجل مجنون" ثم قال بصوت مسموع : - انني آسف يا سيدي ..اعتقد انك اشتركت في الحرب الأخيرة - أجل وقد اصابنتني في عقلي ان عقلي لم يعد كما كان ابدا ..ان الصداع يلازمني دائما بشكل لايحتمل - أوه انني آسف لهذا - وفي بعض الأحيان أكاد لا اعرف ما افعله من فرط الألم .. فقال الشاب وهو ينهض مسرعا : - أحقا ؟ آه يجب ان امضي الآن فاني على موعد وبقي المستر سوست في مكانه واخذ الناس يسيرون امامه ذهابا وجيئة وكان معظمهم يتحدثون عن الجريمة وطوى المستر سوست صحيفته ودسها في جيبه ونهض في طريق العودة الى المدينة وراى في طريقه فتيات كثيرات جميلات ضاحكات يغازلن بالنظرات والإبتسامات الشبان والرجال الذين يمرون بهن في الطريق ولكن لم تفكر واحدة منهن في ان تلقي مجرد نظرة واحدة على المستر سوست. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:54 pm | |
| الفصل التاسع
بوارو يلقي حديثا بينما كانت الصحف تمعن في الإثارة عن المجرم المجهول وتحذر الناس منه وتكتب بالخط العريض " انه قد يكون بجانبك الآن" كان بوارو من جانبه قد قرر ان يعقد اجتماعا مع اقرب الناس الى الضحايا الثلاث ليتحدث اليهم وليحاول ان يعتصر منهم كل ما يمكن ان يكون مختزنا في عقولهم وكان الذين ارسل يدعوهم الى الحضور هم : ماري دراور ابنة أخت المسز آسكر وميجان بارنارد ودونالد فريزر وتورا جراي وفرانكلين كلارك وفي اليوم المحدد للإجتماع وصل المستر كلارك اولا ..وقبل الموعد بنصف ساعة بناء على رغبة بوارو وقد قال بعد ان تبادلنا معه التحية واستقر في مجلسه : - انني يا مسيو بوارو غير مطمئن الى كفاءة المفتش كروم اعتقد ان هذه الجرائم تحتاج الى عبقرية بوليسية خاصة ..ولولا المشاغل الكثيرة التي ينبغي ان اقوم بها بعد وفاة اخي لخصصت وقتا اطول لكي اضع نفسي تحت امركم ولكي اتعاون معكم على منع وقوع الجريمة الرابعة - إذن فأنت ترى ان المجرم سيستمر في ارتكاب جرائمه... - حسب الترتيب الأبجدي ...ألا ترى انت هذا ؟ - بكل تاكيد .. - إذن يجب ان ننظم انفسنا لمقاومته - ألديك اقتراح بهذا الشأن ؟ - ما دمنا نحن اقارب المجني عليهم سنجتمع الليلة هنا فلماذا لا نكون فيما بين انفسنا " فرقة خاصة" تعاون رجال المباحث في الإيقاع بالمجرم الرهيب ؟ - فكرة جيدة - يسرني انك موافق عليها ..ولاشك اننا بتعاوننا معا قد نعثر على الرجل الغريب الذي كان يحوم حول مسرح كل جريمة قبل ارتكابها - وهل تقترح ان تنضم المس جراي الى هذه الفرقة رغم انها غير قريبة لأحد المجني عليهم ؟ فاضطرم وجه كلارك وقال : - اعتقد انها ستعاوننا كثيرا لأنها عملت مع اخي سنتين وهي تعرف المناطق المجاورة لمسرح الجريمة الأخيرة معرفة تامة كما تعرف معظم المقيمين فيها بصفة دائمة اما انا فقد كنت غائبا عن البلاد فترة طويلة تبلغ نحو عام ونصف عام فقال بوارو بعطف : - كنت في الشرق..في الصين ؟ اليس كذلك ؟ - نعم ..كنت اشتري لأخي مجموعات التحف الخزفية الثمينة التي تعرض في الأسواق العالمية لاسيما في الصين نفسها - حسنا يا مستر كلارك لاشك انت كنت ذا فائدة كبيرة لأخيك الراحل وبعد نصف ساعة كنا جميعا نجلس حول المائدة الإجتماع وكانت الفتيات الثلاث يختلفن كل الإختلاف من ناحية المظهر والشكل فتورا جراي الصارخة الجمال الناصعة البياض ..ميجان بارنارد الخمرية ذات الشعر الأسود الأثيث ووجهها الجامد التعبير الشبيه بوجوه الهنود الحمر..وماري دراور بثوبها الأسود البسيط ووجهها الذي ينم عن البراءة والذكاء اما الرجلان فكان فرانكلين كلارك بجسمه الكبير ووجهه الملوح ولباقته في الحديث يختلف كثيرا عن دونالد فريزر الهادىء الرزين الخجول وبدأ بوارو الحديث قائلا : - ايها السادة والآنسات انتم تعرفون من اجتماعنا هنا فبرغم ان رجال الشرطة لا يالون جهدا في اداء واجبهم للقبض على ذلك المجرم المجهول إلا انني اعتقد ان اتحادنا نحن اصحاب الشان في هذه الجرائم قد يؤدي الى كشف بعض الغموض الذي يكتنف هذه الجرائم وبعد برهة صمت استطرد يقول : - اننا الآن امام ثلاث جرائم راح ضحيتها سيدة عجوز وفتاة في ميعة الشباب ورجل كهل وليس يربط بينهم جميعا إلا ان الجاني عليهم رجل واحد وهذا يعني ان هذا الشخص الواحد كان موجودا في اماكن الجرائم الثلاث وليس من شك ايضا في ان هذا الؤجل _ وقد يكون امرأة_ على جانب كبير من الدهاء رغم اختبال عقله وذلك لأنه استطاع حتى الآن ان يفلت من ايدينا والا يترك وراءه اي اثر يقودنا اليه وصمت بوارو برهة اخرى قبل ان يستطرد قائلا : - إلا ان هناك معالم يمكن ان تحدد الشخصية ذلك المجرم المجهول ويمكن ان توضح بعض الغموض الذي يكتنف الموقف فمثلا انه لم يذهب الى بكسهيل في منتصف الليل ليجد امامه فتاة يبدأ اسمها بالحرف "ب" على الشاطىء جاهزة للقتل.. وهنا قال دونالد فريزر بصوت ينم عن الألم النفسي العميق - هل يستلزم الأمر ان نذخل في هذه التفصيلات ؟ فقال بوارو مستديرا اليه : - من الضروري جدا ان نناقش كل صغيرة وكبيرة في هذه الجرائم ..فالموقف لايحتمل المجاملة او مراعاة العواطف الخاصة كنت اقول ان المصادفة وحدها لم تكن المسؤولة عن التقاء المجرم المجهول بالمس بيتي بارنارد لابد انه كان هناك نوع من التمهيد وحرية الإختيار اي لابد انه قام بعملية استطلاعية لمسرح الجريمة ..كان عليه اولا ان يتأكد من بعض الحقائق وكان عليه ان يحدد افضل وقت يرتكب فيه جريمة اندوفر وان يعرف خير مكان يرتكب فيه جريمة بكسهيل وان يلم بعادات السير سيرميكال كلارك ولهذا اعتقد انكم في مجموعكم تعرفون اشياء في قرارة انفسكم دون ان تدركوا انكم تعرفونها ولما ارتسمت امارات الدهشة وعدم الفهم على وجوهنا جميعا ابتسم بوارو وقال : - ان العقل قد يختزن معلومات غامضة لاتظهر الا بالحديث والمناقشة واذا كان هذا موضوع المناقشة محددا فربما كان في ذهن كل منكم جزء معين بشأن هذا الموضوع والحديث وحده هو الذي يجمع هذه الأجزاء لكي تتضح جميعا في صورة واحدة وهنا تمتمت ميجان بارنارد قائلة : - كلا فلما نظر بوارو اليها متسائلا اردفت قائلة بصوت ينم عن اليأس - مجرد كلام نظري لايعني شيئا - ان الكلام يا آنسة هو الثوب الذي يبرز الأفكار وقال ماري دراور : - اعتقد يا مس بارنارد ان المسيو بوارو على حق ..فليس كالحديث المتبادل بين عدد من الأشخاص في موضوع واحد محكا لإبراز آراء وصور ذهنية وذكريات كانت مختزنة في اعماق الذهن البشري فقال كلارك : - وانا اوافق هذا الراي - ما رايك يا مستر فريزر ؟ - انني ارتاب في جدوى هذه الطريقة - وانت يا مس جراي ؟ - اعتقد ان استعراض وجهات النظر بالحديث المتبادل عن موضوع معين لابد ان ياتي بجديد في هذا الموضوع وهنا قال بوارو : - إذن ارجو من كل منكم ان يعتصر ذاكرته كل ما يمكن ان يتذكره قبل وقوع الجريمة ولنبدأ بالمستر كلارك فقال المستر كلارك وهو يجمع بيديه ثنايا جيبه : - ماذا فعلت في صباح اليوم الذي قتل فيه اخي ؟ آه ذهبت للصيد في زورق شراعي وقد اصطدمت ثماني سمكات كبيرة من نوع " الماكريل" وكان الجو صحوا ..وعدت الى البيت في موعد الغداء واذكر ان الحساء الإيرلندي كان بين اصناف الطعام ونمت ثم استيقظت وشربت الشاي وكتبت بعض الرسائل وفاتني وضعها في الصندوق في الموعد المناسب فركبت السيارة في بلدة بابيتون لأصدرها وعدت في موعد العشاء واني لا اشعر بالخجل حين اقول انني قرات للمرة الثانية كتاب مغامرات نسبيت الذي كنت مشغوفا به منذ عهد التلمذة ثم رن جرس التلفون فقال بوارو مقاطعا : - لاداعي لأن تذكر ما حدث بعد هذا لأنه لايهم..وانما المهم هو ان اتذكر هل رايت احد وانت في طريقك الى الصيد صباحا - كثيرا من الناس - هل يمكنك ات تتذكر شيئا عنهم او عن بعضهم ؟ - لاشيء الآن - هل انت متاكد من هذا ؟ - دعني اتذكر ..آه..اذكر انني رايت سيدة بدينة لفتت نظري بثوب سباحتها الأصفر المخطط وكان معها ورايت شابين يلاعبان كلبا صغيراعلى البلاج وفتاة ذهبية الشعر كانت تضحك عاليا وهي تسبح عجبا ان بعض الذكريات تطفو فجأة كأنها الصور المتحركة - حسنا جدا ..وبعد ذلك..ألم ترشيئا امام البيت او في الحديقة او عندما خرجت لتصدير رسائلك ؟ - رايت في الحديقة البستاني يروي الشجر وكدت اصطدم بصبي يركب دراجة اثناء ذهابي الى بابيتون وسمعت امرأة تتشاجر بصوت مرتفع مع صديق لها هذا كل ما اتدكر والتفت بوارو الى المس جراي وقال لها : - وانت يا مس جراي ؟ فقالت بصوتها الواضح الرزين : - فرغت من مراسلات السير سيرميكال في الصباح وحدثت مع مدبرة البيت في البرنامج اليومي وكتبت بعض الرسائل وانشغلت بعد الظهر ببعض اشغال الإبرة والواقع ان من العسير ان اذكر كل شيء فقد كان اليوم من الأيام الرتيبة العادية واخيرا اويت الى فراشي في ساعة مبكرة - وانت يا مس بارنارد ألا يمكن ان تتذكري ماذا حدث في آخر مرة رايت فيها اختك ؟ - رايتها قبل وفاتها بأسبوع وكنت قد عدت الى البيت لأقضي نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد وكان الجو لطيفا فذهبنا الى مصيف هاستجز حيث سبحنا في بحيرته المشهورة - وعن اي شيء كان حديثكما معظم الوقت ؟ - عنفتها كثيرا على ميلها الى اللهو والعبث بلا تحفظ - وماذا ايضا ؟ عن اي شيء كان حديثها هي ؟ - تحدثت عن ضيق ذات يدها وعن قبعة جديدة وفساتين للصيف وعن دونالد قليلا وقالت ايضا انها لا تحب زميلتها في العمل ميللي هيجلي وضحكنا كثيرا على تصرفات مارون مديرة المقهى ثم لا أتذكر اكثر من هذا - معذرة يا مستر فريزر ..ألم تذكر لك مس بارنارد اي شيء عن رجل ما كانت تنوي ان تقابله ؟ فقالت ميجان بصوت جاف : - انها ما كانت لتجرؤ ان تقول لي شيئا من هذا القبيل واستدار بوارو الى دونالد فريزر بشعره الأحمر وقال : - مستر فريزر ة..عندما ذهبت لإنتظار بيتي حتى تخرج من المقهى ألم تشاهد احدا لفت نظرك بصفة خاصة ؟ - لا ..كان المصيفون كثيرين - ألم يلفت نظرك شخص معين منهم ؟..حاول ان تعتصر ذهنك فقال الشاب بعناد : - لم أر غير اشخاص عاديين لم يكن بينهم واحد يلفت النظر - وانت يا ماري دراور اعتقد ان خالتك كانت تراسلك - أجل سيدي - متى آخر رسالة ارسلتها اليك ؟ ففكرت مار برهة قبل ان تجيب قائلة : - قبل وفاتها بيومين - وماذا قالت فيها ؟ - قالت ان الشيطان العجوز _تعني زوجها_ حاول ان يبتز منها المال زيادة عن المبلغ المتفق عليه ولكنها افزعته وجعلته يهرب عن وجهها وانها كانت تتوقع حضوري اليها يوم الأربعاء يوم عطلتي الأسبوعية لنذهب الى السينما وكان ذلك يوم عيد ميلادي ايضا يا سيدي وطفرت الدموع في عيني ماري ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها ثم قالت : - معذرة يا سيدي ..لقد غلبني الحزن على امري وان بعض الذكريات ...فقال كلارك : - اني ادرك شعورك يا مس دراور فان بعض الذكريات البسيطة قد يكون لها اكبر الأثر على النفس ..فمثلا انا لاانسى ما حييت منظر سيدة صدمتها سيارة كبيرة فقتلتها وكانت جثتها ملقاة وبجانبها حذاء جديد تناثر من صندوقه لقد خيل الي ان الحذاء يرقد في حزن واسى بجوار السيدة التي ماتت قبل ان ترتديه وهنا هتفت ميجان قائللة بشيء من الحماس : - هذه هي الحقيقة..نعم هذا ما يحدث حقا لقد حدث نفس الشيء لأختي بيتي ذلك ان امي كانت قد اشترت جوربين لتقدمهم اليها هذية اشترتها في نفس يوم مصرعها وقد رايت اتي بعد ذلك وهي تمسك الجوربين وتبكي بحرارة وتقول "اشتريت هذين لبيتي ؟ اشتريت هذين لبيتي ولكنها لم تراهما" وتململ دونالد فريزر في مقعده وبادرت تورا جراي الى تغيير مجرى الحديث قائلة : - ألا تفكر في وضع خطة معينة للمستقبل ؟ فقال فرانكلين كلارك وقد استعاد حالته الطبيعية - طبعا طبعا فعندما تصل الرسالة الرابعة يجب ان نوحد جهودنا والى ان يحدث هذا ارجو ان يحاول كل منا ان يستعيد في ذهنه كل الذكريات عن حياته قبل وقوع كل جريمة مباشرة وما راي المسيو بوارو اخيرا ؟ - ان لدي بعض المقترحات فأسرع فرانكلين كلارك وتناول من جيبه مفكرة وقلما وقال : - عظيم جدا..اذكرها لنا بالترتيب - اعتقد ان الجرسونة ميللي هيجلي ربما تعرف شيئا قد يفيدنا في هذا الموضوع فقال كلارك وهو يكتب : 1-ميللي هيجلي واقترح طريقتين لإستدراجها الى الحديث اما ان تثيرها الآنسة ميجان حتى تدفعها الى الإفضاء بكل ما تعرفه عن بيتي وعندئذ قد نعرف الرجل المجهول الذي قيل انها تنزهت معه مرتين واما ان يقترب المستر فريزر اليها ويتظاهر بمغازلتها ويستدرجها للحديث عن بيتي في هذا الشأن وهنا قال دونالد فريزر - هل هذا ضروري ؟ - لا ليس ضروريا ولكنه مجرد محاولة وعندئذ اسرع فرانكلين كلارك يقول - هل أجرب انا هذه الطريقة مع ميللي هيجلي يا مسيو بوارو ؟ فان لي وسائلي الخاصة في الحديث الجذاب مع الفتيات.. وقالت تورا جراي بحدة : - وهل ليك وقت فراغ كاف للقيام بمثل هذه المحاولات ؟ فتلاشت الإبتسامة من وجه فرانكلين وهو يقول متراجعا : - آه ..صدقت يا تورا..ان اعمالي كثيرة في هذه الأيام.. وقال بوارو : - أعتقد انه لايوجد شيء كثير يحتاج الى اهتمام خاص في البيت يا مستر كلارك وربما كان في مقدور المس جراي ان تحل محلك في القيام... فقاطعته تورا جراي بقولها : - ولكني تركت عملي في قصر السير سيرميكال كلارك - آه انني لم اعرف هذا وقال فرانكلين كلارك : - من الطبيعي ان تفضل المس جراي البحث عن عمل مناسب في لندن بعد وفاة اخي فتنقل بوارو بنظراته الحادة بين الإثنين ثم قال فجأة : - كيف حال الليدي كلارك ؟ واضطرم وجه تورا جراي بينما قال فرانكلين كلارك : - في اسوأ حال ..وبهذه المناسبة هل يمكنك يا مسيو بوارو ان تذهب لمقابلتها لقد اعربت عن رغبتها في رؤيتك - بكل تاكيد يا مستر فرانكلين كلارك...هل يمكن ان اقوم بزيارتها بعد غد ؟ - حسنا ..لسوف اخبر الممرضة بذلك حتى تجعلها في حالة تستطيع معها ان تقابلك واستدار بوارو الى ماري دراور وقال : - وانت يا مس دراور اعتقد ان في مقدورك ان تقدمي لنا خدمة جليلة اذا ذهبت وتحدثت مع بعض الأطفال من جيران خالتك في اندوفر فقالت ماري بدهشة : - الأطفال ؟ - نعم ان الأطفال عادة ينفرون من الغرباء ولكنهم لن ينفروا من الحديث معك ومن المحتمل جدا ان يكون احدهم قد راى شخصا غريبا عن البلدة وهو يذخل دكان خالتك او وهو يحوم حوله وقال كلارك : - وماذا عني وعن المس جراي هذا اذا لم اذهب الى بكسهيل ولما تردد بوارو برهة قال كلارك مستطردا: - مارايك لو انني نشرت اعلانا في الصحف موجها الى المجرم المجهول اقول له فيه ان هيركيول بوارو يعرف عنه الكثير وان في مقدوري انقاذه اذا ما ذفع مائة جنيه وليكن نص الأعلان هكذا " رسالة عاجلة الى ا.ب.س ان ه.ب وراءك مائة لسكوتي اتصل ب"ل.م.ن" انها فكرة بدائية ولكنها قد تفيد" - هذا ممكن جدا - ان هذا الإعلان قد يغريه باطلاق النار علي فقالت تورا جراي بحدة : - انها فكرة خطرة وحمقاء - ما رايك يا مسيو بوارو ؟ فابتسم بوارو وقال ؟ - اعتقد انه لاضرر منها ومعذرة يا مستر كلارك فانه يلوح لي انك ما زلت طفلا في اعماق نفسك فاضطرم وجه فرانكلين كلارك وقال وهو يكتب في مفكرته : - حسنا ..ان البرنامج الآن هو : أ المس بارنارد مع المس هيلي ب المستر فريزر مع المس هيجلي س المس دراور مع أطفال اندوفر د الإعلان ورغم ان هذا البرنامج كان في رايي لن يؤدي الى شيء مهم الا انني رايت انه لن يؤدي الى ضرر في الوقت نفسه. وبعد لحظات قليلة انفض الإجتماع. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:55 pm | |
| الفصل العاشر
الرسالة الرابعة
كان طابع الحزن واضحا على قصر السير سيرميكال كلارك عندما ذهبنا في الموعد المحدد لمقابلة الليدي كلارك ولعل جو سبتمبر المقبض كان له اثر في شعورنا بذلك الطابع الحزين النخيم على القصر وكانت معظم غرفاته مغلقة والستائر مسدلة على نوافذها كما ان الغرفة التي جلسنا ننتظر فيها كانت رطبة كئيبة واقبلت ممرضة محترفة ينم مظهرها على الكفاءة وقالت : - المسيو بوارو ؟ انني الممرضة كابستيك ..وقد تلقيت رسالتك التي ذكرت فيها موعد حضورك لزيارة الليدي كلارك - أرجو ان تكون في حالة صحية تسمح بمثل هذه الزيارة - الواقع ان حالتها الصحية احسن قليلا - اني سعيد إذ اسمع هذا - الواقع ان الدكتور ليجون اتبع معها طريقة جديدة للعلاج..ورغم ان التحسن بطىء الا انه واضح ولكن يقال انها لن تسترد صحتها مهما يكن الحال فقالت الممرضة وقد صدمها هذا الحديث الصريح : - ان الإنسان مهما بلغت براعته في الشؤون الطبية لايستطيع ان يصدر حكما جازما كهذا - ولكني اعتقد ان وفاة زوجها كانت صدمة عنيفة لها - ربما يكون هذا صحيحا لو انها كانت في حالتها الطبيعية اما وهي الآن في شبه غيبوبة فاعتقد ان الصدمة ليست بالقوة التي تظنها - اسمحي لي ان اوجه اليك هذا السؤال يا مس كابستيك - هل كانت الليدي كلارك شديدة التعلق بزوجها ؟ - أوه أجل ..لقد كان الإثنان زوجين سعيدين ولاعجب ان شعر المسكين السير سيرميكال بأشد الجزع عليها حين علم حقيقة مرضها..ويمكن القول ان احزانه بسببها كانت بالغة جدا في اول الأمر - في اول الأمر ؟ وبعد ذلك ؟ - لاتنس ان الإنسان يتعود على كل شيء حتى على المرض المزمن وقد اعتاد السير سيرميكال على مرض زوجته فخفت احزانه بعد الصدمة الأولى ثم لاتنس هوايته في جمع الخزف الثمين ..وليس كالهواية عزاء للإنسان في مثل هذه الكوارث لقد كانت تشغله كثيرا لاسيما عندما يذهب الى المزدادات الكبيرة في لندن او عندما يقضي الساعات الطوال مع المس جراي في تصنيف المجموعات وترتيبها - آه..المس جراي لقد تركت الخدمة هنا كما علمت - نعم وانه لأمر يدعو للأسف ولكن للزوجة عذرها لاسيما إذا كانت مريضة حين يمتلىء راسها بالهواجس والشكوك واني لشديدة الإعجاب بالمس جراي عندما رفضت ان تناقش الليدي كلارك فاعتزلت الخدمة فورا - اذن فالليدي كلارك هي التي امرت بطردها؟ - طبعا - هل كانت تكرهها دائما ؟ - لا لم تكن تكرهها في اول الأمر بل على العكس كانت تميل اليها ...حسنا كفى ثرثرة من جانبي الآن...ان الليدي كلارك في انتظاركما وصعدنا معها الى غرفة بالطابق الأول وكانت غرفة مضيئة لطيفة جيدة الأثاث وقد راينا فيها الليدي كلارك جالسة على مقعد وثير بالقرب من النافذة وكان وجهها الهضيم ينم على الألم والإرهاق كما كانت شاردة زائغة النظرات قالت الممرضة : - هذا هو المسيو بوارو الذي اردت ان يزورك فقالت السيدة في غموض وذهول : - آه نعم ..المسيو بوارو ولما صافحته قال وهو يقدمني اليها : - هذا صديقي هاستنغز يا ليدي كلارك - كيف حالك يا كابتن هاستنغز ..ولاح لي انها استغرقت فجأة في غيبوبة بعدما جلسنا على مقعدين بالقرب منها. ولكنها لم تلبث ان هزت راسها كأنما تفيق من حلم ثم تقول : - اننا سنتحدث عن كار ...اليس كذلك عن مقتل كار ثم تنهدت وهي تهز راسها كأنما تتحدث الى شخص مجهول واستطردت تقول : - من كان يظن ان نهايتنا ستكون هكذا نهايته ستكون قبل نهايتي ؟ ولكنها الدنيا ومرة اخرى عادت تقول وكأنما تحدث نفسها : - لم اكن اصدق ابدا انه سيموت في الستين لقد كان يتمتع بصحة جيدة وان من يراه كان يحسبه في الأربعين من عمره ..ولكن. وبعد برهة صمت أخرى طويلة قالت فجأة : - نعم انني شاكرة لكما لحضوركما لقد طلبت من فرانكلين ان اراك يا مسيو بوارو ووعدني بان يبلغك رغبتي وكل ما ارجوه الا يرتكب حماقة من هذه الحماقات التي يندم عليها الرجل فيما بعد لاسيما في مسالة الزواج انه رغم بلوغه الأربعين من العمر سهل الإنقياد واعتقد ان معظم الرجال هكذا امام الفتيات الجميلات وهذا يدل على انهم اطفال في اعماق نفوسهم ولاسيما فرانكلين انه دائما طفل رغم مرور الأعوام فقال بوارو : - اعتقد انه مندفع بطبيعته - أجل أجل انه مندفع وعلى جانب كبير من الشهامة لا سيما مع الفتيات وانا اعتبر ان هذه ليست شهامة وانما حماقة ..وهكذا كان كار ..ايضا وتلاشى صوتها قليلا وعاد الى الصمت وبعد برهة تمتمت قائلة : - ام المرض قاس لاسيما إذا كان مصحوبا بنوبات من الألم فالمريض يعيش في قلق دائم لايعرف متى ستهاجمه النوبة التالية وهل سيهاجمه الألم او سيتوقف نهائيا ...آه ...معذرة - انني اقدر مشاعرك يا ليدي كلارك والحياة مليئة بالمآسي - أجل أجل ولكن المرض يجعلني اذهل عما حولي في بعض الأحيان عن اي شيء كنا نتحدث ؟ آه نعم.. - عن شيء يتعلق بوفاة زوجك - وفاة كار مقتله..يا للمسكين ويا للمجرم المسكين لاشك انه مجنون ولاشك ان جنونه نشأ بسبب هذه الحياة المليئة بالسرعة والضجيج التي نعيش فيها هذه الأيام انها حياة لم تعد تطاق اني دائما اشفق على المجانين فلا شك ان عقولهم المضطربة تثير فيهم اغرب الإنفعالات ثم ان سجنهم في مكان منعزل امر رهيب مزعج ولكن ماذا يمكن للمجتمع ان يفعل غير هذا ؟ لاسيما إذا بدأوا يقتلون الأبرياء ثم التفتت نحو بوارو وسالته فجأة : - الم تقبضوا عليه بعد ؟ - لا لم نقبض عليه بعد - لابد انه كان يتسكع بالقرب من القصر في ذلك اليوم - اننا في موسم الإصطياف يا ليدي كلارك والغرباء عن البلدة يكثرون بطبيعة الحال - أجل أجل نسيت هذا ولكنهم عادة يبقون عند الشواطىء ولايصعدون الى المنزل - لم يقترب من المنزل احد الغرباء في ذلك اليوم يا ليدي كلارك على كل حال فقالت السيدة بحماس مفاجىء : - من قال هذا ؟ فأجاب بوارو مدهوشا : - الخدم و..المس جراي - هذه الفتاة كاذبة وحملقت الى الليدي كلارك مدهوشا بدوري بينما استطردت هي تقول : - انني لا احبها ولم احبها ابدا وكان كار شديد الإعجاب بها وبكفاءتها وكان يقول دائما انها فتاة يتيمة وحيدة في الحياة وما عيب اليتم انه احيانا يكون رحمة وبركة عندما يكون الأبناء والد سكير عربيد فاسد الأخلاق وام بلهاء وحاولت الممرضة ان تهدىء ثائرتها ولكن الليدي كلارك استطردي قائلة : - لقد امرت بفصلها من الخدمة بعد وفاة كار مباشرة والعجيب ان فرانكلين حاول بكل وقاحة ان يبقيها ويقنعني انها قد تكون ذات فائدة لي انه احمق مندفع انه طفل في قرارة نفسه وانا لا اريد ان يختلط بفتاة ذات اهداف بعيدة مثلها لقد امرت باعطائها مرتب ثلاثة اشهر وخروجها من البيت فورا وقد ذهبت وهي تتظاهر باللطف والدعة يا لها من فتاة داهية ومرة ارخى بذلت الممرضة جهدها لتهدئة الليدي كلارك فلما هدأت قال بوارو : - لماذا قلت انها كاذبة يا ليدي كلارك ؟ - لأن هذه هي الحقيقة ..الم تقل لكم انه لم يقترب احد الغرباء من القصر في ذلك اليوم ؟ - نعم - حسنا جدا ..لقد رايتها بنفسي ..بعيني هاتين من هذه النافذة تتحدث مع رجل غريب تماما عن الناحية امام مدخل البيت - متى كان هذا ؟ - في صباح اليوم الذي قتل فيه زوجي في نحو الساعة الحادية عشرة صباحا - وماذا كان شكل الرجل ؟ - كان رجلا عاديا لايميزه شيء عن غيره - هل كان سيدا او بائعا ؟ - لا لم يكن بائعا ولكنه كان رجلا رقيق الحال كما بدأ من ملابسه واختلج وجهها بألأم مفاجىء فقالت الممرضة لنا ؟ - ارجو ان تتركاها لتستريح الآن وقطعنا الرجاء ..وخرجنا وقلت لبوارو ونحن في طريق العودة الى لندن : - هذه حكاية غريبة جدا اعني حكاية المس جراي والرجل الغريب - أرايت يا هاستنغز ان كل شيء يثبث ما كنت اقوله لك كثيرا وهوانه لابد ان يحدث امر ينير السبيل امام العدالة - لماذا كذبت الفتاة وقالت انها لم تر احد الغرباء في ذلك اليوم ؟ - ان ابسط ما يمكن ان نفعله في هذا الشأن هو ان نسالها - لنفرض انها كذبت مرة اخرى - في هذه الحالة ستزداد الأمور وضوحا - انني يا بوارو لا اصدق ان يكون لفتاة كهذه علاقة برجل مجنون - تماما وهذا هو رايي ايضا ومرة اخرى راح بوارو يستعرض الجرائم الثلاث ويحاول عبثا ان يجد رابط بينها رابطة اخرى ارتكاب شخص واحد لها ووصلنا اخيرا الى مسكنه في عمارات هويتهافن وقبل ان نذخل المسكن قيل لنا ان فيه رجلا ينتظرنا بداخله وتوقعت ان يكون الضيف المنتظر فرانكلين كلارك او المفتش جاب ولكن لشدة ماكانت دهشتي حين رايته الشاب دونالد فريزر الذي نهض لإستقبالنا في شيء من الإرتباك ولم يضغط بوارو عليه لكي يدلي بالأقوال التي جاء من اجلها وانما دعاه الى مشاركتنا في وجبة الاطعام خفيفة مع بعض كؤوس من الشراب وبعد ذلك قال له : - لقد جئت من بكسهيل يا مستر فريزر اليس كذلك ؟ - أجل - هل نجحت مع ميللي هيجلي ؟ - ميللي هيجلي ؟ انني في الواقع ..انني لم ارها ثم انفجر قائلا : - بل انني في الحقيقة لا اعرف لماذا جئت الى هنا فقال بوارو : - انا اعرف.. - كيف يمكنك ان تعرف ؟ - لقد جئت لأن لديك اقوالا لابد ان تدلي بها الى احد ..وانا الشخص الذي ينبغي ان تدلي بها اليه - اتعتقد هذا ؟ - تماما.. وصمت الشاب برهة قبل ان يقول في خجل : - أتؤمن بالأحلام يا مسيو بوارو ؟ وكان هذا آخر ما توقعت ان اسمعه ولكن بوارو كما لاح لي لم يدهش وانما قال بهدوء : - نعم..هل رايت حلما ؟ - أجل..وكان طبيعيا ان احلم بها ولكن ليس طبيعي ان يكون الحلم على هذا النحو الفظيع - اخبرني به .. - كنت دائما احلم انني على البلاج انتظر عودة بيتي من غيبتها وكنت واثقا في الحلم طبعا انها ستعود يوما وكان اشد ما يهمني ان اعيد اليها حزامها يا الهي.. - وبعد ؟ - وتغير الحلم ليلة امس ..فرايتها جالسة على الشاطىء ولكنها لم تشعر بي وانا اقترب منها يا الهي..لقد فاجأتها من الخلف ولففت الحزام حول عنقها وخنقتها به واخفى الشاب وجهه بين يديه وقال : - ولما ماتت تبينت انها لم تكن بيتي وانما اختها ميجان ورفع الشاب راسه وقال في الم : - فما معنى هذا يا مسيو بوارو ؟ - اشرب كاسك .. وعاد الشاب يسال بعد ان اطاع الأمر - اخبرني يا مسيو بوارو ..ما معنى هذا ؟ ولم اعرف بماذا اجاب بوارو لأني في تلك اللحظة سمعت طرقات ساعي البريد على صندوق بوارو الخاص فاندفعت الى الصندوق وما كدت اتناول الرسالة التي وجدتها فيه حتى نسيت كل ما سمعت من دونالد فريزر وانطلقت عائدا اجري الى بوارو وانا اهتف قائلا : - لقد وصلت الرسالة الرابعة يا بوارو فوثب واقفا واختطف الرسالة وفتحها وقرأ ما يلي بصوت مسموع : " يا لك من مسكين يا بوارو ؟ انني حزين من اجلك " يجب يا رجل ان تتحرك ..فان الطريق لايزال طويلا امامنا " هل يكون مسرح الجريمة التالية مدينة تيبرري ؟ " لا..لا..ان هذا الحرف لا يزال بعيدا " اذن ليكن موعدنا في بلدة دونكاستر في الحادي عشر من هذا الشهر .وداعا "
المخلص دائما "ا.ب.س" | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:56 pm | |
| الفصل الحادي عشر
دهاء المجرم
لم يكن في مقدور بوارو او رجال المباحث ان يفعلوا شيئا قبل وصول الرسالة الرابعة إلا الإنتظار ..وكانت هذه الفترة مرهقة للأعصاب الى حد مزعج ولكن ما ان وصلت الرسالة الرابعة حتى انطلقت جميع القوى ككلاب الصيد لمطاردة الفريسة لقد اسرع المفتش كروم بالقدوم الى مسكن بوارو وفيما هو يبحث الموضوع معه اقبل فرانكلين كلارك وميجان بارنارد .. قال كروم لبوارو : - سوف آخذ هذه الرسالة معي يا مسيو بوارو ..يمكنك ان تحتفظ بنسخة منها إذا شئت - لا لاداعي لهذا وسال فرانكلين المفتش كروم قائلا : - ماذا تنوي ان تفعل يا مستر كروم ؟ - ان اليوم الحادي عشر يوافق يوم الأربعاء من الأسبوع التالي وهي فترة كافية لنثير اهتمام الراي العام ونجعل الجميع يتعاونون معنا لمطاردة هذا المجنون ولاشك ان كل مخلوق يبدأ اسمه بالحرف "د" سيكون على حذر كما اننا سنملأ البلدة برجال المباحث في ملابس مدنية..وقد بدأنا فعلا في اتخاذ هذه الخطوة فقال فرانكلين كلارك : - من السهل ان يعرف الإنسان انك رجل لا تهوى الألعاب الرياضية يا سيدي المفتش - ماذا تعني يا مستر كلارك ؟ - لأنك لاتعرف ان يوم الأربعاء التالي هو يوم الحفلة الرياضية السنوية في دونكاستر وان سباق الخيل المعروف باسم سانت ليجير سيجري في ذلك اليوم عندئذ قال المفتش في حيرة - آه نعم هذا حق - ان "ا.ب.س" ليس بالرجل الأبله وان كان مجنونا وخيم الصمت علينا برهة كنا خلالها نتصور بلدة دونكاستر وهي تزدحم بمجموع هواة الرياضة وسباق الخيل الوافدين من كل حدب وصوب وقال كلارك اخيرا - اعتقد ان الجريمة ستتم في حلبة سباق الخيل وربما اثناء انطلاق الجياد في مضمار السباق فنهض المفتش قائلا : - هذا من سوء الحظ وتناول قبعته وانصرف ..وسمعناه يتبادل الحديث في الردهة الخارجية مع شخصية نسائية ولم تلبث تورا جراي ان اقبلت قائلة بانفاس لاهثة : - اخبرني المفتش كروم ان الرسالة قد وصلت واجاب فرانكلين كلارك هذه المرة بينما كانت تورا تخلع معطف المطر : - انها بلدة دونكاستر هذه المرة وفي اليوم الحادي عشر من هذا الشهر اي في عيد سانت ليجير وقال بوارو - لايجب يا ابنائي ان نفقد الأمل ..لسوف نبذل جهودنا لنحول دون وقوع هذه الجريمة باي ثمن .ومهما يكن ازدحام البلدة في ذلك اليوم بهواة الرياضة فان الضجة التي ستثيرها الصحافة تجعل كل شخص في تلك البلدة لاسيما الذي يبدأ اسمه بالحرف "د" يشك في الواقف بجانبه ..انني واثق ان نهاية المجرم المجهول قد اقتربت وتنهدت تورا جراي وقالت : - لو اننا فقط نعرف عنه شيئا لو اننا نعرف فقط ما اذا كان طويلا او قصيرا عجوزا او شابا وفجأة قال بوارو لها - بهذه المناسبة يا مس جراي هل انت واثقة تماما انك لم تري شخصا غريبا بالقرب من المنزل في يوم مقتل السير سيرميكال كلارك ؟ - نعم كل الثقة - عجبا ولكن الليدي كلارك شاهدتك من نافذتها وانت واقفة امام مدخل القصر تتحدثين الى رجل غريب - لابد ان تكون اللديدي كلارك واهمة ..أوهولكن واضطرم وجه تورا جراي وقالت بسرعة : - لقد تذكرت ..تذكرت..يا لي من حمقاء الواقع انني نسيت هذا الرجل ولكني اعتقد انه ليس للأمر هذه الأهمية كلها انه مجرد مندوب لبيع الجوارب رجل من المحاربين القدماء الذين يكتسبون رزقهم ببيع بعض منتجات الشركات وكان قد اعترض سبيلي وانا في طريقي الى مدخل القصر ولكنني اعتذرت له ولم اشتر منه شيئا ..انه رجل مسالم هادىء من النوع الذي لايترك في النفس اي اثر وكان بوارو في تلك اللحظة يضع راسه بين يديه ويهتز الى الأمام والى الخلف وهو يتمتم لنفسه " جوارب جوارب..ولا شيء غير الجوارب منذ ثلاثة اشهر سمعت هذه الكلمة وسمعتها منذ ايام وهانذا اسمعها الآن.." وانتصب في جلسته ورمقني بنظرة حادة وقال : - اتتدكر يا هاستنغز عندما كنا في اندوفر وعندما دخلنا الدكان وصعدنا الغرفة نوم المسز آسكر الواقعة خلفه وراينا على المقعد زوجا من الجوارب الجديدة واني لأدكر الآن انني اهتممت لسبب ما عندما حدثني يا مس بارنارد عن والدتك التي اشترت زوجين من الجوارب لأختك بيتي وعن بكائها الحار لأنها اي بيتي ماتت قبل ان تراها وكان ذلك في نفس يوم الحادث وتوقف بوارو قليلا عن الحديث ثم راح يدور بعينيه في وجوهنا قبل ان يستطرد قائلا : - اترون ؟ لقد تكرر هذا الأمر ثلاث مرات فلا يمكن ان يكون مجرد مصادفة ..والآن اخبرني يا مس بارنارد هل اشترت والدتك الجوارب من متجر او من بائع متجول ؟ - من بائع متجول ..واني اتدكر حديثها عن اولئك المندوبين البؤساء الذين يدورون على المنازل لبيع منتجات بعض الشركات والمصانع وهنا هتف فرانكلين كلارك قائلا : - ولكن ما هي العلاقة بين البائع الجوارب المتجول وهذه الجرائم الرهيبة يا مسيو بوارو ؟ فقال بوارو بحماس : - ساقول لكم ايها الأصدقاء ..ان الأمر لايمكن ان يكون مصادفة لقد وقعت ثلاث جرائم وقبل وقوع كل جريمة كان ثمة رجل يبيع الجوارب في مسرحها فما معنى هذا ؟ معناه انه كان يستكشف الميدان الذي سترتكب فيه الجريمة ثم استدار نحو تورا جراي وقال بسرعة : - صفي لنا ذلك الرجل يا مس جراي فارتسمت الحيرة على وجهها وهي تقول: - انني لاادري تماما..كان رجلا عاديا ..فوق الأربعين يضع النظارة على عينيه ويرتدي معطفا قديما - وماذا ايضا يا مس جراي ؟ - لاادكر كان متخفيا فلم ار شيء الكثير من ملامحه المهم انه رجل من النوع الذي لا يترك في النفس اي اثر فأومأ بوارو براسه وقال : - صدقت يا آنسة ..ان هذا الرجل هو القاتل فعلا انه الشخصية الباهتة التي لا تثير الإنتباه فارادت ان تثبت وجودها بهذه الجرائم الرهيبة جلس المستر الكسندر بونابرت سوست في مكانه لا يريم وكان طعام الإفطار امامه كاملا باردا لم يلمسه وعلى المائدة صحيفة مفتوحة كان المستر سوست مستغرقا في قرائتها ونهض من مكانه فجأة وراح يذرع غرفته جيئة وذهابا ثم لم يلبث ان تهالك جالسا على مقعد وثير بجانب النافذة ووضع راسه بين يديه وراح يكتم تأوهات الألم ولم يسمع صوت صرير الباب وهو يفتح ولا وقع اقدام المسز ماربري صاحبة المسكن المفروش وهي تدخل ثم تقف وتقول : - مستر سوست ؟ ماذا بك ؟ هل انت مريض ؟ فرفع الرجل راسه وقال : - لا..لا..لاشيء يا مستر ماربري ..انني فقط متوعك الصحة هذا الصباح والقت المسز ماربري نظرة على مائدة الإفطار ثم قالت : - انك لم تلمس طعام افطارك أهو الصداع مرة اخرى ؟ - نعم..نعم..وشيء من الدوار - انني آسفة من اجلك يا مستر سوست هل ستخرج اليوم الى عملك ايضا ؟ فوثب المستر سوست ناهضا يقول : - آه نعم ان علي ان اقوم بعمل مهم مهم جدا ولاحظت المسز ماربري ارتعاد يديه من فرط الإنفعال فقالت : - وهل ..وهل ستمضي بعيدا اليوم ؟ - لا..انني ذاهب ذاهب ..الى بلدة ..شلتام والتقطت المستر ماربري الصحيفة الواقعة على الأرض لتعيدها الى المائدة فلما وقعت نظراتها على العناوين الضخمة في الصحيفة الأولى قالت بصوت ينم على الخوف : - ليس في الصحف اليوم حديث إلا عن الجرائم الأبدية الرهيبة انني اشعر بالإرتعاد كلما قرات عنها واتدكر جرائم "السفاح جاك" وتحركت شفتا المستر سوست ولكن لم يصدر عنهما صوت فاستطردت السيدة تقول : - دونكاستر انها البلدة التي قال انه سيرتكب فيها جريمته الرابعة غدا اليس هذا شيئا رهيبا ؟ لو اني كنت اقيم في هذه البلدة واسمي يبدأ بحرف "د" لهربت منها الى اقصى مكان..ما رايك يا مستر سوست ؟ - لا ادري يا مسز ماربري ..لاادري يقال ان آلاف من رجال الشرطة سيندسون بين المحتفلين بعيد سانث ليجير غدا للبحث عن ذلك المجرم المجهول ..أوه..ان حالتك تسوء يا مستر سوست هل آتي اليك بقليل من البراندي ؟ من رايي الا تخرج اليوم فشد سوست قامته وقال : - لابد من الخروج اليوم لأني على مواعيد كثيرة ولا مندوحة للإنسان من ان يحافظ على مواعيده اذا اراد ان يثق الناس به ومن طبيعي ان اقوم بكل ما اتخذه من قرارات لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تضمن النجاح في ميدان العمل - ولكن اذا شعر الإنسان بالمرض ؟ - انني لست مريضا مجرد صداع بسيط وبعض الدوار لأني لم انم جيدا ولم يسع المسز ماربري الا ان تهز كتفيها وتحمل صحفة الطعام وتغادر الغرفة بينما كان المستر سوست يضع حقيبة سفر صغيرة " بيجامته وادوات الحلاقة وعشر علب مسطحة من الكرتون" وبعد ان القى نظرة على دليل السكة الحديدية الموضوع على المائدة غادر الغرفة والحقيبة في يده وفي الصالة وضع قبعته على راسه وارتدى معطفه وهو يتنهد بعمق فانتبهت اليه فتاة كانت خارجة من غرفة في الجانب الآخر فنظرت اليه بقلق وقالت : - هل تتالم من شيء يا مستر سوست ؟ - لاشيء يا ليلى - لقد كنت تتنهد بشدة - لاداعي لأن تقلقي بشاني انني بخير طاب يومك - طاب يومك يا مستر سوست الى اين انت ذاهب هذه المرة ؟ الى الشاطىء ثانية؟ - لالا بل الى شلتام - انه مصيف لطيف فعلا ولكن ليس اجمل من توركاي لسوف امضي الصيف القادم فيه وبهذه المناسبة لقد كنت في توركاي عندما وقع حادث قتل السير سيرميكال كلارك اي كنت جد قريب من مسرح الجريمة - لالا ان توركاي تبعد عن سيرستون نحو ستة او سبعة اميال - انها مسافة قصيرة جدا ومن يدري فلعلك رايت القاتل دون ان تعرفه آه ماذا بك يا مستر سوست هل انت مريض ؟ - لالا انني بخير شكرا يا مسز ماربري ..وطاب يومك وقالت ليلى ماربري لنفسها وهي تشيعه بنظراتها : - انه رجل مسكين يخيل الي ان عقله ليس في حالته الطبيعية
وقال المفتش كروم لمساعده : - اكتب لي قائمة باسماء جميع منجي الجوارب النسائية ثم اتصل بمديريها واعرف منهم اسماء جميع مندوبي البيع الذين يتعاملون معهم واعني بهم اولئك المندوبين المتجولين. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:57 pm | |
| - اهذا كله يتعلق بجرائم ا.ب.س ؟ قال المفتش كروم على مضض : - اجل..انها فكرة بوارو وربما لاينتهي الى شيء الا انه علينا الا نهمل اية فكرة معقولة وقال الشاب توم هاريتيجان لخطيبته ليلى ماربري : - لقد رايت في الصباح نزيلكم العجوز العجيب - من تعني ؟ المستر سوست ؟ - رايته في بلدة اوستن يبدو كدجاجة الضالة كالمعتاد اعتقد ان هذا المسكين نصف مجنون ولابد ان يكون معه احد يرعاه في الخارج لقد سقطت من يده الصحيفة اولا ثم سقطت منه تدكرة السفر دون ان يشعر اطلاقا فلما اعدتهما اليه شكرني في اضطراب ولكنني اعتقد انه يتعرف علي - انه لم يرك الا نادرا يا توم ولكن ماذا كنت تفعل في اوستن ؟ - كنت في طريقي منها الى شلتام - وهكذا كان ايضا المستر سوست - لا كانت تدكرة سفره تدل على انه ذاهب الى دونكاستر - بل شلتام - دونكاستر لقد قرات اسم البلدة بوضوح على التدكرة - ولكنه قال لي ولأمي انه ذاهب الى شلتام - ربما سمعتما الإسم الخطأ ولعله ذهب للفرجة على سباق الخيل - ولكن دونكاستر هي البلدة التي ستحدث فيها الجريمة الرابعة غدا - لاتجزعي عليه ان اسمه لا يبدأ بحرف "د" - العجيب انه كان في توركاي بالقرب من سيرستون في المرة السابقة - انها لمصادفة عجيبة اليس كذلك ؟ وكان الإثنان يتمشيان على طريق نهر التايمس عندما اردف توم هارتيجان قئلا وهو يضحك : - ولعله كان ايض في بلدة بكسهيل وقت وقوع الجريمة الثانية فجمعت ليلى ما بين حاجبيها مفكرة ثم قالت : - كان غائبا عن غرفته فعلا وانا ادكر لأنه كان قد نسي ثوب السباحة وكانت امي ترتقه له وقد قالت لي في اليوم التالي " لقد نسي المستر سوست ثوب السباحة الذي كان ينوي ان ياخذه معه هل سمعت بالفتاة التي وجدت مخنوقة على شاطىء البحر في بكسهيل امس؟" وهنا ابتسم توم هارتيجان وقال : - مادام كان ينوي ان ياخد معه ثوب السباحة فلا شك انه ذهب الى احد المصايف يومذاك مارايك فيما لو كان نزيلكم العجوز هذا هو القاتل "ا.ب.س" فضحكت ليلى وقالت : - المستر سوست المسكين ؟ انه لايستطيع ان يؤذي ذبابة. | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 5:58 pm | |
| الفصل الثاني عشر
اليوم المشهود
دونكاستر اعتقد اني سوف اتدكر اليوم الحادي عشر من شهر سبتمبر مدى الحياة والواقع اني كلما سمعت عن عيد القديس ليجير تدكرت فورا تلك الأحداث الرهيبة المتوالية التي وقعت في ذلك اليوم لقد كنا هناك في ذلك اليوم ..في دونكاستر . المفتش كروم وجميع معاونيه و آلاف من رجال المباحث وبوارو ودونالد فريزر وفرانكلين كلارك وتورا جراي وميجان بارنارد وماري دراور وقررنا ان نوسع نطاق البحث بان نتفرق في انحاء البلدة وقد تم الإتفاق على ان يذهب كل من فرانكلين ودونالد فريزر بمفرده وان يصحب بوارو المس جراي الوحيدة بيننا التي سبق ان شاهدت القاتل وان اصحب انا ماري دراور لأن اسمها الثاني _ كما اشار بوارو_ يبدأ بالحرف "د" اذ ليس من المستبعد ان يتعمد المجرم المجهول طعن بوارو في الصميم بقتل واحد من اعوانه وقال لي بوارو ونحن نفترق : - اطمئن يا هاستنغز هذه المرة ان النجاح المتواصل سوف يدفع المجرم الى الإيمان بحظه ومن ثم لن يكون شديد الحرص هذه المرة واكبر ظني انه سيرتكب بعض الأخطاء التي ستوقع به في ايدينا فقلت في شيء من الإرتياب : - انني اعتقد ان هذا المجرم لن يفي بوعده ويرتكب جريمته الرابعة هذه المرة وهو يدرك احكام الحلقة فابتسم بوارو وقال : - ان ذلك المجرم يعاني هذا النوع من الجنون الذي يجعله يصر كل الإصرار على تنفيذ ما وعد به مهما تكن الظروف والأحوال لأنه سيدرك تماما ان تراجعه عن تنفيذ خطته سيعني الفشل وهذا ما لايتفق مع الدوافع التي دفعت به الى ارتكاب هذه الجرائم - اكبر الظن انه سيكون ماكرا يا بوارو اذا قرر ارتكاب هذه الجريمة الرابعة - تأكد يا هاستنغز ان عجلة الحظ قد دارت ..وسوف يقع هذه المرة في ايدينا الى اللقاء.
غمغم المستر ليدبتر بخفوت وامتعاض عندما نهض الرجل الجالس بالقرب منه في دار السينما وسار في طريق الخروج وهو يتخطاه متعثرا ثم يزداد تعثرا ويسقط قبعته على المقعد الأمامي ثم ينحني ويلتقطها وينصرف كل هذا ضيع بعض لحظات ثمينة من مناظر الفيلم " ليس عصفورا" الذي كان المستر ليدبتر ينتظر مشاهدته بفارغ الصبر وتململ المستر ليدبتر في مقعده وهو يتساءل في نفسه " لماذا لا ينتظر هؤلاء الناس حتى نهاية الفيلم قبل ان ينصرفوا ؟" حسنا لقد انصرف ذلك الجار المتعثر الثقيل الظل وها هو ذا المستر ليدبتر يستمتع بمتابعة الفيلم حتى نهايته وتنهد في ارتياح عندما اضيئت الأنوار في الصالة.. ونهض واقفا ببطء وهو يطرف بعينيه ولم يكن من عادته ان يسرع بمغادرة دار السينما عقب انتهاء الفيلم وانما كان يجب ان يتمهل حتى يعود الى واقع الحياة تماما ..وتلفت حوله ان الصالة لم تكن مزدحمة ..كان المتفرجون فيها عددا قليلا جدا آه لاشك ان معظم الناس كانوا في تلك الساعة يتفرجون على سباق الخيل احتفالا بعيد سانت ليجير واستعد المستر ليدبتر للخروج وراء المتفرجين الذين كانوا يتسابقون الى ابواب السينما لاحظ ان الرجل الجالس على المقعد الأمامي بالنسبة له ظل جالسا مطرق الراس وكانه مستغرق في النوم وشعر المستر ليدبتر بالسخط على مثل هذا الرجل الذي ينام في اثناء عرض فيلم رائع مثل "ليس عصفورا" وهز كتفيه وسار في طريق الباب ولما وصل اليه وراح ينتظر دوره للخروج..ولم يدر لماذا التفت وراءه الى حيث كان جالسا وعلى اية حال فقد راى جمعا من الناس حول ذلك الرجل الذي ظنه نائما في مقعده وتردد برهة ثم خرج... وهكذا فاتته الفرجة على الحادث الذي اقام الراي العام واقعده في جميع انحاء البلاد لقد تبين لمدير الصالة حين هز الرجل الذي ظنه هو ايضا نائما انه مقتوا بطعنة سكين في القلب. واجتمع حوله بعض النظارة الذين لم يكونوا قد انصرفوا بعد وساد الفزع الجميع حين هتف احدهم مشيرا الى دليل ا.ب.س للسكة الحديدة الموضوع بجانب القتيل : - لقد ارتكب المجرم المجنون جريمته الرابعة. غارد المستر سوست سينما ريجال وتطلع الى السماء كان الجو في ذلك المساء صحوا ..جميلا وقال لنفسه مادام الله في سمائه فكل شيء في الأرض على ما يرام وسار في طريقه مبتسما حتى وصل الى فندق بلاك سوان الذي كان ينزل فيه وصعد السلم الى غرفته الصغيرة الخانقة المطلة على فناء داخلي ومرآب "جراج" للسيارات واختفت البسمة فجأة من وجهه حين لمح على كم معطفه _بعد دخوله الغرفة_ آثار الدماء ولما لمسها وجدها لا تزال رطبة ..دماء رطبة ودس يده في جيب معطفه فاذا هي تخرج ممسكة بسكين حاد طويل النصل ملوث بالدماء ايضا ودار بعينيه في انحاء الغرفة كحيوان واقع في الفخ وتهالك جالسا على مقعد قريب وهو يتمتم لنفسه : - هذه غلطتي انا... وبدا كانه يتحدث مع شخص مجهول بلهجة التلميذ الذي يلتمس الصفح من ناظر المدرسة وقعت نظراته على حوض الإغتسال فنهض اليه وخلع معطفه وملأ الحوض بالماء وراح يغسل المعطف بما فيه من دماء لقد غدا الماء احمر اللون وفي تلك اللحظات سمع نقرا على الباب وتسمر في مكانه لايريم وقد لراح يحملق فيما امامه ببلاهة وفتحت الباب سيدة شابة ممتلئة الجسم ودخلت تحمل ابريقا وتقول : - معذرة يا سيدي ..هذا هو ماؤك الساخن واستطاع اخيرا ان يقول لها - شكرا لقد اغتسلت بالماء البارد ولما راى نظراتها تقع على الماء الأحمر في الحوض قال في فزع : - لقد جرحت يدي وبعد لحظة طويلة طويلة جدا من السكون قالت : - حسنا يا سيدي ووقف المستر سوست في مكانه كالتمثال من الحجر لقد جاءت النهاية اخيرا وارهف سمعه هل هم قادمون اليه الآن ؟ ولكنه لم يسمع غير دقات قلبه المضطرب وتحول جموده فجأة الى حركة دافقة فارتدى معطفه بسرعة وسار على اطراف اصابعه الى الباب وفتحه ثم ارهف السمع مرة اخرى ثم هبط متسسلا السلم وعند نهايته وقف حائرا وفجأة لمح الباب الخلفي المؤدي الى الفناء فانفلت منه وسار متمهلا امام اثنين من السائقين كانا يغسلان سيارتيهما ثم مضى الى شارع جانبي وظل ينتقل من شارع الى آخر في اتجاه المحطة وهو يتمتم : - لو ان الحظ يساعدني فاستقل القطار دون ان يتعرف علي احد كان المفتش كروم جالسا ينصت الى حديث المستر ليدبتر المضطرب - أؤكد لك يا سيدي المفتش ان قلبي يهوي بين ضلوعي كلما فكرت ان القاتل الرهيب كان جالسا بجواري طيلة عرض الفيلم فتذرع المفتش كروم بالصبر وقال : - دعنا من هذه التعليقات يا مستر ليدبتر ارجوك ان تحدثني بوضوح هل تقول ان ذلك الرجل انصرف قبل هنايه الفيلم ؟ - اجل..اجل - وهل مر بك وتعثر في اثناء مروره ؟ - اجل انني ادرك الآن انه تظاهر بالتعثر ولاشك انه ظعن الرجل الذي كان جالسا امامي وهو يتظاهر بانه يسترد قبعته - ألم تسمع شيئا لاصيحة ولا آهة ولا شيء ؟ - ربما سمعت شيئا ولكني حسبته الفيلم - هل تستطيع ان تصف لنا هذا الرجل ؟ - كان رجلا ضخما يزيد طوله على ستة اقدام ..كان ماردا - اشقر ام خمري اللون ؟ - لست واثقا من هذا..لكنه كان اصلع رهيب المنظر - هل كان يعرج ؟ - آه مادمت قد دكرتني يا سيدي المفتش فيمكنني ان اقول انه كان يعرج فعلا وادكر ايضا انه كان ملوح الوجه كانه نصف زنجي - هل كان موجودا في مقعده قبل بدء العرض ؟ - لا لقد حضر بعد بدء الفيلم بقليل عندما اظلمت القاعة وأومأ المفتش كروم براسه وبعد انصراف المستر ليدبتر قال لمساعده : - هذا اسوأ انواع الشهود انه على استعداد لأن يقول اي شيء توحي به اليه واكبر الظن انه لايعرف اي شيء عن شكل الرجل ..حسنا..استدع مدير الصالة واقبل مدير الصالة الذي كان عسكريا سابقا ورفع يده بالتحية فقال له المفتش كروم : - والآن دعنا يا جيمسون نسمع شهادتك ورفع جيمسون يده للتحية العسكرية مرة اخرى وقال : - تماما يا سيدي ..عند قرب انتهاء العرض يا سيدي سمعت ان احد المتفرجين لا يزال جالسا في مقعده في حالة تدل على انه نائم او مريض او اي شيء من هذا القبيل وكان ذلك السيد جالسا في مقعد بالصالة منحنيا على نفسه بشكل يلفت النظر ورايت سيدا آخر واقفا بالقرب منه يقول ان جلسة ذلك السيد الآخر غير طبيعية ولما وضع يده على كتف السيد المنحني على نفسه لاحظت فورا انها تلوثت بالدماء فارسلت من فمي سيلا من اللعنات وأسوأ من هذا يا سيدي اننا وجدنا السيد المنحني على نفسه مقتولا بطعنة في صدره امام القلب والدماء لا تزال تنساب منها وعلى المقعد الذي بجواره دليل ا.ب.س للسكة الحديدية فانتشر الفزع بيننا وبادرنا الى اخطار مركز الشرطة فقال المفتش كروم : - حسنا يا جيمسون لقد احسنت التصرف - شكرا يا سيدي - الم تلاحظ رجلا غادر الصالة قبل نهاية الفيلم بلحظات ؟ - غادرها كثيرون قبل نهاية العرض يا سيدي - هل يمكن ان تصفهم ؟ - لااظن ..وانما اعرف منهم فقط المستر جيوفري بان تل والشاب الوسيم بيكر وزوجته الحسناء ولكنني لم الاحظ شخصا بالذات يا سيدي - هذا امر يؤسف له حسنا يا جيمسون - شكرا يا سيدي ورفع جيمسون يده للتحية العسكرية وانصرف وما كاد ينصرف حتى اقبل رجال الشرطة وقال للمفتش كروم : - ان المسيو بوارو ومعه سيد آخر يريدان مقابلتك يا سيدي وقطب كروم جبينه وقال : - دعهما يدخلان | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 6:01 pm | |
| الفصل الثالث عشر
جريمة دونكاستر
ودخلت وراء بوارو الى مكتب المفتش كروم وبعد ان تبادلنا التحية قال المفتش كروم لبوارو : - لقد ارتكب المجرم المجهول جريمته الرابعة يا مسيو بوارو وتسمرنا في اماكننا من فرط الجزع والدهشة بينما قال المفتش مستطردا : - وفي هذه المرة استخدم السكين اداة للقتل - وهل وجدتم بجوار القتيل دليل ا.ب.س للسكة الحديدية ؟ - أجل - وهل عرفتم شخصية القتيل ؟ - أجل لقد أخطأ القاتل المجهول هذه المرة لأن القتيل رجل يدعى جورج ايرسفيلد - عجبا - لعله تجاوز حرفا هذه المرة..لنسمع الشاهد التالي فقد عرفت انه يريد الإنصراف بسرعة ودخل رجل في منتصف العمر وسيم الشكل مضطرب الأعصاب حاول ان يعبر عن اضطرابه بالثرثرة ولكن المفتش كروم ساله قائلا : - اسمك ايها السيد ؟ - دونز روجر دونز - مهنتك ؟ - مدرس بمدرسة هايفيلد الثانوية - اخبرنا الآن بما تعرفه عن الحادث يا مستر دونز - استطيع ان اقول لكم ما اعرف بكل ايجاز عندما انتهى عرض الفيلم نهضت لأنصرف وكان بالقرب مني رجل حسبته نائما لأنه كان منحنيا على نفسه وكدت اتعثر في قدميه وانا احاول المرور امامه وفجأة ناديت على مدير الصالة حين خطر لي ان الرجل مريض ولما رفعت يدي عن كيفه رايتها ملوثة بالدماء وادركت فورا انه طعن بسكين نافذة الى القلب وقد لاحظنا _ مدير الصالة وانا_ وجود دليل ا.ب.س للسكة الحديدية على المقعد المجاور وأؤكد لكم ايها السادة ان قلبي كاد يقف من فرط الفزع وقلبي بطبيعته ضعيف ونظر المفتش كروم الى المستر دونز ثم قال له : - يمكنك ان تعتبر نفسك سعيد الحظ يا مستر دونز - لماذا يا سيدي ؟ - قبل ان اخبرك اريد ان اسألك هل كنت جالسا على مقربة من الرجل الذي قتل ؟ - نعم على مسافة مقعدين منه وكنت في اول الأمر جالسا بجواره مباشرة ثم انتقلت الى مقعد ليس امامه احد حتى ارى الفيلم بوضوح - انك في نفس طول الرجل القتيل وتلف حول عنقك مطرفا صوفيا كما كان الأمر معه - ولكن ما علاقة هذا كله يا سيدي ؟ فقال المفتش كروم : - اراهن ان القاتل كان يتبعك انت الى دار السينما وكان ينوي ان يقتلك لأن اسمك يبدأ بحرف"د" ولكنك حين انتقلت الى مقعد آخر اخطأك وقتل المستر جورج وهو يحسبه انت ولم يحتمل قلب المستر دونز الضعيف اكثر من هذا فتهالك الرجل على اقرب مقعد اليه وهو يلهث قائلا : - ماء.... اريد ماء ولما اسرع احد السقاة اليه بالماء افاق الرجل ..فغمغم وهو ينهض مضطربا : - لا..لا..اصدق هذا لماذا يريد ان يقتلني اي انسان ..هو او غيره ؟ انني رجل مسالم ..لم اسىء لأحد ابدا..هل تريدون مني شيئا آخر ؟ لا حسنا طاب يومكم ايها السادة طاب يومكم... واستدعى المفتش كروم احد مساعديه وقال له : - رايس..ارسل اثنين من رجالنا لحراسة المستر دونز دون ان يشعر فانني اعتقد ان المجرم قد يعمد الى تصحيح غلطته ويحاول القضاء على هذا الرجل وأومأ بوارو براسه موافقا وقال : - مادام ذلك المجرم قد بدأ يخطىء فلا شك ان اخطأه سوف تتوالى - واقبل احد رجال الشرطة وقال : - في الخارج رجل وسيدة من فندق بلاك سوان لديهما اقوال يردان الإدلاء بها في موضوع الجرائم "ا.ب.س" - ادخلهما..ادخلهما بسرعة ودخل صاحب فندق بلاك سوان وكان رجلا ضخما الجسم يدعى المستر بول ومعه سيدة شابة ممتلئة الجسم ينم وجهها عن الإنفعال الشديد قال الرجل بصوت خفيض غليظ - ارجو الا اضيع وقتكم الثمين ايها السادة ولكن هذه الفتاة ماري تؤكد ان لديها اقوالا هامة بخصوص المجرم "ا.ب.س" فقال المفتش كروم : - حسنا يا فتاتي ما اسمك ؟ - ماري ..ماري ستراود - ماذا تريدين ان تقولي يا ماري ؟ فنظرت ماري الى صاحب الفندق متسائلة فقال هذا : - ان عملها في الفندق هو حمل الماء الساخن الى النزلاء وكان لدينا نحو سبعة او ثمانية نزلاء بعضهم جاء للفرجة على السباق وبعضهم يقيم لأغراض تجارية والآن تكلمي يا فتاة فقالت ماري ستراود وهي تدير عينيها في وجوه الجميع - طرقت على الباب ولكن لم يرد علي احد وانا عادة لاادخل الا اذا قال لي النزيل "ادخلي" ولما لم يقل احد شيئا دخلت ووقفت برهة اننظر الى النزيل وهو يغسل يديه في الحوض وتوقفت عن الحديث فجأة فقال كروم : - استمري ..وبعد ؟ - قلت له انني جئت بالماء الساخن فقال انه اغتسل بالماء البارد ونظرت الى الماء في الحوض فوجدته يا للهول أحمر فهتف كروم في اهتمام : - احمر؟ وهنا تدخل المستر بول في الحديث فقال : - واخبرتني الفتاة انها راته ايضا ممسكا بكم معطفه كأنما كان يغسله في الحوض لأن الكم كان غارقا بالماء - تماما يا سيدي وكان وجهه يدل على انه في حالة غير طبيعية - متى كان ذلك ؟ - في نحو الخامسة والربع مساء او اكثر قليلا - اي منذ ثلاث ساعات فلماذا لم تات يا مستر بول مع الفتاة فورا ؟ فقال المستر بول : - لم نسمع بنبأ الجريمة الا اخيرا ولما سمعت الفتاة النبأ تدكرت الماء الأحمر في الحوض فصرخت واخبرتني بما رات فاسرعت الى غرفة ذلك النزيل فلم اجده فيها ولهذا بادرت بالحضور مع ماري فتناول كروم ورقة وقلما وقال : - صفي ذلك النزيل بسرعة يا ماري - رجل متوسط الحجم منحني القامة قليلا يضع على عينيه نظارة طبية - وملابسه ؟ - بذلة قاتمة اللون وقبعة من نوع هامبرج وتدل ملابسه بوجه عام على رقة الحال ولم تستطع ماري ان تضيف الى هذا الوصف اكثر من ذلك وارسل كروم اثنين من رجاله فورا الى فندق بلاك سوان وماهي غير لحظات حتى عادا ومعهما سجل اسماء النزلاء فيه واشار المستر بول صاحب الفندق الى اسم بين الأسماء وقال : - هذا توقيعه يا سيدي وتجمعنا حول السجل حيث قرأ المفتش كروم الإسم قائلا - ا.ب.سوس او سوش وغمغم بوارو بصوت له دلالته - اي ا.ب.س وسال كروم صاحب الفندق قائلا : - الم يترك هذا النزيل شيئا وراءه - ترك حقيبة سفر متوسطة الحجم فيها ملابس داخلية قليلة ومجموعة من علب الكرتون المسطحة - علب كرتون مسطحة ؟ ماذا بداخلها ؟ - جوارب نسائية وهنا التفت كروم الى بوارو وقال : - اهنئك يا مسيو بوارو عاد المفتش كروم الى مكتبه في اسكوتلانديار وصلصل جرس التلفون على مكتبه فرفع المسماع حيث صوت عامل التلفون يقول : - هنا شاب يريد ان يدلي باقوال في قضية ا.ب.س يا سيدي وتنهد كروم وقال لنفسه كل واحد يريد ان يدلي بشيء في هذه القضية وليتهم يدلون بما يفيد ثم قال في التلفون : - دعه يصعد ودخل احد رجال المباحث يصحب شابا مترددا يقول عنه هذا هو المستر توم هارنيجيان يا سيدي المفتش ان لديه اقوالا عن قضية ا.ب.س فنهض المفتش وصافح الشاب ثم قال له : - طاب يومك يا مستر هارنيجيان ..تفضل بالجلوس..هل تدخن ؟ حسنا ..ماذا لديك من اقوال ؟ وجلس توم هارنيجيان وهو كما ندكر خطيب ليلى ماربري ابنة المسز ماربري صاحبة البنسيون الذي يقيم فيه المستر الكسندر بونابرت سوست جلس توم هذا في شيء من الروع اذ كانت تلك اول مرة يدخل فيها ادارة اسكوتلانديار واخيرا قال : - ربما لا يكون في اقوالي شيئا ولعلي بذلك اضيع وقتكم الثمين - هذا ما سوف نعرفه بعد ان نسمع حديثك يا مستر هارنيجيان - انني يا سيدي خاطب لفتاة شابة تدير امها شقة مفروشة حيث تؤجر غرفتها لبعض النزلاء وتقع في طريق كامدن تاون بلندن كما تعلم يا سيدي - حسنا بعد - وهي في الطابق الثاني ..وينزل في احدى الغرف المفروشة منذ عام رجل يدعى سوست - سوست ؟ آه - أجل يا سيدي رجل في منتصف العمر غريب الأطوار هادىء الطباع يبدو ان الحياة قست عليه بعض الشيء ويمكنني القول انه من النوع الذي لا يؤذي ذبابة ولهذا ما كان يخطر يبالي ابدا ان اتهمه بشيء لولا بعض الدلالات الغريبة التي لاحظتها عنه وراح توم في شيء من الإضطراب والإرتباك يحدث المفتش كروم بقصة مقابلته للمستر سوست في اوستن وكيف اعاد اليه صحيفته وتدكرة سفره ثم استطرد يقول : - اترى يا سيدي لقد كانت ليلى اعني خطيبتي واثقة بانه سيسافر الى شلتام بينما كان مسافرا كما ظهر من تدكرته الى دونكاستر ولم اهتم بهذا كثيرا في اول الأمر ولكن عندما استطردت في الحديث معها وعلمت منها انه كان في توركاي القريبة من سيرستون عند وقوع الجريمة الثالثة وانه كان غائبا في مكان ما على الشاطىء البحر عند وقوع الجريمة الثانية بكسهيل عندما سمعت هذا بدأ الشلك يخامرني في امره رغم انه في رايي لايستطيع ان يؤذي ذبابة وبعد برهة وجيزة اسطرد الشاب يقول : - ولما قرانا نشرة ادارة اسكوتلانديار عن رغبتها في الإستدلال على كل من يبدأ اسمه بالحرفين ا.ب ثم الإسم سوس او سوش اسرعت بالإتصال بالمسز ماربري حيث علمت منها ان نزيلها الغريب الأطوار المستر سوست يحمل اسما كاملا يبدأ بالحرفين ا.ب وقد دهشنا كثيرا وابينا ان نصدق انفسنا ولكن المسز ماربري كانت واثقة تماما ان نزريلها هذا كان غائبا عن غرفته في الليالي التي وقعت فيها الجرائم الثلاث الأخيرة وراحت هي وابنتها تعتصران ذاكرتيهما لتتذكرا اين كان في اثناء وقوع الجريمة الأولى جريمة اندوفر التي حدثت منذ ثلاثة اشهر وقد تدكرت المسز ماربري ان اخا لها كان قد وصل من كندا في ذلك الحين ولما لم تجد له غرفة يبيبت فيها اقترحت ليلى عليها ان يبيت في غرفة المستر سوست لأنه قال يومذاك انه سيغيب ليلته في الخارج وقد تحرينا تاريخ وصول الباخرة التي اقلت شقيق المسز ماربري الى لندن وعلمنا انها وصلت ميناء ساوثمبتون في صباح اليوم الحادي والعشرين من شهر يونيه الماضي وكان المفتش كروم ينصت باهتمام الى حديث الشاب ..فلما فرغ من حديثه قال له : - اهذا كل شيء ؟ - اجل يا سيدي - لقد احسنت بمجيئك الينا ..اين المستر سوست هذا الآن ؟ اني احب ان التقي به لألقي عليه بعض الأسئلة ..هل هو في غرفته الآن ؟ - اجل يا سيدي - متى عاد ؟ - من دونكاستر ؟ في ليلة وقوع الجريمة ..وتقول المسز ماربري انه لا يكف عن شراء الصحف ولا عن الحديث عن نفسه وبعد ان دون المفتش كروم العنوان شكر توم هارنيجيان بحرارة ثم استدعى احد مرؤوسيه - بعد انصراف توم_ وطلب منه ان يرسل ببعض رجال المباحث بمراقبة عنوان المستر سوست مرة اخرى تلفت المستر سوست حوله في جوانب غرفته المفروشة بمسكن المسز ماربري وبدت عينيه نظرة الحيوان الواقع في الشرك وفجأة نهض وقد قرر ان يخرج ..الى اين ؟ انه لايدري.. وتسلل الى الباب وفتحه ..واطل منه براسه وشعر بالمسز ماربري وهي تتحرك في المطبخ وارهف السمع قليلا ثم سار على اطراف اصابعه وهبط من المسكن الى الباب الخارجي وقتحه ووقف برهة يتلفت حوله الى اين يذهب ؟ ومرة اخرى شعر انه لا يدري.... | |
|
| |
مُجرد عآبرة كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 8407 تقييمــيً % : : 63959 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 337 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 04/08/2011
| موضوع: رد: رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي 25/10/2013, 6:01 pm | |
| الفصل الرابع عشر
في اسكوتلانديار
ومرة اخرى انعقد مؤتمر في اسكوتلانديار وضم هذا المؤتمر نائب الحكمدار والمفتش كروم والمسيو بوارو وانا وقال نائب الحكمدار لبوارو : - كانت ضربة معلم تلك التي دكرت فيها موضوع الجوارب النسائية يا مسيو بوارو فقد ثبت بما لايدع للشك ان القاتل كان يتظاهر ببيع الجوارب النسائية فبسط بوارو يديه وقال : - كان الأمر واضحا بعد ان سمعت كلمة "الجوارب" تتردد كثيرا على السنة المقربين الى الضحايا والتفت نائب الحكمدار الى المفتش كروم وقال : - هل وضحت لك كل غوامض هذه الحالة يا كروم ؟ - كلها تقريبا يا سيدي هل اسرد كل ما لدينا من معلومات حتى الآن ؟ - ارجوك ان تفعل - لقد ثبت لنا انه كان في فندق ببيت بمصيف توركاي قبل وقوع جريمة سيرستون بيوم واحد وقد سجل اسمه في الفندق "ا.ب.سوست" وثبت انه عاد الى الفندق في ليلة وقوع الجريمة في الساعة العاشرة والنصف مساء اي كان في امكانه ان يستقل قطار الساعة التاسعة والسابعة والخمسين دقيقة من محطة سيرستون فيصل الى محطة توركاي في العشرة وعشر دقائق وصمت المفتش كروم برهة قبل ان يستطرد قائلا : - وكذلك الحال بشان بكسهيل لقد نزل في فندق جلوب وسجل بنفس الإسم المذكور وعرض جواربه للبيع على اكثر من اثنتي عشرة سيدة منهن المسز بارنارد وغادر الفندق في ساعة مبكرة من مساء وقوع الجريمة ثم عاد الى لندن في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم التالي ..اما بشان اندوفر فقد نزل في فندق ثيثرز وعرض جواربه على المسز فاولر جارة المسز آسكر _المجني عليها_ كما عرضها على اكثر من خمس سيدات اخريات وقد حصلت على الجوارب الذي اشترته المسز آسكر منه لإهدائها لإبنة اخيها ماري دراور كما يبدو ..حصلت عليه من ماري وثبت انه من نفس الصنف الذي يبيعه المستر سوست فقال نائب الحكمدار : - هذا عظيم جدا حتى الآن - وبعد المعلومات التي ادلى بها توم هارنيجيان ذهبت بنفسي الى مسكن المسز ماربري حيث علمت ان المدعو المستر سوست خرج من غرفته دون ان يشعر به احد وقمت بتفتيش هذه الغرفة وثبت بما لايدع للشك انه المجرم المجهول ..لقد عثرت على رزمة من اوراق الرسائل من نفس النوع الذي كتبت عليه رسائله الى بوارو وكذلك وجدت في ذاخل خزانة الملابس كمية كبيرة من الجوارب النسائية في علب مسطحة ولفافة بها مجموعة من دليل "ا.ب.س" للسكة الحديدية كلها جديدة وكانت اللفافة تشبه لفافات علب الجوارب تماما بحيث يظن الذي يراها لأول وهلة انها تضم علب جوارب لا مجموعة من دليل "ا.ب.س" للسكة الحديدية وقال نائب الحكمدار : انه حتما مجنون وقال المفتش كروم بلهجة الإنتصار - وقد عثرت على شيء آخر عثرت في هذا الصباح فقط ولم تتح لي الفرصة بعد لإبلاغ النبأ رسميا والواقع انني لم اكن انتظر ان اجد السكين المستعملة في الجريمة الأخيرة في غرفته فقال بوارو : - مهما بلغت درجة جنونه فلا يعقل ان يخفي السكين في غرفته - ايا كان الأمر فالمجنون ليس شخصا متزن التفكير ..ومن ثم فلا يستطيع الإنسان ان يحكم على نتائج تصرفاته بالمقدمات المنطقية ولهذا خطر لي انه ربما عاد بالسكين الى مسكنه ولكنه اخفاها في مكان آخر فماذا يمكن ان يكون ذلك المكان الآخر ؟ انه قائمة الصالة والمفروض ان احدا لا يحرك قائمة الصالة عن موضعها وبعد الكثير من الجهد استطعت مع رجالي ان نحرك قائمة الصالة قليلا عن الجدار فوجدنا السكين وراءها.. - نفس السكين ؟ - أجل ..وكانت لم تزل ملوثة بالدماء فقال نائب الحكمدار : - احسنت يا كروم لم يبق امامنا غير شيء واحد - ماهو يا سيدي ؟ - القبض على الرجل نفسه فقال كروم بلهجة تنم عن الثقة الكاملة - لسوف يتم هذا في اقرب فرصة والتفت الى بوارو وقال : - ما رايك يا مسيو بوارو وبذا كان بوارو قد تنبه من ذهوله وقال : - معذرة ماذا تقول ؟ - كنا نقول ان القبض على ذلك المجرم المجنون مسالة وقت ...فما رايك ؟ - اوه نعم ..نعم..بلا شك وكان صوته ينم عن شرود الفكر فقال نائب الحكمدار : - هل هناك مايثير قلقك يا مسيو بوارو؟ - ان هناك ما يهمني جدا ان اعرف الإجابة عليه وهو السبب ..المبرر الدافع على هذه الجرائم فقال نائب الحكمدار في ضجر : - وكلن الرجل المجنون ...الا يعتبر هذا سببا كافيا ؟ - لايا سيدي ..ان هذا لايعتبر سببا كافيا في رايي فقال كروم : - - ربما يتضح لنا السبب عندما نقبض عليه وقال نائب الحكدار : - ترى اين هو :
وتوقف المستر سوست بجوار دكان الفاكهة الواقع امام دكان المسز آسكر عبر الشارع وراح ينظر الى دكان المسز آسكر نعم..ان اللافتة تحمل اسمها بوضوح حلوى وسجائر وصحف وبجانب اللافتة ورقة مكتوبة عليها "للإيجار" لقد اصبح الدكان خاليا بلا حياة " معذرة يا سيدي" قالتها زوجة الفكهاتي للمستر سوست لكي تتناول بعض ثمار الليمون واعتذر لها وتحرك جانبا.. وفي بطء وتمهل راح يسير متثاقلا في اتجاه الطريق العام المؤدي الى خارج البلدة ان الأمر الشاق ...شاق تماما لأنه لم يعد يمتلك قرشا واحدا واشق من هذا انه لم يتناول طعاما طوال يومه ويبدو ان الجوع يملأ النفس بمشاعر غريبة ويجعل الراس خفيفا مضطربا ولاحت منه نظرة الى واجهة "كشك" لبيع الصحف فطالعته العناوين الضخمة عن جرائم "ا.ب.س" الرهيبة وعن المجرم الذي اختفى وعن المؤتمر الذي اشترك فيه هيركيول بوارو مع رجال المباحث وتمتم المستر سوست لنفسه قائلا "لو ان المسيو بوارو يعرف.." وعاد يستأنف السير ولمنه قال لنفسه - لن استطيع ان امضي هكذا طويلا انه يحرك قدما امام قدم يا لها من حركة عجيبة غريبة لمن يلاحظها ولكن اليس كل انسان حيوانا عجيبا غريبا ؟ او ليس هو الكسندر بونابرت سوست حيوانا عجيبا غريبا بوجه خاص ؟ لقد كان هكذا دائما كان الناس دائما يضحكون منه وعليه..وهو لايستطسع ان ينحني عليهم باللوم .. الى اين هو ذاهب ؟...انه لايعرف.. لقد وصل الى النهاية ولم يعد في مقدوره ان يرى شيئا غير تحركات قدميه قدم تمضي امام قدم ورفع راسه وراى اضواء امامه ولافتة كبيرة مكتوبة عليها "مركز الشرطة" وضحك المستر سوست وقال : - ماعجب هذا ؟ ثم تقدم نحو المدخل وقبل ان يصل الى اولى درجات السلم تمايل واهتز ثم سقط على الأرض مغشيا عليه | |
|
| |
| رواية الجَرائِم الأبجدِية ، الكاتِبة / اجاثا كريستي | |
|