كان ما كان عندما بدأ الدخول المدرسي، فاستعدت له إيميلي استعدادا جادا، كانت تحب الدراسة و أوقاتها لأنها تكون بين زملائها فتشاركهم أفراحها و أحزانها.
لما سمعت صوت طرق لباب بيتها الصغير، أسرعت لفتحه فوجدت المفاجأة التي تنتظرها منذ استيقاظها هذا الصباح، إنها صديقتها ميشيل ، فقد جاءت للسكن معها نظرا أنها تدرسان في الجامعة نفسها، و لطالما درستا في المكان نفسه منذ صغرهما، لذلك لم يتباعدا قط عن بعضهما البعض، و كيف و رباط صداقتهما القوية هو الذي يربطهما؟
إيميلي: لماذا تأخرت؟ قلقت عليك ..
ميشيل: لا داعي للقلق، إني تأخرت بسبب زحام المواصلات فقط.. تعرفين، إنها الأيام الأخيرة من العطلة و الكل يستعد للدخول المدرسي الجديد ..
إيميلي: أنت محقة ، دعينا من هذا كله.. سأذهب لطلب غذاء جاهز، لقد استيقظت متأخرة لذلك لم أتمكن...
قاطعتها ميشيل : ههه.. لقد توقعت ذلك أيتها الكسول، لذلك أحضرت وجبة شهية أعدتها أمي لنا، انظري إنه الطعام الذي تحبينه.
سال لعاب إيميلي لما رأت كرات اللحم مع الأرز و البطاطا المقلية، فلم تتمالك نفسها و أسرعت لإعداد مائدة الطعام. لما تناولت الفتاتان الغذاء قررت إيميلي أن تذهبا لاستكشاف هذه المدينة الجديدة.
الفصل الأول: المغامرة الأولى:
بعد ساعتين من التجوال في أغلب أماكن وسط المدينة، كانت الفتاتان قد زارتا عدة متاجر للملابس و المجوهرات، و نظرا لثراء عائلة ميشيل فقد اشترت كل ما طاب لها حتى أنها لم تقدر على حملها، بعكس إيميلي التي اكتفت ببذلة مدرسية أنيقة تبادها مع التي تملك عند توسخها و شال مزركش جميل تحتمي به من البرد.
بعد قليل، أصبحت إيميلي منزعجة من ميشيل التي أرادت شراء المزيد.
إيميلي: ميشيل، أ لم تكتفي من كل م اشتريت؟ هي لنعد إلى البيت فقد تأخر الوقت.. و سنعود ليوم آخر إن شاء الله.
ميشيل: دعيني يا إيميلي، هذا آخر متجر أنا أعدك .
إيميلي: لا تخفى عن وعودك يا ميشيل، إنك تعديني منذ أن أتينا.
فقدت ميشيل أعصابها و قالت غاضبة: أف يا إيميلي، ألم تكتفي أنت من التذمر؟ إن أبي ثري و أستطيع شراء كل ما أريد.. لذلك توقفي عن إملائي بالتوقف، فأنا لست فقيرة مثلك. أف لا تتبعيني فقد أصبحت أمل منك و من تصرفاتك.
تعجبت إيميلي من كلام صاحبتها، و قالت في نفسها: لا يهم يا إيميلي، إن كل ذلك صحيح و ميشيل محقة لكن لا يهم ، فهي صديقتك الحبيبة و ذلك الكلام كان لحظة غضب فقط. مسحت إيميلي عينيها التي بدأتا تذرفان الدموع ، فجأة تذكرت إن ميشيل لا تعرف طرق المدينة لكن في هذه الأثناء كانت الأخيرة قد ابتعدت منها بحيث لم تعد تراها. أخذت إيميلي تسأل و تنادي صديقتها لكن دون جدوى ، فأخذت تدعو الله أن يحفظها من كل سوء.
خرج آيدن من غرفته مرتديا سروالا أسود و قميصا أزرق وهم بالخروج لكن أمه استوقفته قائلة: بني، أين ستذهب في هذا الوقت المتأخر من الليل؟
آيدن: سأتجول في الأنحاء فقط ، لا تقلقي علي أمي لن أتأخر.
و بينما هو يمشي بمحاذاة حديقتهم سمع صوتا كالمواء لكنه عرف لاحقا أنه صوت بكاء ميشيل.
آيدن: يا آنسة، ماذا تفعلين هنا؟
أجابته ميشيل و الدموع تنهمر من عينيها كالشلال: لق..لقد.. ضع..ت يا س..يدي.. و أنا لا.. أعرف هذه..ه المدينة..
آيدن : و كيف خرجت من البيت إن لم تكوني تعرفين المدينة.
ميشيل: رافق.. ت صدي..قتي إيمي..
آيدن : حسنا لا تقلقي أنا سأساعدك.
أعطت ميشيل مواصفات بيت إيميلي ل آيدن الذي عرف ما تقصده فرافقها إذ لم تكن بعيدة و بمدخل الباب شكرته ميشيل فتركها.
لما ذهب إيدن مسحت ميشيل دموعها ثم طرقت الباب، لما فتحت إيميلي رأتها ميشيل في حالة يرثى لها فلم تستطع النظر إليها لندامتها، لكن إيميلي أسرعت نحوها ثم عانقتها.
ميشيل و الدموع تنهمر من عينيها: أنا آسفة يا إيميلي، لم أقصد أن أجرحك بذلك الكلام، أرجوك سامحيني يا أختي أرجوك.
‘إيميلي: لا بأس المهم أنك بخير الآن و الحمد لله ، هيا ادخلي ، يجب أن ترتاحي، قولي لي ماذا جرى لك ؟
بعد حكي ميشيل لإيميلي ما جرى، تناولتا العشاء ثم ذهبتا للنوم.
ميشيل: أتعرفين ، أنا مسرورة لأني بخير و أنا مسرورة أيضا لأن ذلك الشاب اللطيف قد ساعدني.
إيميلي: الحمد لله ، و أنا أيضا يا عزيزتي.
ميشيل: آه يا إيميلي لو رأيت ذلك الشاب كنت ستذوبين بجماله... آآه لكم أتمنى لقاءه ثانية..
إيميلي: ههه، نامي و دعي منك تلك الحماقة، غدا سنستيقظ باكرا إن شاء الله.
ميشيل: آه لقد نسيت فغدا أول يوم بالجامعة .
انتظرن تتمة الرواية