*ღ منتديات احلى بنات للبنات فقط ღ*
*ღ منتديات احلى بنات للبنات فقط ღ*
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

*ღ منتديات احلى بنات للبنات فقط ღ*

.
 
الرئيسيةس .و .جبحـثالأعضاءالتسجيلدخول

 

 رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية

اذهب الى الأسفل 
+13
nor samir
من فضل الحزن رفيقى
ياسمينة
الأميره صوفيا
رنوشة الفرفوشة
sOَmE one liKe Uّ
همسة بنت
ليونة#~
نصراويه
!Ji Chang Wook
miss worod
! Zeref
! Lucas dobre
17 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4 ... 12 ... 21  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty11/5/2014, 4:34 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

مرحبا قررت اعمل رواية بسس هي منقولة عجبتني




تفضلو




البارت الاول



[الحلقةالأولى]



*********

مخلوقة إقتحمت حياتي !





توفي عمي و زوجته في حادث مؤسف قبل شهرين ، و تركا طفلتهما الوحيدة ( رغد ) و التي تقترب من الثالثة من عمرها ... لتعيش يتيمة مدى الحياة . 

في البداية ، بقيت الصغيرة في بيت خالتها لترعاها ، و لكن ، و نظرا لظروف خالتها العائلية ، اتفق الجميع على أن يضمها والدي إلينا و يتولى رعايتها 
من الآن فصاعدا . 

أنا و أخوتي لا نزال صغارا ، و لأنني أكبرهم سنا فقد تحولت فجأة إلى 
( رجل راشد و مسؤول ) بعد حضور رغد إلى بيتنا . 

كنا ننتظر عودة أبي بالصغيرة ، (سامر) و ( دانة ) كانا في قمة السعادة لأن عضوا جديدا سينضم إليهما و يشاركهما اللعب ! 

أما والدتي فكانت متوترة و قلقة 

أنا لم يعن ِ لي الأمر الكثير 

أو هكذا كنت أظن ! 


وصل أبي أخيرا .. 

قبل أن يدخل الغرفة حيث كنا نجلس وصلنا صوت صراخ رغد ! 

سامر و دانة قفزا فرحا و ذهبا نحو الباب راكضين 


" بابا بابا ... أخيرا ! " 


قالت دانه و هي تقفز نحو أبي ، و الذي كان يحمل رغد على ذراعه و يحاول تهدئتها لكن رغد عندما رأتنا ازدادت صرخاتها و دوت المنزل بصوتها الحاد ! 


تنهدت و قلت في نفسي : 


" أوه ! ها قد بدأنا ! " 


أخذت أمي الصغيرة و جعلت تداعبها و تقدم إليها الحلوى علها تسكت ! 

في الواقع ، لقد قضينا وقتا عصيبا و مزعجا مع هذه الصغيرة ذلك اليوم . 





الاسئلة


1- اعجبتك الرواية؟


2-هل طول البارت مناسب؟


3-ماذا سيحدث في الغد؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:24 pm

و ضحكنا من جديد .

و بعد يومين ، حين رتب سيف أموره للسفر ، انطلقنا أنا و هو بالسيارة ميممين وجهينا شطر المدينة الصناعية ...
لقد تكبلنا مشاقا لا حصر لها أثناء الطريق ، إذ أن الشوارع كانت مدمرة و اضطررنا لسلك طرق ملتوية و مطولة جدا ...
كما و أننا واجهنا عقبات مع الشرطة المحليين 
إنني لمجرد رؤية شرطي ، ارتعش و أصاب بالذعر ... حتى و إن كان مجرد شرطي مرور ...
لن أطيل في وصف الرحلة ، لم يكن ذلك مهما ... فرأسي و قلبي و كلي ... مشغول بأهلي و أهلي فقط ...
و أولهم ... مدللتي الصغيرة الحبيبة ...
رغد ...
رغد ...
أنا قادم إليك أخيرا ...
قادم أخيرا ...

وصلنا للمدينة الصناعية مساء اليوم التالث ، و قد نال منا التعب ما نال 
لذا فإن سيف أراد استئجار شقة نقضي فيها ليلتنا لنبدأ البحث في اليوم التالي ...

" ماذا ؟ لا أرجوك ! لا أستطيع الانتظار لحظة بعد ! "

تنهد سيف و قال :

" يا عزيزي دعنا نبات الليلة و غدا نذهب إلى بلدية المدينة و نسألهم عن أهلك ! أين تريدنا أن نبحث الآن ؟؟ نطرق أبواب المنازل واحدا بعد الآخر ؟؟ "

" أجل ! أنا مستعد لفعل ذلك ! "

ابتسم سيف ، ثم ربت على كتفي و قال :

" صبرت كثيرا ! اصبر ليلة أخرى بعد ! "

لم تمر علي ساعات أبطأ من هذه من قبل ...
لم أنم حتى لحظة واحدة و أصابني الإعياء الشديد و الصداع 
و في اليوم التالي ، وقفنا عند إحدى محطات الوقود ، و ذهب سيف لشراء بعض الطعام و هممت باللحاق به ، لكنني شعرت بالتعب الشديد ...
عندما عاد سيف ، التفت نحوي مقدما بعض الطعام إلي :

" تفضل حصتك ! "

هززت رأسيا ممتنعا ، فأنا لا أشعر بأي رغبة في الطعام فيما أنا قد أكون على بعد قاب قوسين أو أدنى من أهلي ...
أسندت رأسي إلى المعقد و رفعت يدي إلى جبيني و ضغطت على رأسي محاولا طرد الصداع منه ...

" أ أنت بخير ؟؟ "

سألني سيف ، فأجبت :

" صداع شديد "

" خذ تناول بعض الطعام و إلا فإنك ستنهار ! "

و هززت رأسي مجددا ...
ثم التفت إليه و قلت :

" هل لي ببعض المال ؟؟ "

أخرج سيف محفظته من جيبه و دفعها إلي ... فأخذتها ، و فتحت الباب قاصدا النزول و الذهاب إلى البقالة المجاورة ...
ما كدت أقف على قدمي حتى انتابني دوار شديد فانهرت على المقعد ...

" وليد ! " 

تركت رجلي متدليتين خارج السيارة و أنا عاجز عن رفعهما 
سيف أسرع فعدّل من وضعي و سأل بقلق :

" أ أنت بخير ؟؟ "

" دوار ... "

أسرع سيف فقرب عبوة عصير من شفتي و قال :

" اشرب قليلا "

رشفت رشفتين أو ثلاث ، و اكتفيت . سيف كان قلقا و ظل يلح علي بتناول بعض الطعام ألا أنني لم أكن أشعر بأدنى رغبة حتى في شم رائحته ...
بعد قليل ، زال الدوار جزئيا و فتحت عيني ، و مددت بالمحفظة إلى سيف و قلت :

" هل لي بعلبة سجائر ؟ "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:24 pm

...تتمة... 



كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشر ليلا ، حينما أشار آخر شخص سألناه عن منزل شاكر جليل ، أبي وليد ، إلى منزل صغير يقع عند المنعطف التالي ...

سأل سيف الرجل :

" أ أنت متأكد ؟ شاكر جليل المكنى بأبي وليد ، رجل قدم مع عائلته من وسط البلاد ؟"

" نعم إنه هو و يقيم هنا منذ سبع أو ثمان سنين ! "

لم يكن الشيء الذي يهتز هو قلبي فقط ، بل و أطرافي ، و شعري ، و مقعدي بل و السيارة أيضا !
تبادلنا أنا و سيف النظرات ... ثم تحرك بالسيارة ببطء حتى أصبحنا إزاء المنزل مباشرة ...

" هيا يا وليد ... "

بقيت في مكاني و لم تخرج مني بادرة تشير إلى أنني أنوي النهوض 

" وليد ! هيا بنا ! أم تفضل الانتظار حتى الغد فربما يكون الجميع نيام ! "

قلت بسرعة :

" لا لا ... مستحيل أن أنتظر دقيقة بعد ... "

و مع ذلك ، بقيت في مكاني بلا حراك ، عدا عن الاهتزازات التي تعرفون ...

" ما بك ؟ قلق ؟؟ "

" ماذا لو لم يكن المنزل المقصود أو العائلة المعنية ؟؟ هل نستمر في البحث أكثر ؟؟ أنا مجهد جدا "

" هوّن عليك ، ربما وصلنا أخيرا . سنتأكد من ذلك "

كيف لي أن أبقى صامدا قويا و أنا على وشك رؤية أهلي ... ؟؟
في داخل هذا المنزل ... يعيش أمي و أبي ... و أخي و أختي ... و الحبيبة رغد !
ربما هم نيام الآن !
لا بد أنهم سيفاجؤون لدى رؤيتي ....
كم أنا مشتاق إليكم جميعا ...
إن هي إلا لحظات ... و ألتقي بكم !
يا إلهي ! أكاد أموت من الشوق و القلق ... 
أخرجت الصورتين من جيبي و أخذت أتأمل أفراد عائلتي ...
ثم ثبت ّ أنظاري على صورة رغد ، و هي تلون ...
رغد ...
يا حلوتي الصغيرة ...
ها أنا قد عدت ...

" دعك من الصورة ... و هيا إلى الأصل ! " 

قال سيف و هو يفتح الباب و ينزل ...
قرعنا الجرس مرارا ... حتى خشيت أن يكون البيت قد هجر ... و أهلي قد رحلوا ... و أملي قد ضاع ...

و لكن الباب انفتح أخيرا ... 

و أطل منه شاب يافع ... طويل القامة ... نحيل الجسم ... مشوّه الوجه بندبة أكدت لي بما لا يقبل الشك ... أنه شقيقي الوحيد ... سامر ....

" سامر ... يا أخي ! "

دخلت في دوامة لا أستطيع وصفها ... من الصراخ و الهتاف ... البكاء و النحيب ... الدموع و العناق ... 

تلقفتني الأيدي و الأذرع و الأحضان ... و أمطرت بالقبل و امتزجت الدموع بالآهات و التهاليل بالولاول ... و ما عدت أدرك إن كان أهلي من حولي حقا ؟ أم أنني توهمت خروجهم من الصورة ...؟
لقد مضى وقت لا أعرف مقداره و أنا أدور بين أحضانهم في عناق تختلط فيه الدموع ...

والدتي لم تقو على الوقوف من هول المفاجأة فجلسنا جميعا قربها و استحوذت على رأسي و ضمته إلى صدرها و جعلنا نبكي بحرارة 
و أبي جالس قربي يكرر حمد الله و شكره و يجهش بكاءا 
و أخي سامر ممسكا بذراعي من جهة ، و دانة من جهة أخرى 
و لم يعد هناك مجال للكلمات ...

لا أستطيع وصف المزيد 
أنى لذاكرتي أن تستوعب حرارة كهذه دون أن تنصهر ؟؟
أطلقت والدتي سراح رأسي لبعض الوقت ... فالتفت نحو دانة
كم كبرت و أصبحت ... فتاة مختلفة !
فتحت فمي لأتكلم ، فإذا بالدموع الحارة تتسلل إلى داخله ...
و ربما هذا ما منح لساني القدرة على الحركة و النطق ...
لكن صوتي جاء مبحوحا خافتا ضعيفا ، كصوت طفل يختنق ...

" رغد ؟؟ "

هبت دانه واقفة ، و صعدت عتبات تلي المدخل عتبتين عتبتين ، و أسرعت الخطى ذاهبة لاستدعاء رغد 
وقفت في قلق و وقف الجميع معي ، و هم لا يزالون يقتسمون حضني و ذراعي ...
كنت أنظر إلى الناحية التي ذهبت إليها دانه ... و لو لم أكن مربوطا بالجميع لذهبت خلفها ...
لا ...
بل لسبقتها ...
الآن ستظهر رغد !
هل نفذ الهواء الذي من حولي ؟؟ أنا اختنق ... 
هل طلعت الشمس في غير موعدها ؟ إنني أحترق ...
هل تهتز الأرض من تحت رجلي ؟؟ أكاد أنهار ... لولا أنهم يمسكون بي ...

ستأتي رغد ... سأحضنها ... و أحملها على ذراعي ... و أؤرجحها في الهواء كما كنت أفعل دائما ...

هيا يا رغد ... اظهري ... تعالي ... أسرعي إلي ...

و من حيث كنت أحدّق بصبر نافذ تماما ، ظهرت مخلوقة جاءت تركض بسرعة ... و توقفت عند أعلى العتبات ....

كما توقفت هي ، توقف كل شيء كان يتحرك في هذا الكون فجأة ... بما فيهم قلبي المزلزل ...
توقفت عيني حتى عن سكب الدموع ، و عن الطرف ...
و تثبتت فوق عيني الفتاة الواقفة أعلى العتبات ... تنظر إلي بذهول ... فاغرة فاها 

هل جرب أحدكم أن يوقف شريط الفيديو أثناء العرض ؟
هكذا توقف الكون عند هذه اللحظة التي ربما تجاوزت القرون طولا ...
وجها لوجه ... أمام مخلوقة يفترض أن تكون رغد ... و لم تكن رغد ...
كنت انتظر أن تظهر رغد ... تماما كما تركتها قبل ثمان سنين ... طفلة صغيرة أعشقها بجنون ... تركض نحوي بلهفة ... و ترفع يديها إلي بدلال ... و تقول :
وليـــد ... احملني ! 

لم أعد أرى جيدا ... أصبت بغشاوة من هول الصدمة المفاجئة ... و المشاعر المتلاطمة بعنف ...
أردت أن أخرج الصورة من جيبي ... و أسأل الجميع ... أهذه هي صغيرتي رغد ؟؟
لكنني بقيت جامدا متصلبا متخشبا كما أنا ... 
أول شيء تحرك كان فم الفتاة ... ثم إصبعها الذي أشار نحوي ، و بصعوبة و بجهد و بحروف متقطعة قالت :

" و ... لـ ... يــ ... ــد ؟؟؟ "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:25 pm

ثم فجأة ، و دون أن تترك لي الفرصة لأستعد لذلك ، قفزت رغد من أعلى العتبات باندفاع نحوي فحررت ذراعي بسرعة من بين أذرع البقية و رفعتها نحو رغد التي هوت على صدري و هي تهتف 

" وليـــــــــــــــــــــــــــــــــد "


الآن فقط ، آمنت تماما بحقيقة دوران الأرض حول نفسها ... 
لقد كنت أنا المحور
و كانت الأشياء تدور من حولي بسرعة ... 
بسرعة ...
بسرعة ...

كدنا نهوي أرضا لو لم يسرع أبي و سامر لإسنادنا لكنني لم أكن قادرا على الوقوف 
أما رغد ...
صغيرتي التي كبرت ... فقد كانت ممسكة بي بقوة جعلتني أشعر أنها ستخترق جسدي 
بل اخترقته ...
لثمان سنين فقط ، أريد لهذه اللحظة أن تستمر ...
لثمان سنين ، عادت بي الذاكرة ... 
لذلك اليوم المشؤوم ...
لتلك اللحظة الفظيعة ، التي كانت فيها رغد متشبثة بي بذعر و تكاد تخترق جسدي ...
فيما عمّار واقف يبتسم ابتسامة خبيثة و هو يرمي إلي بحزام رغد ...
لحظة تذكرت هذا ، أطبقت على رغد بقوة و كأنني أريد حمايتها من مجرد الذكرى الأليمة
و شددت ضغطي أكثر و أكثر ... و لو كانت لجسدي قوته و عضلاته السابقة ، لربما سحقت عظامها بين ذراعي ...
إلا أنني الآن أشعر بضعف شديد يسري في جسدي ، و أريد أن أنهار 

أبعدت رأسها عني قليلا لأتأكد ... أنها رغد ...
رغم أنها كبرت إلا أن ملامح وجهها الدائري الطفولية ، لا زالت كما هي ...

" رغد ! صغيرتي ! "

لقد عشت لأراك ثانية ...
و نجوت لأعود إليك ...

" آه "


أطلقت هذه الآهة ، ثم خررت أرضا ...
أعتقد أنني أصبت بإغمائه لبضع دقائق 
عندما فتحت عيني ، رأيت وجوه الجميع من حولي فيما أدمعهم تنهمر و تبلل وجهي و ملابسي الغارقة في العرق ...
لم يكن لدي ما هو أغلى من دموع مدللتي رغد و حين رأيتها تسيل على خديها قلت 

" لقد عدت ! لن أسمح لدموعك بأن تسيل بعد اليوم ! "

ثم نقلت بصري بين أعينهم جميعا ، و قلت :

" أنا متعب جدا "

و لحظتها فقط انتبهت لعدم وجود سيف ... 
لا أذكر أنني رأيته بعد قرعنا للجرس ! هل عاد للسيارة ؟ أم ماذا حدث ؟

قلت :

" أين سيف ؟ "

أجاب سامر :

" غادر ... قال أنه سيأتي غدا "

و لأنني كنت متعبا جدا جدا ، فسرعان ما نمت بعدما أرخيت جسدي فوق سرير أخي سامر ، و الذي نام على الأرض إلى جواري في غرفته تلك الليلة ...

عندما أيقظني سامر وقت صلاة الفجر ، لم أكن قد نلت ما يكفي من الراحة... لذا لم أرافقه و أبي إلى المسجد ، بل أديت صلاتي في الغرفة ذاتها ...

أثناء غيابهما للصلاة ، تجولت في المنزل بحثا عن المطبخ فقد كنت شديد العطش و لم يكن البيت كبيرا لذا فإن غرفه و أجزائه متقاربة ...
وصلت إلى المطبخ و هناك رأيت شخصا يقف أمام الثلاجة المفتوحة ، موليا ظهره إلي ، و يرتدي حجابا ...

لم يكن من الصعب علي أن أستنتج أنها رغد ، من صغر حجمها 

" رغد ؟ "

التفتت رغد نحوي بفزع ، إذ أنها لم تشعر بدخولي المطبخ ...

" أنا آسف ... هل أفزعتك ؟؟ "

أحنت رغد رأسها نحو الأرض و هزته قليلا ...

قلت :

" أريد بعض الماء ... رجاء ً " 

رغد تنحت جانبا موسعة المجال أمامي ، و عندما اقتربت رفعت رأسها فنظرت إلي برهة ... 

" لقد ... كبرت ِ ! "

لم تنطق بأي كلمة ، و نزلت ببصرها أرضا ...

قلت :

" لكنك لم تتغيري كثيرا ... " 

رفعت رأسها مرة أخرى و نظرت إلي ، ثم طأطأته من جديد ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:25 pm

قلت :

" و أنا ؟ هل تغيرت كثيرا ؟؟ "

ترددت قليلا ثم قالت :

" هل بدّلت أنفك ؟ "

ابتسمت ، بل كدت أضحك ، لكنني قلت :

" بدّله الزمن ! هل يبدو سيئا جدا ؟؟ "

رغد قالت دون أن ترفع بصرها عن الأرض :

" على العكس ! "

ثم أسرعت بالخروج من المطبخ ... 

استدرت و ناديت :

" رغد انتظري ... "

ألا أنها اختفت بسرعة !
و بسرعة شربت كمية كبيرة من الماء البارد شعرت بها تجري في فمي و حلقي و معدتي و حتى شراييني ! 

عدت إلى فراشي و أغمضت عيني ...
إنه ليس مجرد حلم ...
لقد عدت إلى أهلي أخيرا 
عدت إلى رغد ...
و حتى و أن كبرت و لم تعد صغيرتي المدللة ، فهي لا تزال محبوبتي التي أعشق منذ الصغر ...
و التي أفعل أي شيء في سبيل إسعادها 
و التي لا زلت مشتاقا إليها أكثر من أي شخص آخر ...
و التي يجب أن أقربها مني أكثر من أي وقت مضى ...
فهي ...
صغيرتي الحبيبة المدللة ...
حلم حياتي الأول ...
محبوبتي منذ الطفولة ...
قد كبرت أخيرا .... 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:27 pm

الحلقةالحاديةعشرة
********** 








و أنا استفيق من النوم ، و أشعر بنعومة الوسادة تحت خدي ، و سمك و دفء البطانية فوق جسدي ، و النور يخترق جفني ...
بقيت مغمض العينين ...
حركت يدي فوق الفراش الدافئ الواسع ، و الوسادة الناعمة و أخذت أتحسسهما براحة و سعادة ...
ابتسمت ، و يدي لا تزال تسير فوق الفراش ، و البطانية ، و الوسادة مداعبة كل ما تلامس !
أخذت نفسا عميقا و أطلقته مع آهة ارتياح و رضا ...
كم كان النوم لذيذا ! و كم كنت أشعر بالكسل ! و الجوع أيضا !
آه ... ما أجمل العودة إلى البيت ... و الأهل ...
فتحت عيني ببطء ، و أنا مبتسم و مشرق الوجه 
و على أي شيء وقعت أنظاري مباشرة ؟؟
على وجه أمي !
كانت والدتي تجلس على مقعد جواري ، و تنظر إلي ، و دمعة معلقة على خدها الأيمن ، فيما فمها يبتسم !
جلست بسرعة ، و قد اعتراني القلق المفاجئ و زالت الابتسامة و السعادة من وجهي ، و قلت باضطراب :

" أماه ! ماذا حدث ؟؟ "

والدتي أشارت بيدها إلي قاصدة أن أطمئن ، و قالت :

" لا لا شيء ، لا تقلق بني "

لكنني لم أزل قلقا ، فقلت مرة أخرى :

" ماذا حدث ؟؟ "

هزت أمي رأسها و مسحت دمعتها و زادت ابتسامتها و قالت :

" لا شيء وليد ، أردت فقط أن أروي عيني برؤيتك "

ثم انخرطت في البكاء ...
نهضت عن سريري و أقبلت ناحتها و قبلت رأسها و عانقتها بحرارة ...

" لقد عدت أخيرا ! لا شيء سيبعدني عنكم بعد الآن "




~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ 





طبعا لم يستطع أحدنا النوم تلك الليلة ، غير وليد !
نام وليد في غرفة سامر ، إذ لم يكن لدينا أي سرير احتياطي أو غرفة أخرى مناسبة .
أنا لا أستطيع أن أصدق أن وليد قد عاد ! 
لقد آمنت بأنه اختفى للأبد 
كنت اعتقد بأنه فضل العيش في الخارج حيث الأمان و السلام على العودة لبلدنا و الحرب و الدمار ...
لكنه عاد ... و بدا كالحلم !
لا يزال طويلا و عريضا ، لكنه نحيل !
كما أن أنفه قد تغير و أصبح جميلا !
البارحة لم أتمالك نفسي عندما رأيته أمام عيني ... 
كم تجعلني هذه الذكرى أبتسم و أتورد خجلا ! 

" رغد ! كم من السنين ستقضين في تقليب البطاطا ! لقد أحرقتها ! "

انتبهت من شرودي الشديد ، على صوت دانة ، و حين التفت إليها رأيتها تراقبني من بعد ، و قد وضعت يديها على خصريها ...

ابتسمت و قلت :

" ها أنا أوشك على الانتهاء " 

دانة حدقت بوجهي قليلا ثم قالت :

" لقد احمر وجهك من طول وقوفك قرب النار ! هيا انتشليها و انتهي ! "

أنا اشعر بأن خدي متوهجان ! و لكن ليس من حرارة النار !
انتهيت من قلي البطاطا ثم رتبتها في الأطباق الخاصة.
مائدتنا لهذا اليوم شملت العديد من الأطباق التي كان وليد يحبها 
والدتي أصرت على إعدادها كلها ، و جعلتنا نعتكف في المطبخ منذ الصباح الباكر !
ربما كان هذا الأفضل فإن أحدنا لم يكن لينام من شدة الفرح ...
و الآن هي بالتأكيد في غرفة سامر !

" دانه "

كانت دانة تقطع الخضار لتعد السلطة ، و التفتت إلي بنفاذ صبر و قالت :

" نعم ؟؟ "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:28 pm

قلت :

" هل كان وليد يفضل عصير البرتقال أم الليمون ؟؟ "

رفعت دانة رأسها نحو السقف لتفكر ، ثم عادت ببصرها إلي و هزت رأسها أسفا :

" لا أذكر ! حضّري أيا منهما "

قلت :

" أريد تحضير العصير الذي يفضله ! تذكري يا دانة أرجوك "

رمقتني بنظرة غضب و قالت :

" أوه رغد قلت لك لا أذكر ! اسألي أمي " 

وقفت أفكر لحظة ، و استحسنت الفكرة ، فذهبت مسرعة نحو غرفة سامر !
في طريقي إلى هناك صادفت والدي ...

" إلى أين ؟ "

استوقفني أبي ، فقلت بصوت منخفض :

" أريد التحدث مع أمي "

ابتسم أبي و قال :

" إنها عند وليد ! "

تقدمت خطوة أخرى باتجاه غرفة سامر ، إلا أن أبي استوقفني مرة أخرى 

" رغد "

التفت إليه 

" نعم أبي ؟؟ "

لم يتكلم ، لكنه رفع يده اليمنى و بإصبعه السبابة رسم دائرة في الهواء حول وجهه 
و فهمت ماذا يقصد ...
انعطفت نحو غرفتي ، و ارتديت حجابا و رداءا ساترا ، ثم قدمت نحو غرفة سامر و طرقت الباب طرقا خفيفا ...
سمعت صوت أمي يقول :

" تفضل "

ففتحت الباب ببطء ، و أطللت برأسي على الداخل ... فجاءت نظراتي مباشرة فوق عيني وليد !
رجعت برأسي للوراء و اضطربت ! و بقيت واقفة في مكاني ...
أقبلت أمي ففتحت الباب 

" رغد ! أهلا ... أهناك شيء ؟؟ "

قلت باضطراب :

" العصير ! أقصد الليمون أم البرتقال ؟ "

أمي طبعا نظرت إلي باستغراب و قالت :

" عفوا ؟!! "

كان باستطاعتي أن أرى وليد واقفا هناك عند النافذة المفتوحة ، لكني لا أعرف بأي اتجاه كان ينظر !

" هل أصنع عصير الليمون أم البرتقال ؟؟ "

ابتسمت والدتي و قالت :

" كما تشائين ! "

قلت :

" ماذا يفضل ؟؟ "

و لم أجرؤ على النطق باسمه ! 
والدتي التفتت نحو وليد ، و كذلك فعلت أنا ، فالتقت أنظارنا لوهلة ...

قالت أمي :

" ماذا تفضل أن تشرب اليوم ؟ عصير البرتقال أم الليمون ؟ أم كليهما ؟ "

ابتسم وليد و قال :

" البرتقال قطعا ! " 

ثم التفتت والدتي إلي مبتسمة ، و قالت :

" هل بقي شيء بعد ؟ "

" لا ... تقريبا فرغنا من كل شيء ، بقي العصير ... و السلطة "

" عظيم ، أنا قادمة معك "

ثم استأذنت وليد ، و خرجت و أغلقت الباب .
و عندما ذهبنا للمطبخ ، وجدنا سامر هناك ، و كان قد عاد لتوه من الخارج حيث أحضر بعض الحاجيات ...
بادلانا بالتحية ثم سأل :

" ألم ينهض وليد ؟ "

قالت أمي :

" بلى ! استيقظ قبل قليل "

" عظيم ! أنا ذاهب إليه "

و ذهب سامر مسرعا ، فهبت دانة واقفة و رمت بالسكين و قطعة الخيار التي كانت بيدها جانبا و قالت بانفعال :

" و أنا كذلك "

و لحقت به و هي تقول موجهة كلامها إلي :

" أتمي تحضير السلطة ! "

و في ثوان كانا قد اختفيا ...

ماذا عني أنا ؟؟
أنا أيضا أريد أن أذهب إليه .... !
نظرت إلى أمي فقالت :

" أنا سأقطع الخضار ، حضري أنت العصير ... 




~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~





قبل قليل ، جاءت رغد و وقفت عند باب الغرفة لعدة ثوان ... 
أظن أنها جاءت تسال والدتي عن عصيري المفضل !
يبدو أنها نسيت ذلك ... لطالما كنت آخذها معي إلى في نزهة بالسيارة ، نتوقف خلالها لتناول البوضا أو عصير البرتقال ، أو حتى أصابع البطاطا المقلية !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:29 pm

يا ترى ... ألا تزال تحبها كما في السابق ؟؟
طرق الباب ، ثم دخل أخي سامر و دانة ...
أقبل الاثنان نحوي يحييانني و يعانقانني من جديد ...

قال سامر :

" أحضرت لك بعض الملابس يا أخي ! إنك بحاجة إلى حمام طويل جدا ! "

ابتسمت بشيء من الخجل ، فأنا أعرف أن هندامي كان سيئا ... و شعري طويلا ... و لحيتي نابتة عشوائيا بلا نظام ، و الملابس التي اشتراها لي سيف على عجل خالية من الجمال و الأناقة ! 

قلت :

" هل أبدو مزريا ؟؟ "

ضحكت دانة و قالت :

" بل تبدو كأحد نجوم السينيما الأبطال ! "

ضحكنا نحن الثلاثة ، ثم قلت :

" بطل بلا عضلات !؟ لا أناسب حتى لدور مجرم ! "

و جفلت للكلمة التي خرجت من لساني دون شعور ... ( مجرم ) ... ألست كذلك ؟؟
لكن أحدا لم يلحظ تغير تعابير وجهي ، بل استمرت دانة تقول :

" بل بطل ! أليس كذلك يا سامر ؟ إنه ليس رأيي وحدي بل هذا ما تقوله رغد أيضا ! "

أثارت جملتها هذه اهتمامي البالغ ، هل قالت رغد عني ذلك حقا ؟ هل أبدو كذلك في نظرها ؟ 
تعلمون كم يهمني معرفة ذلك !
لقد كانت تعتبرني شيئا كبيرا عاليا في الماضي ، و الآن بعدما كبرت ... ترى ماذا أصبحت أعني لها ؟؟
فيما بعد ، نعمت باستحمام طويل و مركز !
نظفت جسدي و ذاكرتي من كل ما علق بهما من أيام السجن ... و بلاء السجن ...
بدوت بعدها ( شخصا محترما ) ، إنسانا مكرما ... رجلا يستحق الاهتمام ....

حينما حضر سامر للغرفة بعد ذلك ، أطلق صفرة حادة مداعبا !

" ما كل هذه الوسامة يا رجل ! بالفعل كأبطال السينيما ! "

ابتسمت ، ثم قلت :

" يجب أن تصحبني إلى الحلاق اليوم لأقص شعري ! " 

قال :

" أبقه هكذا يا رجل ! تبدو جذابا به ! "

ضحكنا كثيرا ، ثم خرجت معه من الغرفة فإذا بي أرى أمي و أبي يقفان في الردهة ...
ابتسما لرؤيتي ، و تبادلنا حديثا قصيرا ، ثم ذهبنا أنا و أبي و سامر لتأدية صلاة الظهر في المسجد .
عندما عدنا ، و ما أن وطأت قدمي أرض مدخل المنزل ، حتى هاجمت أنفي روائح أطعمة شهية جدا !
أخذت نفسا عميقا متلذذا بالرائحة الرائعة !
ظهرت أمي ، و قادتنا إلى غرفة المائدة ...
و ذهلت للأطباق الكثيرة التي ملأت المائدة عن آخرها ... 

" أوه ! كل هذا !؟ "

نظرت إلى أمي بتعجب ، فابتسمت و قالت :

" تفضل بني بالهناء و العافية "

لا أخفيكم أن معدتي كانت تستصرخ !
انقبضت مصدرة نداء استغاثة ، ثم توسعت أقصى ما أمكنها استعدادا للكميات الكبيرة التي أنوي التهامها !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:35 pm

في هذه اللحظة تذكرت صديقي سيف ، قلت :

" سيف ! يجب أن اتصل بسيف ! "

و ذهبت إلى حيث يجلس الهاتف بسكون ، و اتصلت به في الشقة حيث كنا 
اعتذر سيف عن الحضور و قال أنه لا يود التسبب بأي حرج على أفراد العائلة في هذا الوقت ، لكنه وعد بالحضور مساء ...
اتخذت مجلسي حول المائدة ، على يمين والدتي ... ، فيما سامر إلى يسار والدي . و أخيرا أقبلت الفتاتان ، دانة و رغد ... فجلست دانة إلي يمين والدي ، و بقي الكرسي الأخير ... المقابل لي شاغرا ...
أقبلت رغد فجلست مقابلي على ذلك الكرسي ، و اتضح لي فيما بعد أنني جلست على الكرسي الذي تجلس هي عليه في العادة !
كانت ترتدي رداءا طويلا ، و حجابا .
لا أخفيكم أنني كنت أشعر بشيء كلسعة الكهرباء كلما التقت نظراتنا عفويا 
إنها صغيرتي رغد !
محبوبتي المدللة التي حرمت من رؤيتها و العناية بها لثمان سنين ...
تعرفون ما تعني لي ...
و قد كبرت و لم يعد بإمكاني مداعبتها كالسابق ...
إنني أريد أن أطعمها هذه البطاطا المقلية بيدي ! 
إنني أشعر بأنها تراقبني !
ليست هي فقط ... بل الجميع يراقبني 
إنني رغم شهيتي العظمي للطعام تصرفت بلباقة و تهذيب ، و أكلت بنفس السرعة التي بها يأكلون ....
و لكن لوقت أطول ... و لكميات أكبر !
ما أشهى أطباق أمي !
كل شيء يبدو لذيذا جدا ... حتى الماء ...
لم أذق للماء طعما منذ ثمان سنين ... 
و هل للماء طعم ؟؟
أنا أعتبر نفسي دخلت الجنة بخروجي من ذلك الجحيم ... السجن ...
الحمد لله ...

أمور كثيرة قد تحدثنا عنها إلا أن السجن لم يكن من ضمنها مطلقا 
كما و أنني لم أكن مقبلا على الحديث ، بل الاستماع ... و علمت عن أشياء كثيرة و تطورات جديدة حدثت في البلاد و الحياة خلال سنوات غيابي .
و كانت رغد أقلنا حديثا ، بل إنها بالكاد تنطق بكلمة أو كلمتين من حين لآخر 
كنت أريد أن أتحدث معها ...
أسألها عما عملت في غيابي ...
أمسك بيديها ...
أمسح على شعرها ...
أضمها إلي ...
كما كنت أفعل سابقا ... فهي طفلتي التي اشتقت لها كثيرا جدا جدا ... أكثر من شوقي لأي شخص آخر ... 
لست بحاجة لوصف المزيد فأنتم تعرفون ...
لكنها الآن أمامي فتاة بالغة ترتدي الحجاب ... لا أجرؤ حتى على إطالة النظر إليها أكثر من بضع ثوان ...
هل تتصورون كيف هو شعوري الآن ؟؟
لقد قضيت ثمان سنوات من العذاب... تغير في الدنيا خلالها ما تغير ، إلا أن حبي لهذه الفتاة لم يتغير ... و إن لم أعد الماضي الجميل و علاقتي الرائعة بها فسوف أصاب بالجنون !

قلت ، في محاولة مستميتة لإحياء الماضي الميت و إشعارها و إشعار نفسي بأن شيئا لم يتغير :

" رغد ... صغيرتي ... إلى أين وصلت في الدراسة ؟ "

رغد رفعت بصرها إلي في خجل ، و قد تورد خداها ، و قالت :

" أنهيت الثانوية ! و سوف ألتحق بإحدى الكليات العام المقبل "

ابتسمت بسعادة ! فطفلتي الصغيرة ستدخل الجامعة !

" عظيم ! مدهش ! أبهجتني معرفة ذلك ! وفقك الله "

ابتسمت رغد بخجل شديد ، ثم قالت :

" و أنت ؟ هل أنهيت دراستك أم لا زال هناك المزيد بعد ؟؟ "

تصلبت تماما لدى سماعي هذا السؤال ...
و نقلت بصري إلى أمي ... أبي ... سامر ... و دانة ... 
و علامات الذهول صارخة في وجهي ...

أبى قال مرتبكا :

" يكفي لحد الآن ! هل تظنين أننا سنتركه يغادر ثانية ! مستحيل " 

نظرت إلى أمي و سامر ، فإذا بهما يتحاشيان النظر إلي ...
أما دانة فكانت مشغولة بتقطيع الطعام و مضغه ...
و رغد ، حين عدت ببصري إليها وجدتها تبتسم ...
شعرت باستياء كبير لهذه الحقيقة التي فاجؤوني بها ...
لم يبد على رغد أنها تعلم ... أنني كنت في السجن !
هل أخبروها بأنني سافرت لأدرس ؟؟
ألم أطلب أنا منهم ذلك ؟
ألا يزالون محتفظين بالسر ؟؟

انزعجت كثيرا لاستنتاج ذلك ، و فقدت شهيتي لتناول المزيد ... 
لكنني شربت حصتي من عصير البرتقال كاملة ، لعلمي المسبق بأن رغد هي التي حضرته ...
بعد الغذاء ذهبت مع أهلي في جولة داخل المنزل لأتعرف على أجزائه ، و كان موضوع جهل رغد بأمر سجني يسيطر على تفكيري ... و يتعسني ...

و انتهزت أول فرصة سنحت لي فسألت والدي :

" ألا تعلم رغد بأنني ... كنت في السجن ؟؟ "

والدي تردد قليلا ثم أجاب :

" لم يكن بإمكاننا إخبارها بشيء كهذا ذلك الوقت ... ثم كبرت ... و دانة ... و لم نجد داعيا لإعلامهما بالحقيقة "

غضبت كثيرا من هذا التصرف ، فأنا الآن وضعت في وجه المدفع ... لا أعرف كيف ستتصرف رغد حين تعلم بالأمر ... و لا حتى دانة ...

الاستياء كان واضحا على وجهي ، فقال أبي :

" هون عليك يا وليد ... نتحدث عن ذلك فيما بعد "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:35 pm

كان الأمر شديد الأهمية بالنسبة لي ... 
في المساء ، كنت أشاهد التلفاز مع والدي و والدتي في غرفة المعيشة ، ثم أردت الاتصال بصديقي سيف لأؤكد عليه الحضور 
لم أشأ استخدام الهاتف الذي يقع فوق التلفاز مباشرة لذلك خرجت من غرفة المعيشة و توجهت نحو المطبخ ... و هو الأقرب إلى الغرفة ..
لقد كان الباب مغلقا ، لذا طرقته أولا ...

فتح الباب قليلا و ظهرت دانة 

" أهلا وليد! أتريد شيئا ؟؟ "

" أردت استخدام الهاتف "

ابتسمت دانة و قالت :

" اذهب إلى غرفة المعيشة أو الضيوف !"

استغربت ، فقلت :

" هاتف المطبخ لا يعمل ؟ "

ابتسمت مجددا و قالت :

" بلى ! لكن رغد بالداخل ! "

شيء أثار جنوني ... فقبضت يدي بقوة ... و قهر 
بعد أن كانت رفيقتي أينما ذهبت ، أصبحت ممنوعا من الدخول إلى حيث توجد هي ...
لن يستمر الوضع هكذا لأنني سأجن حتما ...
لسوف أتحدث مع أبي بهذا الشأن في أقرب فرصة ... لا ... بل الآن !
و استدرت قاصدا غرفة الضيوف إلا أنني وقفت فجأة و بذهول ... حين رأيت باب المطبخ يتحرك ، و يفتح ، و يخرج سامر منه !
خرج سامر مبتسما و أغلق الباب ، و بقيت محملقا فيه بذهول ...

سامر نظر إلي و ابتسم و قال :

" غرفة الضيوف من هنا "

أنا بقيت واقفا مصعوقا ... و أخيرا تحرك لساني المعقود فقلت :

" رغد ... بالداخل ؟؟ "

أجاب مبتسما :

" نعم ! ... لم تجلب الحجاب معها "

جننت ، و لم أعد قادرا على فهم شيء أو تصور شيء ! 
ببلاهة و اضطراب و تشتت فكر قلت ، و أنا أشير بإصبعي إلى سامر :

" لكن ... أنت ... ؟؟؟ "

سامر رفع حاجبيه و فغر فاه بابتسامة استنتاج ، كمن فهم و أدرك لتوه أمرا لم ينتبه له من قبل ...

" آه ! تقصد أنا ... ؟؟ نعم ... فـ... نحن ... "

و ضحك ضحكة خفيفة ، ثم أتم الجملة التي قضت على آخر آخر ما كان في ّ من بقايا فتات وليد :

" نحن ... مخطوبان ! " 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:37 pm

الحلقةالثانيةعشرة
********* 








لقد قضيت اليوم بكامله في المطبخ !
فبعد وجبة الغذاء العظيمة التي أعددناها صباحا ، الآن نعد وجبة عشاء من أجل وليد و صديقه الذي سيتناول العشاء في منزلنا .
إنني أشعر بالتعب و أريد أن أنام ! لكن دانة لي بالمرصاد ، و كلما استرخيت قليلا طاردتني بقول :

" أسرعي يا رغد ! الوقت يداهمنا ! "

كان سامر يساعدنا و لكنه خرج قبل لحظة ، و الآن أستطيع أن أتحدث عن وليد دون حرج !!

" أخبريني يا دانة ، ما هو التخصص الذي درسه وليد ؟؟ "

دانة منهمكة في صف الفطائر في الصينية قبل أن تزج بها داخل الفرن ...

قالت :

" أعتقد الإدارة و الاقتصاد ! "

صمت قليلا ثم قلت :

" و أي غرفة سنعد له ؟ أظنها غرفة الضيوف ! فالبيت صغير ... ألا توافقينني ؟ "

قالت :

" بلى "

انتظرت بضع ثوان ثم عدت أسأل :

" ألا يبدو أنه قد نحل كثيرا ؟ ألم يكن أضخم في السابق ؟ "

قالت :

" بلى ... كثيرا جدا ! لابد أنه لم يكن يأكل جيدا هناك "

قلت :

" أ رأيت كيف التهم البطاطا التي أعددها كلها ؟ لابد أنها أعجبته ! "

التفتت دانة إلي ببطء و قالت :

" و كذلك أكل السلطة التي أعددتها ، و الحساء الذي أعدته أمي ، و الدجاج و الرز و العصير و كل شيء ! بربك ! هل تعتقدين أن طبقك المقلي هذا هو طبق مميز ! "

قلت مستاءة :

" أنت دائما هكذا ! لا يعجبك شيء أصنعه أنا " 

انصرفت دانة عني لتضع صينية الفطائر داخل الفرن ، و ما أن فرغت حتى بادرتها بالسؤال :

" ألا يبدو أقرب شبها من أبي ؟ فأنت و سامر تشبهان أمي ! "

قالت : 

" لا أعرف ! "

ثم التفتت إلي و قالت :

" و أنت ِ !؟ من تشبهين ؟؟ "

صمت قليلا ، ثم قلت :

" ربما أمي المتوفاة ! "

لكنها قالت :

" لا ! تشبهين بل شخصا آخر ! "

سألت باهتمام :

" من ؟؟ "

ابتسمت بخبث و قالت :

" الببغاء ! فأنت ثرثارة جدا ! "

رميت بقطعة من العجين ناحيتها فأصابت أنفها ، فأطلقتُ ضحكة كبيرة !
أما هي فقد اشتعلت غضبا و أقبلت نحوي متأبطة شرا !
تركت كرة العجين التي كنت ألتها من يدي و ذهبت أركض مبتعدة و هي تلاحقني حتى اقتربت من الباب و كدت أفتحه 

" انتظري ! وليد بالخارج "

أوقفت يدي قبل أن تدير المقبض و التفت إليها و قلت :

" صحيح ؟؟ "

قالت :

" نعم فهو من طرق الباب قبل لحظة ، دعيني أستوثق من انصرافه أولا "

تنحيت جانبا ، منتظرة منها أن تفتح الباب ، فأقبلت نحوي و على حين غرة ، و بشكل مفاجئ ، ألصقت قطعة العجين على أنفي و ضحكت بقوة و ركضت مبتعدة قبل أن أتمكن من الفرار منها !
أنا فتحت الباب بسرعة لأهرب لكن بعد فوات الأوان !
و تخيلوا من لمحت في الثانية التي فتحت الباب فيها ثم أغلقته بسرعة ؟؟
لقد كان وليد !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:37 pm

كم شعرت بالإحراج و الخجل و ابتعدت عن الباب في اضطراب 
لا بد أنه رآني هكذا ... و قطعة العجين ملتصقة بأنفي ! أوه يا للموقف المخجل !
نزعت العجين و رميت به نحو دانة و أنا أقول :

" لماذا تقولي لي أن وليد خلف الباب ؟؟ "

رفعت دانة حاجبيها و قالت :

" بلى قلت لك ! "

" ظننتك تمزحين للإيقاع بي ! لقد رآني هكذا ! "

دانة ابتسمت ابتسامة صغيرة ، ثم قالت :

" أنت و وليد مشكلة الآن ! يجب ألا تغادري غرفتك بعد اليوم ! "

قلت :

" شكرا لك ! إذن أتمي تحضير الفطائر و أنا سأذهب للنوم ! "

في هذه اللحظة فتح الباب فدخل سامر ...

نظر مباشرة إلي و قال :

" ذهب إلى غرفة الضيوف ، إن كنت تودين الخروج "

نظرت إلى دانة ثم إلى سامر ، و الحمرة تعلو خدّيّ و قلت بمكر :

" نعم سأذهب ! "

و انطلقت مسرعة نحو غرفتي ...

غير آبهة بنداءات دانة المتكررة !
بعد أن غسلت وجهي و يدي في الحمام المشترك بين غرفتي و غرفة دانة توجهت نحو سريري و استلقيت باسترخاء
كم كنت متعبة !
إنني لم أنم البارحة كما ينبغي و عملت كثيرا في المطبخ 
و للعلم ، فإن العمل في المطبخ ليس أحد هواياتي ، فأنا لا أهوى غير الرسم ، لكنني أردت المساعدة ...
تقلبت على سريري يمينا و يسارا و أنا أفكر ...
ما الذي سيقوله وليد عني !؟ 
فالفتيات البالغات لا يغطين أنوفهن بقطع العجين !
إلا إذا كانت طريقة جديدة لترطيب البشرة و تغذيتها !
شعرت بالدماء تصعد إلى وجهي بغزارة ... لابد أن وجهي توهج الآن ... لم لا ألقي نظرة !
قفزت من السرير و أسرعت نحو المرآة ... و رأيت حمرة قلما أرى لها مثيلا على وجهي هذا !
أبدو جميلة ! و لابد أنني مع بعض الألوان سأغدو لوحة رائعة !
نزلت ببصري للأسفل و فتحت أحد الأدراج ، قاصدة استخراج علبة الماكياج بفكرة جنونية لتلوين وجهي هذه اللحظة ! 
الشيء الذي وقعت عليه يدي بمجرد أن أدخلتها داخل الدرج كان جسما معدنيا باردا .. أمسكت به و أخرجته دون أن أنظر إليه ثم رفعت به نحو عيني ّ مباشرة ...
إنها ساعة وليد ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:38 pm

نسيت فكرتي السخيفة بوضع المساحيق ، و عدت حاملة الساعة إلى سريري و استلقيت ببطء 
الآن .. الفكرة التي تراودني هي إعادة هذه الساعة لوليد ...
لابد أنه سيفاجأ حين يراها ... و يعرف أنني ظللت محتفظة بها و أرتديها أيضا خلال السنوات الماضية !
قمت فجأة عن سريري و ارتديت ردائي و حجابي و طرت مسرعة للخارج 
دعوني أخبركم بأنني قلما أفكر في الشيء مرتين قبل أن أقدم عليه !

لقد أخبرني سامر أنه في غرفة الضيوف و مع ذلك مررت بغرفة سامر ، ثم غرفة المعيشة ، و بالطبع تجنبت المطبخ ، قبل أن أذهب إلى غرفة الضيوف حاملة ساعة وليد بيدي ...
حين وصلت عند الباب ، و كان مفتوحا ، استطعت أن أرى من بالداخل ، و لم يكن هناك أحد غيره ... 
وليد كان جالسا على أحد المقاعد ، بالتحديد المقعد المجاور للمنضدة التي تحمل الهاتف و قد كان مثنيا جدعه للأمام و مسندا رأسه إلى يديه ، و مرفقيه إلى ركبتيه في وضع يشعر الناظر بأنه ... حزين 
طرقت الباب طرقا خفيفا ، ألا أنه لم يسمعه 
فأعدت الطرق بشكل أقوى و أقوى ، حتى رفع رأسه ببطء و نظر إلي ...
و ما أن التقت أنظارنا حتى علت وجهه تعابير غريبة و مخيفة ... 
بدت عيناه حمراوين و جاحظتين و مفتوحتين لحد تكادان معه أن تخرجا من رأسه !
و لمحت زخات العرق تقطر من جبينه العريض 
حملق وليد بي بشدة أثارت خوفي ... فرجعت خطوة للوراء ... و حالما فعلت ذلك وقف هو فجأة كمن لدغته أفعى !
أنا ازدردت ريقي بفزع ثم حاولت النطق فجاءت كلماتي متلعثمة :

" كنت ... أعني ... لدي شيء أود إعطائك إياه ... "

وليد ظل واقفا في مكانه كالجبل يحدّق بي بحدّة ... ربما أزعجه أن أحضر بمفردي ... أو ربما ... ربما ...

لم أستطع حتى إتمام أفكاري المبعثرة لأنه تقدم خطوة ، ثم خطوة ، تلو خطو باتجاهي 
لقد كنت أمسك بالساعة في يدي اليمنى ، و لا شعوريا تحركت يدي للخلف و اختبأت بالساعة خلف ظهري ...
لا أظن أن وليد رآها و لكن ...
حين صار أمامي مباشرة ، مد يده بسرعة و انقض على يدي اليمنى و سحبها للأمام بعنف 
ارتعدت أطرافي و جفلت ! 
وليد قرّب يدي من عينه و أخذ يحدق بها بنظرات مخيفة و قاسية ، فيما يشد بقبضته عليها حتى يكاد يهشم عظامها ...

نطق لساني بفزع و اضطراب :

" أنا ... لم ... كنت ... سأعيدها إليك ! "

وليد ظل قابضا على يدي بقوة ، و يحدّق في عيني بنظرات تكاد تخترق عيني و رأسي و الجدار الذي خلفي ...

في تلك العيون الحمراء القادحة بالشرر ... رأيت قطرات الدموع تتجمع ... ثم تفيض ... ثم تنسكب ... ثم تشق طريقها على الخد العابس ... ثم تنتهي عند الفك المنقبض ... 

لقد تهت في بحر هذه العيون و غرقت في أعماقها ... 

أخذتني إلى ذكرى قديمة موجعة ... حاولت جهدي أن ألغيها من ذاكرتي ... فرأيت وليد و هو يبكي بمرارة و شدة ذلك اليوم و هو جاث ٍ فوق الرمال قرب السيارة .. 
يمد يده إلي و يقول :

" تعالي يا رغد "

" وليد ... "

نطقت باسمه فإذا به يغمض عينيه بقوة و يعض على أسنانه بشدة .. و يشدد قبضته على يدي و يؤلمني ...

بعدما فتح عينيه ، ظل يحدق في يدي قليلا ، ثم فجأة انتزع الساعة من بين أصابعي و رمى بها نحو الجدار و زمجر بقوة :

" انصرفي "

أنا انتفضت بذعر ... و ارتجفت جميع أطرافي ... فتحركت خطوة للوراء ... ثم انطلقت بأقصى ما أمكنني ... و بأوسع خطى ... و ذهبت إلى غرفتي ... فدخلت و أغلقت الباب بل و أوصدته مرتين ، ثم تهالكت على سريري ...

كان قلبي ينبض بسرعة عجيبة و أنفاسي تعصف رئتي بقوة ... و أنظر إلى يدي فأراها ترتعش ... فيما تشع احمرارا أثر قبضة وليد القوية عليها ...

بعدما هدأت قليلا اقتربت من المرآة فهالني المظهر الذي كساني 
أصبحت مرعبة !
ألم أكن جميلة قبل قليل ؟؟
لا أعرف لماذا فعل وليد ذلك ...
هل غضب لأنني ظهرت من المطبخ و العجين يغطي أنفي ، فبدوت كطفلة غبية ؟؟
أم لأنني لم أكن ارتدي الحجاب وقتها ؟؟
أم ماذا ؟؟

و جعلت الأفكار تلعب في رأسي حتى أتعبته ... 
الساعة !
لقد حطّمها !
لقد احتفظت بها كل هذه السنين لأعيدها إليه ... لماذا فعل ذلك ؟؟ لماذا ؟؟

شعرت بشيء يسيل على خدي رغما عني 
بكيت من الذعر و الخوف ... و الحيرة و الدهشة ...
لا أعرف كيف سيكون لقاؤنا التالي ...
لم يعد هذا وليد !
وليد لم يكن يصرخ في وجهي و يقول :

" انصرفي "

كان دائما يبتسم و يقول :

" تعالي يا رغد !! "




~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:39 pm

رميت بجسدي المثقل بالهموم على أقرب مقعد للباب .. و أطلقت العنان لشلالات الدموع لأن تعبر عن قسوتها بالقدر الذي تشاء 

لم يكن أمامي شيء يرى ... أو يسمع .. أو يثير أي اهتمام
لا شيء يستحق أن أعيش لأجله ... بعدما فقدت أهم شيء عشت على أمل العودة إليه حتى هذه اللحظة 
رفعت رأسي إلى السقف و أردت لأنظاري أن تخترقه و تنطلق نحو السماء ...

يا رب ...

لقد كانت لدي أحلامي و طموحي منذ الصغر ...
و أمور ثلاثة كانت تشغل تفكيري أكثر من أي شيء آخر ...
الحرب ، و ها قد قامت و تدمر ما تدمر ، و لم يعد يجدي القلق بشأن قيامها 
الدراسة ، و ها قد انتهت و ضاعت ... و قضيت أهم سنوات عمري في السجن بدلا من الجامعة ... و انتهى كل شيء و لم يعد يقلقني التفكير فيه ...
و رغد ...
رغد ..
أول و آخر و أهم أحلامي ... 
رغد الحبيبة ... مدللتي التي رعيتها منذ الصغر ...
و راقبتها و هي تنمو و تكبر ...
يوما بعد يوم ...
و قتلت عمار انتقاما لها ...
و قضيت أسوأ و أفظع سنوات حياتي حتى الآن ... في السجن 
منفيا مبعدا مهجورا معزولا عن الأهل و الدنيا و الحياة ... و نور الشمس ...
و ذقت الأمرين ... و سهرت الليالي و أنا أتأمل صورتها و أعيش على الأمل الأخير لي ... بالعودة إليها و لو بعد سنين ...
أعود فأراها مخطوبة لغيري !
و من ؟؟
لشقيقي ..؟؟
يا رب
رحمتك بي 
فانا لست حملا لكل هذا 
و لم يعد بي ذرة من القوة و الاحتمال ...

كنت أبكي بحرقة و لا أشعر بشيء من حولي ، حتى أحسست بيد تمسك برأسي و تأخذني إلى حضن لطالما حننت إليه ...

" ولدي يا عزيزي ما بك ؟ لماذا تبكي يا مهجة فؤادي ؟"

و أجهشت أمي بكاءا و هي تراني أبكي بحرارة 

حاولت أن أتوقف لكنني لم استطع ...
لقد تلقيت صدمة لا يمكن لقلب بشر أن يتحملها ...
رغد !؟
رغد صغيرتي أنا ... أصبحت زوجة لأخي ؟؟
إن الأرض تهتز من حولي و جسدي يشتعل نارا و تكاد دموعي تتبخر من شدة الحرارة ...

لم أجد في جسدي أي قوة حتى لرفع ذراعي و تطويق أمي ... بكيت في حضنها كطفل ضعيف هزيل جريح ... لا يملك من الأمر شيئا ...

بعد فترة من الزمن لا أستطيع تحديدها ، حضر والدي و حالما رآنا أنا و أمي على هذا الوضع قال :

" يكفي يا أم وليد ... دعي ابننا يلتقط أنفاسه أما اكتفيت ؟؟ "

والدتي أخذت تحدق بي بين طوفان الدموع ... 
قلت بلا حول و لا قوة و بصوت أقرب إلى النحيب منه إلى الكلام :

" أنا متعب ... متعب جدا ... لقد انتهيت ... انتهيت ... " 

و بعد حصة البكاء هذه صعدا بي إلى غرفة سامر ، و جعلاني أضطجع على السرير و هما يقولان :

" ارتح يا بني ... نم لبعض الوقت "

ثم غادرا ...

و أنا مضطجع على الفراش و وجهي ملتف ٌ نحو اليمين ... و دموعي لا تزال تنهمر و تغرق الوسادة ، وقع ناظري على الهاتف ...
مددت يدي و أخذته و استرجعت بصعوبة رقم هاتف الشقة التي يقيم سيف بها و اتصلت به 

" يجب أن تحضر الليلة " 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:40 pm

بعدها ... جاء سامر يخبرني بأن سيف قد حضر ...
كان سامر يبتسم ، و إن بدت من نظراته علامات القلق ... خصوصا و هو يرى الوجوم الغريب على وجهي الذي كان مشرقا طوال النهار 
ذهبت معه إلى حيث كان سيف و والدي يجلسان و يتبادلان الأحاديث ...
لابد أن الجميع قد لاحظ شرودي ... و عدم إقبالي على الطعام ، على عكس وجبة الغذاء التي التهمت حصتي منها كاملة تقريبا

" ما بك لا تأكل يا وليد ؟ كُلْ حتى تسترد الأرطال التي فقدتها من جسمك ! "

أجبت ببرود و بلادة :

" اكتفيت "

و بعد العشاء جلسنا في غرفة الضيوف نشرب الشاي ، و كانوا هم الثلاثة ، أبي و سامر و سيف ، في قمة السعادة و يتبادلون الأحاديث و الضحك ... 
أما تفكيري أن فكان متوقفا و جامدا عند اللحظة التي قال فيها آخي :

( نحن مخطوبان )

بعد ساعة ، استأذن سيف للانصراف و أخذ يصافح الجميع و حين أقبل نحوي قلت :

" سأذهب معك "

أبي و سامر تبادلا النظرات ثم حدقا بي ، كما يفعل سيف ... و قالا سوية و باستغراب :

" ماذا ؟؟ "

و أنا لا أزال ممسكا بيد سيف و ناظرا إليه أجبت :

" إذ لا سرير لي هنا ... "

و توقفت قليلا ثم تابعت :

" و لا أريد ترك صديقي وحيدا "

كان سيف يعتزم السفر بعد يوم آخر ، لينال قسطا أوفر من الراحة بعد مشقة الرحلة الطويلة التي قطعناها ... 
و انتهى الأمر بأن خرجت معه دون أن أودع غير والدي ، و سامر ...

في السيارة بعد ذلك ، فتحت الخزانة الأمامية و استخرجت علبة السجائر التي كنت قد دسستها بداخلها أثناء تجوالنا 
و فتحت النافذة ، ثم أشعلت السيجارة و التفت إلى سيف و قلت :

" أتسمح بأن أدخن ؟؟ "

صديقي سيف لم يكن من المدخنين ، أومأ برأسه إيجابا و فتح نافذته ، و انطلق بالسيارة ...

بقيت صامتا شاردا طوال المشوار ، و لم يحاول سيف خلخلة صمتي بأي كلام 
بعد فترة ، و نحن نقف عند الإشارة الأخيرة قبل المبنى حيث نسكن ، و فيما أنا في شرودي و دهليز أفكاري اللانهائي ، قال سيف :

" متى بدأت تدخن ؟؟ "

لم أجبه مباشرة ، ليس لأنني لم أسمعه أو أستوعب سؤاله ، بل لأن لساني لم يكن يدخر أي كلام ...

" السجن يعلّم الكثير ... "

قلت ذلك و ابتسمت ابتسامة ساخرة باهتة شعرت بأن سيف قد رآها رقم تركيزه على الطريق ...
تذكرت لحظتها تلك الأيام ...
و أولئك الزملاء في السجن ...
لماذا أشعر بهم الآن حولي ؟؟
كأني أشم راحة الزنزانة ! 
ربما أثارت رائحة السيجارة تلك الذكريات السوداء !
و هل يمكن أن أنساها ؟
و هل يعقل أن تختفي و أنا لم أبتعد عنها غير أيام فقط ...؟؟
ليتهم ...
ليتهم قتلوني معك يا نديم ...
ليتنا تبادلنا الأرواح ...
فمت ُّ أنا 
و بقيت أنت ... و خرجت لتعود لأهلك و بلدك و أحبابك ... 
أنا ... لا أهل لي و لا بد ...
و لا أحباب ...

لمحت الإشارة تضيء اللون الأخضر و أنا أسحق سيجارتي في ( المطفئة) 
ثم انطلق وليد بالسيارة ...
أنوار كثيرة كانت تسبح في الظلام ...
مصابيح السيارات القادمة على الطريق المعاكس 
مصابيح المنازل
مصابيح الشارع ...
لافتات المحلات الضوئية 
نور على نور على نور ...
كم هو أمر مزعج ... لم أعد أرغب في رؤية شيء ...
أتمنى ألا تشرق الشمس يوم الغد ...
أتمنى ألا يعود الغد ...
أتمنى ... ألا أذكر رغد ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:41 pm

كانت المرة الثانية في حياتي ، التي تمنيت فيها لو أن رغد لم تخلق ...

عندما دخلنا الشقة، و هي مكونة من غرفة نوم و صالة صغيرة و زاوية مطبخ و حمام واحد ... أسرعت الخطى نحو غرفة النوم و دون أن أنير المصباح دخلت و ألقيت بجسدي المخدر أثر صدمة النبأ على أحد السريرين ...

ثوان ، و إذا بسيف يقبل و يشعل المصباح 

" كلا .. أرجو أطفئه "

قلت ذلك و أنا أرفع يدي ثم أضعها فوق عيني المغمضتين لأحجب عنهما النور ...
سيف بادر بإطفاء المصباح و بقي واقفا برهة ... ثم أقلق الباب و أحسست به يتقدم ... ثم يجلس فوق السرير الآخر و الموازي لسريري ...

ساد السكون لبعض الوقت ، إلا من ضوضاء تعشش في رأسي بسبب الأفكار التي تتعارك في داخله ...

" ماذا حدث ؟؟ "

سألني سيف بصوت هادئ منخفض ... 
لم أجبه ... و مرت دقائق أخرى فاعتقدت أنه حسبني قد دخلت عالم النيام ... لكنه عاد يقول :

" أخبرني ... ، إنك لست على ما يرام "

بعد ذلك أحسست بحركته على السرير المجاور و بصوته يقترب أكثر ...

" وليد ؟؟ "

الآن فتحت عيني قليلا و لدهشتي رأيه يقف عند رأسي و يحدق بي ...
الظلام كان يطلي الغرفة بسواد تام ، إلا عن إضاءة بسيطة تتسلل بعناد من تحت الباب
و يبدو إنها كانت كافيه لتعكس بريق الدموع التي أردت مواراتها في السواد .
لحظة من لحظات الضعف الشديد و الانهيار التام .. توازي لحظة تراقُص الحزام في الهواء ... ثم سكونه النهائي على الرمال ... إلى حيث لا مجال للعودة أو التراجع ... فقد قضي الأمر ...

جلست ، ليست قوتي الجسدية هي التي ساعدتني على النهوض ، و لا رغبتي الميتة في الحراك ، بل الدموع التي تخللت تجويف أنفي و ورّمت باطنه و سدت المعبر أمام أنفاسي البليدة البطيئة ... و كان لابد من إزاحتها ...

تناولت منديلا من العلبة الموضوعة فوق المنضدة الفاصلة بين السريرين و جعلت أعصف ما في جوفي و صدري و كياني ... خارجا 

إلى الخارج ...
يا دموعي و آلامي 
يا أحزاني و ذكرياتي الماضي 
إلى الخارج يا حبي و مهجة قلبي 
إلى الخارج يا بقايا الأمل 
إلى الخارج يا روحي ... 
و كل ما يختزن جسمي من ذرات الحياة .... 
و إلى الخارج ...
يا اعترافات لم أكن أتوقع أنني سأبوح بها ذات يوم ... لأي إنسان ...

" هل واجهت مشكلة مع أهلك ؟؟ ... بالأمس كنت ... كنت َ ... "

و صمت ...

فتابعت أنا مباشرة :

" كنت ُ أملك الأمل الأخير ... و قد ضاع و انتهى كل شيء ...
إنني لم أعد أرغب في العودة إليهم ! سأرحل معك يا سيف "

قلت ذلك و كانت فكرة وليدة اللحظة ، ألا أنها كبرت فجأة في رأسي و احتلت عقلي برمته ، ففتحت عيني و حملقت في الفراغ الذي خلقت منه هذه الفكرة ثم استدرت نحو سيف و قلت :

" أنا عائد معك إلى مدينتنا ! "

طبعا سيف تفاجأ و لم يكن الظلام ليسمح لي برؤية ظاهر ردود فعله أو سبر غورها 

سمعته يقول :

" ماذا ؟ ! "

قلت مؤكدا :

" نعم ! سأذهب معك ... فلم يعد لي مكان أو داع هنا " 

سيف صمت ، و لم يعلق بادئ الأمر ، ثم قال :

" أما حدث ... كان سيئا لهذا الحد ؟؟ "

و كأن جملته كان شرارة فجرّت برميل الوقود ...
ثرت بجنون ، قفزت من سريري مندفعا هائجا صارخا :

" سيئ ٌ فقط ؟؟ بل أسوأ ما يمكن أن يحدث على الإطلاق ... إنها خيانة ! إنهما خائنان ... خائنان ... خائنان "

مشيت بتوتر و عصبية أتخبط في طريقي ... أبحث عن أي شيء أفرغ فيه غضبي بلكمة قوية من يدي لكنني لم أجد غير الجدار ...

و هل يشعر الجدار ؟؟

آلام شديدة شعرت أنا بها في قبضة يدي أثر اللكمة المجنونة نحو الجدار ، و استدرت بانفعال نحو سيف الذي ظل جالسا على السرير يراقبني بصمت ...

" لقد سرقوا رغد مني ! "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:41 pm

لأن شيئا لم يتحرك في سيف استنتجت أنه لم يفهم ما عنيته ... قلت :

" أعود بعد ثمان سنوات من العذاب و الألم ... و الذل و الهوان الذي عشته في السجن بسبب قتلي لذلك الحقير الذي أذاها ... ثمان سنوات من الجحيم ... و المرارة ... و الشوق ... فقدت فيها كل شيء سوى أملى بالعودة إليها هي ... أعود فأجدها ... "

و سكت ... 
لأنني لم أقو على النطق بالكلمة التالية ...
و درت حول نفسي بجنون ، ثم تابعت ، و قد خرجت الكلمة من فمي ممزوجة بالآهة و الصرخة و الحسرة :

" أجدها مخطوبة ؟؟ "

هنا وقف سيف ...
إلا أنني لم أكن قد انتهيت من إفراغ ما لدي 

قلت بصوت صارخ جاد مزمجر :

" و لمن ؟؟ لأخي ؟؟؟ أخي ؟؟؟ "

حتى لو كانت الغرفة منارة لم أكن لأستطيع رؤية شيء وسط انفعالي الشديد ساعتها ...
لذا لا أعرف كيف كانت تعابير وجه سيف ...
و لكن بإمكاني رؤية خياله واقفا هناك ...
اندفعت كلماتي مقترنة بدموعي و زفيري القوي و صوتي الأجش المجلل ... و أنا أقول :

" لو كان ... لو كان شخصا آخر ... أي شخص ... لكنت قتلته و محوته من الوجود ... لكنه أخي ... أخي يا سيف ... أخي ... 
كيف تجرأ على سرقتها مني ؟؟ 
كيف فعلوا هذا بي ؟؟
أهذا ما أستحقه ؟؟
ليتني لم أخرج من السجن 
ليتني مت هناك 
ليتني أفقد الذاكرة و أنسى أنني عرفتها يوما 
الخائنة ...
الخائنة ...
الخائنة ... "

و انتهيت جاثيا على الأرض في بكاء شديد كالأطفال ...

" لقد أطعمتك ِ بيدي ... كيف تفعلين هذا بي يا رغد ؟؟ أنا قتلته انتقاما لك ِ أنت ِ ... 
أيتها الخائنة ... أكان هذا حلمك ...؟
اذهبي بأحلامك إلى الجحيم ... "

و أدخلت يدي إلى جيبي ، و أخرجت منه الصورتين اللتين رافقتاني و لازمتاني لثمان سنين ، لستين دقيقة من كل ساعة من كل يوم ...
أخرجتهما و أخرجت معهما القصاصة التي وجدتها تحت باب غرفتي ...
لم أكن أرى أيا مما أخرجت ، و لكن يدي تحس ... و تدري أيها صورة رغد ... فلطالما أمسكت بالصورة و احتضنتها في يدي لساعات و ساعات ...
الدموع بللت الصورتين و كذلك الورقة ...

" أيتها الخائنة ... اذهبي و أحلامك إلى الجحيم ... "

و قبل أن أتردد أو أدع لعقلي المفقود لحظة للتفكير ...
مزقت الورقة ... إربا إربا ...
و رميت بها في الهواء ...
و مزقت صورة رغد ... قطعة قطعة ... و بعثرتها في الفراغ ... إلى حيث تبعثرت آخر آمالي و أحلامي ...
و انتهت آخر لحظات حبي الحالم ...
و تلاشت آخر ذرات غبار الماضي ...
و لم يبق لي ...
غير حطام قلب ٍ منفطر ... 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:43 pm

الحلقةالثالثةعشر
******** 









ذهبنا أنا و دانة لرفع الأطباق عن المائدة 
كان الضيف مع أبي و سامر ، و وليد في غرفة الضيوف ، فيما تعد والدتي الشاي في المطبخ .
لأن سامر يجلس عادة إلى يسار والدي ، فلا بد أن الضيف قد جلس إلى يمنه ، و لابد أن الكرسي المجاور له كان كرسي وليد ...

" من كان يجلس هنا ؟ "

سألت ، بشيء من البلاهة المفتعلة ، فأجابتني دانة بسحرية و هي ترفع الأطباق :

" ما أدراني ؟ أتصدقين ... لم أكن معهم !
أقصد كنت أجلس على الكرسي المقابل لكنني لم أنتبه لمن كان يجلس أمامي ! "

قلت :

" و ما دمت قد كنت جالسة معهم ، فلماذا لا أرى أطباقا أمام مقعدك ؟؟ "


رفعت دانة نظرها عن السكاكين و الملاعق و الأشواك التي كانت تجمعها ، و هتفت بغضب و حدة :

" رغد ! "

و هي تحرك يدها مهددة برميي بالسكاكين !

قلت بسرعة :

" حسنا حسنا لن أسأل المزيد "

و صمتنا للحظة 

ثم عدت أقول :

" الشخص الذي كان يجلس هنا ... لم يأكل شيئا ! ربما لم يعجب الضيف طعامنا ! "

كنت أريد منها فقط أن تقول شيئا يرجح استنتاجي بأن وليد كان هو من يجلس على هذا المقعد ... 
جلست على ذلك المقعد ، و أخذت إحدى الفطائر من الطبق الموضوع أمامي و بدأت بقضمها 

التفتت إلى دانة ناظرة باستهجان :

" ماذا تفعلين ؟؟ !"

مضغت ما في فمي ببطء شديد ثم ابتلعته ، ثم قلت :

" أرى ما إذا كانت الفطائر في هذا الطبق غير مستساغة ! لكنها لذيذة ! لم لم تعجبه ؟؟ "

طبعا كنت أتعمد إثارة غيظها ! فأنا أريدها أن تأمرني بالمغادرة فورا لأنجو من غسل عشرات الأطباق ... فقد تعبت !

دانة كانت على وشك الصراخ بوجهي ، إلا أن والدتنا أقبلت داخلة الغرفة لتساعدنا في رفع الأطباق و تنظيفها ، فأسرعت بالنهوض و عملت بهمة و نشاط خجلا منها !

بعد أن انتهيت من درس الغسيل هذا ذهبت إلى غرفتي و أنا متعبة و أتذمر 
كنت قلقة بشأن بشرة يدي التي لا تتحمل الصابون و المنظفات 
أخذت أتلمسها و شعرت بجفافها ، فأسرعت إلى المرطبات و المراهم ، و دفنت جلدي تحت طبقة بعد طبقة بعد طبقة منها !

قلت في نفسي :

" رباه ! إنني لا أصلح لشيء كهذا ! كيف سأصبح ربة منزل ذات يوم ؟ لا أريد أن أفقد نضارتي ! "

و تذكرت حينها موضوع زواجنا الذي كدت أنساه !
لا أعلم ما إذا كان سامر قد تحدث مع والدي بشأن الزواج أم لا ... فقد شغلنا جميعا حضور وليد عن التفكير بأي شيء آخر ...

اضطجعت على سريري بعد فترة ، و أنا متوقعة أن أنام بسرعة من شدة الإرهاق ... إلا أن أفكارا كثيرة اتخذت من رأسي ملعبا ليلتها و حرمتني من النوم ... !

حتى هذه اللحظة لا زلت أشعر بشيء يحرق داخل عيني ... 
إنها نظرة وليد المرعبة الحادة التي أحرقتني ...
تقلبت على سريري كما تُقلّب السمكة أثناء شويها ! 
كنت أشعر بالحرارة في جسدي و فراشي ... 
فنظرت من حولي أتأكد من عدم انبعاث الدخان !

لماذا حدّق بي وليد بهذا الشكل ؟؟

تحسست يدي اليمنى باليسرى ، و كأنني لا أزال أشعر بالألم فيها بل و توهمت توهجها و احمرارها ... و حرارتها ...
إنه طويل جدا ! لا يزال علي ّ رفع رأسي كثيرا لأبلغ عينيه ...
و رفعت رأسي نحو السقف ، أعتقد أنني رأيت عينيه هناك ! معلقتين فوق رأسي تماما ... 

بسرعة سحبت البطانية و غطيت رأسي كاملا ... و بقيت هكذا حتى نفذت آخر جزيئات الأوكسجين من تحت البطانية فأزحتها جانبا ، و انتقل الهواء البارد المنعش إلى صدري مختالا ، إلا أن حرارتي أحرقته ، فخرج حارا مخذولا !

عدت أنظر إلى السقف ، و أتخيل عيني وليد ... و أنفه المعقوف ! 
و أتخيله يضع نظارة سامر السوداء التي تلازمه كلما خرج من المنزل ، كم ستبدو مناسبة له !

لا أعرف كم من الوقت مضى و أنا أتفرج على الأفكار السخيفة و هي تلعب بحماس داخل رأسي !
كنت أريد أن أنام و لكن ...
نظرت إلى ساعة الجدار و رأيت عقربيها الوامضين يشيران إلى الساعة الواحدة ليلا ...
ليس من عادتي أو عادة أفراد عائلتي السهر ... لابد أن الجميع يغط الآن في نوم عميق فيما أنا مشغولة بعيني وليد !

لدى رؤيتي للساعة تذكرت شيئا فجأة ، فجلست بسرعة :

" الساعة ! "

و بسرعة خاطفة ، نهضت عن سريري و خرجت من الغرفة و ركضت نحو غرفة الضيوف ...

لقد وجدت الباب مغلقا ، فوقفت حائرة ...
ترى هل يوجد أحد بالداخل ؟؟
و خصوصا من النوع الذي تتعلق عيناه في الأسقف ؟؟

قربت رأسي و تحديدا أذني من الباب ، قاصدة الإصغاء إلى أي صوت قد يدل على وجود شخص ما ، مع أنني واثقة من أن أذني ليستا خارقتين ما يكفي لسماع صوت تنفس بشر ما يفصلني عنه باب و عدة خطوات ! 

لكني على الأقل ، لم أسمع صوت المكيف !

لمست مقبض الباب الحديدي ، و لأنه لم يكن باردا اعتمدت على هذا كدليل قاطع يثبت أن المكيف غير مشغل ، و بالتالي فإن أحدا ليس بالداخل !

أعرف !
أنا أكثر ذكاءا من ذلك ، لكن هذه اللحظة سأعتمد على غبائي !
فتحت الباب ببطء و حذر ... و تأكدت حينها أنه لم يكن هناك أحد...
أضأت المصباح و توجهت فورا إلى المكان الذي وقعت فيه الساعة بعد ارتطامها بالحائط ... خلف المعقد الكبير ...

كانت هناك مسافة لا تتجاوز البوصتين تفصل المقعد الكبير عن الجدار ...
حاولت النظر من خلال هذا المجال الضيق إلا أنني لم أستطع رؤية شيء 

صحيح أن حجمي صغير إلا أن يدي أكبر من أن تنحشر في هذه المساحة الضيقة محاولة استخراج الساعة !

" تبا ! ماذا أفعل الآن ؟؟ "

شمّرت عن ذراعي ، و تأهبت ... ثم أمسكت بالمقعد الكبير و حاولت تحريكه للأمام محاولة مستميتة 
لكن مفاصلي كادت أن تنخلع دون أن يتزحزح هذا الجبل عن مكانه قدر أنملة !

" أرجوك أيتها الساعة أخرجي من هناك ! "

ليتها كانت تسمعني ! لماذا لم يصنع الإنسان ساعة تمشي على أرجل حتى يومنا هذا ؟؟

شعرت بإعياء في عضلاتي 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:43 pm

فارتميت على ذلك المقعد ... 

رباه !
ستضطر غاليتي للمبيت بعيدة عني ... مجروحة و حزينة و لا تجد من يواسيها !
وضعت وسادة المقعد على صدري و أرخيت عضلاتي ...
لم أشعر بنفسي ... 
و لا حتى بالحر الذي يكوي داخلي قبل خارجي 
و استسلمت للنوم !






~ ~ ~ ~ ~ ~ 







و لا للحظة واحدة بعد النبأ القاتل ، استطعت أن أرتاح ...
متمدد على سريري منذ ساعات ... و أفكر في نهايتي البائسة ...
طلع النهار منذ مدة و امتلأت الغرفة ضوءا مزعجا ، أصبحت أكرهه ... بل و أكره الشمس التي أجبرت عيني على استقبال النور ...

نهضت عن السرير و أنا أحس بالآلام في جميع مفاصل بدني ... و ما أن جلست ، حتى وقعت أنظاري التائهة على أشلاء الصورة المبعثرة فوق أرضية الغرفة ..

أتيتها ، و التقطتها قطعة قطعة و كومتها فوق بعضها البعض و ضممتها إلى صدري ...

وضعتها في جيبي ، و هممت برمي أجزاء الورقة الممزقة ، لكنني لم أقو على ذلك ...

كيف لي أن أمحو من الوجود شيئا جاءني منك ؟؟
آخر شيء جاءني منك ...
و آخر شيء سأستلمه على الإطلاق ...
كان الصباح الباكر ... حملت علبة سجائري و خرجت من الشقة و إلى الشارع ، و أخذت أتمشى ...

لم يكن هناك سوى بعض السيارات تمر بين الفينة و الأخرى ، و بعض عمال النظافة متناثرين في المنطقة بزيهم المزعج اللون ...

لم يكن في المنظر ما يبهج النفس أو يريح الأعصاب ... 

بدأت أدخن السيجارة تلو الأخرى ، فهذا هو الشيء الوحيد الذي يشعرني بالراحة المزيفة ...

تفكيري لم يكن صافيا ، إلا أنني عزمت على الرحيل عائدا إلى بيتي ...

بعد قرابة الساعتين ، عدت للشقة فوجدت سيف و قد خرج توه من دورة المياه بعد حمام منعش ، تفوح منه رائحة الصابون ...

ألقى علي تحية الصباح بمجرد أن رآني ، فرددت و أنا أشعر بالخجل من رائحة السجائر المنبعثة مني إزاء رائحة النظافة و الصابون الصادرة منه !

" هل نمت جديا ؟؟ لا تبدو نشيطا ! "

قال سيف ذلك ، و هو يدقق النظر في الهالتين السوداوين اللتين تحيطان بعيني الكئيبتين الحمراوين ...

لم يكن علي أن أجيب ، فقد جاءه الجواب بليغا من مظهري ...

قال سيف :

" أنني أفكر في الطعام ! أ لديكم في البيت ما يؤكل أم أفتش عن مطعم !؟ "

كان يقول ذلك بمرح و دعابة ، لكني كنت في حالة سيئة للغاية ... أسوأ من أن تسمح لي بأي تفكير لائق أو ذوق سليم ، قلت :

" دعنا ننطلق الآن "

سيف تسمر في موضعه و حدق بي بدهشة ! لكن إشارات الإصرار الصارخة في عيني طردت من رأسه أي شكوك حول جديتي في الأمر من عدمها ...

" الآن ؟؟ "

" نعم ... لم علينا الانتظار للغد ؟؟ تبدو في قمة النشاط و لا ضير من السفر الآن "

سيف صمت قليلا ثم قال :

" عائلتك ... أتظن أنهم .... ... "

رفعت زاوية فمي اليمنى باستهتار و سخرية ثم تنهدت تنهيدة قصيرة و قلت :

" لم يعد لي مكان بينهم ... فكما نسوني طوال السنوات الثمان الماضية ، و عاشوا حياتهم دون تأثر ، عليهم اعتباري قد مت من اليوم فصاعدا ...
بل من البارحة فصاعدا "

لقد كنت محبطا و لا أرى إلا سوادا في سواد ...

بقيت واقفا عند الباب أنتظر أن يجمع سيف أشياءه و لم أبادر بمساعدته ، سيف لم يحاول مناقشتي في الأمر و إن كنت أرى الاعتراض مختبئا خلف جفونه 

كان الوقت لا يزال باكرا ، ركبنا السيارة و انطلقنا ...

" سأمر لوداعهم "

نعم وداعهم 
بعد كل الذي تكبلت من أجل العودة إليهم 
بعد كل تلك السعادة التي عشتها يوم الأمس 
بعد كل الحرمان و الضياع ...
أودعهم !
كيف لي أن أقيم معهم و قد انتهى كل معنى لوجودي ؟؟

لم يكن في الشارع غير القليل من السيارات و الناس ... و كان المشوار قصيرا 
و حين وصلنا ، ركن سيف السيارة جانبا و نزلنا سوية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:44 pm

كان والدتي هي من استقبلنا عند المدخل 
و بمجرد أن دخلت ، أقبلت نحوي تعانقني و ترحب بي بحرارة ، و كأنها لم ترني يوم الأمس ... 

قلت :

" سيف معي ... "

و كان سيف لا يزال واقفا خلف الباب ينتظر الإذن بالدخول 

" دعه يتفضل ، خذه إلى غرفة المعيشة حيث والدك ، فغرفة الضيوف حارة الآن "

ثم انصرفت نحو المطبخ ، فيما فتحت الباب لسيف :

" تفضل "

و ذهبنا إلى غرفة المعيشة حيث كان والدي جالسا يقرأ إحدى الصحف ... 
في الماضي ، كنت كثيرا ما أقرأ أخبار الصحف له ! 

" صباح الخير يا أبي "

والدي قام إلينا مرحبا بحرارة هو الآخر ... و اتخذ كلاهما مجلسه ، فيما استأذنت أنا و خرجت من الغرفة قاصدا المطبخ ، و تاركا الباب مفتوحا ، تشيعني نظرات سيف من الداخل !

هناك كانت والدتي واقفة عند الموقد و قد وضعت إبريقا كبيرا مليئا بالماء ليغلي فوق النار ...

ابتسمت لدى رؤيتي و قالت :

" لم أعلم أنك غادرت البارحة إلا بعد حين ... اذهبا أنت و سامر اليوم لشراء طقم غرفة نوم جديد ، سنعد لك غرفة الضيوف لتتخذها غرفة لك " 

طبعا لم أملك من الشجاعة لحظتها ما يكفي لقول ما أخبئه في صدري ... 
قلت ـ محاولا تغيير سير الحديث :

" هل تناولتم فطوركم ؟ "

" ليس بعد ، فسامر و الفتاتان لا زالوا نياما !" 

و استطردت :

" سأعد لكم فطورا شهيا ... ، شغّل المكيف في غرفة الضيوف الآن ثم خذ الضيف إليها " 

" حسنا "

و هممت بالانصراف ، فقالت أمي :

" قل لي ... أي طعام تود تناوله على الفطور يا عزيزي ؟؟ "

إنني لا أفكر بالطعام و لولا سيف لكنت اختصرت المسافة و ودعتكم و انتهينا ...

قلت بلا مبالاة :

" أي شيء ... "

ثم خرجت من المطبخ متجها إلى غرفة الضيوف لتشغيل المكيف .

كان الباب مفتوحا ، دخلت و ذهبت رأسا إلى المكيف فشغّلته و استدرت لأعود خارجا 
فاصطدمت عيناي بشيء جعل قلبي يتدحرج تحت قدمي ! 

ربما كان صوت المكيّف هو الذي جعل هذا الكائن الحي يفيق فجأة ، و يفتح عينيه ، و يهب جالسا في فزع !

أخذت تنظر إلي بتوتر و اضطراب و تتلفت يمنة و يسرة ، بينما أنا متخشب في مكاني ... لا أعرف ماذا أفعل !

ببساطة لا أعرف ماذا أفعل !

ثم ماذا ؟

رفعت الوسادة المربعة الشكل التي كانت موضوعة فوق حضنها و غطت بها وجهها و هبّت واقفة مستترة خلف الوسادة ، و ركضت نحو الباب !

" رغد انتظري ! "

توقفت ، و هي لا تزال تخبئ رأسها خلف الوسادة و أنا لا أزال واقفا مكاني لا أعرف ما أفعل من المفاجأة !

ربما أخطأت و شغلت المكيف على وضع التدفئة ! الجو حار ... حار ... حار !
و قطرات العرق بدأت تتجمع على جبيني و شعري أيضا ... !

اعتقد أنه موقف لا يترك للمرء فرصة للتفكير ، إلا أنني تذكرت سيف ، و هو يجلس في موقع يسمح له برؤية العابر في الممر ... و الباب مفتوح !

" أأ ... صديقي هنا ... سأغلق الباب ... لحظة ... "

كانت تقف قرب الباب و حين أتممت جملتي تراجعت للوراء حتى التصقت بالجدار فسرت أنا نحو الباب و خرجت و عمدت إلى باب غرفة المعيشة فأغلقته دون أن أرفع بصري نحو سيف الذي و لا شك كان يراني ...

عدت بعدها للفتاة الملتصقة بالحائط و الوسادة ... وقلت باضطراب :

" أنا ... آسف ... لم أعلم ... أقصد لم أنتبه ... أأ... "

و لم أجد كلمة مناسبة ! 

مسحت العرق عن وجهي و قلت أخيرا :

" يمكنك الذهاب "

و أوليتها ظهري ، و سمعت خطاها تبتعد مسرعة...

تهالكت على نفس المقعد الكبير الذي كانت رغد نائمة فوقه و شعرت بالحرارة تزداد ...

لقد كان دافئا بل و حارا أيضا !

ما الذي يدفعك للنوم في هذا المكان و بدون تكييف !؟ 

و تتدثرين بالوسادة أيضا !

يا لك من فتاة !

لا أعرف كيف تسللت ابتسامة إلى قلبي ...

لا ! ليست ابتسامة بل شيء أكبر من ذلك

إنها ضحكة !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:45 pm

لم يكن ظرفا مناسبا للضحك و حالتي كما تعرفون هي أبعد ما تكون عن السعادة ، لكنه موقف أجبر ضحكتي على الانطلاق ...

لم يطل الأمر ... وقفت ، و أخذت أحدق بالمقعد الذي كانت رغد تنام عليه ... ثم أتحسسه بيدي ...

عندما كانت رغد صغيرة ، كنت أجعلها تنام فوق سريري و أظل أراقبها بعطف ... 

و أداعب شعرها الأملس ... 

كانت تحب أن تحتضن شيئا ما عند النوم ... كدمية قماشية أو بالونة أو حتى وسادة !

و كم كانت تبدو بريئة و ملائكية !

لم يكن لضحكتي تلك أي داع لأن تولد وسط مجتمع الدموع الحزينة ، سرعان ما لقت حتفها بغزو دمعة واحدة تسللت من بين حدقتي قهرا ... و حسرة ... على ما قد فقدت ...





~ ~ ~ ~ ~ ~






لم أدرك أنني نمت حيث كنت ، على ذلك المقعد الكبير الثقيل ، ( الكنبة ) إلا بعد أن استفقت فجأة فرأيت عيني وليد تحدقان بي !

فزعت ، و نظرت من حولي و اكتشفت أنني كنت هنا ! 

كان جسمي حارا و العرق يتصبب منه ، و جلست مذعورة أتلفت باحثة عن شيء أختفي خلفه ... و لم أجد غير وسادة المقعد التي كنت ألتحفها 
غطيت بها وجهي و قمت مسرعة أريد الهروب !

لا أصدق أنني وصلت غرفتي أخيرا بسلام ! يا إلهي ما الذي يحدث معي !؟
كيف نمت بهذا الشكل ؟؟ و كيف لم يوقظني الحر ؟؟
و ما الذي كان يفعله وليد هناك ؟؟؟

كنت لا أزال أحتضن الوسادة و أسند ظهري إلى الباب الموصد ، و ألتقط أنفاسي بقوة !

كانت غرفتي باردة و لكن ليس هذا هو سبب ارتعاش أطرافي ! 

كم أنا محرجة من وليد !
أمس يراني بقطعة عجين تغطي أنفي و اليوم بهذا الشكل !
ماذا سيظنني ؟؟
كما تقول دانة .. علي ّ ألا أغادر غرفتي بعد الآن !

كنت أشعر بعينيه تراقباني ! أحس بهما معي في غرفتي الآن !

ببلاهة نظرت إلى السقف ، في الموضع الذي توهمت رؤيتهما فيه البارحة و تورد خداي خجلا !

لماذا أشعر بالحرارة كلما عبر وليد على مخيلتي ؟؟؟

و لماذا تتسارع دقات قلبي بهذا الشكل ؟؟

بعد أن تجمعت الأشياء التي تبعثرت من ذاتي أثر الفزع نعمت بحمام منعش و بارد و ارتديت ملابسي و حجابي و ذهبت بحذر إلى المطبخ ...

كانت أمي تنظف السمك عند المغسل ، قلت باستياء :

" صباح الخير أمي ! لا تقولي أن غذاءنا اليوم هو السمك ! " 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:47 pm

ابتسمت والدتي و قالت :

" صباح الخير ! إنه السمك ! "

أطلقت تنهيدة اعتراض ، فأنا لست من عشّاق السمك كما و أنني لا أريد حصة طبخ جديدة هذا اليوم ! 

" ألم تنهض دانة بعد ؟؟ "

سألتني ، قلت : 

" ليس بعد ... " 

ثم غيرت نبرة صوتي و قلت :

" أ لدينا ضيوف اليوم ؟؟ "

" إنه صديق وليد ... سيف ... ، لسوف نستضيفه و نكرمه حتى يسافر غدا ، فهو الذي ساعد ابني على ... "

و توقفت أمي عن الكلام ...

" على ماذا ؟ "

قالت بشيء من الاضطراب :

" على ... على الحضور إلى هنا ... فلم يكن يعرف أين نحن ! "

أنا تركت رسالة أخبر فيها وليد بأننا رحلنا إلى هذه المدينة ! لا أدري إن كان قد وجدها ! بالطبع لا ... كيف كان سيدخل إلى منزل موصد الأبواب !؟

كم أنا متلهفة لمعرفة تفاصيل غيابه ... دراسته ... عمله ... كل شيء !

سكبت لي بعض الشاي ، و توجهت نحو الطاولة الصغيرة الموجودة على أحد جوانب المطبخ قاصدة الجلوس و احتسائه على مهل 

فيما أنا في طريقي نحو الطاولة ، و إذا بوليد و سامر مقبلين ... يدخلان المطبخ !

ما أن وقع بصري على وليد حتى اضطربت خطاي و اهتزت يدي ، و اندلق بعض الشاي الحار على أصابعي فانتفضت أصابعي فجأة تاركة قدح الشاي ينزلق من بينها و يهوي ... و يرتطم بالأرضية الملساء ساكبا محتواه على قدمي و ما حولها !

" آي " 

شعرت بلسعة الشاي الحار و ابتعدت للوراء و أنا أهف على يدي لتبريدها ...

سامر أقبل مسرعا يقول :

" أوه عزيزتي ... هل تأذيت ؟ ! "

قلت : 

" أنا بخير " 

و أنا أتألم ...

سامر أسرع نحو الثلاجة و أخرج قطعة جليد ، و أتى بها إلي ، أمسك بيدي و أخذ يمررها على أصابعي ...
لملامسة الجليد لأصابعي شعرت بالراحة ... 

قلت :

" شكرا "

و ابتسم سامر برضا .

تركته مشغولا بتبريد أصابعي و سمحت لأنظاري بالتسلل من فوق كتفه ، إلى ما ورائه ...

كان يقف عند الباب ، سادا بطوله و عرضه معظم الفتحة ، يحدق بنا أنا و سامر بنظرات مخيفة !

لا أعرف لماذا دائما تشعرني نظراته بالخوف ... و الحرارة !

الجليد أخذ ينصهر بسرعة .... 

رفعت أنظاري عنه و بعثرتها على أشياء أخرى ، أقل إشعاعا و حرارة ... كالثلاجة كإبريق الشاي ، أو حتى ... لهيب نار الموقد !

لكني كنت أشعر بها تحرقني عن بعد !

أ أنتم واثقون من أنكم لا تشمون شيئا ؟؟



وليد الآن تحرك ، متقدما للداخل ... و مبتعدا عنا ، و متوجها نحو أمي ...

قال :

" ماذا تصنعين أماه ؟ "

" سأحضر لكم السمك المشوي هذا اليوم ... ألم يكن صديقك يحبه في الماضي حسب ما أذكر ؟؟ "

سكت وليد برهة ثم قال :

" لا داعي ... يا أمي .. "

و سكت برهة أخرى ثم واصل :

" سوف يسافر سيف الآن ... "

جميعنا ، أنا و سامر و أمي ، نظرنا إلى وليد باهتمام ... 

قالت أمي :

" يسافر ؟ ألم تقل أنه سيبقى حتى الغد ؟ "

" بلى ... لكن خطته تغيرت و سيخرج ... فورا "

قال ( فورا ) هذه بحدة و هو ينظر باتجاهنا أنا و سامر

أمي قالت :

" اقنعه يا وليد بالبقاء حتى وقت الغذاء على الأقل ... اقنعه بني ! "

وليد كان لا يزال ينظر باتجاهنا ، و رأيت يده تنقبض بشدة و وجهه يتوهج احمرارا و على جبينه العريض تتلألأ قطيرات العرق ... 

لم يكن الجو حارا و لكن ...

هذا الرجل ... ناري ... ملتهب ... حار ... يقدح شررا !

نظر إلى أمي نطرة مطولة ثم قال :

" أنا ... ذاهب معه "

سامر ، ترك قطعة الجليد فوق أصابعي و استدار بكامل جسده نحو وليد ، كما فعلت أمي ... 

قال سامر :

" عفوا ؟؟ ماذا ؟؟ "

وليد لم ينظر إلى سامر بل ظل يراقب تعابير وجه أمي ، المندهشة الواجمة ، و قال :

" نعم أمي ... سأسافر معه ... حالا "



~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:50 pm

لم تجد ِ الدموع و النداءات و التوسلات التي أطلقها أفراد عائلتي في صرف نظري عن السفر ...

بل إنني و في هذه اللحظة بالذات ، أريد أن أختفي ليس فقط من البيت ، بل من الدنيا بأسرها 
لقد كانت حالة أمي سيئة جدا ... و لكن صورة الخائنين و أيديهما المتلامسة ... و قطعة الجليد المنزلقة بدلال بين أصابعهما أعمت عيني عن رؤية أي شيء آخر ...

و أقيم مهرجان مناحة كبير ساعة وداعي ...

كان يجب أن أذهب ، و لم يكن لدي أية نوايا بالعودة ... فقد انتهى كل شيء ...

تحججت بكل شيء ...

أوراقي ... شهادتي ... أشيائي ... و كل ما خطر لي على بال ، من أجل إقناعهم بتسليمي مفاتيح المنزل ... 

سيف ينتظرني في السيارة ، و هم متشبثون بي يعيقون خروجي ، محيطون بي من الجهات الأربع ... أمي و أبي ، و أختي و آخي الخائن ...

أما الخائنة رغد ... فكانت تراقب عن بعد ... إذ أنني لم أعد شيئا يجوز لها الاقتراب منه ...

للحظة اختفت رغد ، و صارت عيناي تدوران و تجولان فيما حولي ...

أين أنت ...؟؟

أين ذهبت ؟؟

أعليها أن تحرمني حتى من آخر لحظة لي معها ؟؟

آخر لحظة ؟؟

كنت ممسكا بالباب في وضع الخروج ... أردت أن أسير خطوة نحو الخارج إلا أن قبضة موجعة في صدري منعتني من الخروج قبل أن ... أراها للمرة الأخيرة ...
فقط ... للمرة الأخيرة ... 

" أين رغد ؟؟ "

قلت ذلك ، و عدت نحو الداخل أفتش عنها 

وجدتها في غرفة الضيوف و كانت للعجب ... تحاول تحريك المقعد الكبير عن مكانه !

" رغد ... ! "

التفتت إلي ، فرأيت الدموع تغرق عينيها فيما هي تحاول جاهدة زحزحة المقعد 

دموع رغد تقطع شرايين قلبي ... 

أشعر بالدماء تغرق صدري و رئتي ... و تسد مجرى هوائي ....

إنني أختنق يا رغد !

ليتك تحسين بذلك ...

" ماذا تفعلين ؟؟ ألن ... تودعيني ؟؟ "

هزّت رأسها نفيا و اعتراضا ... 

تقدمت نحوها ، و أمسكت بالمقعد و حركته عن موضعه نحو الأمام بالشكل الذي أرادت ، فأسرعت هي إلى خلفه ، و انحنت على الأرض و التقطت شيئا ما ، لم يكن غير ساعتي القديمة ...

رغد أقبلت نحوي تمد يدها إلي بالساعة و تقول :

" لقد تركت الجميع يسخر مني ... و أنا محتفظة بها و أرتديها في انتظار عودتك كما وعدت ! لكنك كذبت علي ... و لم تعد ! "

و رمت بالساعة نحوي فأصابت أنفي ...

انحنيت و رفعت الساعة عن الأرض ... و بقينا نحدق ببعضنا لبرهة ، ثم قلت :

" لم تعودي بحاجة للاحتفاظ بها ... فصاحب الساعة ... لم يعد موجودا "

و أوليتها ظهري ، و انصرفت نحو باب المدخل ...

لم أعط بصري الفرصة لإلقاء أي نظرة على أي منهم ... لم ألتفت للوراء ... و كنت اسمع نداءاتهم دون أن أستجيب لها ... 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:50 pm

تريدون عودتي ؟؟
أعيدوا رغد إلي أولا !
أم تظنون أنني سأحتمل العيش بينكم ، و هي ... خطيبة لأخي ؟؟ 
دون رغد ... فإن وليد لم يعد له وجود على وجه الأرض ...
ألا تدركون ذلك ؟؟
ألا تدركون ما فعلتم بي ؟؟
قتلتموني ... 
شر قتلة ...


" وليـــــــــــــــــــــد " 


كان هذا صوت رغد ... يخترق أذني ... و رأسي ... و قلبي ... و كل خلية ... و كل ذرة من جسدي ... 


لم أستطع أن أقاوم ... التفت نحو الوراء و لم أر شيئا ... غير طفلة صغيرة ... ضئيلة الحجم ... دائرية الوجه ... واسعة العينين ... خفيفة الشعر ... يتدلى شعرها القصير الأملس على جانبيها بعفوية ... ترفع ذراعيها نحوي بدلال و تقول :

" وليـــــــــــــــد ... احملني ! "

" رغد ... تعالي ! "

رأيت شبحها يقبل نحوي ... راكضا ... ضاحكا ... حاملا في يده اليمنى دفتر تلوين ... و في الأخرى صندوق الأماني ... و يمد ذراعيه إلي ...
فأطير به إلى الهواء ... 
إلى الفضاء ...
إلى السماء ... 
إلى حيث ترتفع أرواح الموتى ...
و تصعد دعوات المعذبين ...

يا رب ...
أتوسل إليك ...
أرجوك ...
خذني إليك ... 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:51 pm

الحلقةالرابعةعشر 
******** 

طريق العودة لم يكن بأقل مشقة من طريق الذهاب ... 
ألا أنني بسبب التعب و الإجهاد النفسي نمت معظم ساعات النهار الأول .

حطام الأشياء التي أراها من حولي لا يختلف عن حطام قلبي ... إلا أن الجماد لا ينزف دما 

التلاوة المنبعثة من مذياع السيارة بصوت قارئ رخيم عذب هي الشيء الوحيد الذي خفف على قلبي آلام التمزق و التقطع و الاحتراق ...

توالت الساعات ، و كنت أتابع باهتمام مزيف كل ما أسمعه من المذياع هروبا من التفكير في الطريق الذي ولى ... و الطريق القادم ...

في الماضي ... و المستقبل ...

بلغنا مدينتنا قبيل غروب الشمس الثالثة التي أنارت دربنا ...

" خذني إلى بيتي "

قلت ذلك و نحن أمام مفترق طرق ، يؤدي أحدهم إلى بيتي و آخر إلى بيت سيف 

" الآن ؟ دعنا ننزل بيتنا و نرتاح من عناء المشوار الطويل ... "

" أرجوك يا سيف ... إلى بيتي ... "

لم أكن هذه المرة أشعر بأي شوق أو حماس لدخول المنزل المهجور

و سيف هم ّ بالحضور معي أل أنني قلت :

" لابد أن والديك في انتظارك الآن ... سأشكرك كما ينبغي لاحقا ، بلغهما تحياتي "

كان سيف قلقا بشأني و لكنني صرفته ، و دخلت المنزل المظلم وحيدا .

رفعت يدي لإنارة المصباح ، بل المصابيح واحدا تلو الآخر فاكتشفت أن الكهرباء مقطوعة .

و على الضوء الباقي من آخر خيوط الشمس ، سرت في منزلي الكئيب الساكن و صعدت إلى الطابق العلوي ... 

ذهبت رأسا إلى غرفة نومي ... أخرجت المفاتيح ، ثم فتحت الباب ببطء ...

و خطوت خطوة إلى الداخل ...

سرعان ما عادت بي السنين إلى الوراء ...

حين كنت فتى مراهقا في بداية التاسعة عشر من العمر ... أجلس على هذا الكرسي أذاكر بشغف ... 
يا إلهي !
لا تزال كتبي التي تركتها على المكتب في مكانها !
مفتوحة كما تركتها قبل ثمان سنين !

جلت ببصري في الغرفة ... و فوجئت برؤية الأشياء كما هي ...

تقدمت خطوة بعد خطوة ...

السرير ... نفس البطانية و الأغطية التي كانت عليه قبل رحيل ...

اقتربت من المكتب ... إنه كتاب الرياضيات الذي كنت أقرأه آخر ليلة قبل الرحيل ، استعدادا لامتحان الغد ! 

و قلم الرصاص لا يزال موضوعا على الصفحة المفتوحة ...

و بقية الكتب مبعثرة على الطاولة تماما كما تركتها منذ ذلك الزمن ...

مددت يدي فلمست الغبار الذي يغطي الكتاب ، و كل شيء ...

فتحت الأدراج لألقي نظرة ... لا شيء تغير ! لا يبدو أن أحدا قد وطأ أرض هذه الغرفة مذ هجرتها 

استدرت نحو سريري ... لطالما احتضنني هذا السرير و امتص تعبي و أرقي ... ألا زال يصلح للنوم ؟ أ أستطيع رمي أثقال صدري و جسدي عليه ؟؟

كان أيضا غارقا في الغبار ... و مع ذلك رميت بجسدي المهموم عليه و سمحت لسحابة الغبار أن تحلق ... و تنتشر ... و تهاجم أنفي و تخنقني أيضا ... 

داهمتني نوبة من العطاس إثر استنشاقي لغبار الزمن ، فنهضت و تلفت من حولي بحثا عن علبة المناديل 
لابد أنها ستكون مدفونة تحت طبقات من الغبار هي الأخرى ... 

لكن أنظاري التصقت فجأة بشيء يقف على أحد أرفف مكتبتي القديمة ...

شيء أسطواني الشكل ، مغطى بطوابع و ملصقات صغيرة طفولية ...

و من بين تلك الملصقات ، يظهر جزء من كلمة مكتوبة عليه : ( أمـاني )

سرت ببطء شديد ، بوصة بوصة ، نحو هذا الصندوق الصغير ... 

أكان حلما أم حقيقة ؟؟ 

لقد رأيته أمامي مباشرة ، و لمسته بيدي ... و رججته ، و سمعت صوت قصاصات الورق تتضارب داخله !

صندوق أماني رغد ... لا يزال حيا ؟؟

أمسكت بالصندوق الأسطواني ، و قربته من عيني ، ثم من صدري ، و أرخيت جفني ، و سحبت نفسا عميقا مليئا بالغبار ...

رأيت الصغيرة مقبلة نحوي بانفعال و فرح ، حاملة كتابها بيدها :

" وليد اصنع صندوق أماني لي "

و رأيتها تساعدني في صناعته ...

ثم تغطيه بالملصقات الصغيرة ...

ثم تجلس هناك على سريري ، قرب المنضدة ، و تكتب أمنيتها الأولى ...

(( عندما أكبر سوف أتزوج ...... ؟؟ ))

عند هذا الحد ... ارتفع جفناي فجأة ، و انقبضت يدي بقوة ... ضاغطة على الصندوق بلا رحمة حتى خنقت أنفاسه ...

تدحرجت عبرة كبيرة حارقة من مقلتي اليمنى ، فاليسرى ، تبعها سيل عارم من الدموع الكئيبة التائهة ، تغسل ما علق بوجهي و أنفي من الغبار العتيق ...

شقت نظرتي طريقا سالكا بين الدموع ، مسافرة نحو صندوق الأماني المخنوق ... محرضة يدي ّ على التعاون للفتك به ... و تمزيقه كما تمزقت كل آمالي و أحلامي ... و صورة رغد و رسالتها ... و قلبي و روحي ...

لكنني توقفت في منتصف الطريق ...

لم أعد أرغب في رؤية ما بداخله ...

فأنا أعرف كل شيء ...

( أريد أن أصبح رجل أعمال ضخم ! )

( أريد أن تصبح ابنة عمي رغد زوجة لي )

( يا رب اشف سامر و أعده كما كان )

( عندما أكبر سوف أتزوج .... ؟؟؟ )

سامر قطعا ...

كم كنتُ غبيا ! 

ضغطت على الصندوق بقوة أكبر فأكبر ... و لو كان شيئا مصنوعا من الحديد لتحطم في قبضتي ...

" أيتها الخائنة ... رغد "

رميت الصندوق بعنف بعيدا عني ... إلى أبعد زاوية في الغرفة ، ثم خرجت هاربا من الذكرى الموجعة 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! Lucas dobre
كبار الشخصيات VIP
كبار الشخصيات VIP
! Lucas dobre


مسآهمـآتــيً $ : : 1325
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 40784
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014

رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية   رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية - صفحة 3 Empty19/5/2014, 1:52 pm

أول شيء التقيت به في طريقي كان غرفة رغد !

فهي الأقرب إلي ...

وقفت عند الغرفة لدقائق ... و يدي تفتش عن المفتاح بتردد ...

رفعت يدي ... و طرقت الباب طرقا خفيفا 

ثم مددتها نحو المقبض و أمسكت به و بقيت في هذا الوضع لزمن طويل ...

سأفتح الباب ببطء و حذر و هدوء ... قد تكون صغيرتي نائمة بسلام ... لا أريد إزعاجها 

أريد فقط أن ألقي نظرة عليها كما أفعل كل ليلة ... لا أحب إلى قلبي من رؤيتها نائمة بهدوء كالملاك .. و ملامسة شعرها الناعم بخفة ...

نظرة أخيرة ... واحدة فقط ... أريد أن ألقيها على طفلتي ... 

رغد ... لقد اشتقت إليك كثير! ... منذ أن رأيتك و أنت نائمة ... هنا قبل ثمان سنين ، و جفناك متورمان أثر البكاء الشديد الذي بكيته ذلك اليوم المشؤوم ... 

أتذكرين كيف لعبنا يومها ؟؟

أتذكرين البطاطا التي أطعمتك إياها ...؟؟

ما كان يدريني أننا لن نلتقي بعد تلك اللحظة ... 

و أنها كانت المرة الأخيرة التي أتسلل فيها إلى غرفتك ، و ألقي عليك نظرة ، و أداعب خصلات شعرك ، و أقبل جبينك ... 

ارتجفت رجلاي و كذا يداي و جسمي كله ، و فقدت أي قدرة على تحريك أي عضلة في جسدي ، حتى جفوني 

لم أجسر على فتح الباب ...

عدت أطرقه و أنادي ...

" رغد ... صغيرتي ... افتحي ! أنا وليد ... "

لكنها لم تفتح 

و أخذت أطرق بقوة أكبر ...

" افتحي يا رغد ... لقد عدت إليك "

و بقي الباب ساكنا جامدا ... 

لم تعد رغد موجودة 

و لم يعد وليد موجودا ...

و لم يعد لفتح هذا الباب ... أي داع ...

هويت على الأرض ... كسقف أزيلت أعمدته فجأة ... و رفعت ذراعي إلى الباب و صرخت ...

" رغد ... عودي إلي ... "













~ ~ ~ ~ ~ ~ ~










من تتوقعون زارنا قبل أسبوع ؟؟

إنها عائلة اللاعب الشهير ( نوّار ) !

و هل استنتجتم ما سبب الزيارة ؟؟

أجل !

مشروع زواج !

بصراحة أنا فوجئت بشدة ! لم أكن أعتقد أن الأمر سيسير حسبما كانت دانة ترسم ! و لكن يبدو أن هناك أمور أخرى لا أعلم عنها شيئا ...

زيارتهم كانت بعد رحيل وليد بثلاثة أسابيع ...

خلال الأسابيع الثلاثة تلك ، كان الجميع يعيش حالة كآبة و حزن مستمرين 

لم تطلع أو تغرب علي شمس دون أن أفكر بوليد ... و بلقائنا الحميم ، ثم نظراته القاسية ، ثم رحيله المفاجئ ...

والدتي أصابها حزن شديد لازمت بسببه الفراش فترة من الزمن ... 

أنا أيضا حزنت كثيرا جدا ... 

أنا لم أكد أره ... لم أكد أشعر بوجوده ... إنني لا أصدق أنه عاد بالفعل ... لقد كبرت على الاعتقاد بأنه لن يعود ... 

و حقيقة ... هو لم يعد ...

" رغد ! ألم تنهي حمّامك بعد ؟؟ "

جاءني صوت دانة من الخارج ، تحثني على الخروج بأقصى سرعة ... كنت لا أزال أمشط شعري القصير المبلل أمام المرآة المغطاة بطبقة من الضباب !

فتحت الباب فانطلق بخار الماء متسربا للخارج ، و وجدت دانة واقفة و ذراعاها مضمومان إلى صدرها ، تنظر إلي بحنق !

" أهو حمام بخاري ؟ هيا اخرجي يكاد ضيوفي يصلون و أنا لم أستعد بعد ! "

سرت ببطء شديد ، متعمدة الإطالة أقصى ما يمكن ... ! دانة تحدق بي بغضب و نفاذ صبر و تصرخ :

" أوه يا لبر ودك ! هيا أخرجي ! "

" لم كل هذا الانفعال !؟ كأنك ستقابلين جلالة الملكة ! "

" أنت لا تفهمين شيئا ! لا يمكنك أن تحسي بمثل أحاسيسي الآن ! لم تجربي ذلك و لن تجربيه ! "

قالت هذا ثم دفعتني قليلا بعيدا عن الباب ، و دخلت الحمام الغارق في البخار و صفعت بالباب بقوة !

ذهبت إلى غرفتي بكسل ... و أخذت أتابع تمشيط شعري المبلل أمام مرآتي ...

هل تحس كل فتاة على وشك مقابلة أهل عريسها بكل هذا التوتر ؟؟
أنهم سيعلنون الموافقة الرسمية و يناقشون شروط العقد هذه الليلة ، و سنقيم حفلة صغيرة بعد أيام لعقد القران ...

دانة أصبحت لا تطاق بسبب توترها و عصبيتها ، لكنها سعيدة ! سعيدة جدا ...

أنا لم أجرب هذا الإحساس ... و لا أعرف كيف يكون ... إنني فقط أعرف أنني مخطوبة لابن عمي سامر لأنني يجب أن أكون مخطوبة له ...
و سأتزوج منه لأنني يجب أن أتزوج منه ...

سامر في الوقت الحالي مسافر إلى مدينة أخرى ، من أجل العمل 

موضوع زواجنا تم تأجيل النقاش فيه ، بسبب حضور و رحيل وليد الذي أربك الأجواء ، ثم خطبة دانه التي شغلتنا أواخر الأيام ...

وليد لم يتصل بنا منذ رحيله ، و والدي يحاول جاهدا الاتصال به بطريقة أو بأخرى من أجل إبلاغه عن خطبة دانه و حفلة العقد 

مجرد تفكيري بهذا الأمر يشعرني بالسعادة ... فوليد سيأتي و لا شك ... لحضور حفلة شقيقته و المشاركة فيها ...

ألقيت بالمشط جانبا و خرجت من الغرفة في طريقي إلى المطبخ ، و وصلني صوت دانه و هي تغني داخل دورة المياه !

أنا لم أغنِّ عند خطبتي !

حين وصلت ، كانت أمي تتبادل الحديث مع والدي بشأن دانه ... لكنهما توقفا عن الكلام لدى رؤيتي !

" أمي ... ماذا عن وليد ؟؟ "

فهو كان شغلي الشاغل منذ أن رحل ...
بل منذ أن وصل !
أمي و أبي تبادلا نظرة سريعة ، قال والدي بعدها :

" لقد استطعت التحدث إلى سيف ، و أوصيته بزيارة وليد بأسرع ما يمكنه ، و إبلاغه بأنتا ننتظر مكالمة ضرورية منه "

فرحت بذلك ، و قلت تلقائيا :

" إذن سأعتكف عند الهاتف ! " 

في ذات اللحظة رن هذا الأخير ، و قفزت مسرعة إليه !

" مرحبا ! هنا منزل شاكر جليل ... من المتحدث ؟ "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 21انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4 ... 12 ... 21  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» رواية جرحني وصار معشوقي كاملة
» رقصت بالعرس من البداية الى النهاية
» رواية صدفة غيرت حياتي / بقلمي , كاملة
» رواية ثلاث بنات في ثانوية عيال كاملة
» رواية انت لي كاملة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
*ღ منتديات احلى بنات للبنات فقط ღ*  :: ~►♥ اقـسـام الـعـبـر ♥◄~ :: أقلام أحلـى بنات ☁. :: أجمل القصص & الروايات ☕ !.-
انتقل الى: